‏إظهار الرسائل ذات التسميات قرأت لكم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قرأت لكم. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

في الطفولة لعبد المجيد بن جلون: أولا: جرد أحداث الرواية


الفصل 01: السفر إلى إنجلترا.
ينتقل الطفل رفقة أسرته من الدار البيضاء إلى مدينة "منشستير" بعد فترة من الشعور بالغربة يتأقلم مع الظروف الجديدة فيعود إليه الاطمئنان خصوصا بعد تعرفه على عائلة "آل باترنوس".
الفصل 02: موت الأم.
الأم الدائمة المرض توافيها المنية، وترافقه ميللي إلى الغرفة ليرى وجه أمه لآخر مرة.
الفصل 03: تغيير المنزل.
تنتقل الأسرة إلى بيت جديد يقع مباشرة أمام منزل آل باترنوس بشارع بارك فايلد.
الفصل 04: عائلة آل باترنوس.
يعرفنا السارد بعائلة آل باترنوس وأصولها والأفراد المكونين لها: الأخوين جورجي وأندريه، والأخوات الثلاث ميللي وأنليلي وأنجي والأم.
الفصل 05: بين أسلوب حياة عائلة آل باترنوس وعائلة الكاتب.
تتميز حياة آل باترنوس بالهدوء وقلة الحركة والانضباط في حين تتسم الحياة في بيت أسرته بكثرة الزوار والصخب والضجيج..
الفصل 06: فصل الشتاء في منشستر.
فصل الشتاء يتميز بطوله وبرعوده وأمطاره ورياحه العنيفة مما يثير فب نفسية الطفل أحاسيس متنوعة كاجبروت والقوة وصوت المخلوقات الغريبة ..
الفصل 07: الصيف في إنجلترا.
مناسبة ليستمتع الطفل بالطبيعة الرائعة لحقول إنجلترا خصوصا تلك الواقعة بين بلاك بول ومنشستر وويلز وسانت آنز، وبمصايف إنجلترا وجبالها وشواطئها.
الفصل 08: الكوابس
كانت الكوابس تداهمه في نومه، وليتفاداها كان يدفع بأخته للحديث معه إلى وقت متأخر من الليل، وكان يحلم أن يكون له أخ صغير ليلعب معه.
الفصل 09: جورج الخامس.
يستعيد السارد صورة ملك إنجلترا جورج الخامس، فبعد أن رسم له في خياله صورة الشخص المقدس يكتشف وهو يمر في موكبه من الشارع الذي يسكنه الطفل أن الإمبراطور مجرد شخص عادي.
الفصل 10: الالتحاق بالمدرسة.
يلتحق الطفل بالمدرسة الإنجليزية وبعد مدة من الإحساس بالضياع يندمج مع الوسط المدرسي وساير الدروس بسهولة.
الفصل 11: ولادة أخ صغير.
في زيارة ل "مسز شلمداين" طلب منها الطفل أن تأتيه بأخ  أصغر، وبعد أيام أخبرته بأن أمه قد ولدت طفلا.
الفصل 12: ليلة الميلاد.
انتظار الطفل وأخته حضور شيخ الميلاد الذي سيحمل لهما هدايا. في الصباح وجد هدايا قدمها كل من الأم والأب. كما شارك الطفلان عيد الميلاد مع عائلة "آل باترنوس".
الفصل 13: مرض الأخت.
انتفاخ مفاجئ في عنق أخته تتطلب إجراء عملية جراحية ناجحة لكنها أصبحت هزيلة كالشبح.
الفصل 14: السفر إلى المغرب.
مرافقة الطفل لوالده في سفرته للمغرب ونزولهما ضيوفا في بيت جده وجدته وتعرفه على بقية أفراد العائلة.
الفصل 15: الشعور بالغربة.
يشعر الطفل بأنه غريب في وسطه الاجتماعي، لكنه أبدى إعجابه بالعمارة المغربية وتنوع فلاحته. قضى ستة أسابيع في المغرب.
الفصل 16: العودة إلى إنجلترا
يحكي لأصدقائه في المدرسة عما شاهده في المغرب من عادات وتقاليد.
الفصل 17: ذكرياته في المغرب
يستمر في سرد مشاهداته في المغرب وبالخصوص وضعية الأطفال.
الفصل 18: مشروع العودة إلى المغرب.
اشتداد المرض على الأخت، وخيم الحزن على البيت، وبدأ الأب يفكر في العودة إلى الوطن مما أشعر الطفل بالحزن.
الفصل 19: مغادرة أنجلترا.
يغادر الطفل ذي الثماني سنوات إنجلترا رفقة عائلته بعد أن ودع أصدقاء المدرسة وأسرة "آل باترنوس".
الفصل 20: الاستقرار في المغرب.
يتأقلم الطفل مع وضعه الجديد ويحاول أن يندمج مع بيئته الجديدة. يدخل المدرسة ليكتشف الفرق الشاسع بينها وبين مدرسته في إنجلترا.
الفصل 21: المدرسة الجديدة.
يتحدث عن المدرسة المغربية والدروس التي تلقن فيها ويصف المدرسين ومدير المدرسة وأسلوب التربية..
الفصل 22: موت أمينة.
يشتد المرض على أمينة، يرسله والده إلى بيت جده لأسبوعين، وعند عودته يكتشف موت أخته أمينة.
الفصل 23: السفر إلى القاهرة.
يسافر السارد إلى القاهرة سنة 1937 وعمره ثمانية عشر سنة لمتابعة دراسته وما رافق عبوره للحدود الجزائرية والمصاعب التي عانى منها.
