1. مجموعة من المشاعر المعقدة التي تنتج عنها العديد من التصرّفات والأفكار المنسوجة بعواطفٍ قويّة تحكم المرء وتُسيطر على كيانه وإحساسه، فتجعله يرغب بحمايّة الشخص أو الشيء الذي يُحبّه، ويشعر بمودّةٍ وألفة وعطفٍ كبير اتجاهه، فيحترمه ويُحافظ عليه ويُراعي مشاعره ويرغب بإسعاده وحمايته من أي تهديدٍ أو خطر قد يُلحق الضرر به بأيّ شكلٍ.
3. في علم النفس
مفهوم الحبّ في علم النفس حيث حدد بعضهم عواملاً ينتج عنها هذا الشعور ولخصوها في مبدأ واحد وهو التواصل والمُشاركة والدعم الذي ينتج عنه علاقةً مُترابطة وقوية جداً بين الأطراف، وتترتب عليها مشاعر عاطفيّة وفيسيولوجيّة عظيمة تتمحور حول الرعاية، والحماية، والاهتمام، والعطف، وغيرها من المشاعر التي قد تتشابه مع ما ذكر من قبل حول هذه العاطفة العميقة.
4. عند الفلاسفة
4/1. اعتبره بعضهم مجرد كلمة لا تُعبّر عن شيء ملموس ومعقول أو مُرتبط بحقيقة واضحة،
4/2. يرى بعضهم الآخر بأنه تأثير قويّ ووسيلة عظيمة للسيطرة على الكيان ورؤية العالم بصورةٍ مختلفة بمجرد الوقوع تحت تأثيره،
4/3. آخرون فضّلوا عدم تفسيره وتركه في عالمٍ بعيد عن الفضول والتطبيق والبحث.
4/4. اعتبره بعضهم أمراً مُعقّداً يحتاج الكثير من البحث والدراسة، حيث إن طبيعة هذا الإحساس ومقداره وتأثيره يختلف من شخصٍ لآخر، فقد يبدأ الحب بنظرةٍ ولقاء بسيط يُراود المرء فيه شعور بانجذاب للطرف الآخر، لكنه ينمو ويتطوّر مع الوقت ليُصبح غايةً مُلحّة للتقرّب منه أكثر. فقسّمه بعض الباحثين لمراحل وفقاً لعمقه وتأثير الهرمونات البشريّة على صاحبه،
* حيث إنه قد يكون حاجةً مُشتركة لإشباع الرغبة الفطريّة لهم، وسبباً
لتطوّر الأجناس وتكاثرها على مرّ الزمان
* يكون الحب ظاهرة مُميّزة تجعل الأشخاص ينجذبون لبعضهم تحت تأثير هرمونات مُختلفة كالدوبامين الذي يُصدره الدماغ، والذي بدوره يجعل المرء مُتعلّقاً بشريكه أكثر.
5. في الفقه:
ميل النفس مع العقل ، فإذا تجاوز العقل فهو العشق. (فقهية)
5. علامات الحب
يقع المرء في حيرة من أمره، عندما يُلاحظ تغيّراً في مشاعره اتجاه شخص آخر
5/1. علامات داخليّة تتمثل في:
* بالإحاسيس والمشاعر المُضطربة، والعميقة، والصادقة التي يُكنّها المرء
لحبيبه، وأبرزها ما يأتي:
-الميل لتضخيم الصفات الإيجابيّة للشريك، والتغاضي عن بعض سلبياته وأخطاء
بدافع المودّة الكبيرة اتجاهه.
- الشعور بالبهجة والسعادة الغامرة من أجل الحبيب، وذلك في حال نجاحه أو إنجازه هدف من أهدافه، وعدم الشعور بالنقص أو الغيرة أو الدونيّة تجاهه.
- التأثر بآراء الحبيب بشدّة وبأفكاره والاهتمام بها، حيث إن المرء قد يكون معتاداً على اتخاذ قراراته الشخصيّة بشكلٍ خاص وفردي.
5/2. العلامات الخارجيّة هُنالك بعض الإشارات الجسديّة
العفويّة:
الابتسامة الصادقة والعفويّة
- التواصل البصري فنظرات العين الثابتة والتركيز يكون على الأشياء التي
يُحبّها الشخص وينجذب لها.
- الإقبال بالحديث إلى المحبوب.
- "تعمّد" الاقتراب والقعود بالقرب منه
والاضطراب.
6. أنواع الحب
الحب أنواع منه:
* الحبّ العاطفيّ: يشعر الإنسان فيه بالانجذاب
الشديد للطرف الآخر، ويسبب هذا الحب
الشّعور بالكثير من السعادة، أو الكثير من الحزن.
* حبّ الأصدقاء أو الحب الأخويّ، ويتميز بالشّعور
بالعواطف الإيجابية،
* حبّ العائلة: هو حبّ أفراد العائلة لبعضهم البعض.
* الحبّ الإنساني: هو الحبّ الذي يُقدّمه الشخص لغيره دون أي مقابل أو فائدة،
7. نظريات نهاية زمن الحب
يبدو الحبّ في عصرنا هذا أصبح متاحاً أكثر من أي وقت مضى: مع انتشار تطبيقات المواعدة ووسائل التواصل الاجتماعي وتزايد الحريات العامة.
في السنوات الأخيرة، ازداد الحديث عن "نهاية الحبّ"، والمقصود هو نهاية الحبّ بمفهومه الرومانطيقي الذي ورثناه من القرن التاسع عشر عبر الأدب والفن، والذي لا يزال يشكّل تصوّر غالبيتنا عن الحبّ.
* نظرية عالم الاجتماع البولندي زيغمونت باومان في كتابه الحب السائل (2003)) التي يشير فيها لنهاية الحب.
يرى باومان أن الحداثة السائلة ق أعادت تشكيل العلاقات العاطفية، حيث أصبحت تتسم بالهشاشة وعدم الاستقرار.
في المجتمعات التقليدية، كانت العلاقات العاطفية تقوم على روابط قوية ودائمة، مدعومة بمؤسسات اجتماعية صلبة كالأسرة والدين والعادات.
أما اليوم، فقد باتت هذه الروابط أكثر مرونة، لكنها أيضاً أكثر هشاشة، حيث أصبح الحب أشبه بسلعة استهلاكية تُستبدل عند أول علامة على عدم الرضا.
* نظرية عالمة الاجتماع الفرنسية إيفا إيلوز
في كتابها "نهاية الحبّ: سوسيولوجيا العلاقات السلبية"، تقول
إيلوز إن الحديث عن "نهاية الحب" هو في جوهره حديث حول "نزع السحر
عن الحبّ".
ففي عالم يتمحور حول الذات، يقول إن الآخر لم يعد موجوداً كموضوع رغبة، بل كمرآة لنجاح الفرد، كأداة لتأكيد الذات بدلاً من أن يكون تجربة تقود إلى الانفتاح على الآخر.
في ظلّ هذا التحول، يقول هان إن الجنس أصبح مجرد وسيلة لتخفيف التوتر،
معادلة حسابية للمتعة، وحين تُنزع الآخرية من الآخر، لا يعود الحب ممكناً بل
يتحوّل إلى مجرد استهلاك.
*****