عل يمكن الحديث عن إسلام أمازيغي؟
الأمازيغ |
قال المستشرق لوتورنو في نفس السياق حيث عبر عن الإسلام الأمازيغي ب “الإسلام القروي” ،الذي قال عنه أنه "قام باستيعاب معتقدات موغلة في القدم".
دخول الإسلام إلى المغرب
قاوم الأمازيغ الإسلام بكل قوة، ودخلوا في حروب مع العرب وانتصروا أحيانا، وأحيانا أخرى انهزموا، لكن في النهاية اعتنق الأمازيغ الإسلام، وانخرطوا في جيوشهم، وحاربوا باسمه...
عوامل انتشار الإسلام في المغرب
من أهم هذه العوامل هو تكيف الإسلام مع المنظومة الثقافية والاجتماعية الأمازيغية، وبمعنى آخر عمل الأمازيغ على تمزيغ الإسلامم المختلف لاعن بعض الطقوس وأشكال التدين في العديد من المناطق التي ينتشر فيها الإسلام.
مظاهر تأثر الإسلام بالأمازيغية
1. ترجمة المغاربة للقرآن: إلى الأمازيغية منذ القرن الثاني للهجرة. ترجمة ابن تومرت (1080-1130).
احتفال الأمازيغ المغاربة بما يسمى ب "بليامون" |
2. ترجمتهم كتب الفقه: من العربية إلى الأمازيغية كثل: أوزال، الحوض، الأمير، بحر الدموع، صفات الله، أهوال يوم القيامة…
3. التعليم الليلي: حيث تحفيظ القرآن و قراءته تتم في حصص ليلية تماشيا مع العادات الأمازيغية المتسمة بالسهر بالليل.
4. القراءات الجماعية: خصوصا القصائد المدحية التي قيلت في الرسول (ص) كقصيدة البردة للإمام البصيري، وقصيدة الهمزية في مدح غير البرية.
5. قراءات ترجيز: التي تعني مدح الكرامات في عرس القرآن (تمغرا القران) أو السلوكت (السلكة)، حيث يتوجه الفقهاء أو (اٍوراشين) نحو مستقبليهم في أحسن فراش، و بأجمل ثياب و بأفضل عطر وأزكى بخور.
6. طريقة قراءة القرآن: خصوصا ببلاد سوس، وهي طريقة مستمدة من طريقة الغناء في أحواش.
7. ابتكر الأمازيغ ما يسمى ب الوقف الهبطي: أثناء تلاوتهم القران كعلامة تميزهم في العالم بأسره.
القراءات الجماعية للقرآن أو الأراجيز ... |
8. التعلق بالصلحاء: دأب المغاربة على بزيارة الأضرحة وتقديسهم للأولياء والصلحاء.
9. انتشار الصوفية: انتشرت بعض الطرق الصوفية في المجتمع الأمازيغي، احتضنوها، وشجعوها ماديا ومعنويا.
10. انتشار المواسم: لا تكاد تخلوا منطقة من المغرب من إحياء المواسم الدينية المرتبطة بالزوايا والصلحاء والأضرحة.
11. عادات "بيلماون": التي تمزج بعض الأعياد الدينية الإسلامية وبعض ملامح الثقافة الأمازيغية السابقة عن دخول الإسلام إلى المغرب.
12. المزج بين الثقافات: فهناك عادات وطقوس تمزج بين الديانات السماوية الأخرى، كاليهودية والمسيحية، بالإسلام، في قالب ثقافي أمازيغي، كثقافة "امعشار".
15. مؤسسة تيمزكيدا: حيث توجد قوانين وأنظمة مضبوطة لتنظيم هذه المؤسسة ( ليحضار، تنغريفت، أسوفغ، توالا نطالب...
16. مؤسسة أكرام: وظيفتها القيام بالوساطة بين المتخاصمين لحل الخلاقات والنزاعات قبل اللجوء إلى القضاء.
17. مؤسسة العقاب: تطبق عقوبات من صميم العرف الأمازيغي القديم مثل:
17/1. إمزكان: أي العقوبات المالية.
17/2. المونت: أي الأشغال العامة.
17/3. أزواك: أي النفي. (أو طلب الحماية)
17/4. تقطيع اللحية: عقوبة أمازيغية قديمة
تدون هذه الأعراف و القوانين في لوح كل قبيلة من طرف إنفلاس (أهل الحل والعقد)، ولإضفاء المصداقية على اللوح أو القانون يقوم بتحريره فقيه القبيلة في نوع من التقدير والاحترام لما يمثله الفقيه من رمزية دينية إسلامية.
طقوس الإسلام الأمازيغي
ترتبط هذه الطقوس بعناصر طبيعية وحيوانية وإنسانية للتواصل مع المقدس أو الإله.
1. الماء: باعتباره رمزا
للحياة. رش الماء بين الناس في عيد عاشوراء.
2. النار: رمز للطاقة. اٍيقاد الشموع.
تقديس الأضرحة في المغرب |
3. الدم: رمز للموت. حمامات الدم التي تقام عيد المولد النبوي بموسم سيدي علي بنحمدوش قرب مدينة مكناس.
4. الملح: رمز التقاء والأخوة.
5. التين: وسيلة للتقرب من الميت.
6. الغنم : رمز التضحية.
أضافة إلى رموز أخرى كالخبز والكسكس وتكلا...
الأماكن التي تمارس فيها الطقوس
1. المساجد و المراكع و المصليات.
2. الأضرحة.
3. الزوايا.
4. الكهوف.
5. الأشجار المعمرة مثل أركان،أكناري،أزكار،أينيون،أزوكا…
6. العيون المائية.
7. الصخور العملاقة.
احتفال الأمازيغ برأس السنة الجديدة (الناير) |
خاتمة
تشبث الأمازيغ بشكل معين من التدين، وكذا ببعض الممارسات والطقوس التي تعود إلى ما قبل الإسلام، رغم دخولهم في الأخير، أسس لنمط تدين محلي أو لما يسمى “الإسلام الأمازيغي” الذي يرفض إعادة إنتاج النمط المشرقي نفسه، إذ
* استطاع "الأمازيغ"
أن يكيفوا التعاليم الدينية مع أعراف وتقاليد وعادات المجتمع؛ رافضين في الوقت
ذاته الانتقادات التي توجهها بعض الوجوه السلفية لهذا النمط من التدين،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.