الفصل 24: التساؤل حول الموت.
موت أخته أمينة دفعه إلى التساؤل حول الموت، وبعض الظواهر الطبيعية، وبدأ يشعر بالوحدة وتسرب له الفتور من المدرسة.
الفصل 25: الأمراض.
يستعرض الأمراض التي كانت تصيبه في طفولته كالحمى والإغماء اللذان لازماه حتى تعودهما ولم يعد التفكير في الموت يفارقه.
الفصل 26: مستقبل الطفل
تكلفت الأسرة بالتخطيط لمستقبله والمتمثل في نيل الشهادة الابتدائية ونظرا لضعف مستواه الراسي قرر  والده دعمه بحصص إضافية وأحضر فقيها من البادية لهذا الغرض.
الفصل 27: كرة القدم.
يحكي عن العلاقة التي جمعته بكرة القدم وجعلته يقترب أكثر من عالم أطفال الطبقات الدنيا.
الفصل 28: الالتحاق بالقرويين.
قرر الالتحاق بجامعة القرويين لإكمال دراسته، فابتعد عن كرة القدم وواظب على الدراسة.
الفصل 29: الجد.
يستعيد صور جده الذي لعب دورا أساسيا في حياته، كما يقدم لنا صورة عن عادات جده وطباعه.
الفصل 30: الفصل والخادمة.
يتحدث عن الخادمة ـ وهي تقاربه سنا ـ التي اختلى معها في البيت، لاعبته لفترة قبل أن تسقطه أرضا وتشرع في تقبيله.
الفصل 31: أزمة الأب وصداقته مع ابن الأرملة.
مر الأب بأزمة حادة بعد أن أضاع ثروته فباع المنزل وانتقل إلى بيت العم، صادف الانتقال موت صديق حميم للأب فتكفل بشؤون الأرملة وابنيها، وارتبط بصداقة مع الابن البكر.
الفصل 32: في ضيافة مربي الماشية.
ربط الشاب علاقة خاصة بالحيوانات التي ينتظرها كل مساء حتى تدخل للحظيرة واعتبر هذه الفترة من أسعد أيام حياته.
الفصل 33: أصدقاء الطفولة.
يعتبر نفسه طفلا اجتماعيا مما ساعده في ربط صداقات متنوعة مع الأطفال الآخرين.
الفصل 34: الحاج.
خص الفصل للحديث عن جارهم الحاج المشهور بغناه ووجاهته. واعتاد الطفل أن يراه وهو ذاهب إلى متجره فوق بغلته الضخمة يتبعه الخدم..
الفصل 35: المرأة المغربية.
يدلي السارد بوجهة نظره حول واقع المرأة المغربية والعادات التي تمارسها وتفرضها داخل البيت مشيدا بأصالتها.
الفصل 36: رؤية محمد الخامس.
وهو في حمامات "سيدي احرازم" للاستجمام صادف تواجده رفقة مجموعة من الأطفال زيارة ملك المغرب محمد الخامس للحمامات.
الفصل 37: زهور.
تحدث عن العلاقة التي تربطه بزهور، وكان يعاملها بجفاء مصورا اللحظات الأخيرة من حياتها. وبعد موتها يندم عن سلوكه نحوها.
الفصل 38: أحمد بن جلون.
خص هذا الفصل لعمه أحمد بن جلون الذي اختطفه الموت مستعرضا بعض سمات شخصيته واصفا إياه بالرجل العظيم.
الفصل 39: الأخ من الأب.
يستعرض علاقته بأخيه من الأب مشيرا إلى القطيعة التي وقعت بينهما كنتاج لتعود الزوجات لكن سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها.
الفصل 40: الصغيرة.
يتذكر العلاقة العاطفية التي جمعته بمن يسميها الصغيرة، فشاع أمرهما بين العائلة وخلق توترا بينها، تتزوج الصعيرة سنة 1937.
الفصل 41: طبيب الأسنان.
يصف طبيب الأسنان الذي زاره ليقتلع سنا، والأدوات التي يستعملها مقارنا بين الطب الحقيقي والطب الخرافي.
الفصل 42: جامعة القرويين.
يعتبرها منارة فكرية وعلمية بالمغرب. التحق بها سنة 1934 وتركت أثرا بليغا في حياته النفسية والفكرية.
الفصل 43: أيجابيات القرويين.
استعرض إيجابيات هذه المعلمة الثقافية كحلقات الدروس والمدرسين وكان حلمه أن يكون مدرسا بها.
الفصل 44: خطيب القرويين.
حضوره لخطابات الشاب الدائع الصيت (علال الفاسي) أعجب به السارد وأصبح واحدا من أتباعه.
الفصل 45: غرفة السارد.
ربطته بغرفته علاقة متميزة باعتبارها فضاء للتأمل والعزلة والصلاة والقراءة.
الفصل 46: بداية النشر.
يظهر اعتزازه بنفسه وهو يرى اسمه بين كبار الكتاب ويزداد غروره عندما لامه أستاذه لأنه لم يذكر اسمه في المقال المنشور  بين جملة الأدباء الذين ذكرهم.
الفصل 47: السفر إلى مصر.
يقوم السارد بإجراءات إدارية معقدة ليحصل على جواز سفره لمصر.
الفصل 48: الغاية من الرواية.
حدد أهداف السيرة والتي تتمثل في:
* إرضاء رغبة ذاتية.
* رصد حياة طفل عاش بين بيئتين.
* اعترافه بفضل :آل باترنوس" عليه.

