اللامبالاة: فن الحياة (الحلقة: 13)

1. لماذا علينا أن نتبنى فلسفة اللامبالاة؟

اللامبالاة:  فلسفة تقوم على تجهيزنا بالأدوات اللازمة للتركيز والاهتمام بما يهمنا، ويتوافق مع طموحاتنا، ورغباتنا، وشغفنا، دون الالتفات إلى الترهات الزائدة والأعباء غير الضرورية، وغير المبررة.

 فن اللامبالاة : يتجلى في  تجنبنا كل الأمور التي قد تصرف انتباهنا وتركيزنا على الأمور التي تشغلنا في الحياة، ونمنحنا الأولوية.

2. أهمية اللامبالاة

في ظل العولمة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وجد الناس أنفسهم  ـ بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي والثقافي ـ في مواقف صعبة وشائكة وبلا حلول، فما يرونه على شاشات التلفزيون أو هواتفهم المحمولة يدفعهم بوعي أو عن غفلة منهم بمقارنة أنفسهم بالآخرين مما يعرضهم لضغوطات نفسية قاسية مالنظر إلى الذات نظرة دونية  تحط من شأنها، واعتماد أسلحة دفاعية سلبية وغير ناجعة تفاقم المشكل  كالحسد والغيرة  والكراهية، والتقليل من شأن الناجحين والمتميزين والكذب والافتراء...  ولذا تعتبر اللامبالاة من الفنون التي من شأنها أن تجعل حياتنا أفضل وأريح...

3. التحديات التي تواجه متبني اللامبالاة

 تعترضك صعوبات جمة عند تبنيك فن اللامبالاة في البداية، ولكن مع مرور الوقت تتأقلم، وتتغير وترتاح وتكتشف أنك توفقت في الاختيار... ومن بين الصعوبات التي تواجهك:

3/1. الشعور بالذنب: خصوصا عندما نتجاهل طلبات الآباء فيما يتعلق بتحقيق أحلامهم التي لم يحققوها، أو ما ينتظره منا المجتمع ونتغافل عن تلبية طلباتهم وانتظاراتهم...

3/2. الضغط الاجتماعي: قد تتعرض لأحكام قاسية من قبل المجتمع لأنك خرجت عن القطيع، لكن في الثقة بالنفس، والإيمان بما اتخذته من قرارات والتركيز على نقط القوة ستتمكن من تجاوز الضغط الاجتماعي.

3/3 الخوف من الفُقدان: يتعلق الأمر فقدان علاقات حميمية أو فرص قابلة للتحقق، لكن ذلك قد يكون مجرد وهم وليس حقيقة.

4. فوائد فن اللامبالاة

   لا يرى البعض فوائد في اللامبالاة. بل هو سلوك غير إيجابي. ويرى أن اللامبالاة فيها تجاهل للمسؤوليات والالتزامات، ولكن عندما نرى إلى جوهر المسألة سنكتشف أن اللامبالاة لها فوائدها النفسية والاجتماعية.. ومنها:

·        تحقيق السلام الداخلي. عندما يتوقّف الإنسان عن القلق بشأن الأمور الثانوية وغير المهمة، فإنّه يشعر براحة البال والسكينة.

·        تعزز الثقة بالنفس، حيث تُصبح قرارات الفرد مبنيّة على قيّمه ومبادئه الشخصيّة التي يُؤمن بها، بدلًا من مُحاولة إرضاء الآخرين أو الانشغال برأيهم.

·         بناء علاقات صحيّة بالآخرين، إذ تُصبح العلاقات قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل، ما يُضيف قيمة حقيقية للحياة.

·        الابتعاد عن العلاقات السامة التي تستنزف الطاقة الإيجابية التي تبني، لتحل محلها الطاقة السلبية التي تدمر.

·        المساعدة في تحسين الصحة النفسية والعاطفية.

·        المساعدة  في السيطرة على  الضغوطات العاطفية والتوتر والقلق والاكتئاب والشعور بالإحباط.

·         الساعدة في تطوير المرونة العقلية والنفسية والتكيف مع التغييرات.

·         الساعدة على العيش بحرية واستقلالية وعدم الانشغال بآراء الآخرين. 

·        يساعد في تحقيق النجاح والتفوق من خلال التركيز على الأهداف والتخطيط... عرض المزيد.

·         يوفر الوقت والطاقة العقلية: عدم الاهتمام بالفن يمكن أن يحرر المزيد من الوقت والطاقة العقلية للتركيز على جوانب أخرى من الحياة قد تكون أكثر أهمية بالنسبة لك.

·        تقليل التوتر: عدم الاكتراث بالفن قد يقلل من مستويات التوتر لأنك لا تستثمر الوقت والطاقة العاطفية في تقديره.

·        زيادة الإنتاجية  من خلال تثمين الوقت في واستغلاله فيما هو إيجابي ومثمر.

·        تحسين الصحة العامة وتخفيف التوتر والقلق.

·        تحسين الوعي الحركي والتفاعل مع الجسم واستجابته للتحركات،

·        الابتعاد عن  الخيال ، وتبني الواقعية في النظرة إلى الأمور المفيدة   

·        5. كيفيّة مُمارسة اللامبالاة في الحيّاة اليوميّة   

يُمكنك مُمارسة فن اللامبالاة في حياتك اليوميّة من خلال تبنّي بعض العادات البسيطة وسهلة التنفيذ، والتي يُمكن أن تبدأ بها من اليوم الأول. ومن هذه العادات:

·        قول "لا" عند الضرورة أو ستُضيف عبئًا غير ضروري على حياتك.

·        ابتعد قدر الإمكان عن الأشخاص أو الأماكن التي تستنزف طاقتك.

·        لا تفارن نفسك أبدا بالآخرين. 

·        التعلم من التجارب الماضية سلبا وإيجابا، ولا نتعلق بها ولا نندم عليها

·        التوقّف عن القلق بشأن المُستقبل

·        تجاهل الانتقادات السلبية التي تصدر عن الأخرين، فهم يرون الأمور من زاويتهم  ومصالحهم الخاصة..

·        التركيز على الأهداف التي ترغب في تحقيقه.

 6. من الأخطاء الشائعة عن اللامبالاة:

·        عدم التوازن بين المبالاة واللامبالاة.

·        اللامبالاة لا تعني الانعزال عن العالم أو العيش في عزلة.

خلاصة

في بعض الأحيان، تتحوّل اللامبالاة إلى تجاهل مقصُود بهدف الإساءة أو الإضرار بالآخرين.

من يرغب في المزيد عن إيجابيات اللامبالاة يمكنه العودة إلى كتاب: “فن اللامبالاة: لعيش حياة تخالف المألوف” للكاتب مارك مانسون.