حروف القافية

تتكون القافية من حرف أساسي ترتكزعليه يعرف باسم الروي. فالروي هو آخر حرف صحيح في البيت وعليه تبنى القافية وإليه تنتسب. فبقال قصيدة ميمية أونونية..

1. الروي

هوأقل ما تتألف منه القافية،وذلك عندما يكون "الرويّ"ساكنا، فإذا زاد الشاعر شسئا آخر فإن لهذه الزيادة اصطلاحات خاصة هي:

2. الوصل:

ويكون بإشباع حركة الرويّ فيتولد من هذا الإشباع حرف مدّ، أو يكون بهاء بعد الرويّ.

الوصل نوعان:

أ ـ حرف مدّ يتولد عن إشباع حركة "الرويّ" فيكون ألفا أو واوا أو ياء.

ب ـ هاء ساكنة أومحركة تلي حرف "الرويّ".

مثال الوصل بألف مدّ:

كنتَ لي ظِلاّ على الأرض وريفا *** كنتَ لي معنى سماويا لطيفا.

مثال الوصل بالياء:

أي بِشْرٍ لمتسكبي في حياتي *** أيّ نور في جوّها لم تُريقي.

مثال الوصل بالواو:

اِهنئوا بالعيد والهو واطربوا *** يا بني العيد وضِجّوا واصخبوا.

الوصل بالهاء:

يكون بهاء ساكنة مثل:

كان شعري الغناء في فرح الشر *** ق وكان العزاء في أحزانهْ.

يكون بهاء متحركة مثل:

لبنان والخلد اختراع الله لم *** يوسم بازينَ منها ملكُوتُهُ.

3. الخَروج:

 ويكون بإشباع هاء الوصل. فمثلا كلمة "شَبَابُهُ" إذا وقعت في نهاية البيت فإنها تكتب كتابةعروضية على الشكل التالي: "شَبَابُهُو" ف"الباء" روي، و"الهاء" وصل و"الواو" تسمى الخَروج. ويكون أيضا بالياي والألف.

مثال الخَروجُ والإشباع فيه الواو:

كيف السبيل إلى طيف يزاوره *** والنوم في جملة الأحباب هاجرهُ.

مثال الخروج والإشباع فيه ياء:

في الموت ما أعيا وفي أسبابه *** كلّ امرئ رهن بطيّ كتابه.

مثال الخروج والإشباع فيه ألفا:

يا حسرة ما أكاد أحملها *** آخرها مزعج وأوّلها.

4. الردف:

ويكون حرف مد قبل "الرويّ" مباشرة أو حرف لين.

وحروف المد الثلاث من حيث الردف قسمان:

القسم الأول: الألف مثل: (الحياة ـ الصلاة ـ المعجزات..).

القسم الثاني: الواو والياء. يجوز المعاقبة بينهما فكلمات مثل: (بدور ـ نسور ـ قصور ...) يمكن أن تكون جنبا إلى جنب مع كلمات مقل: (بشير ـ نذير ـ غدير ...).

   * الردف بالألف مع روي ساكن:

قولوا له روحي فداهْ *** هذا التجني ما مداهْ

* الردف بالياء والواو مع روي ساكن:

قم إلى الأهرام واخشع واطّرحْ *** خيلة الصيد وزهو الفاتحين

وتمهل إنما تمشـــي........إلى *** حرو الدهر ومحراب القرون.

5. التأسيس:

وهو حرف مدّ بينه وبين الروي حرف صحيح. كما في كلمات (حاجب ـ صاحب ـ طالب...).والحرف الذي يفصل بين الروي وألف التأسيس يسمى دخيلا.

مثال التأسيس:

يا من يحن إلى المــــرا *** بع إن رجعت إلى المرابعْ

موّن عيونك ما استطعـ *** ت من البحار وأنت راجع.

6. الدخيل:

هو الحرف الفاصل بين الروي والتأسيس ففي كلمة "صاحب) فالحاء هي الدخيل.

*****

القافية: تعريفها ـ أنواعها ـ حركاتها

1. تعريف القافية

يعرف علماء العروض القافية بأنها هي المقاطع الصوتية التي تكون في أواخر الأبيات.

فأول بيت في قصيدة الشعر العمودي يتحكم في بقية القصيدة من حيث الوزن العروضي ومن حيث نوع القافية.

2. أنواع القافية

القافية نوعان: مقيدة ومطلقة

القافية المقيدة هي ما كانت ساكنة الروي.

القافية المطلقة هي ما كانت متحركة الروي (مضموما ومنصوبا ومفتوحا).