********


الأحد، 14 ديسمبر 2014

الأدب والغرابة دراسة بنيوية في الأدب العربي عبد الفتاح كليطو


أولا: خارجيات الكتاب


1. التعريف بالمؤلِّف

 من مواليد مدينة الرباط سنة 1945. تابع دراسته الجامعية بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط تخصص أدب فرنسي وبها يعمل الآن. كما حاضر أستاذا زائرا في جامعات وكليات فرنسية. له كتب ودراسات نقدية وظف فيها مناهج حديثة بنيوية وسميائية مستفيدا من الفلسفة الغربية ومناهج البلاغة العربية القديمة. من مؤلفاته: الحكاية والتأويل ـ الكتابة والتناسخ ـ الغائب ـ الأدب والغرابة.

2. التعريف بالمؤلَّف

2/أ. نوعية الكتاب:

 يندرج في إطار النقد الأدبي، والنقد فعالية فكرية تهتم بدراسة الأعمال الأدبية وتحليلها وشرحها والحكم عليها من حيث الجودة والرداءة، الجمال والقبح، والصواب والخطأ. إن الناقد يلعب دور الوسيط بين القارئ والكاتب.

2/ب. دلالة العنوان:

يتشكل العنوان من كلمتين:

* الأدب: هو مصطلح أطلق على مجموعة من النصوص التي تتوفر فيها خصائص ومميزات تجعلها تتعارض مع النصوص التي لا تسمى عادة بالنصوص الأدبية. وهذه الخصائص منها ما يرتبط بالشكل، ومنها ما يرتبط بالمضمون، ومنه ما يرتبط بمنتجي النصوص.

* الغرابة: كلمة يوصف بها كل شيء غير مألوف، كل ظاهرة تخرق العادة، أو تثير الدهشة.
ومن خلال العنوان يمكننا أن نفترض الموضوع المحوري للكتاب، وهو أن النصوص التي نسميها عادة "نصوص أدبية" تتميز بخاصية بنيوية/أساسية وهي الغرابة، وبالتالي يطرح السؤال: أين وكيف تتجلى الغرابة في الأدب؟ أو بصيغة أخرى: ما العلاقة بين الأدب والغرابة؟

ثانيا: مضامين المؤلف

1. المقدمة: تتضمن المقدمة ثلاث أجزاء: 1. كلمة، 2. تقديم، 3. افتتاحية.

2. المحاور: الأدب الكم الكاتب/الناقد الكتاب إلى قسمين:

    القسم الأول: تناول فيه: 1. النص الأدبي، 2. تصنيف الأنواع، 3. قواعد السرد،  4. دراسة الأدب الكلاسيكي: ملاحظات منهجية، 5. تاريخ الشاعر.

   القسم الثاني: تطرق فيه:1 . بين أرسطو والجرجاني: الغرابة والألفة،  2. الحريري والكتابة الكلاسيكية، 3. الزمخشري والأدب، 4. الملح والنحو.  5. نحن والسندباد.
           
          3. الخاتمة:  استعرض فيها الكاتب لائحة المراجع التي اعتمدها في دراسته حول  الأدب والغرابة.


ثانيا: تحليل الكتاب
أولا: المضامين
القسم الأول

1. النص الأدبي

ينطلق الكاتب من فكرة مؤداها: أن الدراسات الأدبية لا تهتم كثيرا بتعريف الأدب لأنها تفترض أن طبيعة الأدب معروفة ولا حاجة إلى أن نعرفها، وانطلاقا من هذه الفكرة يسعى إلى مقاربة النص الأدبي  ومفهوم الأدب.

أولا النص الأدبي:

استعرض الكاتب المعايير والمقاييس التي تعتمدها الثقافة في تحديد خصائص النص الأدبي وهي:
* يخشى عليه من الضياع، لهذا يدون.
* يحرص على تدوينه وتعليمه.
* يستشهد به وينسج على منواله.
* يكون عادة غامضا وعسيرا على الفهم فلا بد من مفسر أو مؤول يشرحه.
* يعلم ويلقن عن طريق التكرار والاجترار.
* ينسب إلى مؤلف معترف بقيمته، ويسمى المؤلف الحجة.

 وليكون المؤلف حجة لا بد أن تتحقق فيه الشروط التالية:

- أن تنسى طفولته.
- يبدأ الاهتمام بطفولته لحظة التقاءه بشيوخه.
- أن يجاز من قبل مشايخ معروفين. ويصبح أحد الأعمدة التي ترتكز عليها الثقافة.
- يستبدل اسمه الحقيقي باسم آخر.
- المؤلف الحجة هو من يمنح النص قيمته الحقيقية.

ثانيا: مفهوم الأدب:

تحدث عن مفهوم الأدب من خلال منظورين:

1. مفهوم الأدب في الثقافة العربية الكلاسيكية: الأدب هو التحلي بالأخلاق الفاضلة. وتتمثل أنواعه/أجناسه في: الحكمة – الموعظة – خطبة الجمعة – المثل (كل ما يدخل في الأمر والنهي).

2. مفهوم الأدب في الثقافة الغربية: يعني la littérature  ظهرت هذه الكلمة "الأدب" في القرن الثامن عشر مع تبلور الرومانسية الألمانية. وتشمل: الرسالة – المذكرات – السيرة الذاتية – الحوار المسرحي – الشعر – الرواية..

