قال لي صاحبي: "تاريخ الشاعر مشحون بالإنكسارات. بل شوهت وظيفته من قبل بعض المتشاعرين.. هناك صراع قديم بين الشاعر والنبي والفيلسوف والساحر..كان الشاعر في دائرة الصراع. فالنبي يدعي أنه يتلقى الوحي من الله والكتاب المقدس دليله. والشاعر يتلقى الوحي من الشيطان كما عند العرب أو الآلهة كما عند اليونان، والقصيدة برهانه. والفيلسوف يتلقى المعرفة عن طريق التأمل، والمنطق وسيلته. والساحر يلهمه الجن، والشعودة طريقه.. وحده الشاعر حاربه النبي إلا إذا خضع لإرادته. وأخرجه الفيلسوف من مدينته، واعتبره الساحر يسرق حرفته. وكم يفرح النبي إذا مدحه. والفيلسوف إذا ترك مدينته، والساحر إذا تخلى عن بلاغته.. ينتظر من الشاعر أن يستعيد وظيفته التي من أجلها هو شاعر... والله أعلم."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.