ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم

رسائل


رسائل: "الرسالة (15): يدخل العام الجديد، وننتظر منه الجديد، ننتظر المزيد من الصحة والعافية، ننتظر المزيد من المحبة والمودة، ننتظر توقف الشر عن شره، ويوزع الخير خيره، ننتظر العدل والانصاف والمساواة...

coinautoslide

أحدث المواضيع
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديوان: ورقات مسافر لم يسافر.. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديوان: ورقات مسافر لم يسافر.. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 17 مارس 2022

لحظة للذكرى أحببت أن أتقاسم مع اصدقائي هذه "الكتابة" بعنوان "قم للمعلم.." التي تعود إلى سنوات خلت، قيلت بمناسبة تقاعد أحد الزملاء في العمل





يا حَادِيَ الْحَرْفِ تَمَهّلْ..
" قُمْ لِلمُعَلّمِ.."
كَزَهْرَةِ تَشُقّ الصَخْرَ
كَانَتْ مِحْفَظَتُهْ..
كَالنَّبْعِ الْمُتَفَجّرِ مِنَ الرّمْلِ
كَاللّغَةِ الْمَوْلُودَةِ مِنْ شَرْنَقَةِ المَجَازِ
كَالدّمْعَةِ المَسْكوبَةِ فِي كَأْسِ حَلِيبٍ
كَالزّفّةِ المَوْشُومَةِ بِزَغاِريدِ الْحُزْنِ
كَانَ يَراعُهْ..
سَلِيلُ اللّوْحِ الْمَنْقُوشِ بِالثّلْجِ
هُوَ الْمُعَلّمُ..
نَسْمَةٌ تُضٍيءُ ظِلاَلَ العَتْمَةِ
طَائِرٌ يَلْقَطُ الْحبَّ مِنَ الجَمْرِ
نَخْلَةٌ تُظَلّلُ الجَدْوَلَ
سَحَابَةٌ تَحْلُمُ بِالبَحْرِ
كَانَتْ دَفَاتِرُه
بَرْقا يَلْمَعُ فِي الغَيْمِ
سَحابَةُ تَعْبُرُ فِي الحَرّ
غابَةَ جُذُورِ الطّلْحِ..
نَعْشُ ساهِرٌ عَلى حاشِيةِ القَبْرِ
هُوَ الْمُعَلّمُ..
بَياضُ لَوْحِهِ
مَصابِيحٌ تَتَوَهّجُ بالنّورِ..
مِنْ السّنْدِيانَةِ جَسَدهَا المِسْكِيّ
مُسْرَجَةٌ بِصَهيلِ الأعْوامِ الفائِتَةِ..
فَضاءٌ لِكُلّ الاحْتِمالاتِ فَصْلُهُ
تَتَنَسَّمُ عِطْراً يَعْبَقُ بِالحُلْمِ:
جَوْقَةُ عَصافِير

هَدِيُل حَمَاماتٍ
خَلِيّةُ نَحْلٍ
وَسِرْبُ نَوارِسِ البَرّ
تَظْهَرُ فَجْأةً
فِي ألْوانِ الْحَرْفِ.
يَا حَاديَ الحَرْفِ تَمَهّل
تَوَقّفَ القِطارُ
مُتّشِحا تَجاعِيدِ الوَقْتِ
جَبِينِه يَنْضَحُ
عَرَقَ السّنِين
تَتَدَحْرَج ُعَلَى إيقاعِ
دَمْعٍ حَزِينْ
يَرِنّ فَوقَ اللّوْحِ رَنِينْ.
مَا بالُ المَحَطّةِ تَشهَقُ بِالحَنِينْ
تَصْهَلُ بِالرّحيلْ
مِنْ هَا هنا سَيَعْبُرُ سِيزِيف
يَحْمِلُ صَرْخَتَهُ بِصَمْتٍ
سَيَعْبُرُ فِي شُقوقِ السّاعاتِ
حامِلاً نَبْضَهُ.. وآلافُ العَصَافِير
يا حَادِي الحَرْفِ تَمَهّلْ
" قُمْ لِلْمُعَلّم.. "
إِذْ يَتَهَجّى حُروفَ البِدايَةِ
لِيَعودَ مِنَ النّهايَةِ:
" إقْرأ: ألِفٌ.. باءٌ.. يَاءٌ."
ومِنَ الْعَتْمَةِ
يَطْلَعُ الحَرْفُ
شَمْساً تُنِيرُ..
وَمِنَ الرّمْلِ
يَنْبُتُ الحَرْفُ
شَجَراً يُورِقُ..
يا حَادي الحَرْفِ تَمَهّلْ
"قُمْ للْمُعَلّمِ".
إِذْ يَزْرَع الْعُشْبِ
فِي قُلُوبِ الأَجْيالِ
وَيَسْرِقُ الغَيمَ
لِيَرْوِي حَناجِرَهُمْ
مَطَرًا أَبْيَضاً..
إِذْ يَرْحَلُ مُكَلّلاً
هَالَتُهُ حُرُوفٌ مِن نورٍ
تارِكاً ظِلّهُ فِينا.
تمت 26/

