*نظرية التأدب في اللسنيات التداولية

اعتبر التداوليون اللغة أداة للتطبيع الاجتماعي ولتمتين الراوبط بين الأفراد. والتأدب هو مجموعة من الطرائق المتعارف عليها داخل جماعة لغوية يتمثل دورها في الحفاظ على قدر من الانسجام في أثناء التفاعل بين المتكلمين برغم ما يترتب على كلّ لقاء واحتكاك من أخطار.

قواعد وضوابط التأدب عند غرايس

* لا تجعل إسهامك يتعدى القدر المطلوب.

* ليكن إسهامك مفيدا على قدر الحاجة والطلب.

* لا تدلِ بأقوال تعرف أنها كاذبة.

* لا تقل ما ليس لك عليه بيّنة أو دليل.

* تجنب الغموض في العبارة.

* تجنب الالتباس.

* توخ الإيجاز في كلامك.

* اجعل كلامك منظما.

التأدب عند ربن لايكوف

* لا تفرض على المخاطب شيئا

* افسح لمخاطبك مجال الخيار.

اجعل مخاطبك يشعر بالراحة واطمأنينة.

التأدب عند ج. ليتش

يتضمن التأدب عند ليتش مجموعة من القواعد

* قاعدة اللّباقة (Tact Maxim): تقوم على التقليل من التكاليف والخسائر التي يمكن أن يتكبدها السامع، والترفيع من الفوائد التي يجنيها.

* قاعدة الكرم (Generosity Maxim) : ومدارها على جعل المتكلم يجني من الفوائد أقلّها، وجعل السامع يجني من تلك الفوائد أكثرها.

* قاعدة الاستحسان (Approbation Maxim): التقليل من ذمِّ السامع والقدح فيه، والإكثار من مدحه والثناء عليه.

* قاعدة التواضع (Modesty Maxim): التقليل من الإطراء على الذات والإكثار من نقدها.

* قاعدة الاتفاق (Agreement Maxim): التقليص من التعابير الدالّة على أنّ الذات في خلاف مع الآخر، والإكثار من التعابير التي تظهر الذات على اتفاق مع السامع.

* قاعدة التعاطف (Sympathy Maxim): التقليص من كل ما من شأنه أن يولّد الكراهية والنفور بين المتكلم والسامع، والإكثار من التعابير الداّلّة على التعاطف بينهما.

كل قاعدة من هذه القواعد تحتوي على مجموعة من السلالم في ضوئها يحدّد السامع درجة الكرم الذي يتطلبها السياق الخطابي وهي:

* سلم الخسارة ـ الفائدة: وهو يحدّد درجات الخسارة والربح المترتبة على فعل معين إلى كل من المتكلم والسامع.

* سلّم درجات الاختيار: يبتن لنا جملة الأعمال المناسبة مرتّبة بحسب مجموع الاختيارات التي يوفّرها المتكلم للسامع.

* سلم درجات الإخفاء والمواربة: وهو يبين لنا جملة الأعمال المناسبة مرتّبة حسب الجهد الذي يبذله السامع لاستنباط مقصد المتكلم.

* سلم درجات السلطة: يبن لنا حق المتكلم في أن يفرض رغباته على السامع.

* سلم المسافة الاجتماعية: يبين درجة الألفة الموجودة بين المتكلم والسامع.

يقترح ليتش قسمة جديدة تستند إلى ما تنهض عليه الأعمال اللغوية من أدوار اجتماعية  تتمثل في إيجاد قدر من الاحترام المتبادل بين المتكلمين، والمحافظة على ما يلزم من تلك المجاملة التي من دونها تتحول المحادثة إلى مواجهة يغلب عليها الصدام والتوتر، وهذه الأعمال اللغوية أربعة:

* أعمال تنافسية  (Competitive acts): ومنها الأمر واالطلب والسؤال والاعتذار. وفيها يكون التنافس واضحا بين مقصد العمل في حد ذاته والمقصد الاجتماعي. ولذلك فهي تقتضي أداء سلبيا للتخفيف من حدة الخلاف المضمن في المنافسة بين ما ينشد المتكلم تحقيقه وما يُعدّ من الطرق الحسنة في القول.

* أعمال بهيجة (Convivial acts) : مثل العرض والاستدعاء والتحية والتهنئة. وهنا يكون التأذب إيجابي لتعزيز مثل هذه الأعمال التي يتطابق مقصدها مع المقصد الاجتماعي.

* أعمال تعاونية (Collaborative acts): من قبيل الإعلام والإخبار والإرشاد. والتأذب لا ينفع في مثل هذه الأعمال. لأن الهدف الذي يرتبط بالعمل لا يولي اعتبارا للمقاصد الاجتماعية.

* أعمال تصادمية (Conflictives acts): مثل الاتهام والشتم والتهديد والتقريع. ولا شك في أن الحديث عن التأدب غير وارد في مثل هذا الضرب من الأفعال.

 ابزو 2014