tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت

آخر الأخبار

آخر الأخبار
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دروس في الثقافة الفنية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دروس في الثقافة الفنية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

وظيفة التراجيديا (مسرح)

وظيفة التراجيديا

الإحساس التراجيدي

رغم كون التراجيديا هي أكثر الأجناس المسرحية  تصويرا للأحاسيس المأساوية لبني البشر فإنها ليست الوحيدة في مجال الفنون جميعها التي تحتكره، فالشعور بالمواقف والصور المأساوية (التراجيدية) يمكن أن يتجلى في لوحة أو قصيدة أو رواية أو مقطوعة موسيقية أو غير ذلك من أنواع الفنون. ولهذا وجب التفريق ما بين التراجيدي والتراجيديا.

Le tragique-Tragedie. أي نوع من أنواع الجمال الفني بصفة بصفة عامة كالجميل والمضحك والسامي أو غير ذلك من من الصور التي تثير لدى المتلقي أحاسيس مختلفة وتتطلب من المبدع أن يكون قادرا على إثارتها باستعمال تقنيات وأساليب خاصة، أما التراجيديا فهي جنس أدبي مسرحي متخصص في إثارة هذه الأحاسيس، فما المقصود بالإحساس التراجيدي؟

الإحساس التراجيدي يتمثل في شعور الإنسان أمام سقوط الأبطال الذين لا يستحقون مصائرهم، بتيهه ما بين الجبر والإختيار، ما بين الحرية والقيود، ما بين القوة والضعف، ولذلك فهو إحساس مربك ثير للعواطف، ومثير للذة التأمل في غاية وجود الكائن البشري وجدواه، ولكي يتحقق هذا الإحساس لا بد من مرور شخصية نبيلة وعظيمة على خشبة المسرح من السعادة إلى الشقاوة، نبيلة لأنه أكثر إثارة للعواطف والتأمل الفكري، أن نعاين مرور شخصية تتمتع بكل مقومات الكمال من العزة إلى السقوط، من أن نعاين نفس المصير بالنسبة لشخصية بسيطة، لذلك كان الأبطال التراجيديون كلهم من أنصاف الآلهة أو الملوك أو الأبطال أو النبلاء الذين يواجهون الموت أو التشرد أو النفي بشجاعة إلى أن يسقطوا لخطأ ارتكبوه أو لسبب يفوق إرادة بني البشر بعد أن عاشوا السؤدد والجاه والمجد.

الخطأ التراجيدي

للقدر دور كبير في الإحساس التراجيدي، فمن أجل أن يتحقق ذلك، يتطلب الأمر تدخلا ما بين إرادة البشر والأقدار، فالأبطال التراجيديون يقومون بكل ما في وسعهم من أعمال تتسم بالبطولة، رغم ذلك يسقطون في نهاية المطاف، ولذلك يكون الإحساس التراجيدي عند الجمهور مقرونا بانتقال البطل من الجهل إلى المعرفة، من النعيم إلى الشقاوة، أما البطل فيفهم في وقت متأخر أنه كان يواجه قدرا محتوما وأنه لم يستطع في أية لحظة الانتباه لذلك، وأنه فقط يفهم القدر ومحدودية قوة البشر، فهل يعني هذا أن التراجيديا دعوة إلى السكون والقبول بواقع الأمر، وأن الإحساس التراجيدي إحساس بالضعف والاستسلام والاستكانة؟

في حقيقة الأمر نهاية البطل التراجيدي لا تعني أبدا خضوعه الكلي للمعطيات التي يفرضها القدر، بل إنه يسعى في البحث عن تنظيم آخر للكون، ومن هنا كانت كل أفعاله في عمقها ثورة، يكون هو نفسه ضحيتها الأولى، ليصبح موته بطوليا، وإقراره بالذنب، إن ارتكبه اعترافا وموعظة للآخرين.

غير أنه في خضم صراعه ضد القدر يرتكب البطل التراجيدي خطأ نتيجة جهله وغطرسته بفعل غياب حس الكياسة (ما يسميه اليونانيون القدامى بالهبرس)* وهذا يدفعه إلى ارتكاب خطأ يسمى بالخطأ التراجيدي* La faute tragique. غير أنه في كثير من التراجيديات اليونانية يكون الخطأ متوارثا نتيجة لعنة حلت بأحد أجداد العائلة التي ينتمي إليها البطل.

هذا التداخل ما بين مسؤولية البطل عن أفعاله واللعنة التي تلاحقه تجعله بريئا ومذنبا في نفس الوقت. فينتج عن ذلك إحساس بالحزن المقرون بالتأمل.
...................................................................................................
* الهبرس Hybris. حيوان أسطوري يلتهم كل شيء، ويستعمل اليونانيون القدماء اسمه للدلالة على عدم التزام الحدود وغياب حس الكياسة.
* الخطأ التراجيدي أو الهارمتيا Harmatia. تعني الزلة أو الخلل الذي يرتكبه البطل ويؤدي به إلى الهلاك.
بلدة ابزو: 2014.


أنواع الاحتفالات الديونيزوسية (المسرح)



أنواع الاحتفالات الديونيزوسية

الاحتفالات "النينيلية" (نهاية شهر يناير)

بدأت هذه المسابقات الدرامية ضمن هذه الاحتفالات حوالي سنة 440 ق.م، وكان للكوميديا فيها مكانة خاصة، أما التراجيديا فلم تجد لها مكانا محددا إلا حوالي سنة 432 ق.م، حيث كانت تقام تراجيديتان:

الدونيزيات الريفية

تعتبر الدونيزيات الريفية من الاحتفالات التي لم يصلنا عنها الشيء الكثير، وقد كانت في الغالب تقدم فيها عروض سبق وأن شاركت السنة الماضية في مسابقات أخرى.

الديونيزات الحضرية (أو الديونيزات الكبيرة)

هذه الاحتفالات كانت تقدم في نهاية شهر مارس وتمتد لأيام معدودة، ويخصص اليوم الأول لطقوس كبرى تشمل الغناء والرقص، أما اليومان التاليان فيخصصان لمسابقة في شعر :الدثرامب"، في حين تبقى الأيام الأربعة المتبقية مخصصة للمسابقات الدرامية، منها ثلاثة أيام للتراجيديا ويوم واحد للكوميديا، باستثناء المرحلة الممتدة ما بين سنتي 431 و 404 ق.م، التي خفظت فيها أيام المسابقة الدرامية إلى ثلاثة أيام لدواع اقتصادية نتجت عنها الحروب.
أما الشاعر الذي يكتب المسرحية فليس مجرد كاتب وحسب، بل إنه يشارك بشكل مباشر في العرض ويقوم "بإخراجه"، وهو أيضا الذي يقوم بتلحين المقاطع الموسيقية للمقاطع المغناة ويصمم رقصات الجوقة، ومن المعروف أنه في القرن الخامس قبل الميلاد كان الشاعر يقوم بدور رئيس الجوقة أيضا، بل ومن الشعراء من لعب كممثل أول في مسرحياته ك "سوفكلس" الذي تخلى عن ذلك لاحقا بسبب صوته غير المناسب.

الجمهور

جمهور هذه المسابقات متنوع ويشمل كل الطبقات الاجتماعية، وحسب التقديرات التي تسمح بها سعة مسرح "ديونيزوس" ب "آثينا" فإنه قد يتراوح عدد المتفرجين ما بين 15000 و 17000 متفرج، عدد هائل من المتفرجين يدل على الطبيعة الشعبية لهذه المسابقات، ويبين مدى أهميتها الدينية والفنية والسياسية.

الفضاء المسرحي

كانت العروض المسرحية الأولى تقدم في "الأغورا" Agora وهي ساحة تقدم فيها الخطب السياسية والمساجلات الفكرية ومسابقات الجوقات الغنائية في آن واحد، إذ توضع كراسي أمام مساحة على شكل مربع تشكل مجال اللعب أو الخطابة أو التناظر، ويقسم هذا الفضاء إلى حيز للعرض وحيّز للمتفرجين، غير أنه في السنوات الأولى للقرن الخامس ق.م، تم إعداد فضاء للرقص قرب معبد الإله ديونيزوس ليصبح المسرح جزء من المعبد. غير أن هذا المسرح انمحت معالمه بشكل واضح، باستثناء بقايا لا تعطي فكرة واضحة عن مكوناته. إلا أن مسرح "إيبيداور" وهو مسرح آخر من القرن الخامس قبل الميلاد، يمنحنا فكرة عن مكونات المسرح الإغريقي، الشيء الذي بإمكانه أيضا أن يعطينا فكرة عن طريقة سير العروض.

يتعلق الأمر أولا بمسرح في الهواء الطلق على شكل حدوة حصانمقسم إلى قسمين: فضاء مخصص للجمهور ويتكون من مدرجات خشبية (ثياترون) موضوعة على منحدر وتفصلها عموديا أدراج، وأفقيا مجموعة من الممرات لتسهيل مرور المتفرجين. وتخصص الصفوف الأولى للنبلاء وكبار الدولة، أما الجزء الثاني فهو الأوركسترا وهو الفضاء المخصص للجوقة، وهو على شكل دائرة يتوسطها مذبح الإله ديونيزوس الذي أصبح حضوره رمزيا عوض أن يبنى المسرح قربه كما هو الحال في مسرح ديونيزوس. ومن جانب الثياترون يتواجد مدخلان (البارادوس) يستخدمان للدخول إلى الثياترون والأركسترا معا.