استنتاج

* التعريف الذي يبحث عنه الكاتب غير موجود حتى في البنيوية..
* يشير إلى وجود عدة تعريفات وإن كانت لا تشمل إلا قسما من الأدب وأذكر تعريفين:
الأول: النص الأدبي هو إحالة على عالم الأشياء والشخصيات والأحداث الخيالية.
الثاني: النص الأدبي يتميز بتقييم الإمكانيات اللغوية بحيث تطغى الوظيفة الشعرية على بقية الوظائف الأخرى للغة.

خلاصة
الأدب فشل في تحديد موضوعه الخاص به لأن يدرس الأدب بمعزل عن الخطابات الأخرى.
ثانيا: تصنيف الأنواع

1. مفهوم النوع: يتكون النوع عندما تشترك مجموعة من النصوص في إبراز العناصر نفسها.
2. عناصر النوع: العناصر نوعان:

2/أ- عناصر أساسية.
2/ب- عناصر ثانوية.

إذا لم يحترم النوع العناصر الأساسية يخرج من دائرة النوع. أما إذا لم يحترم العناصر الثانوية فهو يبقى في إطار النوع ولا يتضرر.

3. أنواع الكلام: صنف القدماء الكلام إلى نوعين:

التصنيف الأول:

3/أ- النثر: وهو نوع يشتت ويفتت.
3/ب- الشعر (النظم) يجمع ويربط. إذا فالشعر أفضل من النثر.

التصنيف الثاني:

3/أ- جاد: كلام يتضمن حكمة أوعبرة.
3/ب- هازل أو سخيف: الحكايات الموضوعة على ألسنة الحيوانات.

4. تصنيف الكاتب للخطاب:

صنفه إلى أربعة أنواع:

4/أ- المتكلم يتحدث باسمه: الرسائل والخطب.
4/ب- المتكلم يروي لغيره: الحديث ـ كتب الأخبار.
4/ج- المتكلم ينسب كلاما لغيره: (لم يقدم نموذجا).
4/ج- المتكلم ينسب لغيره كلاما هو من كتبه. (لم يقدم نموذجا).

5. تصنيف آخر للخطاب:

اختزل هذه الأنماط في صنفين:

5/أ- الخطاب الشخصي.
5/ب- الخطاب المروي.

والخطاب المروي هو نوعان:

* بدون نسبة.
* بنسبة.

والنسبة ثلاثة أنواع:
صحيحة وزائفة وخيالية. وقدم المقامات نموذجا للخطابات المروية بنسبة خيالية.


ثالثا: قواعد السرد

1. مفهوم القاعدة:

القاعدة هي بمثابة قانون ملزم يجب الخضوع له.

2. خصوصية القواعد: 

يعرفها كل من الكاتب والمتلقي بشكل مبهم وغير واضح.

3. محاولات اولى لتعريف قواعد السرد:

تلمسها الكاتب عند أفلاطون ـ هنري جيمس ـ الحريري ـ بن الخشاب.

4- قواعد السرد عند البنيويين:

القاعدة الأولى:

تعلق السابق وتحكم اللاحق بالسابق. فالنهاية تتحكم في كل ما يسبقها وحرية القائم بالسرد لا تتجلى إلا في اختيار النهاية.

يمكن قراءة الحكاية السردية بطريقتين:

الأولى:  قراءة عادية تورط القارئ في السرد ويلهث وراء النهاية.
الثانية: قراءة عالمة يتحكم فيها القارئ لأنه يعرف النهاية.

القاعدة الثانية:

ارتباط تسلسل الأحداث بنوع الحكاية. فلكل نوع من الأحداث طريقتها في سرد الأحداث: الحكايات الشعبية ـ المقامات ـ الرواية البوليسية...

القاعدة الثالثة:

 أفق احتمال القارئ أو العرف. لكل نوع من السرد عوفه النوعي الخاص الذي ينتظره القارئ.

خلاصة:

المجال الذي اهتمت به البنيوية في السرد: اهتمت البنيوية ببعض الأنواع السردية التي تعمل فيها القواعد بشكل آلي في الوقت الذي ظهرت فيه الرواية الجديدة لتشوش على هذه القواعد..


رابعا: دراسة الأدب الكلاسيكي
ملاحظات منهجية.

تقديم

ينطلق من سؤال مركزي يتعلق بطبيعة العلاقة التي تربط بين القارئ المعاصر بالأدب الكلاسيكي العربي. وارتأى أن فهم هذا الأدب يقتضي تحديد بعض المفاهيم السائدة آنذاك في هذا الأدب. وخص بالتحديد ثلاثة مفاهيم: 1. مفهوم الفرد المبدع  2. مفهوم التعبير 3. مفهوم تلاحم أجزاء النص.

أولا: مفهوم الفرد المبدع

الباحثون في مجال الأدب العربي لا يهتمون إلا بالأدباء الذين يوصفون بالقمم. أي النماذج الرفيعة..ولكن ـ يرى الكاتب ـ أن هؤلاء الباحثين لا يفصحون عن الأسباب التي جعلتهم يعتبرونهم قمما..

ثانيا: مفهوم التعبير

يلزم الباحثون الأديب الكلاسيكي أن يكون مرآة عصره، وينتظر من أدبه أن يعكس الواقع الذي عاش فيه الكاتب. وعندما يعجز عن إيجاد هذه العلاقات فهو لا يردها للأديب وإنما للبلاغة..

ثالثا: مفهوم تلاحم أجزاء النص

1. يفترض منهجيا أن لكل نص وحدة بين أجزاءه. وإذا عجز الباحثون هن إيجادها يسقطون ما هو حديث عما هو قديم.

