فقَد الشيءَ : ضاع منه وغاب عنه.
تتعدد أنواع الأزمات التي قد نتعرض لها في حياتنا، مسببةً لنا الشعور بالقلق والخوف والاضطراب، فقد يواجه أحدنا معايشة اعتداءٍ جسدي أو جنسي، أو قد يتعرض لحادث أليم..الخ
فقدان شخصٍ عزيز
ونقصد بالفقد هنا ليس الموت فقط ولكن الفراق الجبري هو أحد صور الفقد أيضاً.
تتباين الأعراض من شخصٍ لآخر ،. وتنقسم أعراض المرض إلى أربع مجموعات رئيسية،. وهي كالتالي:-
أولًا- استرجاع الحدث
تهاجم الذكريات الخاصة بالشخص المفقود المريض، فتجعله فريسة للشعور بالخوف والقلق، وتهاجمه الكوابيس.
ثانيًا- التجنب
يتعمد المصاب تجنب الأشخاص المشتركين بينه وبين عزيزه الذي فقده، فيبتعد عن الحديث معهم أو ملاقاتهم، كما يبتعد عن الأماكن والنشاطات التي تذكره بالحدث.
ثالثًا- تأثر الجانب المعرفي وتدهور التركيز
يفقد المصاب قدرته
على التركيز والتعلم. مما يترتب عليه تأثر المعرفة عنده بشكل سلبي.
رابعًا- التغير في ردود الفعل
يعاني المريض أرقًا في نومه ويُصبح من السهل إثارته و إغضابه.
استراتيجيات العلاج
تتلخص خطة العلاج من اضطراب الكرب في أمرين هما الدعم النفسي وتناول الأدوية المضادة للاكتئاب. وقد يحتاج المصاب كلا الأمرين أو أحدهما فقط.
أولًا- الدعم النفسي:
1. لابد أن يجد المريض انصاتًا واهتمامًا، ليس من الطبيب النفسي فقط ولكن من المحيطين به أيضًا.
2. مجموعات الدعم التي تُقدم له نماذج لآخرين فقدوا عزيزاً لهم.
3. يستعرض الطبيب النفسي معه أحداث الأزمة ويجعله يمضي في مواجهة ذكرياته ومخاوفه، وهو ما يُعرف بالتعرض.
4 . العلاج السلوكي المعرفي، حيث يُطلب من المريض الانضمام إلى أنشطة جديدة يميل إليها.
مراحل الفقد الخمسة وهي الآتية
1. مرحلة الإنكار: رد فعل دفاعي طبيعي مؤقت يجسد حالة الرفض والإنكار للفقد، تمنح مرحلة الإنكار النفس وقتًا كافيًا لاستيعاب ومعالجة الفقد لتقليل من حدة الفقد والألم.
2. مرحلة الغضب: يخفي الغضب الكثير من المشاعر والألم ويكون هذا الغضب موجهًا للأشخاص أو الحياة أو الأشياء الجامدة أو المواقف. ومع انحسار الغضب يبدأ التفكير العقلاني بالفقد وتبدأ المشاعر والعواطف بالظهور.
3. مرحلة المساومة: هي خط دفاع ضد مشاعر الفقد تتسم بالندم والأمل والذنب والمحاولة لاسترداد المفقود بفعل أي شيء وتقديم أي تضحية لعودة الحياة على ما كانت عليه قبل الفقد. تعد المشاعر والعواطف خلال مرحلة المساومة هي الطريقة لمواجهة الفقد وتعافي منه.
4. مرحلة الاكتئاب: هو استجابة طبيعية مؤقتة للفقد، وخلال هذه المرحلة تبدأ مواجهة الواقع الحالي وحتمية الفقد والإدراك. أ تظهر مجموعة مشاعر خلال هذه المرحلة ومنها الآتي:
1. اليأس والإحباط.
2. الارتباك
والتشتت.
3. الإرهاق.
4 .عدم الرغبة
بالأكل.
5. الانعزال.
6. الأرق.
7. فقدان الشغف
والدافع.
8 .هشاشة المشاعر.
5. مرحلة القبول: تتمثل بالتقبل الكامل للفقد والتعامل معه على أنه واقع وحقيقة لا مفر منها ولا يمكن تغيرها، ولكن تبقى مشاعر الحزن والألم من غير مقاومة ومكافحة تغير الواقع.
ما هي المدة التي
تستغرقها مراحل الفقد؟
لا توجد فترة زمنية محددة لمراحل الفقد إذ يختلف مقدار وطريقة الحزن ما بين الأشخاص، إذ قد يمر شخص ما بمراحل الفقد بغضون أسابيع، وقد يستغرق شخص آخر شهورًا أو حتى سنوات للانتقال إلى مرحلة القبول، ومهما كان الوقت المستغرق للتنقل خلال هذه المراحل فهو أمرًا طبيعيًا تمامًا.
والجدير بالذكر أن مرور الأشخاص بمراحل الفقد مختلف بينهم إذ يمر الشخص أو لا يمر بكل مرحلة من هذه المراحل، وقد يكون الانتقال من مرحلة إلى أخرى مختلفًا وربما العودة مرة أخرى للمرحلة قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة.
متى يتوجب زيارة أخصائي؟
قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في التخلص من الحزن وعدم تقبل الفقد وتسمى هذه الحالة بالحزن المعقد، يجب طلب المساعدة وزيارة أخصائي الصحة العقلية في حالة المعاناة من الآتي:
1. أفكار تتمحور
حول أن الحياة لا تستحق العيش أو إيذاء النفس.
2. صعوبة في الحفاظ
على الروتين المعتاد، مثل الذهاب إلى العمل وتنظيف المنزل.
3. الشعور
بالاكتئاب الحاد.
4. لوم النفس
الدائم.
5. المعاناة من ألم
جسدي.
6. رفض الطعام
والأدوية.
7. عدم الرغبة بالاستيقاظ.
نصائح هامة لتكيف وتجاوز مراحل الفقد بسلام
1. استشارة خبير
الصحة النفسية والعقلية عند اشتداد الحالة.
2. منح النفس وقتًا
كافيًا لاستيعاب وتقبل الفقد.
3. الانخراط مع
العائلة والأصدقاء والتحدث إليهم.
4. الانضمام إلى
مجموعات الدعم النفسي قد يساعد سماع مشكلات وأحزان الآخرين على
5. تخفيف
من حدة الحزن.
********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.