أنواع الاحتفالات الديونيزوسية
الاحتفالات "النينيلية" (نهاية شهر يناير)
بدأت هذه المسابقات الدرامية ضمن هذه الاحتفالات حوالي سنة 440 ق.م، وكان
للكوميديا فيها مكانة خاصة، أما التراجيديا فلم تجد لها مكانا محددا إلا حوالي سنة
432 ق.م، حيث كانت تقام تراجيديتان:
الدونيزيات الريفية
تعتبر الدونيزيات الريفية من الاحتفالات التي لم يصلنا عنها الشيء الكثير،
وقد كانت في الغالب تقدم فيها عروض سبق وأن شاركت السنة الماضية في مسابقات أخرى.
الديونيزات الحضرية (أو الديونيزات الكبيرة)
هذه الاحتفالات كانت تقدم في نهاية شهر مارس وتمتد لأيام معدودة، ويخصص
اليوم الأول لطقوس كبرى تشمل الغناء والرقص، أما اليومان التاليان فيخصصان لمسابقة
في شعر :الدثرامب"، في حين تبقى الأيام الأربعة المتبقية مخصصة للمسابقات
الدرامية، منها ثلاثة أيام للتراجيديا ويوم واحد للكوميديا، باستثناء المرحلة
الممتدة ما بين سنتي 431 و 404 ق.م، التي خفظت فيها أيام المسابقة الدرامية إلى
ثلاثة أيام لدواع اقتصادية نتجت عنها الحروب.
أما الشاعر الذي يكتب المسرحية فليس مجرد كاتب وحسب، بل إنه يشارك بشكل
مباشر في العرض ويقوم "بإخراجه"، وهو أيضا الذي يقوم بتلحين المقاطع
الموسيقية للمقاطع المغناة ويصمم رقصات الجوقة، ومن المعروف أنه في القرن الخامس
قبل الميلاد كان الشاعر يقوم بدور رئيس الجوقة أيضا، بل ومن الشعراء من لعب كممثل
أول في مسرحياته ك "سوفكلس" الذي تخلى عن ذلك لاحقا بسبب صوته غير
المناسب.
الجمهور
جمهور هذه المسابقات متنوع ويشمل كل الطبقات الاجتماعية، وحسب التقديرات
التي تسمح بها سعة مسرح "ديونيزوس" ب "آثينا" فإنه قد يتراوح
عدد المتفرجين ما بين 15000 و 17000 متفرج، عدد هائل من المتفرجين يدل على الطبيعة
الشعبية لهذه المسابقات، ويبين مدى أهميتها الدينية والفنية والسياسية.
الفضاء المسرحي
كانت العروض المسرحية الأولى تقدم في "الأغورا" Agora وهي ساحة تقدم فيها
الخطب السياسية والمساجلات الفكرية ومسابقات الجوقات الغنائية في آن واحد، إذ توضع
كراسي أمام مساحة على شكل مربع تشكل مجال اللعب أو الخطابة أو التناظر، ويقسم هذا
الفضاء إلى حيز للعرض وحيّز للمتفرجين، غير أنه في السنوات الأولى للقرن الخامس
ق.م، تم إعداد فضاء للرقص قرب معبد الإله ديونيزوس ليصبح المسرح جزء من المعبد.
غير أن هذا المسرح انمحت معالمه بشكل واضح، باستثناء بقايا لا تعطي فكرة واضحة عن
مكوناته. إلا أن مسرح "إيبيداور" وهو مسرح آخر من القرن الخامس قبل
الميلاد، يمنحنا فكرة عن مكونات المسرح الإغريقي، الشيء الذي بإمكانه أيضا أن
يعطينا فكرة عن طريقة سير العروض.
يتعلق الأمر أولا بمسرح في الهواء الطلق على شكل حدوة حصانمقسم إلى قسمين:
فضاء مخصص للجمهور ويتكون من مدرجات خشبية (ثياترون) موضوعة على منحدر وتفصلها
عموديا أدراج، وأفقيا مجموعة من الممرات لتسهيل مرور المتفرجين. وتخصص الصفوف
الأولى للنبلاء وكبار الدولة، أما الجزء الثاني فهو الأوركسترا وهو الفضاء المخصص
للجوقة، وهو على شكل دائرة يتوسطها مذبح الإله ديونيزوس الذي أصبح حضوره رمزيا عوض
أن يبنى المسرح قربه كما هو الحال في مسرح ديونيزوس. ومن جانب الثياترون يتواجد
مدخلان (البارادوس) يستخدمان للدخول إلى الثياترون والأركسترا معا.
أما الخشبة فتتواجد خلف اوركسترا ويوضع فوقها كوخ من الخشب أيام الاحتفالات
فقط، يستعمله الممثلون لتغيير ملابسهم، وقد كان هذا الكوخ في البداية محجوبا عن
أنظار الجمهور، غير أنه أصبح يعتبر من عناصر الديكور، وإلى جانب هذا الكوخ تضاف في
العمق واجهة قصر ذات ثلاثة أبواب وفي الأعلى سقيفة. وباستثناء الكوخ الذي يمكن أن
يرمز إلى معبد أو قصر أو منزل، أو بعض الأكسوسورات البسيطة لم يكن المسرح اليوناني
يعتمد على ديكورات معينة، بل كان النص هو الذي يوحي بذلك.
بلدة ابزو: 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.