tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت

آخر الأخبار

آخر الأخبار
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دراساتي وأبحاثي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دراساتي وأبحاثي. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 3 فبراير 2023

ورقة حول التنمية المحلية والثقافة المصطفى فرحات

 


أشكر جمعية الانطلاقة على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا اللقاء الثقافي المتميز الذي أتمنى أن ينجح ويثمر.

سعيد بتواجدي بين هذه الوجوه الكريمة والنيرة والمعطاء، بعض الوجوه جديدة أراها لأول مرة، وبعضها تعود علاقتي به إلى القرن الماضي.. وجوه أدمنت النضال والحضور في الحقل الثقافي والتربوي والاجتماعي والسياسي...

علي في البدء أن أعترف أني لست خبيرا في مجال التنمية، كما أن معرفتي متواضعة في مجال الثقافة، لذا سأستفيد أكثر وأنا أستمع إلى إخواني الأساتذة المتخصصين والمشتغلين في المجال. وتلبية لدعوة الإخوة المنظمين الذين طلبوا مني أن أهيء ورقة في موضوع الندوة (التنمية والثقافة) ارتأيت أن أقدمها في شكل ملاحظات، وتأملات أستعرض فيها وأعرف ببعض المفاهيم المرتبطة بمحور الندوة.

أولا: في موضوع التنمية

من بين العديد من المفاهيم للتنمية وقع اختيارنا على هذا المفهوم الذي يتناسب ونظرتنا الخاصة للتنمية.

إذا كانت التنمية تعني لغة الوفرة والزيادة، فاصطلاحا هي دعم سلوك الأفراد، وصقل مهاراتهم ليتمكنوا من تطوير أنفسهم، مما سينعكس إيجابا على مجتمعهم، ويؤدي إلى نموه في الكثير كم القطاعات المحلية المؤسسية والتعليمية وغيرها...

السؤال المطروح هو: من يدعم من؟. جرت العادة أن القوي هو الذي يدعم الضعيف، وبتعبير آخر هناك من يملكون القدرة على دعم من لا يملكون (العاجزون).

والسؤال هو: ماذا يملك القادرون؟ وما الذي لا يملكه العاجزون.

بالنسبة للقادرين فهم يملكون:

* السلطة (القرار السياسي)

* رأس المال المادي (رؤوس الأموال)

* رأس المال الرمزي (المعرفة والخبرة)

* اللوجستيك (التقنية...)

بالنسبة للعاجزين:

* لا يملكون السلطة

* لا يملكون الرأس المال المادي

* لا يملكون اللوجستيك

* يملكون الرأس المال الرمزي (الثقافة)

القاسم المشترك بين الفئتين هو الرأس المال الرمزي، وهو مصدر قوة الفئة المستهدفة في التنمية، ولا تتردد في استعماله كورقة ضغط إذا اقتضى الأمر ذلك كما سنرى في هذه الورقة.

من هنا يأتي دور الثقافة في بناء وإنجاح النموذج التنموي المحلي وإلا كان مصيره الفشل.

انطلاقا من مفهوم التنمية كما حددناها وتبنيناه يمكن استنباط الهدف العام الذي تسعى العملية التنموية لتحقيقه، وبالتالي الحكم عليها بالنجاح أو الفشل باعتبار تحقق الهدف أو عدم تحققه. ويمكن إجمال هذا الهدف في توفير العيش الكريم للأفراد والجماعات ماديا ومعنويا، جسديا ونفسيا وروحيا. ويندرج تحت هذا الهدف العام أهداف جزئية كثيرة تتمثل في:  العيش الطويل – الصحة الجيدة – توسيع خيارات الناس – تحقيق العدالة – محاربة الفقر والجوع – مناهضة التمييز...

إنجاز هذه الأهداف يقتضب تظافر الجهود الذاتية والفردية والمحلية والمجهود الحكومي لتحسين نوعية  الحياة.

ثانيا: في موضوع الثقافة

1. في هذه المقاربة للثقافة نتبنى المفهوم الأنثروبولوجي للثقافة بشقيها المادي واللامادي. "فهي تشمل المعرف والمعتقدات والفن والقانون والأخلاق والتقاليد... إجمالا تتضمن المعطيات الفكرية والعاطفية والمادية."

أشار معظم الباحثين في الثقافة بوصفها الهدف النهائي للتنمية إلى جانب كونها وسيلة من وسائلها.

في سنة 2015 تمّ إدراج الثقافة لأول مرة في جدول الأعمال الدولية للتنمية المستدامة ضمن أهداف التنمية واعتبر التراث الثقافي المادي وغير المادي والطاقات الإبداعية موارد يجب حمايتها وإدارتها بعناية، فكل منها قادر على أن يكون محورا للتنمية.

تؤكد التنمية الثقافية في المغرب على الهوية المحلية، وتدعم التنوع الثقافي، والغنى الثقافي... هذا التنوع يجب استثماره ليكون قاطرة للتنمية.

على هذا الأساس، فالاستثمار الثقافي يخدم العنصر البشري الذي يلعب دورا أساسيا في ارتقاء ونمو أي نموذج تنموي بتشجيعه وتسويق عطاءه الإبداعي والفكري.

تحتل الثقافة اليوم مكان الصدارة في المناقشات بشأن الهوية والتماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة.

وأخيرا يمكن القول بأن الثقافة قادرة على عرقلة التنمية المحلية، لذا يتوجب على القائمين على شأن التنمية إدخال البعد الثقافي في خططهم التنموية التي لن تنجح وتحقق مداها إلا إذا تكاملت مع البنية الثقافية والاجتماعية للأفراد والجماعات. ولعل فشل مشروع مركب دار الجلابة البزيوية ببلدة ابزو  يعود بالأساس إلى عدم إدماج البعد الثقافي في البعد التنموي.