2. معرفة اللغة العربية لا يكفي لفهم النصوص وإنما نحتاج لشيء آخر. ما هو هذا الشيء؟

3. ليجيب عن السؤال انطلق الكاتب من خطاطة ياكبسون التي ترى بأن عملية التواصل تتحكم فيها أربعة عناصر:

المتكلم          الخطاب        المخاطب
النسق

ما يلاحظه الكاتب هو غياب اهتمام الدارسين للأدب العربي بالمخاطَب. وبالتالي إهمال النسق. والنسق هو نظام يضم مجموعة من العناصر ومنها تتشكل وحدته.

4. على الباحث أن يبرز العناصر الأربعة (خطاطة جاكبسون) بما فيه المخَاطَب، فهو من يعطيه ديناميكية وحيوية. ومعها يتجدد النص الأدبي. كما على المخاطب أن ينصت لأسئلة النص الأدبي لتكون علاقة التواصل مثمرة.


خامسا: تاريخ الشاعر

تقديم

تتبع الكاتب تاريخ الشاعر في علاقته مع شعره ومحيطه ووظيفته وردود أفعاله إبان المرحلة الكلاسيكية: العصر الجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي.

العصر الجاهلي

لم يكن الشاعر في حاجة إلى تعليل شعره او معرفة وظيفته في مجتمعه ولا داعي لطرحه فشعره يظهر في أفعاله:

- هو رئيس القبيلة وكاهنها ومندمج في قبيلته
- كان يعتقد أن لكل شاعر شيطانه الذي يوحي له بالشعر. (الشيطان هو المجتمع من وجهة نظر الكاتب).
- القبيلة التي ينبغ فيها الشاعر تقيم الحفلات احتفاء به.
- القبائل تقدم الهدايا والتهاني للقبيلة التي نبغ فيها الشاعر .

صدر الإسلام

- لم يطرأ أي تغيير في وظيفة الشاعر. تم استبدال الانتماء القبلي بالانتماء الديني والحزبي.
- لا يمكن الاستغناء على الشاعر.

العصر الأموي والعباسي (نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث)

* عوامل التحول وظهور صورة جديدة للشاعر:

- تكوين جيش نظامي من غير العرب (الموالي).
- التنظيم الإداري والتركيز على الكاتب. (منافسة الكاتب للشاعر)
- ظهور الوعاظ والدعاة.
- تطور علوم الفقه والفلسفة والحديث.

* وظيفة الشاعر

- تردد الشاعر على أبواب الأمراء (التكسب بالشعر)
- تجريد الشاعر من المهابة.
- تشبيه الشاعر بالمكدي والصبي والمجنون. ولا يجوز محاسبته.

* رد فعل الشاعر

- التعقيد في الشعر والتعمية.
- الإغراب في الكلام.

* موقف النقاد من شعراء المحدثين

- يقدمون القدماء ويفضلون طريقتهم في الشعر (التزامهم بعمود الشعر).
- الشعراء المحدثين غير مسؤولين ولا يسمح لهم بتسيير شؤون المدينة. (طردوا من المدينة كما فعل بهم أفلاطون في مدينته الفاضلة).



القسم الثاني

أولا: بين أرسطو والجرجاني
الغرابة والألفة.

التقديم

1. يقارن الكاتب بين البلاغة العربية والبلاغة اليونانية ويستنتج أن هناك اختلاف بين البلاغتين من حيث عوامل النشأة والأهداف والنتائج.

نوع البلاغة
عوامل النشأة
الأهداف
النتائج
العربية
ظهرت لدعم عقيدة الإعجاز
ـ تفسيرالقرآن.
ـ إنتاج قوانين أو قواعد تفسير الخطاب
- ظهور ثلاثة فروع في البلاغة: علم البيان ـ علم المعاني ـ علم البديع
اليونانية
ظهرت في جو من الحوار الديمقراطي
- التحكم في الخطاب.
- الإحاطة بقوانين الخطاب.
- إقدار الخطيب على التأثير في الجمهور
- ظهور اختصاصيين تنحصر وظيفتهم في إرشاد الخطيب إلى ما يجب قوله حتى يتم إخضاع المتلقي والتأثير فيه.

2. البلاغة بين الأمس واليوم

البلاغة العربية القديمة
البلاغة العربية القديمة في العصر الحديث
- كانت البلاغة نابضة بالحياة.

- ينفر منها المتلقي في العصر الحديث.
- تبدو مصطلحاتها وتعريفاته غريبة عنه.
- عدم اهتمام الدارسيين بالبلاغة في الغرب والشرق أدى إلى إهمالها وموتها.

3. غرابة البلاغة العربية وفهوم الاستغراب

أ - ينطلق بتصنيف القائلين أو المتكلمين إلى أصناف:
* المجنون.
* المهرج.
* المجذوب.
* الساحر.
* الشاذ
* الشاعر.
* خرافة. (إشارة إلى خرافة المذكور في المثل العربي السائر "حديث خرافة" وهو شخص اختطفته الجن وعاد مدة إلى أهله وصار يتكلم بكلام غريب.
ب ـ يستنتج أن القول نوعان: مألوف وغريب. والشعر من صنف القول الثاني فهو "إخراج القول غير مخرج العادة". والقول الغريب هو الذي يخرج عن العادة ويبتعد عن المألوف لدى المجتمع. الألفة تعني الوضوح والابتذال والسقوط. أما الغرابة فتعني النبل والبعد عن الإسفاف. (كلام الساحر ـ كلام الشاعر).
ج ـ مكونات النص الشعري:
يتكون من عنصرين أساسيين:
الأول: التعابيرالمألوفة.
الثاني: التعابير الغريبة.