الأحد، 10 أغسطس 2014

عِشْقٌ تَحْتَ الضَّوْءِ

عِشْقٌ تَحْتَ الضَّوْءِ
(إلى بلدتي ابزو، ولمن أعلنوا موتي، ولمن استبشروا ببقائي حيَّا).

كَمْ هُوَ عَسِيرٌ أَنْ تَحْمِلَ الصَّخْرَةَ إِلَى الأَعْلَى، وَكَمْ هُوَ يَسِيرٌ أَنْ تُدَحْرِجَهَا إِلَى الأَسْفَلِ.

ثَرَى صَرْخَتِي الأُولَى وَابْتِسَامَتِي
لاَمَنِي فِي هَوَاهَا شَقِيٌّ عَذِلُ
قُلْتُ: "مَا سِوَاهَا هَوِيتُ
فَاشْرَقْ بِغَيْضِكَ أَيُّهُذَا النَّذْلُ،
مَا أَسَأْتُ اخْتِيَارِي
بِحُبِّهَا كَشَفْتُ عَوْرَتَكَ
وَبِحُبِّهَا شَيَّدْتُ انْتِصَارِي.
جِبَالُهَا، زَهْوِيَ الْمَزْهُوُّ بِزَهْوِهِ
نِجَادُهَا، صَدْرُ عَذْرَاءٍ يُنَقِّطُ خَمْرَا
وِهَادُهَا، أَكُفًّ عَرُوسٍ مُخَضَّبَةٍ
فِجَاجُهَا، عَيُونُ ظِلِّ ظَلِيلٍ يُحَدِّثُنِي سِرَّا،
أَفْنَانُ أَغْرَاسِهَا، شعَرُ غَجَرِيَّةٍ
 يُرَاقِصُ النَّسِيمَ،
وَيُلْهِبُ نَبْضَ الْمُحِبِّينَ شِعْرَا.
يَصْعُبُ عَلَى النَّسْنَاسِ السَّاغِبِ
أَنْ يَهْتَدِي لِحُقُولِ الزُّهُورِ  
حِينَ تَنْمُو مَقْلُوبَةً أَكْمَامُهَا،
يَعْسُرُ عَلَى النَّسْنَاسِ الصَّرِدِ
أَنْ يَنْزِلَ الْبُحَيْرَةَ
حِينَ تَرْتَدِي الأُسُودُ الضِّفَافَ
تِيجَانًا لَهَا،
وَيَنْعَقُ النَّسْنَاسُ وَيَنْبَحُ
يَعْوِي..يَمُوءُ...
فَيَعْلَقُ الصُّرَاخُ فِي حُنْجُرَتِهَ صَخْرَا
صُبَّارًا وَطَلْحًا وَسِدْرَا
يَكْتَوِي بِغَيْضِهِ، بِعَجْزِهِ
يُشْعِلُهُ حِقْدُهُ جَمْرَا
فَيَكُونُ رَمَادًا وَفَحْمًا.
*****
هَوَاؤُهَا... وَهَوَاهَا
رَوْحٌ وَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ
وَانْتِمَائِي أَبَدِيُّ التَّكْوِينِ
يَتَجَدَّدُ فِي تُرْبَتِهَا، فِي سَمَاهَا.
طِينِيٌّ أَنَا شَاعِرُكِ، وَمُحَلِّقٌ..
أُبْعَثُ فِيكِ مَعَ الْفُصُولِ الْخَمْسَةِ،
أَصْفَرٌ خَرِيفِيٌّ
أَبْيَضٌ شَتَوِيٌّ
قَمْحِيٌّ صَيْفِيٌّ
بِأَلْوَانِ قَوْسِ قُزَحٍ رَبِيعِيٌّ
وَبِدُونِ مَلاَمِحٍ كَاللاَّمُنْتَهَى،
أُلَحِّنُنَا وَتَعْزِفِينَنَا
سِيمْفُونِيَةً لِلْوُجُودِ الأَبَدِيِّ الْمُشْتَهَى.