مدينة أفورار: 22  مارس 2022

الخميس، 5 يناير 2023

الجلابة البزيوية... ابزو

هذه الدراسة المعنونة ب "المعارف والمهارات المرتبطة بالنسيج البزيوي"

تأتي في سياق التعريف بالنسيج البزيوي والمعارف والمهارات المرتبطة به لتسجيله على لائحة التراث العالمي.

أنجز  البحث تحت إشراف كل من مديرية التراث بوزارة الشباب والثقافة والاتصال، والمديرية الجهوية للثقافة والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي لجهة بني ملال – خنيفرة.

وبهذه المناسبة أود أن أشكرك كل من ساهم من بعيد أو قريب في خروج هذا العمل إلى النور.

1. يأتي هذا العمل اعترافا بفضل المرأة البزيوية وإنجازاتها في مجال النسيج البزيوي وتثمينا لمجهوداتها التي تتطلب صبرا ومثابرة وهي تمارس حرفة النسيج وتحافظ عليها وتؤصلها وتنقلها إلى الأجيال القادمة رغم المصاعب والإكراهات التي تواجهها.

2.  أعبر  بهذا العمل عن إجلالي وتقديري واعتزازي بالمرأة البزيوية التي لها من الصفات ما يجعل منها حقا امرأة متميزة بين نساء هذا الوطن الجميل. يكفيها فخرا أنها قدمت له منتوجا شكل ويشكل رمزا لهويته الوطنية والقومية بين شعوب وأمم العالم "الجلابة البزيوية."

3. هذا العمل يميط الستار عن سحر الجلابة البزيوية والأسرار التي تخفيها المرأة البزيوية بفضل براعتها اليدوية، وخيالها الخلاق، وذائقتها الفنية الرفيعة في خلق الانسجام بين الألوان والأشكال.. لتبدع منتوجا يحتفي بالعين والجسد والروح.. أبدعت، وأبهرت، وحق لها أن تسمو وتعلو وتفتخر بمنتوجها..

4.  أهدي هذا العمل لأمي التي أطعمتنا من حرفتها، ولكل امرأة ابزيوية ساهمت في الرفع من المستوى المعيشي لأسرتها بفضل هذه الحرفة العريقة والأصيلة والأنيقة..



الجمعة، 30 ديسمبر 2022

جانب من حصيلة النشاط الثقافي لسنة 2022

 