أما الخشبة فتتواجد خلف اوركسترا ويوضع فوقها كوخ من الخشب أيام الاحتفالات فقط، يستعمله الممثلون لتغيير ملابسهم، وقد كان هذا الكوخ في البداية محجوبا عن أنظار الجمهور، غير أنه أصبح يعتبر من عناصر الديكور، وإلى جانب هذا الكوخ تضاف في العمق واجهة قصر ذات ثلاثة أبواب وفي الأعلى سقيفة. وباستثناء الكوخ الذي يمكن أن يرمز إلى معبد أو قصر أو منزل، أو بعض الأكسوسورات البسيطة لم يكن المسرح اليوناني يعتمد على ديكورات معينة، بل كان النص هو الذي يوحي بذلك.

بلدة ابزو: 2014.


أصول التراجيديا اليونانية (المسرح)

أصول التراجيديا اليونانية

لقد ظهرت التراجيديا اليونانية في وقت محدد من تاريخ هذه الحضارة، وكان ذلك ما بين سنتي (336 – 533 ق.م)، في عخد الطاغية ليسيتراتي (561 – 528 ق.م). غير أن هذا لا يعني بسهولة الإحاطة بأصولها الممتدة في القدم والمقصود بالأصول تلك المراحل الجنينية التي مرت منها التراجيديا قبل أن تصبح فنا قائم الذات، أي تلك الاحتفالات والطقوس الدينية والسياسية والأدبية التي تشكلت فيها بطريقة تدريجية إلى أن وصلت إلى الشكل الذي نعرفه بها الآن في أعمال إيسخيليوس أو سوفوكلس أو يوريبيدس.

الأصول الدينية

تعود أصول كلمة تراجيديا إلى كلمة "تراغوديا" اليونانية وهي تعني النشاط الذي يقوم به "التراغوديوس". وكلا الكلمتين مركبتين من مقطعين: "تراغوس" التي تعني الجدي، و "أوديا" أو "أوديوس" المشتقان من فعل "أيدو" أي "غنى". معنى التراجيديا إذن من الناحية اللغوية: "أغنية الجدي" أو "أغنية على شرف الجدي" والتراغوديوس: الذي يقوم بهذا العمل. غير أنه وبالرغم من وضوح الدلالة اللغوية للكلمة فإن علاقة الأغاني التراجيدية بالجدي تبقى محط تأويلات مختلفة لمؤرخي المسرح: فمنهم من يفسر هذه العلاقة بالجائزة التي كانت تقدم لأحسن الشعراء الدراميين والتي كانت عبارة عن جدي، ومنهم من يربطها باستعمال جلد الجدي كوسيلة للتنكر من قبل الممثلين الذين كانوا يقدمون مسرحيات هزلية على شرف الإله ديونيزوس، إله اللذة والخصب، ومنهم من يفسر أصل التسمية باستعمال الجدي كقربان في احتفالات طقوس التطهير التي كانت التراجيديا تقدم في إطارها خلال مراحلها الأولى، أي قبل أن تتشكل كجنس فني مسرحي بالطريقة التي نعرفها بها الأن.

ومهما تعددت التأويلات فإن التأويل الثالث يبقى الأكثر شيوعا بين المؤرخين، كما أنه يشكل مدخلا أساسيا لنعرفة علاقة التراجيديا بالطقوس الدينية للإغريق القدامى.

في القرنين الخامس والرابع الميلاديين اللذين  عرفا أوج تطور التراجيديا الإغريقية، كانت هذه الأخيرة عنصرا من عناصر الاحتفالات الدينية التي كانت تقام على شرف الإله ديونيزوس. فقد كانت تقام في مسرح يحمل اسم هذا الاله والذي يتوفر على مكان للكاهن ومذبح في الوسط. وعلى الرغم من كون التراجيديات الإغريقية التي وصلتنا لا تتوفر في مواضيعها على ما يدل على هذا الارتباط فإن في أصولها ما يدل على ذلك، فقد تطورت كما يشير إلى ذلك أرسطو عن شعر "الدثرامب"  وهو عبارة عن أشعار مغناة على شرف هذا الإله. غير أنه ليس العنصر الوحيد المشكل لأصلها، بل إن قيامها كفن قائم الذات مرتبط أساسا باستقلالها التدريجي عن الطقوس الدينية.

الأصول السياسية

لم تكن الاحتفالات الدرامية ذات طابع ديني وحسب، بل كانت أيضا بمثابة أعياد وطنية يدعى لها كل شعب، بل ومنذ النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد كانت تمنح مساعدات للفقراء من أجل حضور هذه العروض، كما إن تنظيم العروض وإعدادها كان يتم تحت وصاية الدولة التي تسند هذا الدور لأحد الأغنياء، الذي كان يتحمل مصاريف تدريب الجوقة، فيما كانت الدولة تتكلف بدفع أجور الممثلين.

إذا كانت البداية الفعلية للمسرح الإغريقي مرتبطة بالتاريخ المشار إليه سابقا فإن ذلك كان بقرار من الدولة التي رأت فيه أيضا أداة من أدوات الدعاية الشعبية، لنظام سياسي قوي ينتهج سياسة الإتحاد مع الشعب ضد الطبقة الأرستقراطية.

كل هذه الظروف جعلت التراجيديا تحمل خطابا سياسيا، فالشاعر الدرامي يكتب بصفته مواطن يوجه خطابه لمواطنيه، وهو بذلك يساهم في تقوية الحماس الوطني، أما الأغنياء وذوو الحظوة، فيعتبر بالنسبة لهم تبنى العروض المقامة في أعياد الإله ديونيزوس فرصة ذهبية لتبرير الثروة ولإظهار الغنى والمكانة الاجتماعية والسياسية التي يتمتعون بها أمام الشعب، كما أن تنظيم هذه العروض كان مناسبة لتلاقي كل الشخصيات السياسية.

الأصول الأدبية

من ناحية الشكل تبدو التراجيديا الإغريقية كتعاقب بين مقاطع حوارية وأخرى مغناة من قبل الجوقة، وإذا ما تأملنا المسرحيات الأولى لأسخليوس (456 – 438 ق.م) الذي يعد أقدم شاعر تراجيدي إغريقي وصلتنا أعماله، سنلاحظ مدى أهمية المقاطع المغناة مقارنة مع أعماله الأخرى وأعمال لاحقيه، الشيء الذي يدل على أن الجنس الدرامي جنس هجين استمد تدريجيا خصوصيته من أجناس أدبية أخرى من بينها الشعر الغنائي الذي عرف تطورا كبيرا على يد الشاعر بيندار (518 – 438 ق.م).

إلى جانب الشعر الغنائي تطورت التراجيديا الإغريقية أيضا عن الشعر الملحمي الذي تبدو معالمه واضحة في كل التراجيديا الإغريقية. فالشعر الملحمي جنس أدبي يتناول حكاية حدثت في الماضي البعيد ولم يكن الشاعر شاهدا عليها، وهي بذلك تحكي وتصف وقائع تختلط فيها الحقائق التاريخية بالخيال، كما أنها تعرض كل ما يحتاج إليه المواطن الأثيني من معرفة حول الآلهة والأصول والإنسان بصفة عامة. ولقد تمثل تأثير الشعر الملحمي على التراجيديا في تناول المواضيع الأسطورية التي تطرقت لها الملاحم الإغريقية سابقا بأبطالها ذوي الطبائع النبيلة من آلهة وملوك ومحاربين، حيث منحت التراجيديا إمكانية خلق مواقف درامية فيها الكثير من العاطفة والسمو التي كانت تنفعل معها الجماهير الإغريقية (اليونانية).

...................................................................................
* الشعر الغنائي: Poésie Lyrique هو ما يسمى اليوم بكل بساطة: الشعر، لأنه كان يغنى، ويتميز عن الشعر الملحمي والدرامي بعدم وجود حكاية يرويها بالضرورة، وباعتماده على الصور البلاغية وعلى الأوزان بصفة أساسية.
* الشعر الملحمي: Poésie Epique شعر يحكي وقائع بطولية تمت في الماضي رواية، وهو مناقض للشعر الدرامي الذي يجسد وقائع القصة في الزمن الحاضر. الشعر الملحمي والدرامي والغنائي يشكلون الأنواع الشعرية الثلاث التي بني عليها الأدب الإغريقي القديم الذي كان يعتمد على الكتابة شعرا لا نثرا.

بلدة ابزو: 2014.




الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

* مميزات النص المسرحي:


يتميز النص المسرحي عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى، كالشعر الغنائي، والرواية، والقصة، بكونه منفتحا على العرض المسرحي ولو على سبيل الافتراض، فهو يجسد قصة ولا يحكيها. ففيه تتحدث الشخصيات، وتتصرف بنفسها عوض أن يتدخل الكاتب للتعليق عليها باستعمال الوصف أو السرد المباشر.
بهذا المعنى يتميز النص المسرحي عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى بارتباطه الوثيق بالعرض المسرحي الذي هو غايته المفترضة، الشيء الذي يفرض إلمام المؤلف بها، وأن يكتب نصا قابلا لكي يلقيه ممثلون كما لو كان مرتجلا ووليد اللحظة. بل وأن يكون حتى في حالة القراءة، مادة لعرض متخيل يتصوره القارئ وهو يحاول اكتشاف ما تحكيه المسرحية من خلال الحوارات والإرشادات الرّكحية.
* الحوار والإرشادات الركحية:
تعبر الشخصيات المسرحية عن مواقفها وحالاتها النفسية بواسطة الحوارـ وهو شكل من أشكال التواصل الذي يتم عن طريق تبادل الكلام ما بين شخصين على الأقل. وكلمة (Dialogue) الفرنسية ومثيلاتها في كثير من اللغات العالمية منحوتة من اللغة اليونانية: Dia التي تعني اثنين، و Logos التي تعني الكلام.
ويتميز الحوار المسرحي عن الكلام العادي بوظيفته الدلالية والإبلاغية. فهو اقتصادي التعبير ويهدف إلى إبلاغ المعلومات إلى المتفرج بواسطة الشخصيات. ويستمد خاصية التركيز من ارتباطه الوثيق بالفعل .L’action "فأن تقول في المسرح يعني أن تفعل".
أما أنواع الحوار المسرحي فهي متعددة. فقد يكون عبارة عن تبادل حوارات قصيرة (Réplique)، أو طويلة (Tirades)، وقد يكون ذا طابع غنائي (في مشاهد العشاق على الخصوص) (duo).
كما أن هناك شكلين آخرين للحديث على خشبة المسرح لا يدخلان في صميم تبادل الكلام ما بين الشخصيات كالحديث الجانبي (Aparté). وهو كلام مهموس لا تسمعه الشخصيات الأخرى، أو المناجاة Monologue)) وهو عبارة عن مقاطع طويلة تلفظها الشخصية وهي وحيدة على الخشبة (أو تعتقد ذلك) كما لو أنها تفكر بصوت مسموع.
إلى جانب الحوارات يستخدم الكاتب المسرحي أيضا الإرشادات الركحية (Indication scénique / Didascalies)، وهو أجزاء من النص لا تدخل في نطاق الحوار، وظيفتها تحديد السياق الذي تقع فيه الأحداث كالزمان والمكان وأسماء الشخصيات وبعض المعلومات الخاصة بها. كما قد تتضمن إشارات مقتضبة إلى كيفية الأداء
أو إلى الديكور والإنارة والملابس...إلخ. هذا الخطاب الثانوي الموازي يساهم إلى حد كبير في إعطاء القارئ المعلومات الضرورية لكي يبني تصوره الخاص للمسرحية.
* الفعل الدرامي:
إذا كان جوهر الكتابة المسرحية هو الفعل المعبر عنه بالحوار، فإن تتابعها زمنيا كمجموعة من الأفعال المتضاربة هو الذي يخلق حكاية المسرحية (Fable). وهي عبارة عن خلاصة للأحداث يستنتجها القارئ أو المشاهد بعد قراءة أو مشاهدة المسرحية كلها. وهذه الخلاصة هي نفسها التي يعتمدها الكاتب قبل الشروع في كتابتها. فالحكاية هي المادة الخام التي تبنى عليها أية مسرحية، سواء أكانت من إبداع الكاتب، أو مستمدة من التاريخ أو الأسطورة..
غير أن الحكاية لا تقدمها المسرحية بشكل سردي، بل بطريقة مجسدة وعبر شخصيات حية تتصرف في الزمن الحاضر ولهذا فهي تحتاج إلى تنظيم آخر هو الحبكة المسرحية.
ويمكن تمييز الحكاية عن الحبكة المسرحية في كون الأولى مادة سردية خام قابلة للحكي بصيغة الماضي وفي تسلسل زمني من أقدم حدث إلى آخره، أما الحبكة المسرحية فهي طريقة لتجسيد الأحداث في حاضر متواصل يحيل على الماضي فقط من خلال سير الأحداث التي تقع هنا والآن أمام أعيننا.

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

1. المسرح ومكوناته:



* فن المسرح بين الخصوصية والشمولية:

كلمة "مسرح" في اللغة العربية مشتقة من فعب "سرح" أي رعى الماشية، وتعني المرعى أو فناء الدار، وأيضا مكان الترويح عن النفس+ وفي كلا الحالتين يفهم منها في الأصل اللغوي مكان الترويح.
أما عالميا فالكثير من اللغات تشتق تسمية هذا الفن من كلمة "ثياترون" ( Theatron ) اليونانية التي تعني ما يرى. كما أن هناك تعبيرا آخر يدل على المسرح وهو الفن الدرامي ( L’art dramatique) الذي توسع مفهومه لأن يشتمل فنون التمثيل بصفة عامة من مسرح، وسينما، وتلفزيون. وتعود كلمة "دراما" (Drama) اليونانية التي تعني "الفعل" (action). ويقصد بالفعل هي التي تشكل مادة المسرح التي يستقيها من الحياة عن طريق المحاكاة (Mimesis) لكي يقدمها على الخشبة. المسرح إذن كغيره من الفنون يحاكي الحياة، لكن ما يميزه بالضبط هو محاكاة الأفعال البشرية المدفوعة برغبات محددة، تتعارض فيما بينها لكي يتولد الصراع الدرامي.
وبالجمع إذن بين كلمتي "ثياترون" و"دراما" اليونانيتين يمكننا اكتشاف جوهر المسرح، وخصوصيته: "فهو فن تشخيصي يقوم على محاكاة الأفعال البشرية بالصوت والحركة، وباستخدام الجسد الإنساني كمادة أولية ومحورية للتعبير، وما يرتبط به من إشارات دالة على الزمان والمكان أمام جمهور حاضر".
والمسرح فن تشخيصي لأنه من فصيلة الفنون المبنية على محاكاة الواقع كالأدب والفنون التشكيلية والأوبرا والسينما، والتي بإمكانها أن تجسد الوجود والطبيعة وجودا فنيا، بخلاف تلك المبنية على تعبيرات تجريدية كالموسيقى والرقص (الباليه).
غير أن المسرح لا يرتبط فقط بالفنون التشكيلية، بل وبالمجردة أيضا. ويعود السبب في ذلك إلى كونه فنا زمكانيا، أي أنه يستعمل الصوت والكلمة اللتين تدركهما الأذن كالموسيقى والأدب والغناء في مدة زمنية محددة. كما يستعمل الصور الثابتة التي تدركها العين في مكان محددة (خشبة المسرح) من خلال عناصر الديكور والملابس والمؤثرات المرئية. كل هذا يجعل من فن المسرح فنا شاملا ومركبا ولغة متعددة المستويات

* المسرح: فن شامل:

وجد المسرح لكي يرى ويُسمع، والنص المسرحي ليس إلا جزءا من كل، هو العرض المسرحي المتكامل. النص المسرحي المقروء يمكن أن يمنح لوحده لذة. لكن هذه اللذة رهينة بمدى قدرة القارئ على تخيل العالم الدرامي المتعدد اللغات والمستويات. "ففي المسرح كل شيء لغة" كما يقول الكاتب المسرحي يوجين يونيسكو. والمقصود باللغة هنا ليس ما ينطق فقط، بل كل إشارة (حركة، إيماءات، صوت، لون، شكل) له دلالة معينة. ومهما تعددت إشارات المسرح، فهي تدخل بالضرورة في صنفين أساسيين: إشارات مسموعة وأخرى مرئية.

* الإشارات المسموعة:

والمقصود بها كل الإشارات التي نسمعها في العرض المسرحي كالكلمة، التي تشكل المادة الأولية للحوار المسرحي الذي أبدعه المؤلف، ثم النبرة التي ينطق بها الممثل الكلمات ليمنحها معنى محددا ودقيقا، فضلا على أصوات غير لفظية كالآهات والصراخ والبكاء...إلخ. وأخرى آلية كالموسيقى، والمؤثرات الصوتية التي تحتاجها بعض المشاهد للدلالة على المكان شاو الزمان شاو المناخ..(زقزقة العصافير، دقات الساعات..صوت المطر..)

* الإشارات المرئية:

هي كل ما تتلقاه عين المتفرج في العرض المسرحي من إشارات، كالديكور الذي يرسم معالم الفضاء الذي يتحرك فيه الممثلون (منزل، حديقة، ساحة...إلخ) وما يرتبط به من ملاحق كالأثاث والستائر والأبواب...والإضاءة التي تنير فضاء اللعب، والملابس التي يرتديها الممثلون، والملحقات (الأكسسوارات) والماكياج، والإيماءات، والحركات، والتموضعات. ويبقى المسرح فنا جماعيا..