4. معنى المجاز

أ – اللغة الشعرية لغة مجازية..والمجاز لغو هو انتقال شيء من مكانه الأصلي إلى مكان آخر، وهو من "جاز" المكان "يجوز" إذا تعداه. والكلمة إذا استعملت في غير ما هو موضوع لها فإنها تثير الاستغراب وبالتالي تحدث تأثيرا في المتلقي.
ج- يخلص الكاتب إلى القول بأن الغرابة والاغتراب لها علاقة بالبعد والابتعاد، أما الألفة فترتبط بالقرب.

5. مجاز الشمس (الاستعارة)

1. يعرف الباحث الاستعارة في الاسم "أن تنقله عن مسماه الأصلي إلى شيء آخر ثابت معلوم فتجريه عليه وتجعله متناولا له تناول الصفة للموصوف".
2. هناك علاقة بين الشمس والاستعارة.

مميزات الشمس
مميزات الاستعارة
النور التي تضفيه على الوجود فتظهر الأشياء
نيرة ومتلألأة تظهر والمعاني اللطيفة التي هي من خبايا العقل
العلو والشموخ والارتفاع فوق الكائنات
استعارة الشمس للرجل تجعله يرتفع ويعلو عن غيره
تتجدد وتطلع كل صباح
الاسم يبلى بعد الاستعمال لكن عند الاستعارة يتجدد

6. لغة الشمس ( المقارنة  بين الشمس والاستعارة)

* تختفي الشمس وراء السحب ولكنها لا تفنى كذلك الاستعارة
 لا يمكن الكلام عن الخطاب دون الكلام عن المعنى الخفي والمعنى الظاهر والمعنى الباطن.

7. الاحتضار

1. الغرابة  في الثقافة العربية لا توجد في البلاغة والشعر فحسب بل في ميادين مختلفة .
2. البلاغة العربية مريضة ولم تعد قادرة على النهوض من مرقدها.



ثانيا: الحريري والكتابة الكلاسيكية

 الجانب النظري

أولا: الاسم والنمط

1. الأسماء الشخصية في مقامات الحريري:
يلاحظ الباحث أن هناك نذرة في الأسماء الشخصية في المقامات باستثناء اسمين يترددان وهما: الحارث بن همام  وأبو زيد السروجي . كما أن الشخصيات الفردية تذوب في الشخصية النمطية فنجد: الأب ـ الزوج ـ القاضي..
2. يتتبع الباحث الأسماء في كتب التاريخ والحديث وكتب الأخبار والشعر القديم والمقامات ويخلص إلى القول:
التاريخ: وفرة أسماء الشخصيات (الكامل للمبرد)
كتب الحديث: تتولى أسماء الشخصيات في الإسناد. (الأحاديث النبوية)
كتب الأخبار: كثرة أسماء الشخصيات (البخلاء للجاحظ)
الأسماء التي ترد في هذه الكتابات واقعية ومعروفة.
الشعر القديم: نجد الشعراء يتغزلون بأسماء نساء كدعد وسلمى..ويخصون الممدوح بنفس الصفات، وكذلك المهجو..ويبدو أن الشعراء يتغزلون بامرأة واحدة ويمدحون ويهجون نفس الرجل.
المقامة: نجد اسمان يترددان: الحارث بن همام وأبي زيد السروجي، إضافة إلى ذكر أسماء نماذج بشرية لها صفات محددة في الثقافة العربية باقل  ـ عرقوب ـ سحبان...
الأسماء في الشعر والمقامة ـ يرى الباحث ـ تنتمي إلى مجال الأسماء النمطية.

الجانب التطبيقي

1. ينطلق من نص ورد في المقامات حول وصف جارية وتبدو جميلة. قد يكون الجمال مشترك بين الحرة والجارية إلا أن هذه الأخيرة تتفوق على الحرة بالرقص والعزف والرقص والغناء.

يستنتج أن خصائص الوصف في العصر الكلاسيكي يختلف عما ألفناه في الوصف في الكتابات الحديثة.

2. ينتقل من النمط الإنساني إلى نمط النوع الأدبي  ويرى أن القصيدة لا تعبر عن الشاعر بل عن النوع الذي تنتمي إليه

3. أهم القضايا التي ترحها المقامة مسألة الانفصال بين القول والفعل:

* أبو زيد السروجي يشرب الخمرة وبعدها يلقي موعظة.
* تقمص أبا زيد لأدوار متعددة يدل على أن جميع الأنواع الأدبية موجودة في المقامة.
* تشتت شخصية أبا زيد ينعكس في تشتت أجزاء المقامة.

4.  علاقة القارئ الحديث بالأدب الكلاسيكي

 * المعاني المبتذلة في الأدب الكلاسيكي تثير في عصرنا التقزز أما في العصر الكلاسيكي فلعبت دورا إيجابيا.
* القارئ المعاصر يبحث عن الجديد أما القارئ القديم فالماضي هو النموذج (التمثل في المقامات بأقوال القدامى) فيرجع المجهول معلوما.



ثانيا: الزمخشري والأدب

تتضمن هذه المقالة خمسة أقسام رئيسية"

أولا: الحلم والكتابة

تحدث الكاتب فيها عن عنصرين أساسيين:

1. ظروف كتابة مقامات الزمخشري. كتبت المقامات استجابة لصوت ناداه وهو في بعض إغفاءات الفجر واستجاب لهذا النداء فأنشأ المقامات، لكنه انقطع عن الكتابة فترة من الزمن حتى أصيب بمرضته فعاد لكتابة المقامات وعاهد نفسه أن يتخلى عن حياته الماضية (الابتعاد عن أصحاب النفوذ) وأن لا يدرس إلا علوم الدين والقراءات وأن يختلي في بيته وأن لا يغادره إلا لأمر خير. يبلغ عدد مقامات الزمخشري 50 مقامة وهي تختلف من حيث الشكل والمضمون عن مقامات بديع الزمان الهمداني والحريري.