* الأحد، 9 يناير 2022
إصدار جديد: يوميات القلب المفتوح. (سرد).
* الخميس، 10 مارس 2022
الزاوية الشرقاوية بابزو: (مقال) منشور في مدونتي https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com /
* الخميس، 10 مارس 2022
قصيدة خرائب للمصطفى فرحات. https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com/
* الأحد، 8 مايو 2022
واد العبيد مشرع بو عكبة (الكاف معطشة) مقال منشور في مدونتي موقع مهيب، مدهش، مثير، مبهج، عظيم، يستحق إعادة التأهيل.
* لاثنين، 9 مايو 2022
مقال: "عوامل ومظاهر إشعاع زاوية سيد اعلي بن إبراهيم في محيطها السوسيو- ثقافي (ق. 9 هـ) https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com/"
* الأحد، 15 مايو 2022
حضوري في ملتقى سلا للشعر تحت شعار" الاختلاف مغن، والتطابق مفقر" دورة محمد شكري. 14/05/2022 شكرا لجمعية المعارف.
* الأربعاء، 18 مايو 2022.
مدينة دمنات: حضور كتابي: " اليهود في ابزو "في ملتقى دمنات الماضي والمستقبل
حضور كتابي: " اليهود في ابزو "في ملتقى دمنات الماضي والمستقبل المنظم من قبل L’ACIMI (Association pour la culture et l’industrie Maroc-Israël) من أجل الثقافة والصناعة المغرب – إسرائيل بفندق قصبة أيت أمغار...
* السبت، 4 يونيو 2022
توصلت من الطالب منير منياري ببحث بعنوان: السياحة الثقافية المصطفى فرحات نموذجا".
* الاثنين، 6 يونيو 2022
ابزو قصيدة صلاة الغائب. https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com/
* 11/06/2022
في ضيافة الصديقة الفنانة المتميزة خولة بنعمران..
* الأربعاء، 15 يونيو 2022.
مدينة أزيلال: المشاركة في المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية اللقاء الترابي أزيلال
* 21/07/2022
جامعة السلطان مولاي سليمان بمدينة بني ملال: تشرفت بحضور مناقشة رسالة الماستر تحت عنوان "التخييل التاريخي في الرواية المغربية: رواية العلامة لبنسالم حميش أنموذجا". موسم 2021-2022. من إنجاز ابنتي وتلميذتي والأستاذة والطالبة الباحثة أسماء أكوتي (تلميذة سابقة بثانوية تيفاريتي ـ ابزو) وهي الثانوية التي عملت بها في سلك التدريس سابقا. وأنجز البحث تحت إشراف كل من الدكتور عبد العزيز ضويو ( تلميذي سابقا بثانوية تيفاريتي – ابزو ) مشرفا وعضوا.
* الخميس، 18 أغسطس 2022
يصدر لنا عمل جديد ومتواضع تحت عنوان: "تودة: حكاية أهل انتيفة". مستلهم من حدث استشهاد الشابة البزيوية ذات 18 ربيعا في مدينة خنيفرة إثر انتفاضة 20 غشت 1955 ضد الاحتلال الفرنسي.
* السبت، 10 سبتمبر 2022
بني ملال / دار الثقافة: كنت حاضرا في بحث التخرج للطالبة الباحثة أمينة مطيع. وأنا اليوم أحضر في حفل تتويجها في إطار حفل تكريم خريجي المعهد المتخصص في الصحافة ومهن السمعي البصري.
* الاثنين، 19 سبتمبر 2022
الصحفية المتميزة الكبيرة ثعبان تنشر خبر صدور كتابي " تودة حكاية أهل انتيفة" على صفحات جريدة الأجداث المغربية.
* مراكش: 20/09/2022.
" تودة: حكاية أهل انتيفة" تحط الرحل بمدينة الحمراء.. في زيارة للمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش. كان في الاستقبال المسؤولة عن المدرسة الأستاذة الفاضلة فاطمة الأزدي. أهدينا نسخ من كتابنا "يوميات القلب المفتوح" و "تودة: حكتية أهل انتيفة" للمكتبة.
* السبت، 24 سبتمبر 2022
في زيارتي الأخيرة إلى مدينة مراكش التقيت الشاعر إسماعيل زويريق وتفضل ووقع لي الجزء التاسع والعاشر من ديوانه على النهج (المتن) والجزء الخامس من كتاب يتضمن دراسات وشهادات وقصائد لها علاقة بالديوان وبالشاعر وضمنها شهادتي في حق الشاعر.
* الخميس 07/10/2022
أثناء تصوير شريط حول الجلابة البزيوية في إطار الشراكة مع منظمة اليونيسكو.
* الجمعة 07/10/2022.
ابزو انتهاء تصوير شريط حول الجلابة البزيوية.
* 13 أكتوبر 2022
مقال تحت عنوان: "مفردات وقضايا " في ديوان "بنصف سما" للشاعر المغربي محمد عرش.
* أكتوبر 15, 2022
قصيدة "حكاية شهرزاد". https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com/
* 21 أكتوبر 2022
إضاءة على رواية ما تبقى من ذاكرة الرماد لفاطمة المعيزي. https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com/
8 نونبر 2022
ا الجمعة 09/09/2022
الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي. مقال بعنوان."المعنى والمبنى والرؤيا في ديوان يد لا تهادن" للشاعرة المغربية أمل الأخضر. .
* 16 نونبر 2022
قراءة في ديوان ملحمة الوجود للشاعرة ليلى ناسيمي. https://farhatfarhatmustapha.blogspot.com/
* 25 دجنبر 2022.
مهرجان واورينت المنظمة من قبل جمعية واورينت للثقافة والتنمية
* 27 دجنبر 2022. إصدار جديد: ترجمة كتابي :الجلابة البزيوية: ملكة الزي التقليدي في المغرب ورمز الهوية الوطنية" إلى اللغة الفرنسية.

الخميس، 10 مارس 2022

الأعمال الأدبية المنشورة والمخطوطة للباحث والأديب المصطفى فرحات


01. 1988 مقالات في الشعر (مخطوط)

02. 1997: أحلام بائسة (مجموعة قصصية)

03. 1997: الحكايات الشعبية في البيئة البزيوية

04. 1998: فضاءات ابزو

05. 1998: الأمثال الشعبية في البيئة البزيوية

06. 1998: الوصايا العشر

07. 1998: التيه (مسرحية)

08. 1999: تاخزانت (مسرحية)

09. 2009: الكتاب الأمازيغي (مخطوط)

10. 2009: أيام في العزلة

11. 2002: أوراق ساقطة من حياتي

12. 2002: بقايا الريح (ديوان شعر)

13. 2002: سفر ابزو  

14. 2012: الشاعر والسياسي

15. 2013: رحلة العشق (شعر)

16. 2014: رحلة العشق (سرد)

17. 2014: كتاب الهلوسة (الجزء الأول) مخطوط

18. 2014: المتسكع (سيرة ذاتية) مخطوط

19. 2017: كتاب الهلوسة (الجزء الثاني) مخطوط

20. 2017: أنا والشعر

21. 2017: مقالات في الشعر (الجزء الأول)

22. 2017: مقالات في الشعر (الجزء الثاني)

23. 2018: عينان عشبيتان

 

الأعمال المنشورة

 

01. 2001: كتاب التراتيل (الجزء الأول)

02. 2002: كتاب التراتيل (الجزء الثاني)

03. 2002: سيزيف بين الحاضرة والريف (مسرحية)

04. 2006: تقاسيم الصرير (ديوان شعر)

05. 2007: عادات وطقوس أهل ابزو

06. 2008: ابزو:  محاولة لاستعادة الذاكرة المفتقدة

07. 2009/2010: ذاكرة مكان

08. 2012: ترنيمة لعصفور الكوثر

09. 2015: بوح للبياض (شعر)

10. 2018: الجلابة البزيوية ملكة الزي التقليدي في المغرب ورمز الهوية الوطنية

11. 2021: اليهود في ابزو(الطبعة الأولى)

12. 2021: يوميات القلب المفتوح

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

طقس عاشوراء وزمزم في بلدة ابزو*




عندما يقترب حلول شهر محرم تعم الفرحة قلوب النساء والبنات والأطفال استعدادا للاحتفال ب "عاشوراء التي هي مناسبة عظيمة تحظى باهتمام كبير لدى سكان المنطقة. يشاركه فيه الأطفال والرجال والنساء.

