- 02 –
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
يوم الدينونة: (الآخرة)
برز الإيمان بفكرة الحياة الآخرة والحساب الأخير بعد موت الجسد خلال فترة المملكة الوسطى ، وكان الحساب الأخير موضوعا ذا أهمية خاصة في كتاب الخروج في وضح النهار، أو كتاب الموتى. ويقوم على حساب الموتى مجلس من اثنين وأربعين قاضيا ربانيا، والإله أوزيريس في قاعة "مَعَاتي"، ويتحدث الميت في إجراءات محاكمته معبّرا عن صلاحه واستقامته بالمعنى السلبي النافي منكرا انه عاش في الخطيئة. ويسجل ذلك الاعتراف في بردية "آني" (نص هيروغليفي للكاتب آني).
يوزن قلب المتوفى بعد إعلانه البراءة في كفة ميزان الحساب مقابل ريشة رمزا للصدق أو معات. فإذا كان قلب الشخص الميت أثقل من الريشة لا يسمح له بدخول مملكة الآلهة.
ديانة العمارنة:
حاول "أمنحوتب الرابع" (1352 – 1336) أن ينتزع من عقول المصريين فكرة الإيمان الديني بعدة آلهة ويرشدهم إلى الإيمان بإله واحد اكبر، فهزم الطوائف الدينية وألغى طقوسها، وأغلق المعابد المختلفة أو دمّرها، وجرّد طبقة الكهنة من سلطاتها. ثم غير "أمنحوتب" الرابع اسمه واتخذ اسم "أخناتون" (الذي يعني روح آتن أو أتون)، وبدلت زوجته "نفرتيتي" اسمها إلى "نفرنفرواتن" (أي الجميل في الجمال هو أتن). ثم نقلا العاصمة إلى مدينة العمارنة وأنشأ ما عرف بديانة العمارنة. ويعتبر "آخناتون" في ترنيمته التالية إلى "آتون" عن حرارة إيمانه بإله واحد أحد كلّي:
جميلا تشرق أنت في أفق السماء،
أنت (آتون) الحي خالق الحياة،
تأتي من الأفق الشرقي تمنح جمالك لكل الأرض.
جميل الرؤيا، عظيم ومنير أنت تعلو فوق الأرض...
ما أعظم أعمالك الخفية عن الأنظار
الإله الواحد، ليس كمثله شيء
خلقت الأرض وفق رغبتك
تعطي لكل مقامه وأنت تسد حاجاتهم،
لكل رزقه من الطعام
تعطي لكل مقامه وأنت تقدر الآجال.
وألسنة مختلفة للتخاطب وكذلك أشكالهم وألوانهم مختلفة
(هكذا) ميزت أهل البلاد.
على الرغم من أن الديانة المصرية الرسمية تمركزت خلال فترة حياة "أخناتون" حول "آتن"، فإن الإيمان بإله واحد لم يستقطب أتباعا على نطاق واسع بين الشعب. وسرعان ما تراجع دين العمارنة بعد موت أخناتون وارتد الناس عنه عائدين إلى هياكل الآلهة القديمة.
................................................................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص 123/124 (بتصرف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.