3. حركات القافية

هي الحركات الواقعة على حروف القافية الستة التي سبق الحديث عنها (الروي ـ الوصل ـ الخَروج ـ الردف ـ التأسيس ـ الدخيل). وهذه الحركات هي:

1. المجرى:

وهو حركة الروي المطلق. كحركة الميم في "صَامَا"، وكسرو اللام في على الجبلِ).

2. النفاذ:

 وهو حركة هاء الوصل. حركة هاء الوصل في "شعارهَا". وضمتها في "شعارُه". والكسرة في "شعارِه".

3. الحذو:

وهو حركة الحرف الذي قبل الردف كفتحة القاف من "القاضِي".

4. الإشباع:

 وهو حركة الدخيل ككسرة القاف في "يعاقِبه".

5. الدس:

 هو حركة ما قبل ألف التأسيس، كفتحة عين في "المعابد".

التوجيه:

هو حركة ما قبل الروي المقيد  كفتحة الراء في "عرَبْ".

*****

التكرار 1. تعريف التكرار 2. أنواع التكرار. 3. أغراض التكرار

  

نماذج

1. يا بلادي هواك ينساب في قلبــي **** انسياب الدماء في الأجســــاد

   ملء قلبي وملء أنفاسي الولهـــ **** ى وملء الفضاء والأبــــــــعاد

   يا بلادي وليس أشهى إلى نفسي **** وأحلى من أن أنادي يا بـــلادي

2. صنت نفسي عما يدنس نفســــي **** وترفعت عن جــــــــدى كل جبس

    وتماسكت حين زعزعني الدهـــر **** التماسا منه لتعسي ونكســــــــي

3. لله لله ما أبهاك مكنـــــــــــــــاس **** خصب ورخص أغــــراس وأعــراس

    مكناس ما نظرت عيني نظيرتها **** أرض هي الأرض بل ناس هم الناس

    ما مر منها امرؤ إلا ومر بـــــه **** ريح هو المسك أنفــــــاس بأنفـــــاس

4.  ليتني كنت دمعة في جفون العشـ **** ـب ألهو مع الهباء والضيــــــــــــاء

     ليتني كنت بسمة في فم الفجــــــر **** ـر فأجلو الظلام عن دنيــــــــــــــاء

5. طرقت الباب حتى كل متنــــــي **** ولما كل متني كلمتنـــــــــــــــــــــــــي

    فقالت لي أيا إسماعيل صبـــرا **** فقلت لها أيا أسما عيل صبــــــــــــري

ملاحظة الأمثلة وتحليلها

أولا تعريف التكرار

استعمل الشاعر مجموع الكلمات المتماثلة صوتا ومعنى (بلادي /بلادي ـ قلبي/قلبي) وكلمات متقاربة في بنيتها الصوتية (ينساب/انسياب ـ أنفاسي بنفسي) للتعبير على قوة حضور الوطن في وجدان الشاعر، ورغبة الشاعر في التأثير في المتلقي. وهذا ما يسمى بالتكرار.

استنتاج

التكرار هو إتيان المتكلم بلفظ متعلق بمعنى ثم إعادة اللفظ نفسه متعلقا بمعنى آخر في البيت ذاته أو في قسم منه.

ثانيا: أنواع التكرار وأساليبه

1. تكرار الحرف الواحد

إذا تأملنا النموذج الثاني سنلاحظ مجموعة من الكلمات لم يتم تكرارها بعينيها، لكنها متآلفة أو متقاربة في جرسها وفي بنيتها الصوتية: (نفسي ـ جبس ـ تعسي/يدنس ـ تماسكت ـ التماسا) فالجامع بين هذه الألفاظ جميعها هو تضمنها حرف السين. وهي من الحروف المهموسة. وتؤدي ها هنا وظيفة على المستوى الموسيقيأ ويرتبط ـ التكرار ـ بوجدان الشاعر وحالته النفسية.

استنتاج

تكرار حروف بعينيها في أبيات شعرية كثيرا ما يتجاوز الدلالة المعجمية للكلمات التي ترد فيها تلك الحروف، ليعبر عن الحالة النفسية التي يكون عليها الشاعر.

2. تكرار اللفظة الواحدة

في النموذج الثالث يكرر الشاعر مجموعة من الألفاظ مرتين: (الله ـ مكناس ـ أرض ـ الناس ـ مرّ) إضافة إلى تكرار ألفاظ متقاربة في مخارجها الصوتية: (أغراس/أعراس ـ نظرت/نظيرتها). وبذلك تتحول الألفاظ الألفاظ المكررة إلى أداة تعبيرية تقوي المعاني  والر الصور الواردة في النص.