بالنسبة للأطفال فهم يقومون طيلة الشهر بجمع الحطب وتخزينه في أماكنة آمنة استعدادا ليوم "الشعالة" حيث يتنافس أبناء الدواوير حول من ستبقى شعلته متقدة إلى وقت متأخر من الليل، ويشارك الرجال الأطفال بالقفز فوق الشعلة لسبع مرات. وجرت العادة أن يرددوا أثناء عودته بالحطب أن يصطفوا وهم يرددون "طايفة تمشي واتجي، على قبر مولاي اعلي" (طائفة تذهب وأخرى تعود إلى قبر سيدنا علي). أما البنات فيصنعن دمية من القصب ويلبسنها الجلباب والسلهام والحداء (البلغة) ويتوسلن بها للحصول على الهدايا كالسكر والتمر..(لَبْيَاض). أما النساء فيتجمعن لمدة عشرين يوما يرددن أغاني حزينة تتعلق بالسيد "عاشور" الذي مرّ كما يبدو بمحنة انتهت بقتله. وجرت العادة أن تهجر النساء كل أشكال الزينة حتى الليلة الأخيرة وقد شاهدت في طفولتي النساء وهن يقمن منذبة  يمزقن خلالها ثيابهن، ويخدشن وجوههن. إنها ليلة موت السيد "عاشور" .

وفي الصباح الباكر تنهض الفتيات الصغيرات ويبدأ طقس دفن السيد "عاشور" في جو من الخنوع والخشوع، وتقوم النساء بتوزيع التين والتمر في المقابر. وحوالي الساعة العاشرة يبدأ طقس زمزم حيث يتجمع الأطفال الصغار والكبار ليتراشوا بالماء، ولا يسلم المارة من الرش، ويدوم الطقس حتى صلاة الظهر فيتفرق الجميع. (يبدو أن "الشعالة" (النار) هو تسرب لمهتقدات الديانة الفارسية خصوصا الزرادشتية وعبادة النار)


بعيدا عن تحليلات الأنتروبولوجيين فيما يخص رمزية الماء والنار في الثقافة الإنسانية عموما فيبدو لي شخصيا ومن خلال المتن المتوفر اعتمادا على الأغاني التي ترددها النساء في المنطقة بالمناسبة، والعنف الذي يمارسنه على أجسادهن أن لها علاقة بالطقوس الشيعية التي نشاهد بعضها اليوم عند الشيعة الرجال (جلد النفس تكفيرا عن خيانتهم للحسن والحسين)، إنها احتفالات جنائزية رمزية مرتبطة بموت سيدنا الحسين بن علي شهيد كربلاء سنة 61 هـ. وقد عرفت المنطقة هذا المذهب خصوصا في العهد الموحدي الذين أقاموا دعوتهم بدعم من المصامدة وهم من أسسوا مدينة ابزو..ولا زالت النساء إلى يومنا هذا يرددن أغاني أمازيغية يحيل مضمونها على الحسين بن علي ووالده علي بن أبي طالب أثناء طقوس الزواج.(2)

أما  "زمزم" فيبدو لي أنه طقس يأتي في إطار مواجهة رمزية  بين "النار" و "الماء" (يبدو أن الماء يحيل على مكة موطن نزول الدعوة الإسلامية). فطقس النار والاحتفال الجنائزي يحيل على ما أصاب أهل البيت من مآسي، والذي انتصر مذهبهم في المغرب في فترة من تاريخه، لكن المذاهب الأخرى لم تكن غائبة عن الساحة كالمذهب الحنفي والمالكي، ولا شك أن هذه المذاهب صارعت بعضها البعض من أجل ترسيخ معتقداتها.. انتهى الصراع على أرض الواقع، لكنه اتخذ شكلا رمزيا لا يزال حاضرا كطقس حتى وقتنا الراهن. "النار"  ترمز للمذهب الشيعي، التي يطفئها "الماء" الذي يرمز للمذهب السني .
 بَابَا عَاشُور
يصنع من جدع القصب، أما اليدين فيتم تقطيع القصب إلى شرائط ويتم تغليفهم بالأثواب، وتشد إلى الجدع، أما لباس "عاشور" فيتكون من سبعة ألوان: الأصفر والأخضر والأزرق والوردي والرمادي والبني والبرتقالي (إضافة إلى الأبيض والأسود). أما لباسه فإضافة إلى الأثواب بألوانها السابقة الذكر فإن القطعة الرئيسية تبقى هي السلهام والعمامة (الرّزّة).
يصنع يوما قبل ما يسمى بيوم "الشعالة" أو "ليلية الذيالة". وهي الليلة التي يطبخ فيها اللحم الذي تك تجفيفه من أَضحية عيد الأضحى ومن عادة الفتيات أن يحملن "عاشور" على ظهورهن والتنقل به بين الحوانيت والمنازل يستعمالونه للحصول على القليل من النقود التي يتصدق بها، ومن العبارات التي يرددنها: "اعطونا افلوس بابا عاشور". وفي يوم توزيع التين في المقابر صدقة على أرواح الموتى، تستيقظ البنات والأمهات عند الفجر، يوقدن النار ويبخرن "عاشور" ويُعطّرنهُ ويحملنه ليدفنه حول صخرة معروفة في البلدة باسم "صخرة بابا عاشور" لأنها مخصصة لاستقبال جثمان السيد "عاشور" في كل موسم.


