ارتأينا أن نكتب
هذه التدوينة خارج سياق "تأملات وخواطر عن الكتابة" مواكبة لإقصاء
المنتخب المغربي في كرة القدم. وسيبقى الموعد المحدد لنشر التأملات كالعادة مساء
كل يوم خميس.
الحديث عن علاقة "الكتابة السمخية"
بالكرة أملته الخيبة التي يمنى بها عشاق لعبة كرة القدم عندما ينهزم فريقهم
المفضل. يشعرون بالخيبة والذل والعار... مع العلم أنهم في جوهر الأمر غير معنيون
بالهزيمة ولا بالانتصار، لا من بعيد ولا من قريب...
قال أحد الدبلوماسيين الأمريكيين: "أن كرة القدم هي السلاح الدبلوماسي
الأكثر فاعلية والأكثر تأثيراً والأكثر اقتراباً من الناس". وقالآخر:
"كرة القدم ظاهرة، لها مدلولها السياسي وهي رمز للفوضى، ولحكم الأقلية. وهي
تؤدي إلى إسقاط سياسيين، وانتخاب رؤساء، وتحدد الطريقة التي يفكر بها الناس تجاه
بلادهم." وقال الرئيس العربي المغتال: "إن الشعب المصري بيفطر فول
ويتغدى كرة ويتعشى أم كلثوم."
تحدث "الكتاب
السمخيون" العرب عن الكرة منذ زمن بعيد، وردت مفردة "كرة" في الشعر
والنثر منذ العصور القديمة. ومن الكتاب الذين تحدثوا عن الكرة الجاحظ.
قال: " من حقِّ الرجل
على المَلِكِ، إذا ضربَ معه بالكُرة، أن يتقدم بدابته على دابة المَلِكِ،
وصولجانهِ على صولجانِ المَلِك، وأن يعمل جهده في أن لا يبخسَ حظّه ولا يفترَ في
مسابقة ولا التفاف كُرة ولا سبقٍ إلى حدٍ ونهاية وما أشبه ذلك."
وأثارت لعبة كرة
القدم الكثير من النقاش. بعض "الكتاب السمخيين" أجازوا ممارستها، وقدموا
حججهم وأدلتهم. والبعض الآخر حرمها وأنكر ممارستها.
الذين أباحوها صنفوها ضمن ألعاب الرياضة البدنية، إسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي مارس الرياضة، سابق عائشة رضي الله عنها مرتين، صارع وهزم أحد الأبطال المشهورين... ومن حرمها يحاجج بأنها تصدّ على الصلاة، وذكر الله، وقد تفوت على ممارسيها صلاة العصر، وصلاة المغرب جميعًا.
من سيئاتها، أن الممارسُ لهذه الرياضة يظهر فخذه، والفخذ عورة. بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا جرهد غط فخذك، فإن الفخذ عورة."
والرياضات التي أحلها الإسلام ثلاثة: الرماية، والسباحة، وركوب الخيل. وأضافت لجنة علمية للإفتاء رياضات أخرى مع التعليل : " يجوز السباق على الخيل والإبل، وفي الرماية، واللعب بالحراب ونحوها من الحرب، للتمرين على أعمال الجهاد في سبيل الله والاستعداد له.. وبالله التوفيق". وحرّمت اللجنة الدائمة كرة قدم.
يقول "كاتب سمخي" ملخصا الموقف من كرة القدم: "لا نشك
طَرْفة عين أن كرة القدم قد غدت منبع الضلالة، ومنجم الجهالة، فمنها نشأت سحائب
الغواية، وإليها تقاد خبائث العماية، وكان من الخزي والعار أن تغفل أمة كهذه
(المسلمين) عن لعبة كهذه (كرة القدم) فتغضُّ الطرف، أو قل تكمم الأفواه عن بيان
مخاطرها على أبناء المسلمين بياناً ناصعاً لا شِيّة فيه".
نسأل الله حسن العناية... والعافية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.