ثانيا: المقارنة بين مقامات الهمداني والحريري وبين مقامات الزمخشري:

مقامات الهمداني والزمخشري: تتميزان  بالخصائص التالية:

       1. السند: ليس في المقامات متكلم واحد وإنما عدة متكلمين.
2. السفر: تمثل المقامات جولة واسعة في مملكة الإسلام.
3. نمطان إنسانيان متناقضان: الأديب والمُكْدي. (المكدي، أو الكدية: ظاهرة اجتماعية ظهرت
    في العصر العباسي تتمثل في تسول الأدباء بأدبهم.)
4. الحكاية: المكدي يستتر وى يكشف عن هويته إلا في نهاية المقامة
5. الأسلوب الرفيع: فأسلوب المقامات هو مزيج من الشعر والنثر، ومزيج من الجد والهزل،
    ويزخر بالسجع والمحسنات البلاغية.

مقامات الزمخشري:

1. تخلو من السند والسفر والنمطان الإنسانيان المتناقضان والحكاية.
2. الأسلوب الرفيع لا يرد إلا بشكل جزئي.

وجهة نظر الكاتب:

فن المقامة أصبحت يرتبط بالوعظ الذي يلقى في المساجد وبذلك فقد خصائصه الفنية التي جعلت
منه جنسا أدبيا.

ثالثا: الحديث رأسا لرأس

استعرض فيه خصائص مقامات الزمخشري والمتمثلة في:

1. الكاتب هو متكلم ومستمع في نفس الوقت.
2. الإنشائية كثرة النداء والأمر والنهي والإستفهام.
3. الإطناب يظهر بالترادف وبالطباق.
4. اللغة ينقسم المعجم عند الزمخشري إلى مجموعتين:

الأولى: الكلمات التي تشير إلى الهداية
ثانيا: الكلمات التي تشير إلى الضلال.

وجهة نظر الكاتب:
يتساءل إن كان الكاتب (كاتب المقامات) قد أقنع نفسه (الزمخشري) بوعظه أم أن المواجهة
ظلت قائمة بينهما.

رابعا: عودة المكبوت

تناول فيه الكاتب بالتحليل مضمون المقامات وأسلوب الزمخشري في التعبير عن هذه المضامين وانتهى إلى الخلاصات التالية:

* يجسد الزمخشري الدنيا على هيأة امرأة فاتنة غادرة ولتجاوز هذه الفتنة يتحدث عن وحشة
   القبر. لذا عزل الزمخشري نفسه في مسكنه.
* خصص المقامات في غرض واحد وهو الوعظ.
* لا يكتب الزمخشري ليتسلى بل إنه جاد وليس بهازل.
* المخشري ينهى نفسه عن التغزل، ويبدو واعظا ومتزهدا.

وجهة نظر الكاتب:

الأدب في مقامات الزمخشري يتسم بالغرابة مما استدعى شروحات لها.

خامسا: أصل المكتوب

المقامات من وجهة نظر الكاتب موجهة إلى شخص هو وسيط بين المؤلف والقارئ، وهذا الوسيط هو مدرس الأدب، وعليه أن يُبلّغ المقامات إلى أصحاب الفضل والديانة (الخاصة) وليس لعامة الناس قليلي الدين.

.............................................................................................................................
(1) الزمخشري. هو جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري.  (476 هـ - ....).ألف الزمخشري كتاب المقامات، حين استدعاه ـ كما أخبرنا ـ في بعض إغفاءات الفجر التي ألمت به صوت قائلا له: "يا أبا القاسم، أجل مكتوب وأمل مكذوب". فهب من نومه وضم إلى هذه الكلمات ما ارتفع به مقامه. ثم أنشأ أخوات لها قلائل. ثم انقطع عن الكتابة فترة من الزمن حتى أصيب بمرضته التي اعتبرها منذرة له عام 512هـ. فآل على نفسه إن شفاه الله أن يهجر بهرج الدنيا ويكف عن باب السلطان، وأن يأخذ نفسه بالشدة حتى تكون توبة نصوحا، وأن يتجه بكل ما فيه من قوة إلى عمل الخير الذي يرضي الله.  وبعد هذه المرضة وبعد هذا القرار عاد الزمخشري إلى إتمام مقاماته حتى أصبحت خمسين مقامة. وفيها كلها وعظ يبدؤها دائما بقوله: يا أبا القاسم. وأبو القاسم هو الزمخشري نفسه. ولم يسر الزمخشري في مقاماته على نهج الهمذاني والحريري، ولم يستخدم طريقتها، وإنما هو في المقامة نسيج وحده، فلا تجد في مقاماته هزلا كما نجد عند سابقيه، وإنما نجد الجدّ كل الجدّ..



الملح والنحو
أرجوزة الحريري (ملحمة الأعراب)

(الأرجوزة هي نمط من النظم موزون ومقفى يكون فيه البيت الشعري مستقل بمعناه، وبقافيته ورويه، ويشرك مع بقية الأبيات في الوزن).