(1). المصطفى فرحات. طقوس وعادات أهل ابزو. منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية. سلسلة دراسات وأبحاث. مطبعة المعاريف الجديدة – الرباط. 2007.
(2). المصطفى فرحات. ابزو: محاولة لاستعادة الذاكرة المفتقدة. مطبعة وليلي – مراكش. الطبعة الأولى. 2008.
(3) الصور تمثل "بابا عشور" مجسدا..وزوجته "خَدّوجة".

المصطفى فرحات

ابزو: نونبر 2014.

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

المقاومة في أزيلال المنطلقات ـ المسار ـ الأبعاد

المقاومة في أزيلال
المنطلقات ـ المسار ـ الأبعاد
 العناصر

تمهيد
1. ملاحظات حول الأبحاث المنجزة
2. ابن أزيلال مقاوم بالفطرة.
3. منطلقات المقاومة.
4. المقاومة والعوامل المساعدة.
5. المقاومة والعوامل المعاكسة.
6. أبعاد المقاومة.
خاتمة.

تمهيد

ليس التاريخ مجرد أرقام وإحصائيات وأحداث تدون وتروى فحسب لغايات مختلفة بل إن التاريخ أو الحدث التاريخي هو نتاج عوامل معقدة ومتشابكة منها الجلي الظاهر، ومنها الغامض الخفي، ولكن الذي يبقى حاضرا في هذا الحدث التاريخي هو البعد الإنساني الذي يبقى في آخر الحكاية المحور والمدار والمبتغى. هكذا ـ يبدو لي شخصيا ـ أن الحديث عن المقاومة  هو استحضار للماضي من أجل مساءلة هذا الماضي في ضوء الحاضر، ومن خلال الإجابات التي نحصلها نستشرف المستقبل. فالماضي الذي لا يحل أو يساعد على حل مشاكل الحاضر ويمد  الإنسان بوسائل مادية كانت أو معنوية ليتجاوز معضلات الواقع ومعوقات التنمية الشاملة لا قيمة له ولا خير فيه.

على ضوء هذا التصور علينا أن نتأمل فعل المقاومة في منطقتنا لفهم ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ ولماذا حدث؟ وما العبرة المستخلصة مما حدث؟ هي أشئلة تطرحها هذه الورقة دون أن تجيب عليها بشكل مباشر.

1. ملاحظات حول أبحاث المقاومة في أزيلال

لعل المطلع على أدبيات المقاومة في منطقة أزيلال (مقالات ـ دراسات ـ أبحاث) سيلاحظ أنها قليلة علة مستوى الكم، وتحتاج إلى مساءلة على مستوى الكيف. وكل من تواصل مع هذه الأدبيات فإنه لن يملك إلا أن يثمن المجهودات التي بدلها أصحابها في سبيل توثيق ذاكرة المقاومة في المنطقة، إنها تدخل في باب الاعتراف بما قدمه الأباء والأجداد من تضحيات  ـ مهما بدت صغيرة ـ فهي جليلة بمقاييس الظروف السوسيو ثقافية وسياسية التي أحاطت بإنجازاتهم من أجل الأرض وحرية الإنسان وكرامته. وحتى عندما كانت المقاومة تستسلم فقد كان ذلك بشروط وعزة نفس. وبناء على هذا يمكن إبداء الملاحظات التالية:

1. أغلب الباحثين في تاريخ المقاومة في أزيلال جبله وسهله وديره كان يسيطر عليهم هاجس المعلومة. فأمام شعورهم بشحها ونذرتها ولا تلبي طموحاتهم حشدوا كل ما حصلوا عليه من معلومات وراكموها دون أن يولوا منهجية التعامل معها الاهتمام اللازم فغاب عن السرد وهجه التاريخي.

2. الأبحاث التي أنجزت تحكمت فيها خلفيات جغرافية وقبلية وعشائرية وعائلية وإخوانية ومؤسساتية، وبالتالي طغت فيها الذاتوية وغابت عنها النظرة الشمولية التي من شأنها أن تضع الأحداث في سياقات عامة وليس سياقات خاصة، ونتج عن هذا تغييب فعل المقاومة في كثير من المناطق في إقليم أزيلال خصوصا عند نعي أن للمقاومة أشكال عديدة إلى جانب حمل السلاح، كما نجم عن هذا تضارب الأحداث والروايات.

3. أغلب الدراسات اعتمدت على التقارير التي أنجزها الاحتلال الفرنسي، ومن المعلوم أن التقارير العسكرية تمليها اعتبارات سياسية.

هذه الملاحظات التي أعتبرها إشكالات حقيقية تدعونا إلى ضرورة إعادة قراءة تاريخ المقاومة في سياقاتها الحقيقية، وبمنهجية جديدة وتمثلاث مغايرة مستعينيين بما تقدمه لنا التاريخانية من أدوات ومفاهيم منهجية وتصورية.ُ