هَا أُنَاجِيكِ مِنْ قِمَّةِ وَجْدِي،
يَا أَحْلاَمَ الْبُرْتُقَالِ
يَا أَغَارِيدَ النَّارَنْجَ
يَا شَقْشَقَةَ الصَّفْصَافِ
يَا هَدِيلَ الأُقْحُوَانِ
يَا سِيرَةَ الشُّعَرَاءِ الْقَادِمِينَ وَالرَّائِحِينَ،
أَبَدًا لَنْ يُنَاسِبَكِ الأَحْيَاءُ الْمَوْتَى.
وَحْدِي عَاشِقُكِ الأَزَلِيّ،
أَلاَ هَدْهِدِينِي بَيْنَ نَهْدَيْكِ
عَارِيَيْنِ تَحْتَ الضَّوْءِ
وَلْيَنْتَحِرِ الْحَقِيرُ.
حِكْمَةُ كُهُولَتِي أَنْتِ
وَحُلْمٌ لِطُفُولَتِي أَنْتِ
وَمِنْ أَقَانِيمِ أَنَانَا
تُرَفْرِفُ إِلَيْنَا الْعَصَافِيرُ..
وَلَدْتِنِي مَرَّةً وَاحِدَةً
وَهَا أَنْتِ تُولَدِينَ مِنِّي مَرَّاتٍ وَمَرَّاتْ
بِكُلِّ أَلْوَانِ الطَّيْفِ،
وَنُمْطِرُ مَعًا يَنَابِيعَ عِشْقٍ وَشِعْرٍ وَارْتِحَالْ.
لُغَتِي رَذَاذٌ، وَأَنْتِ السَّحَابَةُ الْمُزْنَةُ
وَبَرَاعِمُنَا تَتَفَتَّقُ مِنَ الرَّمَادِ،
وَمَتَى يُغَازِلُنَا هِلاَلُ الْمَوْجِ
هَدْهِدِينِي بَيْنَ نَهْدَيْكِ
عَارِيَيْنِ تَحْتَ الضَّوْءِ
وَلَيَنْتَحِرِ الْحَقِيرُ..
لَنَا الْحُلْمُ وَمَا أَوْحَى
لَنَا الْوَحْيُ وَمَا أَمْلَى
لَنَا وَهَجَ الأَكَالِيلِ
لَنَا النَّفَسُ الطَّوِيلُ
وَلَنَا الْفَجْرُ الْبَلِيلُ.
بِاسْمِنَا أُعْلِنُ اسْتِمَرَارَ التَّكْوِينِ
نَتَغَرَّبُ فِينَا لِنُرَمِّمَنَا.
حِصَانًا نَحِيلاً كَانَ اللِّقَاءُ
تَطْرُدِينَ بِذَيْلِكِ الْمَبْتُورِ
تَطْرُدِينَ الذَّبَابَ عَنْ جُرْحِنَا،
وَجَوَادٌ أَصِيلٌ عَدَوْتِ خَبَبًا
تُسَرِّجِينَ ظَهْرَكِ لِلْعَنَادِلِ،
وَلِي وَحْدِي تُطَرِّزِينَ الْمَنَادِيلَ
وَبَيْنِي وَبَيْنَكِ يَا فَاتِنَتِي
مَا بَيْنَ الْبَذْرَةِ وَالرِّيحِ.
يَجْمَعُنَا الْمَطَرُ.. وَأَكْثَرُ
أُفْقُنَا الْمَفْتُوحُ عَلَى الأَمْسِ، وَالآتِي
يَقُودُنَا مَعًا،
إِلَى حَيْثُ تَتَنَقَّلُ فَرَاشَاتُ النَّهَارِ
إِلَى حَيْثُ تَمْضِي فَرَاشَاتُ اللَّيْلِ.
فَهَدْهِدِينِي بَيْنَ نَهْدَيْكِ
عَارِيَيْنِ تَحْتَ الضَّوْءِ
وَلْيَنْتَحِرِ الْحَقِيرُ..
المصطفى فرحات
غشت 2014. (من ديواني: أوراق مسافر لم يسافر).