استناج

إن تكرار كلمات بعينيها من قبل الشاعر يغني دلالة المعاني الواردة في شعره، ويكسبها قوة أكثر تأثيرا في المتلقي، مع ما يضيفه من إيقاع وانسجام صوتي في النص.

3. تكرار الجملة أو العبارة

نتأمل النموذج الرابع، سنلاحظ أن الشاعر افتتح الأبيات الشعرية بأسلوب التمني مكررا جملة "ليتني كنت..." مع تنويعات في خبر كان (دمعة/بسمة/زهرة/عشبة/جدولا). للتعبير عن رغبته في أن يذوب في عناصر الطبيعة.

استنتاج

إن تكرار جمل وعبارات بعينيها يعكس الأهمية التي يوليها الشاعر لمضمون تلك الجمل، فتغدو مفتاحا مهما لفهم الهاجس المهيمن على نفسية الشاعر، بالإضافة إلى كونها تحقق توازنا هندسيا بين الألفاظ إلى كونها تحقق توازنا هندسيا بين الألفاظ المكونة للكلام وتوازنا عاطفيا بين المعاني.

ثانيا أغراض التكرار

1. الوظيفة التأكيدية

في النوذج الأول يسعى الشاعر إلى تأكيد المعنى وترسيخه في ذهن المتلقي. فالتكرار هنا أدى وظيفة تأكيدية.

2. الوظيفة الإيقاعية

في المثال الرابع نجد التكرار يهدف إلى جانب وظيفته الدلالية منح الأبيات الشعرية انسيابا إيقاعيا خاصا، ذلك بفضل التناغم الصوتي الحاصل بين الكلمات والجمل المكررة والمتوازية فيما بينها توازيا تركيبيا وصرفيا.

استنتاج

إن تكرار حروف أو كلمات أو جمل بعينيها في بيت شعري أو أكثر من بيت، يحقق وظيفة إيقاعية تجعل بنية النص متوافقة ومنسجمة من حيث مكوناتها الصوتية. وتفترض هذه الوظيفة تكرارا يخلق نغما مترددا على شكل لازمة تضفي على البيت أو المقطع الشعريين بعدا موسيقيا ينضاف إلى الانسجام الصوتي الذي يحققه عادة إيقاع الأبيات عروضيا.

3. الوظيفة التزيينية

في النموذج الخامس يمكن تمييز كلمات وعبارات متفقة المعنى تكررت بعينيها (كل متني: أي تعب ساعدي من كثرة الطرق). في مقابل عبارات أخرى متفقة مع الأولى من حيث مخارجها الصوتية ولكنها مختلفة من حيث المعنى (كلمتني: أي حدتثني). كما أنه تمت المقابلة بين اسم الشاعر (إسماعيل صبري) و(أسما ـ عيل ـ صبري: أسما:اسم المرأة. عيل: نفذ. صبري: قدرتي على التحمل).

استنتاج

عمد الشاعر إلى تكرار مجموعة من الألفاظ والعبارات المتباينة من جهة المعنى والمتفقة من حيث البنية الصوتية ملتجئا إلى نوع من التصنع والتلاعب الشكلي بالألفاظ، مما أضفى على البيتين تنميقا ظاهرا. فالتكرار هنا يؤدي أساسا الوظيفة التزيينية.

خلاصة.

أولا: تعريف التكرار

التكرار ظاهرة موسيقية ومعنوية تقتضي إتيان المتكلم بلفظ متعلق بمعنى، ثم إعادة اللفظ نفسه بمعنى آخر في البيت ذاته أو قسم منه.

ثانيا: أنواع التكرار

1. تكرار الحروف

2. تكرار اللفظة.

3. تكرار العبارة او الجملة.

ثالثا: أغراض التكرار

1. الوظيفة التأكيدية.

2. الوظيفة الإيقاعية.

3. الوظيفة التزيينية أو البيانية.