ابن أزيلال مقاوم بالفطرة

ليس من باب المبالغة أو المداهنة أن يوصف ابن منطقة أزيلال بالمقاوم بالفطرة بكل ما يشع من هذه الكلمة من دلالات. فالبيئة والجغرافية التي يعيش فيها سلحته بشكل جيد وملائم ليتحمل ويواجه المصاعب والتحديات. إنه وُهب قدرات أهلته أن يكون رجلا مقاوما على كل الجبهات والواجهات الداخلية  والخارجية، يكفي أن نستمع للقدماء المقاومين والمحاربين وهم يسردون حكاياتهم في فرنسا والهند الصينية ..لنتعلم ونفهم ونستخلص النتائج. وإذا كان لا بدّ من شهادة للتدليل على هذا الأمر فمن الأفضل أن تأتي من العدو نفسه. جاء في كتاب "برابرة المغرب والتهدئة في الأطلس المتوسط: للجنرال كيوم:
           "إن خصمنا هو أحسن محارب في شمال إفريقيا، بطبعه شـديد الكراهية للأجنبي، شجــاع
      إلى حد المجـازفة، يضحي بكل ما يملـك، بعائلته، وأيضا بكـل سهــولة بحياته فــي الدفـاع عن
      حريته، يجد في طبيعة بلاده أحسن حليف له، يعرف تمام المعرفة كل خبايا مسقط رأســه الذي
      لا يرضى بديلا عنه، يعرف بالفطرة كيف يستفيد من أدنى مميزاته، نكون متفوقين عليه أحيانا
      من حيث العدد، ودائمــا من حيث السـلاح، يتميز بخفة قصــوى، وبحركــة محيرة. الــعدو هنا
      موجود في كل مكـــان، وفي غالب الأحيــان مختف على الأنظار..وإذا غامرت فرقة بأعداد غير
      كافية فإن الهجوم المكثف يكــون من جميع الواجهــات من خصم يبحث دائمــا عن المواجـــهة
      جسما لجسم حتى لا يعوق تفوق أسلحتنا أبدا خفته وسرعته الفائقة."

أكتفي بإيراد الشهادة بدون تعليق حتى لا أطيل ولا شك أنها تعلق على نفسها بنفسها. قد يطغى على تقرير "كيوم" ما هو سياسي، لكن منطق الأحداث التي عرفتها المنطقة تؤكد بنسبة عالية مضامين التقرير.

3. منطلقات المقاومة

الشعار الذي حمله المستعمر وهو يدخل المنطقة هو "نشر التحضر أو الحضارة" الحضارة الغربية طبعا، ولأن الحضارة لا تفرض على الأمم والشعوب والأقوام بالقوة فقد رأى أبناء المنطقة في التواجد الفرنسي عللا أراضيهم استعمارا واحتلالا واستعبادا. فرعوا شعار: "نريد العيش أحرارا". ولأن الحرية لا تعطى فقد كان لزاما عليهم أن يرفعوا التحديات ويقاوموا بكل أشكال المقاومة الممكنة، ولأن الفرنسيون عازمون على إخضاع المنطقة فكان من غير الممكن تفادي اصطدام الإرادات. أما متى وكيف بدأ الإصطدام فقد اختلفت الروايات،وأكتفي بذكر اثنين منها:

الأولى: ترى أن الاتصالات الأولى بين قوات الاحتلال وزعماء قبيلة هنتيفة بدات على الخصوص على إثر معركة "فم الجمعة" أواخر شهر نونبر من سنة 1912. (عيسى العربي)

الثانية:  وجاءت أكثر تفصيلا ومن خلالها يبدو أن المواجهة بين أبناء منطقة أزيلال والمستعمر الفرنسي تم خارج المنطقة وفي وقت مبكر جدا. "فلما و وصل الفرنسيون إلى لبروج سنة 1908 واحتلوها، اتفق أهل "انتيفة" بزعامة القائد "عبد الله أشطو" للتصدي للمستعمرين ب "أولاد حمو" ب "بلاد البروج"، وقد أخذ الحاركون يجتمعون في "الكدية الحمراء" ب "ابزو" لمدة شهر كامل، وهم من قبائل: هنتيفة، أيت عتاب، أيت تكلا، وغيرهم، وبعد اجتماع الحاركين توجهوا من "ابزو" إلى "زاوية تارماست" على وادي "أم الربيع"، فعلموا أن الجنود الفرنسيين رجعوا من "لبروج" إلى "كيسر". فاختلف رأي أهل الحركة بين الرجوع وبين مواصلة السير إلى "لبروج"، فأبى أخو القائد "أشطو" الذي كان يقود الحاركين من أهل "انتيفة" إلا أن يتابعوا السير..فوجدوا المكان خاليا من الفرنسيين، لكن أصحاب الأغنام استغاثوا بالجيش الفرنسي المرابط ب"كيسر" الذي خف بسرعة لنجدتهم، فلحق بالبروج حيث تم الاصطدام بين الطرفين والذي انتهى بانسحاب الحاركين." (عبد القادر السكاك) 

هذه الرواية الثانية يؤكدها اعتراف "كيوم" بأن الاصطدام بين الوحدات البربرية وبين قطع الإنزال الفرنسي تم لأول مرة سنة 1908 في الشاوية.

لكن بعد خمس سنوات عن هذه الواقعة ووقائع أخرى حدتث في المنطقة، أبدى الهنتيفيون استعدادهم للتعاون مع المستعمر. ففي تقرير للكولونيل "مانجان" مؤرخ في أبريل من سنة 1913 جاء فيه ما يلي:

         "..وبالرغم من الاضطرابات في تادلة أكد أهل "هنتيفة" نواياهم الحسنة، فقد امتثلت وفود
          أمام الكـــــولونيل "شافــي" أثناء إقامته بالقلـــعة (قلعة السراغنة) وكذلك أمام الكولونيل
          "مانجان" خلال إقامته في العين الزرقاء على أم الربيع يوم 30 أبريل، وكان موقفهم جــد
          لائق." (مجلة تاريخ المغرب).