أنواع الفنون التشكيلية ووظائفها




الفنون التشكيلية Les Arts plastiques تعني الفنون التي تنتج صورا مسطحة أو مجسمة باختلاف أنواعها. ويرجع أصل المصطلح "plastique" إلى الكلمة اليونانية " Plastikos بلاستيكوس"التي تعني صنع الأشكال. وظهرت اسمية "فنون تشكيلية" في العصر الحديث، بعدما صنفت الفنون إلى مجموعتين رئيسيتين: مجموعة الفنون التشكيلية وأشهرها العمارة والنحت والرسم والصباغة، ومجموعة الفنون الإيقاعية المعتمدة أساسا على الزمان. وتوجت أخيرا هذه الفنون بمجموعة الفن السابع، أي فن السينما وما تفرع عنه من إذاعة وتلفزيون، إلخ..ولعل أشهر تصنيف اعتمد هذه التفرقة التقليدية هو تصنيف الناقد الألماني "غوتهولد ليسينغ" Gothold Lessing (1729-1781).
وبرز في هذا العصر على رأس التصنيفات الكلاسيكية للفنون الجميلة، تصنيف الفيلسوف "إيمانويل كانط" Emmanuel Kant اعتمد فيه على وسائل التعبير التي يمتلكها الإنسان، وهي في رأيه ثلاث وسائل: الكلمة والحركة والصوت. وبناء على ذلك فقد ذهب إلى القول بوجود ثلاث مجمعات من الفنون: مجموعة فنون اللغة. ومجموعة فنون الحركة. ومجموعة فنون اللعب بالإحساسات والوهم. ومن أهم أنواع الفنون التشكيلية: العمارة والنحت والرسم.
وظائف الفن التشكيلي في حياة الأفراد والجماعات
1. وظائف الفن التشكيلي عند إنسان ما قبل التاريخ:
أثبت علم الأركيولوجيا أن إنسان ما قبل التاريخ نقش وحفر ونحت ورسم ولو صورا وأشكالا معظمها من الحيوانات وبدرجة مدهشة من الواقعية، وهذه الصور قد تكون البداية الأولى للفنون التشكيلية. إن معظم هذه الأعمال الفنية في شكلها وموضوعها، لا تترك للشك في أنها لم تكن فنا من أجل الفن ولكن كانت تستهدف خدمة وظيفة ما في حياة الإنسان والمجتمع. ويربط الرأي السائد الآن هذه الوظيفة بانشغال الصيادين الدائم بمشكلة تأمين الغذاء، وتحفيز تكاثر الطرائد من الحيوانات، وضمان النجاح في الصيد. كانت للفن التشكيلي في أول عهده إذن، وظيفة اجتماعية متأصلة في المشكلة الحياتية الحيوية.
2. وظيفة الفن التشكيلي في عصر النهضة:
ظهر الفن الواقعي التقليدي في عصر النهضة، ومع ظهور النمط البرجوازي للإنتاج. وقد أعطانا صورة علمية جديدة، حيث أنه شرح وحلل الطبيعة كنظام مؤلف من مواضيع في فضاء بثلاثة أبعاد (علم المنظور La perspective).
3. وظيفة الفن التشكيلي الحديث:
أما الصورة التشكيلية الحديثة فهي صورة للعلاقات الاجتماعية الجديدة، أي للجوهر الجديد للإنسان. غير أن نفس هذه الصورة، بعد أن تتضح بهذا الشكل تعود عبر تأثيرها على خيال الإنسان ووعيه، لتكشف عن نفسها في نشاط الإنسان التطبيقي. وبالتالي فإنها تظهر مجددا في أشكال الموضوعات المحسوسة والبيئة الجديدة للإنسان الجديد. وبهذه الطريقة يستطيع الإنسان الجديد أن يرى ويتأمل نفسه وواقعه الاجتماعي كصورة تشكيلية وكئيبة معا مستقاة من موضوعات محسوسة. وبتغييره لهذه النفس الخارجية، كصورة وكموضوع، يستطيع الإنسان أن يغير نفسه.وهكذا يصبح الفن حقا "تعبير عن شمولية الإنسان".
4. وظيفة الفن التشكيلي المعاصر:
لقد أعلن "الإنشائيون Les Constructivistes" في عصرنا هذا، بنظرتهم العلمية والمادية للعالم، أن المعالجة العلمية والخلاقة للمواد هي الهدف الأساسي بل الهدف الوحيد للفن. واستهدفت "الباوهاوس Bauhaus" في ألمانيا ابتداع تصاميم عملية جديدة لتحسن "النماذج الأصلية Les prototypes"، كما دعت المعماريين والنحاتين والرسامين، إلى تحويل اهتمامهم نحو الحرفة، ورسم وخلق عمارة المستقبل الجديد التي ستؤلف بين المعماريين والنحاتين والرسامين، إلى تحويل اهتمامهم نحو الحرفة، ورسم خلق عمارة المستقبل الجديدة التي ستؤلف بين المعمار والنحت والرسم في وحدة متكاملة، والتي سترفع يوما ما نحو السماء بأيدي مليون عامل ك "مركز بلوري للإيمان الجديد".
تطور الفنون التشكيلية

سعى الفن التشكيلي في جميع نشاطاته الأساسية أن يحدثنا عن شيء ما: عن الكون، عن الإنسان، أو عن الفنان نفسه. إن الفن طريق إلى المعرفة، وعالم الفن هو نهج لمعرفة ذات قيمة إنسانية، شأنه في ذلك شأن عالم الفلسفة أو عالم العلم.وفي الواقع، أننا عندما نقر بوضوح بالفن كطريقة متوازية للمعرفة، لكنها طريقة متميز عن سائر الطرائق التي يتوصل الإنسان بواسطتها إلى فهم بيئته، عندها فقط، يتاح لنا تقدير أهميته في تاريخ الجنس البشري.
1. فن ما قبل التاريخ L’art préhistorique
من الصعب أن نجد نعتا مرضيا لوصف النموذج الأولى للفن البدائي. إنه فن الحواس، الفن الذي يبهج من حيث حيويته وتركيزه: التركيز على النشاط الحياتي الأساسي أو العناصر المميزة للحيوانات. مثل هذا الفن، يعتبر عضويا وحياتيا وحسيا. هذا الفن يستقي بهجته من الطبيعة العفوية للأشياء، لكنه يتجه نحو تحويلها لمصلحة دافع خفي، من الممكن دافعا رمزيا أو فكريا أو سحريا. وفسرت الرسومات البدائية من صخرية وكهفية، لتأويلات متعددة. وتتلخص وجهة نظر العامة بالقول: إن الرسومات التي هي في مجملها حيوانية، تحتوي على مغزى سحري. ويذهب الافتراض إلى القول بأن الرجل البدائي يؤمن بأنه، في حال تجسيده للحيوان، إنما يكتسب بهذه الطريقة قوة السيطرة عليه، وهي وسيلة ناجحة لاصطياده لأجل الطعام، وكأن الفن البدائي وظيفي ليس إلا.
2. الفن المصري القديم: Lart égyptien
تقيد الفن المصري القديم بالعادات والتقاليد التي كان يمارسها المصري آنذاك، خاصة إيمانه بخلود النفس والحياة الأخرى بعد الموت. حيث لجأ إلى تحنيط الجثة لتصارع الزمن وتبقى لمد طويلة أو الخلود. وبد استقرار الإنسان المصري، ودخوله الحياة الزراعية والصناعية، وتربية للحيوانات، وتحديده للعلاقات بين الناس ضمن نصوص وقوانين، خطا خطوات عن طريق التقدم، فاكتشف الكتابة، واهتم بالطقوس الدينية. كل تلك العوامل أثرت وبشكل مباشر على الفن المصري القديم. فالعمارة كانت تضم المدافن والمقابر التي كان المصريون القدامى يزودونها بتماثيل للمتوفين. واهتموا ببناء المصاطب على المقابر، حيث رسموا على حيطانها مناظر، وزخارف ونقوشا مثلت حياتهم العامة. كما بنوا معابد أشهرها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك. وفي عهد إخناتون، تحرر التصوير، واتجه نحو التعبير عن الطبيعة. وأهم ما عرف من فنونهم التطبيقية الحلي، والأثاث، والتحف المختلفة. وقد وجدت مجموعة رائعة منها في مقبرة "توت عنخ آمون" وصنع أغلب الأثاث من الأرز.
3. الفن في بلاد ما بين النهرين: l’art mésopotamien
بلاد ما بين النهرين، هي بلاد قائمة على أرض محصورة بين نهري دجلة والفرات. يمكن أن نجد في هذا الوادي خمس ثقافات مختلفة: السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والكلدانية. ولم تهتم جميع هذه الثقافات ببناء المقابر والمصاطب، لأنها لم تؤمن بالحياة بعد الموت. ومن أقدم العمارة لديها معبد صغير لآلهة الأمومة، قائم على منصة متسعة وملونة بألوان ساطعة، وتوجد على كداخله تماثيل الأسود التي تحرسه من الأرواح الشريرة.
ومن أهم المباني التي ظهرت في أرض الجزيرة "الزيجورات"، وهي عبارة عن برج مكون من طبقات، يغلب على النحت السومري الأكادي طابع الزخرفة المنفذ بالحفر البارز. أما النحت الكامل فكان قليلا لقلة الأحجار والصخور في تلك المنطقة. وكانت الفنون التطبيقية متطورة ونامية، وخاصة منها صناعة المعادن، وقد استعمل فيها الذهب بكثرة كما تدل على ذلك محتويات القبور التي عثر عليها في "أور".
4. الفن المسيحي: L’art chrétien
كانت المعابد الوثنية عظيمة وغنية وضخمة في أرض فلسطين إلى أن ظهرت فيها عقيدة شعبية امتدت إلى روما، وانتشرت في المجتمع الروماني، إنها العقيدة المسيحية.
عاش الفن المسيحي والفن الوثني، قرابة ثلاثة قرون جنبا إلى جنب، في روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية، وفي عالم البحر الأبيض المتوسط. وساير الفن المسيحي التقاليد السامية أول الأمر، وتجنب تصوير الأشخاص الذين لهم قداسة. لكن المسيحية الرومانية سرعان ما تجاوزت هذا الاتجاه في القرون الأولى، ورسمت صورا استخدمتها استخداما رمزيا: كصورة الحمامة والسمكة والسفينة والصياد والراعي. ولما أصبح الدين المسيحي دينا رسميا في عصر الإمبراطور "قسطنطين" في أواخر القرن الرابع، بدأ رجال الفن يظهرون أعمالهم، بعدما كانت في خبايا الكهوف والسراديب. وكن أهم الصور المسيحية صور "الأيقونات" Les Icones. وقد استوحى الفن المسيحي من التصوير الأيقوني موضوعاته المفضلة التي استمدها من النصوص الإنجيلية الرسمية وغير الرسمية على اختلافها، وتناولها في شكل رسوم وزخارف وتماثيل على الكنائس والكاتدرائيات والمقابر. وكانت موضوعاته الدينية والروحية وصفا دقيقا للمآسي والعذاب والنبل والروح. وإلى جانبها الفني كانت لها في الأصل أغراض أخرى تربوية وتعليمية ودينية. وعليه، فإن المسيحية كانت ينبوعا ثريا لعدد كبير من الصور الجديدة، والتي أغنت الفن وأحدثت فيه تأثيرا عميقا بشكل عام.
5. الفن الإسلامي: L’art islamique
يتميز الفن الإسلامي بمميزات واضحة عن بقية الفنون التي أفرزتها حضارات أخرى، فالفنان الإسلامي لا يؤمن بفكرة الخلق، ولا يهدف إلى محاكاة الواقع وتقليده، بل يحاول تجاوز الحياة المادية العرضية وإلى الاقتراب من المطلق والمجرد. فهو فن لا يقوم على الفهم والمعرفة العقلية، بقدر ما يقوم على الكشف والمعرفة الحدسية. ويمكن إبراز أهم مميزات الفن الإسلامي في الصفات التالية: التجريد والبعد عن المحاكاة، والنفور من الفراغ، كراهية الترف والبحث عن القيم البديلة والتسطيح (عدم استعمال البعد الثالث الذي يحقق التجسيم).