تطبيقات

عين عناصر التكرار في قول الشاعر المغربي عبد الكريم بن ثابت:

ستذهب كا الرؤى مثلمــــــــا **** ستذهب أحلامنا في الوجوهِ

ستمضي مضي النسيم العليل **** وتفنى فناء ابتسام الوليــــدِ

وتذهب أفكارك الحافـــــــلات **** بكل قديم وكل جديـــــــــــــدِ

*****

التوازي 1. تعرف التوازي 2. أنواع التوازي 3. صيغ التوازي

1. نماذج

فإذا نظرت ففي السماء غمامـــة **** تدق الجمان وفي الفضاء غديــــــــر

وإذا أصخت فللبلابـــــــــــــــــــة **** تشجي الخلي وللحمام هديـــــــــــــر

أنا المرء لا يثنيه عن درك اـعلا **** نعيم، ولا تعدو عليه المفـــــــــــاخر

قؤول وأحلام الرجال عــــوازب **** صؤول، وأفواه المنايا فـــــــواغر

في ظلام الكهوف أشباح شـــــــؤم **** وبهذا الفضاء أطياف نحـــــــــــــــس

يا ريح أي زئير فيك يفزعنــــــــي **** كما يروع زئير الفاتك الضــــــــــاري

يا ريح أي أنين حن سامعـــــــــــه **** فهل بليت بفقد الصحب والجــــــــــار

يا ريح مالك بين الخــــلق موحشة **** مثل الغريب غريب الأهل والــــــــدار

وقفت وما في المــــوت شك لواقف **** كأنك في جفن الردى وهو نــــــــائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمـــــــــــة **** ووجهك وضاح وثغرك باســـــــــــم

الخير في الناس مصنوع إذا جبروا **** والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا

ملاحظة الأمثلة وتحليلها

أولا: تعريف التوازي:

نلاحظ : (النموذج الأول)

أن الشاعر لائم بين مجموعة من الحروف والكلمات والعبارات محققا تناسقا بينها، وفقا لنظام هندسي قائم على تكرار والتعادل والتماثل الدلالي والتركيبي في كل شطر:

(ف/و. إذا/إذا. نظرت/أصخت. ف/ف. في/للْ. السماء/البلابل. تدق/تشجي. الجمان/الخلي. و/و. في/للْ. الفضاء/الحمام. غدير/هدير). هذا التشابه والتعادل بين الطرفين هو ما يسمى بالتوازي.

نستنتج:

التوازي هو التشابه القائم على تماثل بنيوي في بيت شعري أو في مجموعة أبيات شعرية. وعادة ما يكورن التشابه بين المتوازيين باعتبارهما طرفين متعادلين في الأهمية من حيث المضمون والدلالة، ومتماثلين، من حيث الشكل، في التسلسل والترتيب.

ثانيا: أنواع التوازي:

1ـ التوازي الصوتي (النموذج الثاني)

نلاحظ:

الشاعر وزع عناصر البيت توزيعا هندسيا متكافئا يتجاوز المستوى البنيوي، أي التقابل الشكلي بين الحروف والكلمات، إلى مستوى الإيقاع الذي يجعلنا أمام وحدات صوتية تخضع في تتابعها لنظام تتوازى فيه العناصر توازيا منسجما في مخارج حروفها وفي بنيتها الصوتية.

(مفاخر/فواغر/عوازب. قؤول/صؤول).

استنتاج:

لا يقتصر الإيقاع في الشعر على الوزن فحسبـ وإنما يتجلى أيضا في عنصر الانسجام الصوتي الذي يساهم في إغناء الطاقة التخييلية للشعر. وعندما تتردد عناصر هذا الانسجام الصوتي، بصورة كلية أو جزئية، تكون متوازنة في إيقاعها ومتماثلة في بنيتها الشكلية نسميها: التوازي الصوتي.

2. التوازي التركيبي (النموذج الثالث والرابع)

نلاحظ

في البيت الثالث: يقابل الشابي بين وحدتين دلاليتين (الحق والحرب) وقدم هذا المضمون وفق الشكل التالي:

(و/و. لعلعة/دمدمة. الحق/الحرب. الغضوب/الضروس. لها/لها. صد/فم).

ولأن هذا التوازي حقق تطابقا تاما في البناء النحوي للكلمات والعبارات المتوازية فهو يسمى: التوازي التركيبي التام.

في البيت الرابع: يتضح أن بنيته التركيبية تخضع للتوزيع التالي:

(.../و. في/بــ. ظلام/هذا. الكهوف/الفضاء. أشباح/أطياف. شؤم/نحس).

الحروف والكلمات الواردة في الشطرين منتظمة انتظاما تقابليا في صيغها النحوية، غير أنك الملاحظ مع المقارنة مع البيت السابق (المثال الثالث) أن واوا زائدة في بداية الشطر الثاني ليس لها مقابل في الشطر الأول. ويسمى هذا النوع من التوازي: توازي تركيبي جزئي.

استنتاج:

التوازي نوعان:

- التوازي التركيبية التام: ويتجلى في تقطيع العناصر التركيبية في بيت شعري أو أكثر تقطيعا متساويا، بحيث تتفق تلك العناصر جميعها اتفاقا تاما في بنيتها التركيبية وفي الوظائف النحوية والصرفية التي تؤديها.