4. المقاومة والعوامل المساعدة

تم احتلال "أزيلال" و "أيت عتاب" سنة 1912 بعد مقاومة مستميتة ومعارك طاحنة. كثيرة هي العوامل التي ساهمت بنجاح المقاومة في توجيه ضرباتها الموجعة للاستعمار الفرنسي، وهي ضربات وإن لم تمنع من احتلال المنطقة  فهي على الأقل أخرتها. (بدأ احتلال أزيلال سنة 1912 واستكمل سنة 1933). وهذه العوامل متنوعة منه ما هو سياسي واقتصادي وثقافي وجغرافي نذكر منها الأهم وهي:

* المعرفة الجيدة بالجغرافية وتوظيفها بشكل جيد مكنت المقاومة من التحرك فيها بسهولة وسلاسة.
* تحالفات القبائل فيما بينها على الأقل في مرحلة ما قبل بسط الاستعمار لسيطرته على المنطقة مما شكل قوة يُحسب لها حسابها.
* التمرد على القادة المعينين من قبل الاحتلال.
* النفي الاختياري، حيث تغادر الأسر من القبائل الخاضعة للاحتلال إلى المناطق المجاورة غير المحتلة كوسيلة وطريقة لرفض الاحتلال.
* مهاجمة القوافل التجارية في الطرقات، وتوجه هذه الهجمات بالأساس نحو أفراد ومجموعات تنتمي للقبائل الخاضعة، ولم يسلم اليهود من هذه الهجمات لأن المقاومين رأوا أن اليهود أصبحوا يتمتعون بامتيازات حرموا منها.
* انتشار تجارة السلاح الذي أصبح يباع في الأسواق سهل على المقاومين اقتناؤه واستعماله ضد المستعمر، وإذا لم يتوفر السلاح، فهم يستعملون الحجارة وكل ما من شأنه أن يلحق الأذى بالعدو كالمناجل والمداري..
* ابتداع وسائل للتواصل بين المقاومين، وأظهرت فعاليتها وإن كانت بدائية، كإشعال النيران فوق قمم الجبال، واستعمال الدخان إعلانا عن بداية الهجوم أو التحذير من اقتراب الأعداء، واستعمال لغة مشفرة تسمى (الغُوسْ).
* نهج أسلوب الاغتيالات لترهيب المتعاونين مع الاحتلال.
* نهب محاصيل الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز التي في ملكية القبائل الخاضعة عقابا لهم على استسلامهم.
* استغلال الأسواق للدعاية والحشد والترويج..

5. المقاومة والعوامل المعاكسة

بدل المستعمر الفرنسي كل ما في وسعه من قوة وذكاء ودهاء لإخضاع المنطقة منطلقا من مبدأين قديمين قدم السياسة وهما:
- فرق تسد.
- العصا والجزرة.
وفي هذا الإطار اتخذ إجراءات عدة عسكرية واقتصادية وسياسية من أجل الحد من فعاليات المقاومة نذكر منها:

* استفادة الحملة العسكرية الفرنسية من التقارير التي أنجزها الجواسيس الأجانب الذين زاروا المنطقة أمثال الراهب "شارك دو فوكو" سنة 1883 و "إدمون توتي" سنة 1901.
* استعمال أسلحة حديثة ومتطورة لا عهد لأبناء المنطقة بها كالبنادق والمدفعية والطائرات..
* تشييد مكاتب استخباراتية لاستتباب الأمن ودعم تهدئة القبائل والمحافظة على النظام والتنسيق بين المكاتب المجاورة ووظفت أيضا لأغراض عسكرية باعتبارها قواعد تنطلق منه جيوش الاحتلال للمناطق المتمردة.
* تسخير دوريات على الحدود بين القبائل الخاضعة والقبائل غير الخاضعة لتفادي تهريب السلع والتسلل إلى الأسواق.
* ربط الاتصال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع بعض أعيان القبائل وشيوخها مغرية إياهم تارة بالمناصب، وأخرى ببعض الامتيازات أو عدم المساس بمصالحهم.
* فرض غرامات على أعيان القبائل للضغط عليهم وتأديبهم في حالة ما أبدوا عدم الخضوع.
* الاستعانة برؤساء وأعيان القبائل الخاضعة لاحتلال القبائل غير الخاضعة.
* الاستعانة بقوات خارج المنطقة والتي اصطلح على تسميتها قوات الدعم والإسناد.
* منع التمويل عن سكان القبائل غير الخاضعة، ومنعها أيضا من ولوج الأسواق التجارية وحصارها وعزلها عن محيطها الاجتماعي والقبلي. (سياسة التفقير)
* رفع الحماية عن القبائل المتمردةمما يجعلها عرضة للنهب والسلب.
* فرض ضريبة الترتيب.
* وجوب الحصول على ترخيصات لشراء المواد الاستهلاكية. (سياسة التجويع)
* فرض دعائر مالية على القبائل التي تأوي المقاومين أو تسمح لهم باستعمال أراضيها للمرور ومهاجمة الاحتلال. (سياسة التركيع)
* مساندة القبائل الخاضعة في تمويل وتجهيز الحملات لقمع القبائل المتمردة، إضافة إلى إقامة نقط مراقبة مستمرة بين الحدود.
* جلب المقاتلين من الأسواق وتعبئتهم وإقحامهم في المعارك ضد القبائل المتمردة بعد تأطيرهم من قبل ضباط فرنسيين لفترة محددة.
* فتح المعابر والمسالك والطرقات وتشييد الجسور لإحكام السيطرة على المنطقة. (تسهيل حركات تسيير الجيوش)
* فرض دعائر قاسية على القبائل التي يقع على أراضيها تخريب المنشآت العامة. مما يدفعها إلى المشاركة في حمايتها. (سياسة التأديب)
* شن حروب نفسية ضد المقاومين بوصفهم بشتى النعوت، فهم منشقين وإرهابيين وقطاع طرق واللصوص والنهابين والمتعصبين..

