لغزة حالات
1ـ
غزة حالة قصوى من الهمّ العربي
من الانكسار العربي
من عيونٍ مسروقة في الدهشة
تبحث عن مفاتيح للغُمّة
فلا تَرى غير ومضة ضوءٍ
تناثرت شظاياها
في أفق أسود قاتمٍ قادمْ
وبعض الأشعار الحزينة
تسقط كحبات مسبحةٍ
من شفاه محروقةٍ
غزة حالة قصوى من الهمّ العربي
من الانكسار العربي
من عيونٍ مسروقة في الدهشة
تبحث عن مفاتيح للغُمّة
فلا تَرى غير ومضة ضوءٍ
تناثرت شظاياها
في أفق أسود قاتمٍ قادمْ
وبعض الأشعار الحزينة
تسقط كحبات مسبحةٍ
من شفاه محروقةٍ
كأوراق سفر قديمْ
ـ 2 ـ
ـ 2 ـ
غزتي "حي الزيتون"،
وكان ذات غيث
يلبس نضارة التفاح
ورائحة الليمون
هبت جحافل سحب
محملة بالغبار
بأبخرة القتل
وسيول الدمار
تُرحّل الأعشاش
تُرحّل الأغصان
وفي تربتها الزكية
تزرع القنابل
وأعيرة
النارِ
تسقيها
بأفئدة الصغارِ
بدموع النساء
وأنين الأحرار.
تسقيها
بأفئدة الصغارِ
بدموع النساء
وأنين الأحرار.
ـ 3 ـ
هي ذي "غزة"
وجه أمّ مكلومة
تعبرها رعشة الإيمان الصامد
وهْي تفتت الخرائب
باحثة عن وليدها المغتال
والذي كان ذات حٌب
ألقا
أملا
حلما
أفقَا
وما عاد ذاك الصوت البهي
يأتي إلا مِزَق
وجه أمّ مكلومة
تعبرها رعشة الإيمان الصامد
وهْي تفتت الخرائب
باحثة عن وليدها المغتال
والذي كان ذات حٌب
ألقا
أملا
حلما
أفقَا
وما عاد ذاك الصوت البهي
يأتي إلا مِزَق
ـ 4 ـ
وتبدو "غزة"
عيون طفل
يحضن ثديا
بحليبه شَرِقا
إذ الحنان المسجى
مثخن الصدر
ينادي بالعويل وبالبكاءْ
ولا مجيب
يسقط الليل البارد
ويتكوم الرضيع بعد ن أعياه النداءْ
ويصير الثديان
شاهدين
على مرقده الأخيرْ.
فمن ذا يبكيه
غير عيون
من قلب غيمة
تعبر على مهل
فضاء "غزة"
ـ 5 ـ
هي ذي "غزة"
ملامح شيخ أنهكته السنون
يقف شامخا كالكبرياءِ
كالأقصى العصي
ككلام الأنبياءِ
يقلم أغصان الزيتون
يصافح حباتها
حبة..حبة..حبه
يمسك حفنة من تراب
يتأملها عميقا
يقبلها عميقا
ويحوط بها جدع زيتونة
يجلس إلى ظلها
يتذكر أحاديث الأجدادِ
ويرسم ظلال وجوه الأحفادِ
كانوا هنا كُثُر
كانوا هنا بلا أعداد..
وعلى حين غدر
ينقض غراب أبيض
ينعق بالأزيز
يحوم بجناحين من فولاذ
يقصف بالحديد والنارِ
وبالأحقاد يقصف
تختلط دماء الشيخ
بِنَسغ الأشجارِ.
ويفوح عبقه
من روائح الأزهار
ـ 6 ـ
هي ذي "غزة"
وجه طفلة
تحكي عن سماء طافحة بالزرقة
وعشب نَديّ
يعتلي قسوة الإسمنت
تحكي لدميتها
عن منابعَ وسواقي
وبنات يملأنَ الجرار
بالمترقرق الجاري
وأغراس "حي التفاح"
وأغاريد العنادل
وعزف ناي الرعاة الأنبياء
في وديان وحقول"تل الهوى"
تحكي الطفلة
وتسوي فستان دميتها العروس
لتزفها بابتسامة زهرة
تفتحت أوائل الربيع،
وكانت قطرات غيم
تغازل الرصيف
وكان الزقاق الذي
على بعد اليدِ
تحتله قطعان اليهودِ
وعيون البنادق
ترتعش شوقا
لهفا
تترصد فرحة الطفولة
ومن بين لعلعة الرصاص
ومن بيت الخرائب والدمار
يتلصص الموت
يطوق الجسد البريء
وتصمت الشفاه عن الحكي
عن الغناء،
ومن بين كفين مخضبتين بالحناء
تبكي الدمية يتمها
ومن أقصى العتمة
تشتعل آلاف الفوانيس
فتزف العروس
في موكب من ضياء.
وإذ ينظر المشيعون للسماء
يلوح القمر فوق ديار "غزه"
يرسم في الأفق
شارات العزه.
ـ 6 ـ
من غزة ينهض فينا الجرح
شامخا، يتحدى الرمل والإسمنت
ويتوغل في مسالك حيرى بالأرجِ
ويزهر فينا الأمل الذبيح
كوردة تنز بالرحيق.
وتُسْرج الأرصفة المغدورة
وتهيج الشوارع المقصوفة
بالمقاوم والمقاومة...
ومن الخرائب، وشذى الدماءْ
ومن قتامة زوايا الأزقة والدروب
وشرايين الصبر الطويل..الطويل..
ومن فتحات القروح والأشلاءْ
تنبعث أرواح الشهداءْ
مرفرفة كعصافير الكوثر
بأجنحة الصلاة..
تنادي بالصهيل...الصهيل..
مرددة أنشودة النضال والورد
فيتوارى الجاني
في ظلمة الجبن،
وحُفر
الليل
أبدا لا تُخطئُ ملامحه
فعلى رأس القاتل
قبور وشواهد الأبناءِ
فعلى جبين القاتل
ملح عيون النساءِ
ومن بزة القاتل
عُطور نَجيع الشهداء.
ابزو / يناير 2009
أبدا لا تُخطئُ ملامحه
فعلى رأس القاتل
قبور وشواهد الأبناءِ
فعلى جبين القاتل
ملح عيون النساءِ
ومن بزة القاتل
عُطور نَجيع الشهداء.
ابزو / يناير 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.