السبت، 2 أغسطس 2014

كَنْعَانٌ وَالْقَصِيدَةُ وَالأَعْرَابِيُّ الْعِبْرِيُّ


كَنْعَانٌ وَالْقَصِيدَةُ وَالأَعْرَابِيُّ الْعِبْرِيُّ

وَأَدَ الأَعْرَابِيُّ الْعِبْرِيُّ قَصِيدَتَكَ
فَبِأَيِّ رُمُوزٍ تُحْيِيهَا فِيكَ
وَكُلُّ الكَلِمَاتِ البُطُولاَتِ الّتِي اسْتَظْهَرْتَهَا
بَاتَتْ بِلاَ مَعْنَى..
مُتَقَطِّعٌ نَبْضُكَ، عِيلَ تَدُفُّقُهُ
عَيْنَاكَ تُقَطِّرَانِ عَمَاكَ
رُؤَاكَ مُسَوَّسَةٌ
فَمَا أَبْعَدَكَ عَنْكَ
مَا أَقْرَبَكَ إِلَيْهِ،
هُوَ، الْمَوْتُ الأَزْرَقُ
هُوَ، الْوُجُودُ الأَحْمَرٌ
هُوَ، الدَّمُ الْفِلِسْطِينِيُّ الأَبْيَضُ
تَرْتَوِي مُذْ وَعِيتَ بِهِ
تَشَرَّبَتْهُ أَرْضُ الرِّسَالاَتْ
وَفَاضَ عَلَى الكَوْنِ مِنْ مَرَايَا الشَّاشَاتْ
مُتَدَفِّقًا مِنْ أَسْفَلِ الْجِرَاحَاتْ
يَدَفَّقُ شَلاَّلاَتْ..
فَمَا أَهْوَنَكَ عَلَيْكَ،
وَمَا أَبْشَعَكَ أَيُّهَا الأَعْرَابِيُّ الْعِبْرِيُّ،
وَأَدْتَ قَصِيدَتِي!؟؟
فَبِأَيِّ رُمُوزٍ أُحْيِيهَا فِيَّ
وَكُلُّ الْكَلِمَاتِ الْبُطُولاَتِ الّتِي اسْتَظْهَرْتُهَا
بَاتَتْ بِلاَ مَعْنَى..
فَرَتِّقْنِي أَيُّهَا الزَّمَنُ الْعَرَبِي،
إِنِّى لأَرَاكَ تُنْكِرُكَ وَتُنْكِرُنِي
تَتَجَسَّسُ اغْتِيَالِي
مِنْ شُقُوقِ الزَّمَنِ الْعِبْرِي
كَامْرَاَةٍ مُسَوَّرَةٍ بِالْحِجَابِ.
فَمَا أَبْعَدَكَ عَنِّي
مَا أَقْرَبَنِي مِنِّي.
مَنْ قَالَ: إِنَّ دَمَ الأَعْرَابِي، لاَ يَصيرُ عِبْري
فَلْيَتَذَوَّقْهُمَا
فَدَمُهُ مِنْ دَمِهِ.
جَادَكَ الدَّمُ إِذَا الدَّمُ هَمَى
يَا زَمَانِ الْبُعْدِ عَنْ أَرْضِ كَنْعَانَ..
"أَصَمَّ بِكِ النَاعِي وَإِنْ كَانَ أَسْمَعَا"
وَعَادَ كُلُّ شَيْءٍ تَرَاهُ الْعَيْنُ دَمًا وَأَدْمُعَا.
فَيَا حَادِيَ الأَشْلاَءِ قِفْ
أُنْشُدْ لَنَا أُرْجُوزَةَ الاسْتِشْهَادِ
فَهَذِهِ الْعَنْقَاءُ تَرْقُصُ عَلَى إِيقَاعِ قَصْفِهِمْ..
وَأَدَ الْعَرَبِيُّ الْعِبْرِيُّ قَصِيدَتِي
فَبِأَيِّ رُمُوزٍ أُحْيِيهَا فِيَّ
وَكُلُّ الْكَلِمَاتِ الْبُطُولاَتِ الّتِي اسْتَظْهَرْتُهَا
بَاتَتْ بِلاَ مَعْنَى..
وَقُلْ، مَتَى اللّيْلُ جَلَّلَكْ
وَنُجُومُ اللَّيْلِ خَبَتْ
وَاسْتَيْقَظَتِ الأَشْبَاحُ فِي ذَكِرَتِكْ:
أَنْتُمُ الأَبْطَالُ الْمُزَيَّفُونَ
التّارِيخُ الْمُوَضَّبُ فِي الأَقْبِيَةِ
الأَحْرَارُ الَمَصْلُوبُونَ عَلَى النُّصُبِ التِّذْكَارِيَةِ
الأَدْرَدُونَ الَّذِينَ يَنْهَشُونَ لُحُومَ الأَبْرِيَاءِ..
فَمَا أَبْعَدَكَ مِنْكَ، مَا أَبْعَدَكْ
إِذَا مَا اللَّيْلُ جَلَّلَكْ.
تُشْرِقُ الشَّمْسُ عَلَى أَوَّلِ طِفْلٍ فِلِسْطِينِيٍّ
يَتَأَبَّطُ قَلَمًا وَأَوْرَاقًا
قِطْعَةَ خُبْزٍ مُحَاصَرَةٍ
لُعْبَةٌ أَبْدَعَهاَ مِمَّا فَضُلَ،
مِنْ جُوعِهِ
مِنْ دَمْعِهِ
مِنْ أَشْلاَءِ مَنْ رَحَلُوا،
يَسْتَظِلُّ بِزَيْتُونَةٍ
بِحَائِطٍ مُهَدَّمٍ
بِجِدَارِ الْعَزْلِ
بِالطُّرُقِ الالْتِفَافِيَّةِ،
وَالأُفْقُ كَالِحٌ كُحْلِيٌّ
مُحَمَّلٌ بِالْعَوَاصِفِ الْقَوَاصِفِ
رَوَائِحُ الدُّخَّانِ
ضَجِيجٌ يُفَحِّمُ الآذَانَ
وَمُفَرْقِعَاتُ النِّيرَانِ،
فُرْنٌ هَذَا النَّهَارْ
يَشْوِي الآمَالْ.
وَالطِّفْلُ الْمَسْكُونُ بِالْحُلُمِ
يَرْسُمُ خَرِيطَةً لِلْوَطَنِ
مِنْ لاَ مَاءَ إِلَى لاَ مَاءْ
يَبْحَثُ عَنْ أَرْضٍ
لاَ نَهْرَ فِيهَا، لاَ بَحْرَ وَلاَ سَمَاءْ
فَلاَ يَرَى غَيْرَ مُسَطَّحٍ مَصْبُوغٍ بِالدِّمَاءْ.
بُعِثَتْ قَصِيدَتُكَ مِنْ جُدَدِ الأَعْرَابِيِّ الْعِبْرِيِّ
فَبِأَيّ خَيْبَةٍ يَئِدُهَا
وَكُلُّ أَدَوَاتِ الْوَأْدِ الَّتِي شَحَذَها
بَاتَتْ خُرْدَه..
تَغْرُبُ الشَّمْسُ عَلَى آخِرِ طِفْلٍ يُسْتَشْهَدُ
تَخْتَلِطُ الْحُمْرَةُ بِالْحُمْرَهْ
فَيُولَدُ الْفَجْرُ، وَغَيْمَهْ
تَحْمِلُ الْمَاءَ وَالرِّيحَ،
تَعُجُّ الْفِجَاجُ بِالثُّغَاءِ
يَصْدَحُ نَايُ الرُّعَاةِ
وَعَلَى امْتِدَادِ الضَّوْءِ
أَلْوَانٌ، عُطُورٌ، رَفْرَفَاتٌ وَخَريرٌ،
زَغَارِيدُ الْعَذَارَى
وَوَجْهُ "تَمُّوزَ"،
وَمِنِ ابْتِسَامَةِ أَوَّلَ وَلِيدٍ يَطْلُعُ عَلَيْهِ الْقَمَرُ
يَخْتَفِي الْمَسْخُ
تُولَدُ فِلِسْطِينُ..
لَنْ يَئِدَ الأَعْرَابِيُّ الْعِبْرِيُّ قَصِيدَتِي
بِرُمُوزٍ الْحُلْمِ أَكْتُبُهَا
وَكُلُّ الْكَلِمَاتِ الْبُطُولاَتِ الّتِي اسْتَظْهَرْتُهَا
وَلَمْ أَسْتَظْهِرْهَا
بَاتَ لَهَا مَعْنَى..

بلدة ابزو: صيف 2014. (ديوان: "من أوراق مسافر لم يسافر").