أكدت النسخة الثانية من تقرير الحالة الدينية في المغرب أن النساء أكثر تديناً وحرصاً على أداء الشعائر الدينية من الرجال.
وأوضح التقرير الذي يقع في 450 صفحة وأعده مجموعة من الباحثين في العلوم الاجتماعية والسياسية واللغوية والدراسات الإسلامية تفوق الإناث على مستوى أداء شعيرة الصلاة، حيث وصلت نسبتهن إلى حوالي 59%، في حين وصلت نسبة الذكور إلى 36.
أسباب وتداعيات تفوق النساء في التدين
أن نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها المركز حول الشباب والتدين في المغرب، توصلت إلى نتيجة دالة تتعلق بتفوق النساء على مستوى أداء شعيرة الصلاة بانتظام. أسباب انتشار وارتفاع التدين في صفوف النساء، هناك ثلاثة عناصر مساعدة للفهم:
أولاً: ارتفاع نسب التعليم في صفوف النساء بعد ولوجهن إلى المدرسة الحديثة.
ثانياً: تأثير الأسرة والتنشئة الاجتماعية التي تكون أكثر صرامة من الرجل.
ثالثاً: عامل انتشار الفضائيات والمواقع الإلكترونية الدينية التي ساهمت في نشر واكتساب المعرفة الدينية.
رابعا: ارتفاع نسب التعليم من أسباب تفوق النساء على الرجال في اداء الصلاة
مؤشر التدين وانعكاسه على السلوك القيمي
أن التقرير جاء معززاً بكثير من المعطيات الكمية والكيفية التي تؤكد في
مجملها أن أسئلة التدين والدين تستوجب المزيد من النقاش، خصوصاً عندما نلاحظ
ارتفاعاً في مؤشرات التدين، في مقابل محدودية انعكاس هذا الارتفاع على السلوك
الأخلاقي والقيمي، على حد تعبيره.
أن التقرير يعد وثيقة مرجعية بالنسبة للباحثين والمهتمين، كما أنه يفيد في بناء وتقويم السياسات العمومية، ويدعو إلى تعميق النقاش بشأن المسألة الدينية بالمغرب.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من صعود مؤشرات التدين عند المغاربة وفي صفوف النساء خاصة، حسب التقرير، فإن ذلك لم ينعكس على المؤشرات الأخلاقية والقيمية، ما يعبر عن قصور واضح في السياسات العمومية المتحكمة بالحقل الديني نظراً لعدم ربطها بمجالات البحث العلمي، ولعدم وجود تنسيق وتعاون بين المؤسسات الخاصة بالمجال الدعوي.
المرأة المغربية والتدين
أكدت النسخة الثانية من تقرير الحالة الدينية في المغرب أن النساء أكثر تديناً وحرصاً على أداء الشعائر الدينية من الرجال. تفوق الإناث على مستوى أداء شعيرة الصلاة، حيث وصلت نسبتهن إلى حوالي 59%، في حين وصلت نسبة الذكور إلى 36.
أسباب تفوق النساء في التدين
ثلاثة أسباب:
أولاً: ارتفاع نسب التعليم في صفوف النساء.
ثانياً: تأثير الأسرة والتنشئة الاجتماعية التي تكون أكثر صرامة من الرجل.
ثالثاً: عامل انتشار الفضائيات والمواقع الإلكترونية الدينية.
رابعا: إشراك المرأة في العمل الديني
خامسا: تعزيز دور المرأة في المجالس الفقهية، وفي تأطير الأمن الروحي للمواطنين والمواطنات،
* في المغرب ولجت النساء، أيضا، باب الوعظ والإرشاد، فكانت منهن المرشدات اللواتي خضعن لتكوين خاص في معهد محمد السادس لإعداد الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذى أنشأه المغرب عام 2015، والذى يشترط فيه حصول المرشحة على شهادة الإجازة في أي شعبة أو تخصص مع درجة التفوق في السنوات الجامعية، وحفظ النصف من القرآن الكريم.
* لنشر الفكر المتنور
والاعتدال في السلوك الاجتماعي، و
* التأثير الإيجابي في الناس، بالحوار والحكمة والموعظة والقدوة الحسنة، والتفقيه في المسائل الدينية،
* مجالس الدروس الحسنية، التي تلقى في حضرة العاهل المغربي خلال شهر رمضان من كل سنة، والتي اذن الملك محمد السادس، بصورة غير مسبوقة في العالم الإسلامي، أن تعتلى فيها المرأة المغربية المنبر وتحاضر في حضرة ملك البلاد وبحضور صفوة من العلماء الأجلاء من جميع بلدان العالم. وبذلك فقد تمت إزالة الحواجز الموضوعة للمرأة في ميادين اعتاد الرجل أن يبرز فيها دون غيره،
* وتعزيز مكانة المرأة في الحقل الديني المغربي، وإضفاء إشعاع علمي عالمي للمرأة المغربية العالمة.