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

المميزات العامة للنزعة الإنسانية في عصر النهضة


النهضة هي الحقبة التاريخية الموالية مباشرة للعصور الوسطى. وتمتد من القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر، ويحددها المؤرخون بسقوط القسطنطينية سنة 1453. وكان هذا الحدث التاريخي سببا في هجرة العلماء إلى إيطاليا حاملين معهم تراث الحضارة اليونانية والرومانية. وهي أيضا حركة تجديد ثقافي ظهرت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وشملت الميادين الأدبية والفنية والعلمية من جهة، والميدانين الاقتصادي والاجتماعي من جهة ثانية، ويرجع الفضل فيها إلى الاكتشافات الكبرى التي حصلت أنذاك فقد اتسعت الآفاق أمام الإنسان الأوروبي بحيث اكتشف الفنانون والتجار والمجازفون اللاتناهي في الطبيعة، واختلاف الأجناس، وحب المخاطرة والاستطلاع واكتشاف أراضي جديدة. ولم تكن النهضة لتزدهر وتحظى بالقبول لو لم تجد في إيطاليا من يحتضنها ويدعمها مثل أسرة الميديسي Les MEDICIS في فلورنسا، وعائلة سفورزا SFORZA في ميلانو، والبابوات Les papes في روما. وبلغت البندقية ذروة عظمتها الثقافية في أواخر القرن السادس عشر.
ويرد مفكرو إيطاليا هذه اليقظة الثقافية الكبرى إلى اكتشاف ثقافة العصر القديم. ومن هنا جاءت فكرة أن المعاصرة ما هي إلا ولادة جديدة للثقافة القديمة. لكن هذا لا يعني أن النهضة استسلمت أمام الثقافة القديمة، لأن غايتها المثلى كانت تكمن في أمرين: أولهما استلهام المثقفين والمفكرين النهضويين من القدامى لإنتاج شيء جديد، وثانيهما عودتهم إلى التراث القديم لتجاوز نحو إنتاج ما هو حسن وأفضل. ومن المؤكد أن ما يميز هذه الحقبة التاريخية هو أنها فتحت على كل المعتقدات وكل الأفكار، واعتبرت العقل المعيار الموثوق به في تقييم الأشياء والتمييز بين ما يصلح وما لا يصلح. وما دام العقل قد برز فقد ظهرت معه حرية القبول أو الرفض. وهكذا صار الإنسان محور كل شيء، والأصل والهدف. ومن نتائج هذه الحركة أنها أدت إلى العناية بدراسة العلوم المتصلة بالإنسان، كما أثرت معانيها على الفنان آنذاك وانعكست في إبداعه.
تميز فنانو عصر النهضة بالنظرة المتحررة للطبيعة حيث تعرض إلى جانب الموضوعات التي كانت سائدة كالموضوعات الدينية والصوفية، موضوعات جديدة استقاها من الطبيعة والحياة اليومية. وكان الفنانون النهضويون يستمدون مواضيعهم من الأساطير القديمة، وكان أسلوبهم يميل كثيرا إلى التنميق ويخاطب طبقة المهتمين والمثقفين فقط. وكان عصر النهضة إيذانا بظهور مدّ الفن الإنساني الذي يستهدف إسعاد الإنسان ومنحه فرصة لاستغلال مؤهلاته الفكرية والإبداعية بهدف تحرير العقل من عوائق القرون الوسطى.

الفن اليوناني النزعة المثالية في الفن اليوناني


عرفت بلاد اليونان القديمة، حركة فنية بفعل قوتها وتحضرها. وتركت الحضارة اليونانية في ميادين العمارة والنحت والرسم والفخار فنا يقترن بالكمال، ويجعل من سمو الجمال الإنساني موضوعه الأساس، ويعود ذلك إلى أن اليونانيين وضعوا آلهتهم المتعددة على قدم المساواة مع الإنسان في تمثلاتهم الأدبية والفنية: جعلوا من هذا الأخير محور الكون بحيث صار كل شيء ينتظم لديهم حسب مرجعية واحدة، وبقياس واحد، ألا وهو الإنسان. وهذه النظرة للكون عند اليونانيين تجد أصلها في ديانتهم لأنهم يعتقدون أن آلهتهم على صورة الإنسان، ولهذا نرى، مثلا، في الشريط التزييني على جبهية معبد البارتينون Le temple du Parthéon آلهة الميثولوجيا يختلطون ببني البشر.
ولكن، ومع ذلك، كان اليونانيون على بينة بضعف الإنسان ومحدوديته. ويتجلى ذلك في الأعمال التي عبروا فيها عن أبطالهم الجرحى أو المنهزمين..
1. فترات تاريخ الفن اليوناني
ينقسم الفن اليوناني غلى فترات تاريخية تناسب التغيير الذي حصل عبر التاريخ في الأساليب التي عرفها في مجالات العمارة والنحت والرسم. وهذه الفترات هي حسب التسلسل التاريخي:
* الفترة الهندسية
تتميز هذه الفترة بالتكرار والتماثلية باعتبارهما عنصرين تشكيليين أساسيين يكونان جوهر العمل الفني في الرسم والنحت. وموطن الأسلوب الهندسي هو أرض اليونان الأصيلة بين الفلاحين الدوريين Les doriens، وهم شعب هندي ـ أوروبي احتل اليونان في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد. وكان الأسلوب الهندسي الأول إيذانا ببداية ظهور اتجاه جديد للتطور في الفن اليوناني. ففي البداية كانت الأشكال فجة ثقيلة، وطريقة التعبير مقتضبة، ثم ظهر بالتدريج أساليب محلية متباينة في كل البقاع. وأشهر هذه الأساليب الديبيلون Le Dipylon الذي ازدهر في أتيك Attique فيما بين 900 و 800 ق.م. وهو أسلوب يكاد يكون رقيقا متأنقا. والديبلون اسم مدخل في الجانب الغربي من آثينا القديمة، وجدت به أوان خزفية بالأسلوب الهندسي، وأصبح اصطلاح ديبيلون يدل على هذا النوع الخاص في زخرفة الأواني الخزفية.
* الفترة المشرقية
تأثر الفن اليوناني بالفنون الشرقية في الفترة الموالية للفترة الهندسية ما بين 700 و 625 ق.م. ولهذا سميت هذه المرحلة بالفترة المشرقية. وتم هذا التأثير، بوجه خاص في فن الأواني الخزفية التي أنتجتها منطقة شرق اليونان في ردوس وكورانثيا. وتحمل هذه الأواني زخارف مختلفة: أشرطة تتألف من حيوانات استوحاه الفنان من الصور التي جاء بها التجار الفنيقيون، ومن مخلوقات خرافية من الشرق مثل أبو الهول ومن نباتات منمنة.
* الفترة الكلاسيكية
بعد أن انتصر اليونان على الفرس أتت ضرورة إصلاح ما ترتب عن هذه الحرب من خراب إلى قيام حركة فنية قوية، فكان إيذانا ببداية بروز معالم الكلاسيكية من خلال مرحلة أولى أطلق عليها المؤرخون اسم ما قبل الكلاسيكية، التي تميزت فيها الفنون التشكيلية بمجموعة من الخصائص:
- طغى الأسلوب الدوري في فن العمارة كما يظهر في معبد زوس الذي بناه ليبون إيليس في الولمبيا حوالي 460 ق.م.
- تميز فن النحت بتجسيد مشاهد تتسم بالحركة.
- وقعت القطيعة مع عادة نقش التماثيل على جبهية المعابد التي كانت سائدة منذ الفترة الأريخية.
* مرحلة الكلاسيكية الأولى
توافق هذه المرحلة، التي تسمى أيضا بالكلاسيكية الكبرى حكم الإسكندر الأكبر، وكانت مرحلة نضج وازدهار في الفن اليوناني سواء العمارة أو النحت أو الخزف أو الرسم.
* مرحلة الكلاسيكية الثانية
تميز الفن اليوناني في هذه الفترة بمجموعة من التغيرات الفنية كانت نتيجة تحولات سياسية وحروب عرفتها اليونان. ففي العمارة اتسعت الفضاءات الداخلية للمعابدوتزيينها بالمواد الملونة والزخارف..تختلف هذه المرحلة عن الكلاسيكية الأولى التي تتصف بالعظمة تشهد عليها أعمال براكستيل وسكوباس..
* الفترة الهيلينية
تطور الفن الهيليني في اليونان والمناطق الشرقية التي غزاها الإسكندر الأكبر، وبفضل التقاء الفن اليوناني بالتقاليد الشرقية حصل تزاوج بين الأشكال الفنية أعطى الفن الهيليتي.
والفن الهيليني هو في الواقع انعكاس لملامح العصر الذي كان من وراءه تحقيقه، ومن هذه الملامح ظهور النزعة الفردانية التي أدت إلى التفكير في الذات، ونزعة المواطنة الكونية، وحب التبحر في العلم والمعرفة، وتذوق المسرح، والميل إلى التصوف، والتأثر بالديانات الشرقية.