1. مضامين أرجوزة الحريري:

تتضمن علم النحو والفقه والبلاغة..
2. خصائصها:

* شكلت قالبا لعديد من العلوم  هدفها تسهيل تحصيل المعرفة.
* ترسيخ معرفة مركزة في الذاكرة.
* كثرة الحشو.
 * المتكلم في الملحمة يمتلك معرفة حصل عليها من العرب العرباء والرواة وها هو يوجهها للمتعلم.
* الأرجوزة لا يجب أن تعرض إلا ما تم الاتفاق عليه من قواعد.
* الملحمة لا توجه إلى المرأة لأنها لم تكن تعتبر نخاطبة مقبولة ولا إلى طفل ..
* هناك قرابة بين الوعظ والأرجوزة توظيف أسلوب الأمر والنهي.
* المتكلم في الملحمة يقدم معرفة لا تناقش ولا يجوز تفنيذها
* ينتظر من المخاطب أن يطبق القواعد ويقتدي بأمثلة الواردة في الأرجوزة.
* الأمثلة في الأرجوزة تنقسم إلى قسمين: ملحوظة وغير ملحوظة.
* وظيفة الجمل المستشهد بها لا تنحصر في توضيح القواعد النحوية بل تبلغ معنى يهدف إلى التأثير في المتلقي.
* الأرجوزة تعلم الأعراب وفي الوقت نفسه تقترح نماذج صالحة وتقصد تنوير المتلقي وتثقيفه.
* في نهاية الأرجوزة يتخلى المتكلم عن لهجة السيطرة ويتودد إلى المتلقي.
* من يقرأ الملحمة يفلح في تعلم النحو فإنها مشهورة بالبركة...


نحن والسندباد

1. البر والبحر

نص الانطلاق

* انطلق الباحث من الحكايات السبع التي وردت في كتاب ألف ليلة وليلة برواية السندباد نفسه وتقوم شهرزاد بروايتها لشهريار. والحكاية المروية تتعلق بلحظة التقاء السندباد البري (الحمال) بالسندباد البحري (التاجر).
* لماذا سمي الحمال بالسندباد؟
لأنه اقتسم مع السندباد البحري تجربة متواضعة وهي دخوله إلى قصر السندباد البحري المكان الغريب الذي أثار إعجاب السندباد البري. وبدل من حمل أثقال الناس أصبح منوط به الاستماع لحكايات السندباد البحري.

2. الايهام والإبهام

أ ـ السندباد البري:

 * فقير لأنه لم يركب البحر. البر يمثل عالم الفقر والتعاسة.
* رغم مرافقته للسندباد البحري ظل مخلصا لعالمه البري رغم تحسن أحواله.

السندباد البحري

* غني وسعيد. البحر يمثل عالم الغنى والسعادة.
* ينتمي إلى عالم الماء، لكنه لم يتخلص من سماته البرية.
* البر يمثل له فضاء مألوفا (الاستقرار ـ الأمن..) إلا أنه يشتاق إلى البحر.
* البحر يضمن الغنى ومشاهدة غرائب البلدان.
* البحر فتنة وهو ايضا خطير لأنه قد يؤدي إلى الهلاك.

ب ـ ما يغريه لمواصلة سفرياته (مغامراته)

- حجم المخلوقات الذي يختلف عما هو شائع في العالم المألوف.
- مزج الفضاء الأجنبي للمتناقضات والمتنافرات تتجاور فيه أشياء نفيسة مع كائنات مخيفة.
- وجود شعائر وعادات لم تكن تدور بخلده وتشعره بالدوار.
- عجزه عن تسمية الأماكن التي تلقيه فيها العواصف فيكون الضلال والضياع.

3. المقايضة

الهدف من سرد حكايات ألف ليلة وليلة.

* عندما يكون السارد في ورطة (مهدد في حياته) فيكون السرد وسيلة للدفاع عن نفسه.
* السرد يصبح عملية تعاقد بين متكلم ومستمع بينهما هوة والسرد يعيد التوازن لهذه العلاقة.
* في ألف ليلة وليلة الضعيف هو من يسرد والقوي يستمع (شهرزاد : الزوجة المهددة بالموت. شهريار : الملك)
* في حكاية السندباد القوي هو من يسرد (السندباد البحري) والضعيف هو من يستمع (السندباد البري).
* السرد هو بديل عن السفر بالنسبة للسندباد البحري، ويحصل السندباد البري بالمقابل على مكافأة (مئاة مثقال من الذهب).
* السرد خلق علاقة أنس ومودة مع الحمال.
* حكايات السندباد البحري تدر عليه الغنى عندما يتعرض لكارثة وتضيع أمواله.
* السرد لا يفيد إلا إذا كان بين البشر ولا خير يرجى منه إذا كان المسرود له يفتقد إلى عنصر من عناصر الآدمية.

5. السندباد العربي

أسباب إعلان السندباد  لتوبته عن الأسفار واستقراره ببغداد:

* العالم الغريب يفتنه.
* الهلاك الذي يتهدده في ابحر.
* اختلاط المسالك عليه في البحر ويكاد لا يعود إلى أهله.
* الوفاء لعالم الألفة لا يعني الانفصال الكلي عن عالم الغرابة الذي عوضه بالسرد.

استنتاج

ما زال السندباد حاضر معنا في عصرنا الحاضر ويسألنا عن علاقتنا بالعالم المألوف والعالم الغريب. فكلنا سندباد.









مركز ابزو للدراسات والأبحاث ينظم يوما دراسيا حول تيمة الماء

  29/04/2024: في سياق اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز ابزو للدراسات والأبحاث في الثقافة والتراث. بشراكة مع جمعية آفاق ابزو للتنمبة والثقافة ...