* المرأة سواء كعالمة او محاضرة او مرشدة تسهم في ترشيد الوعي الديني،
لحياة نساء عالمات، كان لهن الدور البارز في خدمة الحديث النبوي وعلومه،
وفيما يلي عرض موجز لبعض نماذج هؤلاء الشهيرات:
* رحمة بنت الجنان المكناسية زوج الحاج عزوز ووالدة الشيخ ابن غازي المكناسي المتوفى عام (919 هـ)، وكانت حافظة لأحاديث كثيرة من الصحاح.
* الأميرة خناثة بنت الشيخ بكار بن علي بن عبد الله المغافري توفيت عام (1155 هـ)، وهي زوجة السلطان المولى إسماعيل، ووالدة السلطان المولى عبد الله، وجدة السلطان المجاهد الصالح سيدي محمد بن عبد الله، كانت على جانب كبير من الخيارة والتدين والمعرفة، ولها اعتناء بالحديث ورجاله، وُجد خطها على هامش نسخة من الإصابة لابن حجر].
* السيدة لالة غيلانة وهي ابنة الفقيه مَحمد –فتحا- غيلان توفيت عام (1189هـ)، وكانت عالمة نساء تطوان، لقنها والدها علوم القرآن، والحديث، والعربية والفقه، وكانت تفتي النساء.
ا* أسماء بنت أسد بن الفرات: القيروانية، العالمة، والفقيهة، وراوية الحديث، التي تعلمت على يد أبيها صاحب الإمامين الكبيرين أبي حنيفة ومالك بن أنس، واشتهرت برواية الحديث، والفقه على مذهب أبي حنيفة.
* أم المجد مريم بنت أبي الحسن الغافقي، المتوفية عام (649 هـ) درست الحديث، وهي من فضليات نساء عصرها، وقد وصفها بـ: العجوز المسندة، محمد بن القاسم السبتي في اختصار الأخبار عما كان بثغر سبتة من سني الآثار.
* عائشة بنت علي بن عمر بن شبل الصنهاجي، توفيت بمصر سنة (739 هـ)، وكانت عالمة بالحديث، روى عنها ابن حجر بواسطة. وأختها هاجر - وتلقب بـ: قرة العيون- سمعت من العز الحراني، وسمع عليها إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى الكناني المصري.
شاركت المرأة المغربية أخاها الرجل في إجازة الشيوخ، كما هي الحال بالنسبة * مؤمنة بنت عبد الله بن يحيى الفاسي المجاورة بالحرمين الشريفين، والتي أجازت الشيخ عبد الله بن عمر بن العز ابن جماعة.
* عائشة الصنهاجية السابق ذكرها، وقد روى عنها العلامة ابن حجر بواسطة.
ولم يكن دورهن مقتصرا على ذلك فحسب، بل تجاوز ذلك إلى
العناية الخاصة ببعض الأجزاء أو المصنفات الحديثية: سماعا، أو إجازة، أو
نسخا؛
* شريفة بنت محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي، توفيت عام (882 هـ)، الفاسية الأصل وردت مكة خلال القرن السابع الهجري فعاشت بها إلى أن وافتها المنية. وقد سمعت من أبي بكر ابن الحسين الحديث المسلسل بالأولية، والمجلد الأخير من صحيح البخاري، وأجاز لها جماعي.
* فاطمة بنت أحمد زويتن، التي كان لها ولوع خاص بصحيح البخاري حتى كتبت نسخة منه في خمسة أجزاء بخط يدها[14]، فقد ذكر المؤرخ محمد بن علي الدكالي أنه رأى بالقرويين بفاس سنة 1304 هـ جزءا من صحيح البخاري بخط جيد، وعلى طرر الكتاب تعابير مفيدة، ولما سأل عن صاحبة ذلك الخط، أُجيب بأنها بنت الشيخ سيدي أحمد البدوي زويتن (ت 1275 هـ.
كما برعت المرأة المغربية في فن الخط،:
* آمنة بنت الحاج عبد
اللطيف بن أحمد حجاج المدعو: غيلان الشريف التطواني، توفيت عام (1227 هـ)، خطها
مغربي مبسوط واضح مليح مشكول في غالبه مجدول، ويعرف الآن بخطها منتسختان من بينها:
الترغيب والترهيب للمنذري.
ومن النساء المغربيات من أسهمن في بناء المدارس ودور العلم، مما كان له الأثر البالغ في إغناء الحركة العلمية بالمغرب، ومن بينهن:
* فاطمة الفهرية أم
البنين توفيت نحو (265 هـ)، التي بنت جامع القرويين في فاس، كما قامت أختُها
* مريم أخت فاطمة الفهرية ببناء جامع الأندلس في فاس أيضًا. وغيرهن مما يضيق عن ذكرهن في هذا المجال.
وفي المرحلة المعاصرة، نبغت نساء مسلمات في مختلف العلوم، منها: الحديث النبوي، ووصل بعضهن إلى درجة عالية من التفوق العلمي في هذا الميدان، ومن هؤلاء نذكر:
* الحاجة بهية بنت هاشم القطبي الفلالية المكناسية، وكان ممن درس عليها الشيخ يحيى الغوثاني في الموطأ وأجازته، كما أجازت غيره من العلماء من أهل المشرق والمغرب.
*************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.