الاتجاهات المعاصرة في الموسيقى الغربية


ظهر مفهوم الموسيقى المعاصرة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانبثق من ممارسة جديدة للموسيقى اعتمدها النمساوي أرنولد شونبرج nold Schonberg سنة 1919. وبعد الحرب العالمية الثانية وما خلفته من أزمات في القيم فرض هذا المصطلح نفسه من جديد، وسعى المهتمون من خلاله إلى التفكير في موسيقى معاصرة تعكس الصورة الحقيقية للإنسان المعاصر المتحضر وتنسيه دموية الحرب ووحشيتها.
لقد ظهر جيل جديد من الموسيقيين تتلمذ أغلبهم على الموسيقى ورجل التربية الفرنسي أوليفي مساين Olivier Messian الذي يدعو إلى الاقتداء بالتطور العلمي والتقني لخلق وسائل تعبير حديثة تتماشى ومتطلبات العصر. كما فتح ظهور آلة التسجيل آفاقا جديدة للبحث، وساعد انتشار الأسطوانات على تعزيز هذا التوجه خاصة وأنه يوفر إمكانية الاستماع وإعادة الاستماع. وهكذا وجد الموسيقي نفسه يخرج عن الإطار التقليدي الذي يعتمد الآلة الموسيقية والنظام المقامي إلى عالم أوسع من الإبداع تتلخص بعض مكوناته فيما يلي:
- إلغاء مفهوم القالب الموسيقي.
- ضم الضجيج أي الأصوات غير الموسيقية إلى مجال الأصوات الموسيقية.
- معالجة مجموعة من الموجات الصوتية واستخراج أصوات جديدة.
وابتداء من سنة 1948 ألفت مجموعة من العمال الموسيقية اعتمادا على هذه الأسس تعذر معها على الباحثين والمختصين فيما بعد تصنيفها أو إخضاعها لمقاييس معينة.
1. الموسيقى الواقعية La music concrète.
عندما أسس مهندس الصوت بيير شايفر Pierre Schaeffer سنة 1948 نادي الاختبارات الصوتية لدار الإذاعة والتلفزة الفرنسية (R.T.F) أنجز عدة تجارب على الأسطوانات، وعلى بعض الأجهزة الإلكترونية المنتجة للصوت، فجاء عمله Fragment de vie pris au piège بمثابة الحجر الأساس لموسيقى جديدة تسمى الموسيقى الواقعية. هذا العمل عبارة عن تسجيل لأصوات منتقاة من الحياة العادية على اسطوانة في حلقة مغلقة. حاول هذا المهندس الاشتغال على الأصوات المسجلة على شريط مغناطيسيمن خلال بتر أجزاء منها وإعادة ربطها، أو بتشويهها بوسائل تقنية للحصول على أصوات جديدة. هكذا وبالتدريج تحول الإبداع الموسيقي من المحسوس المجرد المرتبط بالعواطف إلى عمل مختبري يوظف أدوات وآليات يغلب عليها الجانب التقني المحض، فأصبح الموسيقي "المتخصص في علم الصوت" ينتج أصواته من خلال تحكمه التقني فيها على الشكل التالي:
- تغيير الارتفاع للحصول على مسافات صوتية متناهية في الصغر لا تدخل في إطار النظام المقامي.
- تغيير طابع الصوت باستعمال تقنية الفرزLe filtrage أو تقنية مزج الأصوات Le mixage.
- تغيير الزمن بتسريع الشريط المغناطيسي أو تبطيئه.
وفي سنة 1949 التحق الموسيقي بيير هانري بالمهندس شايفر وفتحا معا استوديو الموسيقى الواقعية وسجلا سنة 1950 عملهما الأول وفقا لهذا التوجه La symphonie pour un homme seul. وهو عبارة عن سلسلة من التسجيلات الصوتية مصدرها الإنسان.
في سنة 1951 ظهر مسجل الصوت Le magnétophone فأحدث شرخا كبيرا في مفهوم التأليف الموسيقي الذي أصبح يخضع لشروط الإنتاج السينمائي نفسها من مونتاج وفلاش باك..
وفي سنة 1966 وظف فريق البحث كل الوسائل السالفة الذكر وأضاف إليها أصوات الآلات الموسيقية والضجيج وأصواتا منتقاة من الطبيعة وأنجز دليلا للأصوات يسمى Traité des objets musicaux اعتبره هذا الفريق بمثابة صولفيج جديد وضعه رهن إشارة الموسيقيين ليوظفوه في أعمالهم الموسيقية.
2. الموسيقى الإلكترونية La musique électronique
برهن تلميذ مساين وشايفر الألماني ستوك هاوزن STOCKHAUSEN سنة 1953 عن تقاطع وتكامل بين التفكير الموسيقي والآليات الاصطناعية. قال إن الصوت الجيبي Le son sinusoidal الصادر عن مولدات الصوت ما هو إلا حركة اهتزازية تتميز بترددها Sa fréquence وتوسعها Son amplitude وتغيرها عبر الزمن، وبالتالي يمكن تسجيلها على شريط مغناطيسي ومعالجتها عن طريق المونتاج وفرز الترددات وتمريرها بغرفة الصدى للحصول على قائمة الأصوات التي قد يحتاجها المؤلف الموسيقي. فالموسيقى الإلكترونية عكس الواقعية تولد أصواتها بنفسها وتعالجها لتضعها رهن إشارة الموسيقي.
3. الموسيقى الكهرصوتية La music électro-acoustique
بعد ثلاث سنوات من البحث جمع الألماني ستوك هاوزن لأول مرة سنة 1956 بين تقنيات الموسيقى الواقعية والإلكترونية وسجل مؤلفه Chant des adolescents مزج فيه بين الأصوات الاصطناعية الصادرة عن مولدات الصوت وغناء طفل صغير. وخلال الستينات أسفرت هذه الأبحاث عن ظهور نوع جديد من الموسيقى عرفت تحت اسم الموسيقى الكهرصوتية التي انتشرت بسرعة كبيرة في فرنسا وألمانيا وبولونيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان، وفتحت في هذه البلدان عدة استوديوهات للبحث والتسجيل في هذا المجال.
في نهاية السبعينات دعم الحاسوب الفكر الموسيقي وتحمل عبء لإنجازات الضرورية لتوليد الأصوات وتفرغ الموسيقي فقط للتفكير وتنظيم اختياراته. وبعد تطور تكنولوجيا المعلوميات في بداية الثمانينات وبفضل نتائج خلية البحث التابعة لمركز الأبحاث IRCAM.

