جرادة: 27/12/2003.بسم الله الرحمن الرحيم
تحية
إبداعية صادقة
صديقي.
ماذا أكتب لك؟ وأنا هنا منذ ألف سنة كتبت ما لم يكتب، ونزفت كما لم يُنزف؟ ماذا
أكتب لك؟ وسيف الوقت بدأ يقتطع مني وبدأت أيامي تتساقط كأوراق الخريف، وتبهت وتجف،
وتتطاير أمام عيني كالعهن المنفوش. ماذا أكتب؟ وأنا أصبحت أخاف الظلام كثيرا، وفي
الظلام تتضخم الأحزان، ويصبح الجرح باتساع المساء، وتصبح الذكرى بثقل الجبال ويصبح
الحنين بحجم هذه الأرض.
إليك
أيها السابح في حزني أشكو ولك وحدك أصغي، فلا مفر من لقاء الشكوى والإنصات في زمن
الضجيج.
ولأني
مثلك ما زلت أغازل الأزهار وأناجي ملامح القمر، وأدفن في ابتسامته آلاف الأسرار،
ولأنك مثلي ترهقك نشرات الأخبار بالنمطية والاستخفاف ولون الدماء على وجوه
الأبرياء، ولأني مثلك أعلن كفري بالمؤسسات الغبية، ولأني أرى ما في عينيك من دموع
تمزق القلب الهائم مع بعض الآمال الهاربة من قبضة الواقع، كان لا بد لكل منا أن يلاقي الآخر يوما ونفسح طريقا لما بداخلنا
لأن ينطلق، كان لا بد أن نكتب قصائد حزينة، ونتبادل الحديث طويلا، فلا يبقى بالحقائب
المغلقة شيء لا تطاله الأيدي والأعين..
أيها
الصديق العزيز: أيها الشاعر النبيل، كيف كيف أقف إجلالا لقدسية عواطفك، لهذا الكرم
الذي يتفجر كالماء من صوتك، من يديك، من كل نبضة في خلاياك، أيها الطيب الذي يحاول
كل لحظة أن يهدم مدن الثلج ومدن الحزن في عالمي هذا؟
أغتنم
فرصة حلول عيد ميلادك لأهديك سماء برحابة تسع أحلامك الطفولية البريئة الجميلة، أميط
اللثام عن أمنياتي لك بأن تظل طفلا أخضرا للأبد لا يفقد شهية الشغب واللعب..
هذا واذكرني..
مع أصدق
عواطفي وتحياتي لزوجتك وأبنائك وأصدقائك الرائعين.
حليمة.
................................................
المرفقات:
بطاقة
بريدية كتب عليها: وسنة آيلة للسقوط أمام عمر يميط اللثام عن أجمل
سنواته، أهديك جنة أنت خضرتها وأطلق حماماتك المسترخية فوق حدودك لتحلق بالنشيد. عيد
ميلاد سعيد وأنت على قيد الطفولة والجنون.
وقصيدة
شعرية بعنوان"دفاتر لشاعر نبيل" أقتطف منها هذا المقطع:
أيها المشاكس النبيل
هلا حملت
إلي دفاتر شعرك
لأقرأ
لأعرف
لم تألقت بين أصابعك
حديقة
للشجر.
لم صافحت
كل الأيدي
ووحده
وجهك الذي صافحني
وحده
لم ينكر لون وجهي...
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.