ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم
أنت إنسان حر الإرادة والفكر والفعل؟ إذا أنت غير موجود..

بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

رسائل


،رسائل: الرسالة (13): لا شيء يسعدني أكثر من إقبالك على الحياة بتفاؤل، ولا شيء يحزنني أكثر من إقبالك على الحياة بتشاؤم... ..

جديد الأخبار

7. قالوا عن الحزن: * "لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي". )غابرييل جارسيا ماركيز) * "الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين". (كيتي جيل) * "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن". (جان فونتين) * "ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين". (كاهيل غبرين) * "الصمت الطويل هو الطريق للحزن... لأنّه صورة للموت". (جان جاك روسو) * "الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن". (ثوماس فولر)
أحدث المواضيع

coinautoslide

Everybody dies

INFO

معلومات
  • 1. * أنت أقوى مما تعتقد
  • 2. * إذا لم تستطع شيئا فتجاوزه إلى ...
  • 3. * السماء كئيبة، إذا ابتسم
  • 4. * لا تحزن على ما فاتك
  ركز على ما تفعله...

الخميس، 1 فبراير 2024

تأملات وخواطر عن الكتابة أولا: "الكتابة السمخية" - 12 – "الكتابة السمخية" ولغة الجسد الجزء الثالث: الكتابة "السمخية المقدسة" (القرآن الكريم)

يستحيل على الأشخاص الذين تعلموا في الكتاتيب القرآنية أن يتخلصوا من تأثيرات هذه المرحلة التي تعلموا فيها. يتذكرون الأدوات التي استعملوها  في التعلم، الأماكن التي تعلموا فيها وحفظوا فيها الآيات القرآنية... يذكرون كل ما يرتبط بالجسد والحواس التي استعملت في التعلم، الذكريات المرتبطة بهذه المرحلة: الفقيه، الأصدقاء، الروائح، الطرائف...

وسنتناول في هذا المقال طبيعة العلاقة التي أقامتها "الكتابة السمخية" بالجسد والحواس. وكيف كانت عملية تعلم هذه الكتابة تنظم حركة الجسد والحواس، لتعمل بتناسق وفعالية، وتقيم علاقات صحية اجتماعيا وتربويا من وجهة نظرها.

بالنسبة لأعضاء الجسد: يعمل الساعد والعضد والكف والأصابع بتناسق وتناغم مع "الكراك" ذهابا وإيابا، بلا ملل ولا كلل.  قد يأخذ "المحضار" (الطالب) قسطا من الاستراحة، لكن سرعان ما يعود لينخرط في الحفظ، ويعمل الرأس في حركاته الأفقية والعمودية دورا حاسما في المساعدة على ترسيخ ما يُتلى في الذاكرة... أما اللسان فلا يتوقف عن الحركة، ولا شك أن تمرينه يوميا سيجعله خفيفا ودقيقا وسريعا. وقديما مدح العرب ذلاقة اللسان.

والغريب أن هذه الحركات تعتبر بدعة ولا علاقة لها بالإسلام. يقول أحد الكتاب السّمخيين: " التمايل، والاهتزاز، والتحرك، عند قراءة القرآن، بدعة يهودية تسربت إلى المشارقة والمصريين، ولم يكن شيء من ذلك مأثوراً عن صالح سلف هذه الأمة" ويعلل هذه الظاهرة بقولة: "لما نشر موسى عليه السلام، الألواح وفيها كتاب الله تعالى، لم يبق شجر، ولا جبل، ولا حجر إلا اهتز فلذلك لا ترى يهودياً يقرأ التوراة إلا اهتز وأنغض لها رأسه."

 وفي انسجام مع صوت الطالب "المحضار" وهو يحفظ عن ظهر قلبه ما سطر له في "اللوح". ويستحسن أن يكون الحفظ بالتجويد والتنغيم وبصوت مرتفع... والماء ضروري لحماية الحلق من الجفاف… ويرى بعض الفقهاء أن المجاهرة بالقرآن الكريم بدعة. قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ."

في زمن "الكتابة السمخية"، قد تتعطل بعض الحواس أو الأعضاء فنستغني عنها، لكن لا يمكن الاستغناء عن الذاكرة، إنها المعول عليه في كل وقت، وفي أي مكان.

الغرفة الصغيرة الضيقة التي يحشر فيها الأطفال خصوصا في البادية تضج بالروائح: رائحة الرطوبة خصوصا في فصل الشتاء. رائحة الجلباب والتشامير والسلهام. تطول إقامة هذه الأكسية حتى تصبح جزء من جلد الطفل. لا توجد رائحة أحدية لآن أغلب الطلاب حفاة، وحدها رائحة نعل الفقيه تضوع في الحجرة.

نتذكر رائحة الأخشاب والقصب والقش والسمخ والحيوانات التي تمر أو ترعى بجوار الكتاب، فيغمرنا الحنين إلى زمن ولّى.

كنا نكون نصف دائرة حول الفقيه في جلسته المهيبة، كنا أشبه بصغار القطط نترقب ما سيقوم به الفقيه، جميع الحيوانات تتعلم مهاراتها الحياتية في الطبيعة، وتعرف أعداءها من رائحتها، لهذا لعبت حاسة الشام دورا أساسيا في عملية الانتقاء الطبيعي والبقاء على قيد الحيوان، إذا لم تشتم رائحة عدوك في الوقت المناسب فإنك تصبح فريسة سهلة.

اما نحن ـ الأطفال ـ فعلينا أن نتعلم مهارات الحياة في هذه الحجرة الضيقة بروائحها المقرفة، أتساءل الآن كيف يستطيع الفقيه تحمل روائحنا الكريهة خصوصا عندما يَفْسو أحدنا. ونتبادل النظرات لنثبت براءتنا. ولكن سرعان ما تتلاشى الرائحة ونعود إلى ألواحنا وكأن شيئا لم يحدث.

وربما لا يعاقبنا الفقيه على الفسو لأنه أثار جدلا كبيرا بين الفقهاء، فمنهم من اعتبره غير مبطل للصلاة ونسبه للشيطان. سأل أحدهم: كنت في الصلاة وتيقنت بخروج الريح و لكن لم أسمع صوتاً و لم أشم ريحاً، فماذا أفعل؟" وكان الجواب: " لستَ بمتيقن إذا، لو كنت متيقناً لما قال- عليه الصلاة والسلام-: "لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً" هذا ليس بيقين، وإنما هو عبث من الشيطان."

..........................................................................................................

إضاءة النص

1. الذلاقة: ذلق اللسان: طرفه وشفته.

2. الفَسْو: فسا أو فست: أخرج أو أخرجت ريحا بلا صوت من دبره أو دبرها.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.