الموسيقى المغربية العصرية


< الجذور الأولى لتاريخ الموسيقى المغربية
تتميز الموسيقى المغربية بالتنوع، ويعود إلى عدة أسباب:
- موقع المغرب الجغرافي والاستراتيجي منكه من الاحتكاك بثقافات مختلفة.
- العلاقة التجارية بالفينيقيين وسكان اليمن.
- الاحتلال الروماني.
- الاحتكاك بالمشرق العربي بعد الفتح الإسلامي.
- الاتصال بالثقافة الإفريقية.
* المحطات التاريخية للموسيقى المغربية بعد الفتح الإسلامي (62هـ /172هـ-682/788 م).
ساهمت الفتوحات بشكل كبير في انتشار الألحان والإيقاعات والآلات الشرقية في سائر المناطق الخاضعة للحكم الإسلامي. وبما أن هذه الفتوحات استهدفت شمال المغرب، فقد اقتصر استعمال المقامات والإيقاعات الشرقية في هذه المنطقة مع بقاء الجنوب بعيدا عن ذلك..واستمر نقل التراث الشرقي إلى المغرب من بداية الفتح حتى استقرار العرب بالأندلس، حينها قلت حدته لأن الموسيقيين كانوا يعبرون المغرب فقط ليتوجهوا إلى الأندلس عبر مدينة سبتة.
* الموسيقى في عهد الأدارسة (172هـ/310 هـ - 788 م/ 922 م).
استقرت الأحوال السياسية في عهد الأدارسة، وأصبحت مدينة فاس تنافس سبتة التي كانت تغري الوافدين بالتوجه إلى الأندلس. وهكذا أصبح الوافدون يقصدون فاس مباشرة من المشرق والأندلس، وأصبح مسجد القرويين الذي تم بناؤه سنة 245هـ 859م جامعة يلتقي فيها كبار المفكرين والأعلام ورجال الدين. كل هذا ساهم في توجيه الحركة الفنية المغربية، وأدت إلى خلق تراث موسيقى مغربي أصيل، تطبعه السمات الشرقية الأندلسية. وبعد خروج الأدارسة من فاس، وظهور إمارتي بني يفرن ومغراوة دخل المغرب في صراعات سياسية واضطرابات اجتماعية أدت إلى توقف الحركة الفنية والفكرية.
* الموسيقى في عهد المرابطين والموحدين (462 هـ/ 541 هـ -613 هـ) (1070 م / 1146 م -1216 م).
بعد أن قضى يوسف بن تاشفين على ملوك الطوائف، أصبح العلماء والأدباء يمارسون أنشطتهم في ظل المرابطين، واختار البعض منهمالاستقرار بالمغرب إلى أن توفي به، مثل ابن طفيل وابن رشد اللذين توفيا في مراكش وابن باجة الذي توفي مسموما بفاس، والذي كان إضافة إلى مكانته العلمية أستاذا في الموسيقى والغناء.
لقد أدى تلاحم الحضارتين الأندلسية والمغربية في هذه الفترة إلى انتقال مجموعة من الأغاني والآلات الموسيقية، ولم تصل نهاية العهد المرابطي حتى أصبحت الآلات الموسيقية موفورة في الأسواق، ولا يرى الأمراء في المتاجرة بها أي مساس بالأخلاق العامة، كما أصبح الأمراء وخاصة منهم المقيمون بالأندلس يستقبلون الأدباء والشعراء إلى جانب الفقهاء.
أما في عهد الموحدين فقد اتسعت رقعة المغرب الجغرافية ووصلت إلى ليبيا، فأدى ذلك إلى نقل الغناء الأمازيغي والموشحات والأزجال الأندلسية إلى تونس. وأدخل عرب بني هلال بعدما أسكنهم يعقوب المنصور الموحدي منطقتي الغرب والحوز مقامات وإيقاعات ما تزال آثارها واضحة إلى الآن في فن العيطة، وغناء الكريحة أي الزجل المغربي، وفن التغني بالسيرة النبوية، والمديح الديني.
* الموسيقى في عهد المرينيين والوطاسيين (613 هـ/869 هـ -956 هـ) (1216 م/ 1465 م/ 1549 م).
- الموسيقى الأندلسية:
عرف المغرب في هذه الفترة حدثين مهمين كان لهما الأثر الإيجابي في غناء التراث المغربي. الأول هجرة جموع غفيرة من مسلمي بلنسية إلى المغرب في العهد المريني، وكانت وجهتهم الرئيسة مدينة فاس، والثاني استقباله في عهد الوطاسيين لأعداد كبيرة من المورسكيين الذين رحلوا عن الأندلس بعد سقوط غرناطة، وتوجهوا بالخصوص إلى تطوان وشفشاون.
- فن الملحون:
دخلت القصيدة الزجلية خلال هذه الفترة مرحلة جديدة في الشكل والمضمون، ويتجلى ذلك في استحداث ما يسمى ب "الحربة" في بداية القرن العاشر الهجري من طرف الزجال أحماد الحمري، وهي لازمة غنائية، تعاد بعد كل قسم من أقسام القصيدة، مما كان يقتضي صياغتها في لحن مغاير للحن المقاطع المتاعقبة. بعد ذلك تحولت الحربة إلى أغنية خفيفة، وانتشرت انتشارا كبيرا في صحراء تافيلالت التي كانت أنذاك مرتعا خصبا للزجل في مراحل تطوره، وهناك أصبح المنشدون يستعملونها نظرا لخفتها، مقدمة للقصائد الكبيرة يضبطون بها إيقاع النغم وأعطوها اسم السرابة.
- فرق المسمعين:
أصبح المغرب في عهد المرينيين يحتفل بصفة رسمية بالمولد النبوي الذي كانت تقام حفلاته في سائر الزوايا ومنازل بعض الخواص. ولقيت هذه التظاهرة تشجيعا كبيرا من طرف الملوك والفقهاء، وقد أدى ذلك إلى ظهور فرق المسمعين الذين أصبحوا يقيمون حلقات السماع في المناسبات الدينية.
* الموسيقى في عهد السعديين (956 هـ/1069 هـ / 1549 م – 1659 م)
- الموسيقى الأندلسية:
عرفت هذه الفترة استكمال الموسيقى الأندلسية لنوباتها الإحدى عشرة وموازينها الخمسة، حيث أضاف علال البطلة الوزير في حكومة السلطان عبد الله محمد بن الشيخ نوبة الاستهلال، وأضيف ميزان الدرج من طرف مجهول..
- فن الملحون:
استحدثت خلال هذه الفترة بحور جديدة في نظم شعر الملحون هي:
- الْمْبِـــيتْ: هو شعر الملحون المقفى، يشبه القصيدة العربية العمودية.
- مَكْسور لجناحْ: نظم يشبه الشعر الحر.
- السّوسي: نثر فني شعبي يشبه المقامات العربية.
وأضاف كل من عبد العزيز المغراوي والمصمودي الصْروف في نظم شعر الملحون، مقابل البحور في الشعر العربي. حيش اعتمد الأول الدّندنة، واعتمد الثاني مالي ومالي، وهي قياسات يضعها الشاعر ويبني عليها إيقاعية أبيات قصيدته.
التأثيرات الأجنبية في الموسيقى المغربية
من بين الأسباب التي ساعدت على فتح جسور التواصل بين المشرق والمغرب وانتشار الغناء الشرقي هجرة ثلة من الفنانين المصريين إلى المغرب أمثال مرسي بركات ومحمد المصري وبديعة مصابني ومحمد عبد المطلب..قصد العمل في الملاهي والمقاهي وبعض الحفلات الخاصة، فخلقوا حركة فنية جديدة تخرج عن إطار الموسيقي الأندلسية وفن الملحون وأنماط الغناء الشعبي المحلي. فسار على نهجهم مجموعة من المغاربة الذين حفظوا هذا الصنف من الغناء. فكانت ولادة أول مجموعة غنائية مغربية عصرية سجلها اتهامي بنعمر سنة 1930 بألمانيا مع شركة بيضفون. ومن العوامل الرئيسية التر رسخت التوجه نحو أغنية مغربية عصرية وساعدت عليه:
- تأسيس الجوق الملكي في بداية الثلاثينات من القرن الماضي وإسناد رئاسته إلى مرسي بركات. وفي سنة 1934 أسس أحمد البيضاوي أول تخت مغربي لتقليد الأغاني الشرقية. وفي سنة 1946 أذاعت الإذاعة لحنين جديدين لأحمد البيضاوي وعباس الخياطي.
- إرسال عبد الوهاب أكومي سنة 1945 إلى القاهرة لدراسة الموسيقى. وتأسست أجواق بكل من الدار البيضاء والرباط وفاس وهي:
- جوق المتيم برئاسة عبد النبي الجراري.
جوق الاتحاد الرباطي برئاسة عبد النبي الجراري.
جوقة الشعاع برئاسة محمد فوتيح.

الموسيقى بالأندلس


فتح المسلمون شبه جزيرة إبيريا وأطلقوا عليها اسم الأندلس. أصبحت تابعة للخلافة العباسية قبل أن تستقل عنها وتكون إمارة قرطبة وحكمها الخليفة الأموي عبد الرحمان الأول الملقب بالداخل (752-788م)، ثم تلاشت الإمارة فقامت على أنقاضها دويلات ملوك الطوائف ابتداء من سنة (1031م) ثم خضعت لدولة المرابطين ثم الموحدين، وبعد معركة العقاب سنة (1212م) انحصر سلطان المسلمين في مملكة غرناطة (1232-1492).
واكبت الموسيقى كل التحولات الثقافية والحضارية التي عاشتها هذه البلاد في ظل الدولة الإسلامية. وتعزى هذه الطفرة الفنية إلى عوامل منها:
- هجرة المغنين من المشرق أمثال علون وزرقون وزرياب ومجموعة كبيرة من المغنيات، وابتكرت النوبة والموشحات والأزجال.
- انتشار المؤلفات الشرقية كرسائل الكندي، وكتاب الموسيقى الكبير للفارابي، والكافي في الموسيقى للحسن بم زيلة..
- انتشار ظاهرة تعليم الجواري وتثقيفهن وبيعهن بأثمنة خيالية، وكان لهذه الظاهرة الأثر الكبير في ازدهار مجالس الغناء، وأصبحت الحفلات تقام بقصور الخلفاء الأندلسيين.
زرياب ومدرسته الموسيقية
أبو الحسن ابن نافع الملقب بزرياب تشبيها له بطائر حسن الصوت يحمل هذا الاسم، وتعني هذه الكلمة بالفارسية ماء الذهب. نشأ ببغداد وتتلمذ على يد الموصلي، لكنه اضطر بدافع المنافسة لأستاذه وتحت ضغطه أن يغادر بغداد في اتجاه القيروان ثم الأندلس. ويعتبر زرياب معلمة بارزة في تاريخ الموسيقى العربية. أنشأ في قرطبة معهدا موسيقيا يعتمد منهاجا يضمن ثلاث مراحل وهي: ضبط الإيقاع والعروض وكلمات الصوت. وزاد كذلك في أوتار العود وترا خامسا أحمر اللون وضعة بين الوتر الأول والثاني، واخترع مضربا من قوادم النسر عوض القطعة الخشبية.منشور