عندما نقارن بين العوامل المساندة للمقاومة والعوامل المعاكسة لها سنلاحظ أن كل الشروط الذاتية والموضوعية تعمل لصالح المحتل وبالتالي نجحت الإجراءات التي اتخذتها قوة الاحتلال لخفظ التوتر والفوضى ونشر الأمن في المنطقة مما حدى بشيوخ القبائل ليفدوا على الجنرال "دولاموط" ب "أزيلال" واعدين إياه بأنهم سيكونون مخلصين للمخزن وفي خدمته وطاعته وتسهيل القبض على المجاهدين..كان ذلك في شتنبر من سنة 1919.

6. أبعاد المقاومة

لعل الأسئلة الذي نحتاج إلى طرحها ومناقشتها عندما يتعلق الأمر بفعل المقاومة في منطقة "أزيلال" هو: هل أنجزت المقاومة حقا شيئا على الأرض يستحق الذكر؟ ما هو الأثر الذي تركته المقاومة على الأمد البعيد سواء في الزمان أو المكان؟

هي مجرد أسئلة ليست هذه الورقة مهيأة للإجابة عنها، لكن قد تلامسها بشكل غير مباشر وهي ترصد النتائج والحصيلة للصراع الذي دار في هذه المنطقة.

تحدث المؤرخون والباحثون على "معارك" كثيرة خاضتها المقاومة ضد المحتل نذكر منها:

- معركة "فم الجمعة" 1912.
- معركة "تارماست" 1912.
- معركة "العين الزرقاء" 1913.
-معركتا "وويزغت" و "أيت بوزيد" 1922.
- معركة "أيت إصحا" 1932.

لكن ما يلاحظ عموما أم هذه المعارك ما تكاد تبدأ حتى تنتهي باستسلام المقاومة، وبعد أن تتكبد خسائر جسيمة، فاختلال التوازن  في القوى يرجح دائما كفة المحتل الذي ـ غالبا ـ تكون الخسائر في صفوف ما سموه بالقوات المساندة أو المساعدة أو المتعاونة أو من أبناء القبائل الخاضعة، لكنها لا يصل إلى حجم خسائر المقاومة، وقل أن نجدها في صفوف الفرنسيين باستثناءات قليلة كمعركة "سيدي علي بن ابراهيم" التي وقعت في 27/28/29 أبريل 1913. فقد أشار الجنرال "كيوم" في كتابه "البرابرة المغاربة وتهدئة الأطلس المركزي" بأن عدد قتلاهم في هذه المعركة كثير جدا، وبأنهم لم يستطيعوا حمل هؤلاء القتلى الذين تركت جثتهم في عين المكان، الشيء الذي اعتبره الأمازيغ وهم يلاحظون هذا التراجع بمثابة انتصار في هذه المواجهة التي دامت ثلاثة أيام. والمثير في هذه المعركة أن النساء شاركن فيها. فقد أشار مراسل جريدة "لا فيجيد ي مروك" "جون هاليفار" أنه رأى بين جثت المجاهدين التي كانت متناثرة فوق الصخور جثة امرأة عجوز نحيفة تحمل مزودة مليئة بالرصاص.

رغم المقاومة التي أبداها سكان منطقة "أزيلال" ضد الاحتلال سو اء أكانت مقاومة جماعية أو فردية، مادية أو معنوية، فإن القبائل سرعان ما استسلمت الواحدة تلو الأخرى لتخضع لسلطة الاحتلال والمخزن، بل شكلت قوة ضاربة لمواجهة القبائل المتمردة وإجبارها على الاستسلام. ولم يكن شيوخ القبائل الخاضعة بندقية المستعمر فحسب بل كانوا أيضا لسانها المفاوض بلا عنهم متى احتاجوا إلى مفاوض. لكن نار المقاومة لم تخمد في نفس أبناء المنطقة وإن غطاها الرماد حينا من الدهر إلا بعد أن غادر المستعمر المنطقة واستقلت البلاد.

خاتمة

لقد طرحت هذه الورقة أسئلة أكثر مما أجابت عنها، وقاربت فعل المقاومة في منطقتنا من خلال مساءلة الدراسات التي أنجزت حولها، ومن رؤية خاصة للمقاوم الذي يبقى هو بطل قصة هذه المقاومة الذي يحتاج أن تصلت عليه الأضواء من باب ثقافة الاعتراف. كما أشرت بعجالة إلى خصوصية المكان الذي كان مسرحا لها. وقد كان فعل المقاومة ادراميا بكل المقاييس لأن كان بين طرفين غير متكافئين في العدة والعتاد. وأثارت الورقة تساؤلات حول النتائج المحصلة من فعل المقاومة. وأخيرا يمكن القول أن الصوت الخافت قد يختفي فجأة، ولكن الصوت القوي حتى وإن اختفى فإن صداه يبقى أمدا شاهدا ومشهودا.


المصطفى فرحات

ابزو: مارس 2014.

حالة الطقس في مراكش

الثقافة السّمخية والكائن السمخي تأملات وخواطر عن الكتابة الكائن السمخي أولا: "الكتابة السمخية" 14. الكتابة السمخية والنكاح. الجزء الثالث: النكاح في الثقافة الإسلامية

1. أشهر مؤلفات الفقهاء في النكاح فطن رجال الدين لأهمية الحياة الجنسية عند الإنسان المسلم، فكتبوا العديد من الكتب تتعلق بالجنس تنقل لنا خبرات...