- التوازي التركيبي الجزئي: ويتمثل في التطابق بين عناصر ومتواليات الطرفين المتوازيين في البنية النحوية، مع اختلاف في بنيتها التركيبية بالزيادة أو بالحذف أو بالاستبدال.

3. التوازي الدلالي: (النموذج الخامس)

نلاحظ

تدور أبيات شكري في محور دلالي واحد وهو محو الإحساس بالمرارة والحزن والغربة. وقدم هذا المضمون من الناحية الشكلية ارتكازا على بؤرة واحدة عي أسلوب النداء على الشكل التالي

(يا ريح....أي زئير؟

يا ريح....أي أنين؟

يا ريح....مالك؟).

تنتظم عناصر التوازي على أساس دلالي ينطلق من تكرار بنيوي لعبارة النداء "يا ريح" التي تشكل نواة المعنى الوارد في الأبيات. الشاعر لا يكثف إحساسه بالحزن فيلقي بظلال ذلك الحزن على ما يحيط به من مظاهر الطبيعة وذلك عبر صيغ الاستفهام التي ترجع كلها إلى نفس النواة الدلالية (يا ريح..)

استنتاج

إن التوازي بين طرفين متماثلين لا يقع على مستوى البنية فقط، وإنما على مستوى الدلالة أيضا، ذلك أن للموقع الذي تحتله الكلمات في سياق تعبيري معين دورا أساسيا في تشكيل دلالاتها، وهي دلالات تتولد في ذهن المتلقي/القارئ عبر ما يوحي به التقابل والتجاور بين تلك الكلمات من معان ودلالات.

ثالثا: صيغ التوازي: (النموذج السادس والسابع)

نلاحظ

في قول المتنبي ذكر للموت في الشطر الثاني، أتبعه بذكر الرذى في الشطر الثاني. كما ذكر لفظتي (الوضاح الباسم). و (كلمى هزيمة) مما جعل الدلالة تتضح أكثر من خلال هذا التوازي. وهذا ما يسمى: التوازي بالترادف.

استنتاج

التوازي بالترادف هو تشابه بين عنصرين متتاليين قائم على إثبات المضمون الدلالي نفسه الوارد في كل واحد منهما، وذلك عبر إعادة الجزء الثاني للجزء الأول بصياغة تعبيرية مخالفة شكلا ومتفقة مضمونا.

نلاحظ

في البيت السابع ينتقد جبران خليل جبران العلاقة الاجتماعية بين الناس من خلال ثنائية الخير والشر وفقا للشكل التالي:

(الخير/الشر. في الناس/في الناس. مصنوع/لا يفنى. إذا جبروا/وإن قبروا). وهو تواز قائم على علاقة أساسها التضاد بين دلالة الخير ودلالة الشر. وهذا التوازي يسمى: التوازي بالتضاد.

نستنتج

التوازي بالتضاد تشابه بين طرفين متعادلين ومتتاليين من حيث ترتيب عناصرها على مستوى البنية التركيبية، ولكنهما متقابلان تقابلا ضديا من حيث دلالة تلك العناصر.

الخلاصة

 التوازي هو التشابه القائم على تماثل بنيوي في بيت شعري أو في مجموعة أبيات شعرية.وهو نوعان: توازي صوتي وتوازي تركيبي وتوازي دلالي. أما صيغه فقد يكون توازيا بالترادف أو توازيا بالتضاد.

تقويم:

1. أبرز ظاهرة التوازي في قول الشاعر:

ويلمحها اللاحي فيرثي لصبوتي **** ويقرؤها الواشي فيرحم حالي. 

2. حدد مظاهر التوازي الصوتي في قول الشاعر:

ولست أشقى لأمر لست أعرفه **** ولست أسعى لعيش شأنه العدم

فلا بكاء ولا ضحك ولا أمـــــل **** ولا ضمير ولا يأس ولا نـــــــدم. 

3. عين نوع التوازي التركيبي فيما يأتيك

فابيض بعد سواد قلب منتصر **** واسود بعد بياض وجه منهزم.

تطبيقات

أبرز اوجه التوازي في قول الشاعر مطران خليل مطران متحديا قوات الاحتلال

كسروا الأقلام هل تكسروها **** يمنع الأيد أن تنقش صخرا

قطعوا الأيدي هل تقطيعهــا **** يمنع الأعين أن تنظر شزرا

أطفئوا الأعين هل إطفاؤها **** يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا.

****