الحركة التجديدية في الموسيقى العربية الشرقية

بعد فترة ركود طويلة انتعشت الموسيقى العربية الشرقية مع بداية القرن التاسع عشر وطورت أسلوب أدائها وتحررت بالتدريج من تقاليد وطابع الغناء الأندلسي والتركي. تمتد مرحلة الانتعاش والتأسيس هذه من بداية القرن التاسع عشر إلى غاية 1927، وهي السنة التي ابتدأ فيها محمد عبد الوهاب سلسلة التجديدات التي أدخلها على التخت والغناء العربيين. ومن أهم رموز مرحلة التأسيس الشيخ محمد عبد الرحيم وعبده الحامولي ومحمد عثمان سلامة حجازي وسيد درويش..وتميزت هذه الفترة بما يلي:
- سلطنة الموشح والدور والموال والقصيدة.
- ظهور المسرح الغنائي على يد سلامة حجازي.
- الاعتماد بالأساس على الغناء مع مصاحبة آلية جد مختصرة.
- غياب الموسيقى الآلية العربية وسيادة المعزوفات التركية المتمثلة في السماعيات والبشارف واللونغات.
- ظهور أعلام في تلاوة القرآن وإنشاد الأمداح النبوية أمثال خليل محروم وإبراهيم المغربي...
في سنة 1927 قدم محمد عبد الوهاب منولوج "في الليل لما خلي" فاعتبره الباحثون بمثابة اللبنة الأولى في تغيير مسار الأغنية العربية الشرقية إن على مستوى الشكل والمضمون أو على مستوى التصوير اللحني للمعاني وإدخال آلات موسيقية جديدة ضمن التخت الموسيقي العربي. أسهم بعد ذلك في ترسيخ هذا التوجه إضافة إلى محمد عبد الوهاب كل من محمد القصبجي ورياض السنباطي في بعض أعمالها، وفريد الأطرش وجيل من الموسيقيين انضموا إلى الأسرة الفنية بعد سنة 1950. نذكر منهم محمد الموجي وبليغ حمدي، والأخوين رحباني وآخرين..وتميزت هذه المرحلة:
- تطور الطقطوقة بشكل ملفت وخاصة الراقصة مع فريد الأطرش.
- ظهور وتطور المونولوج والديالوج والسكيتش الغنائي.
- ظهور أول أوبرت عربي "مجنون ليلى" لمحمد عبد الوهاب.
- إدخال آلات موسيقية جديدة مثل الفيولونصيل والكونطرباص والأكورديون والقيثارة والبيانو..
- إدخال تقنية نقر أوتاد الكمان بأصابع اليد.
- توظيف الإيقاعات الغربية مثل التانجو والبولير والرومبا..
- اقتباس جمل موسيقية كاملة من الموسيقى الغربية.
- ظهور معزوفات وسماعيات وبشارف ولونغات لملحنين عرب.
- عرض أول فيلم غنائي سنة 1933 لمحمد عبد الوهاب "الوردة البيضاء".

الأحد، 1 سبتمبر 2013

الاتجاه الرومانسي في الموسيقى الأوروبية

2. الرومانسية
الرومانسية أسلوب في الكتابة الموسيقية يرتكز على مبدإ إخضاع الموسيقى لأفكار وأحاسيس الفنان التي تنطلق من هموم وقضايا المجتمع.
انطلقت هذه الحركة في الربع الأخير من القرن الثامن عشر من الأفكار الفلسفية التي عرفها الأدب الألماني والإنجليزي وانتشرت في أوربا. فتحرر على إثرها الكتاب والفنانون من قواعد وأساليب التأليف التي كانت متداولة خلال القرنين السابع والثامن عشر. عرف فيكتور هيجو الرومانسية بأنها "التحرر في الفن" إنها دعوة لسلطة الفرد وحرية التعبير والتخلص من مبادئ وقيود الكلاسيكية.
كانت الرومانسية ممثلة في فرنسا بشعراء وفنانين تشكيليين كثر، لكنها لم تعرف إلا موسيقيا واحدا هو هكتور بيرليوز Hector Berlioz بينما تمركزت الرومانسية في ألمانيا بأسماء وازنة أمثال فرانز شوبرت Franz Shubert وروبير شومان Robert Schuman وريشارد فاجنير Richard Wagner.
تتميز الرومانسية بخمس خاصيات أساسية هي:
- النزعة الذاتية للفنان وسلطته على إنتاجه الفني.
- فسح مجالات أوسع للإبداع الفني.
- المبالغة في الاعتماد على الأحاسيس وتمجيد اللحن على حساب القالب والبناء.
- الارتباط بالصورة البصرية وترجمتها موسيقيا من خلال ما تتركه هذه الصورة من أحاسيس في
نفس الفنان.
- الارتباط بكل ما هو خيالي وفوق طبيعي.
أما أهم الانجازات الموسيقية التي حققتها الرومانسية:
- ظهور القصيد السمفوني Le poème symphonique وإعطاء الموسيقى القدرة على الإيحاء
بفكرة أو قصة أو منظر أو حدث تاريخي.
- ظهور اللحن الدال Le leitmotiv وهو الفكرة الموسيقية المرتبطة بحدث أو شخصية ما، والتي
تقدم بتذكير المتفرج بهذا الحدث أو بهذه الشخصية كلما اعيد عزفها.
- تطور إمكانيات العزف المنفرد La virtuosité.
- تطور مهنة قائد الأوركسترا وتعميقها بالدراسة والتكوين.
- زيادة حجم الكورال.
أهم أعلام الرومانسية
1. ليست franz Listz (1886-1811).
ولد ليست في دوبرجان Doborjan بالمجر من أب مجري وأم نمساوية، وتوفي في بايرويت بألمانيا. كان أبوه موسيقيا هاويا يعمل في خدمة أسرة الأمير إسترهازي Esterhazy التي كان هايدن يعمل في خدمتها لعدة سنوات. تلقى دروسه الأولى في العزف على البيانو وهو ما يزال طفلا، ثم انتقل إلى فيينا لاستكمال دراسته. بدأت شهرته في سن التاسعة عندما قدم مجموعة من العروض الناجحة على آلة البيانو. انتقل ليست مع أسرته إلى باريس وقدم بها سنة 1825 أوبرت من تأليفه وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره. ابتكر القصيد السمفوني وأعطى من خلاله الأسبقية للموضوع الشاعري والخيالي والأدبي على الفكرة الموسيقية التي تأتي فقط لتعبر عنه. قام سنة 1886 بجولة موسيقية زار خلالها باريس ولندن وبروكسيل..ثم بايرويت لحضور مهرجان فاجنير، فأصيب بنزلة برد اضطرته إلى مغادرة قاعة العرض وتوفي على إثرها.
2. فاجنير Richard Wagner (1883-1813).
ولد بمدينة ليبزج Leipzig بألمانيا، مات أبوه بوباء التفويد بعد شهر من ولادته فتزوجت أمه من الممثل والمغني لودويج جيير Ludwig Geyer. كان زوج أمه يصطحبه في جولاته الفنية فأحب المسرح وعايشه عن كثب وتعلق به حتى أصبح حلم حياته وهو ما يزال في الثامنة من عمره.
عاش فاجنير مرحلة عصبية في طفولته صحبة أمه خلال غزو نابوليون لمقاطعة سكسونيا بألمانيا فتأثر بالمشاهد البطولية للشعب الألماني وبالمعارك الوطنية، الأمر الذي ولد لديه شعورا ثوريا كان من وراء مشاركته سنة 1848 في النضال والدعوة إلى قلب نظام الحكم، فصدر في حقه أمر بالقبض عليه اضطره إلى الفرار إلى سويسرا.
درس فاجنر الفلسفة وأتم دراسته فيها، واهتم كذلك بالموسيقى فدرس الهارمونيا والتأليف الموسيقي والعزف على البيانو. كان شاعرا وفيلسوفا وموسيقيا وهب حياته للدراما الموسيقية. اعتمد في أعماله الأوبرالية الصوت البشري بشكل ملفت للنظر وتعامل معه كآلة موسيقية. في نهاية حياته استقر فاجنير بإيطاليا وتفرغ للبستنة وعاش منعزلا إلى أن مات بسكتة قلبية مخلفا وراءه إرثا موسيقيا كبيرا وأسلوبا فريدا في التأليف.

حالة الطقس في مراكش

الثقافة السّمخية والكائن السمخي تأملات وخواطر عن الكتابة الكائن السمخي أولا: "الكتابة السمخية" 14. الكتابة السمخية والنكاح. الجزء الثالث: النكاح في الثقافة الإسلامية

1. أشهر مؤلفات الفقهاء في النكاح فطن رجال الدين لأهمية الحياة الجنسية عند الإنسان المسلم، فكتبوا العديد من الكتب تتعلق بالجنس تنقل لنا خبرات...