والمصطفى فرحات شاعر مغربي من مزاليد دوار أيت مولي ببلدة ابزو، حاصل على الإجازة في الأدب العربي ودبلوم المدرسة العليا للأساتذة. كتب عدة نصوص مسرحية شاركت في مهرجانات محلية ووطنية في إطار مسرح الطفل ومسرح الثانويات والمسر الجامعي. ونشر منها مسرحية سيزيف بين الحاضرة والريف. كما كتب في مجال النثر الفني والأدبي ونشر في هذا المدال كتاب التراتيل في جزءين في جريدتين وطنيتين. إضافة إلى ذلك كتب في مجال البحث التاريخي المحلي كتاب: ابزو: محاولة لاستعادة الذاكرة المفتقدة." و في مجال علم الاجتماع: "طقوس وعادات أهل ابزو"..
شارك في ملتقيات شعرية محلية ووطنية ودولية.. أقيم له يوم دراسي حول أعماله الأدبية بعنوان: "المدارسة العلمية العاشرة" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض بمدينة بني ملال.
حاصل على عدة شواهد تقديرية وعلى أحسن قصيدة عن جمعية 2010 بالدار البيضاء سنة 2001. ووسام الموسوعة الكبرى للشعراء العرب....
وديوان تقاسيم الصرير ـ موضوع العرض ـ يتضمن قصاائد شعرية كتبت ما بين 1988 و 2004. وتعبق هذه المجموعة بالأنفاس التاريخية والأسطورية لبلدة الشاعر. وتتضمن مواضع متعددة بأبعاد وطنية وقومية وإنسانية....
اشتغل الشاعر بلغة شعرية قوامها التصوير والإيحاء مثريا إياها بمحسنات بلاغية متنوعة تزيد من جمالية الأسلوب، مع توظيف التاريخ والرمز والأسطورة.....
ولأن التجربة الشعرية هي في الأساس تجربة لغة بكل ما تحمله من طاقة تعبيرية وجمالية وفكرية..فإنها حضرت في الديوان بتناسب وتناغم بين مكوناتها مما عمق تجربة الشاعر وأغناها...
هذا من حيث اللغة الشعرية، أما من حيث الموضوعات فيمكن إجمالها في تيمات ثلاث مركزية وهي:
أ – التيمة محلية: تعكس عمق ارتباط الشاعر ببلدته، وعشقه لها مشيدا بجمالها وتاريخها الزاهر وبطولات رجالها معبرا عن أساه لما آلت إليها من تهميش وخراب...
ب ـ التيمة الوطنية: عبر فيها عن همومه وانشغالاته بقضايا الوطن والإنسان في سعيه للعدالة والموساوة والعيش الكريم...
ج ـ تيمة قومية: ترتبط بالقضية الفلسطينية وواقع الأمة العربية في سعيها للخروج من الموت والدمار...
وسأختم هذه الإطلالة على تجربة الشاعر بنموذج من شعره واخترت لكم قصيدة مرجانة المستوحاة من رواية "مرجانة أو حكايات أهل انتيفة" للكاتب الفرنسي رونيه إلوج وهو قائد عسكري شارك في الحملة الفرنسية ضد قبائل أيت امحمد بزيلال ويؤرخ لهذه الحملة بتاريخ 11/01/1911. يقول الشاعر:
ـ 1 ـ
والآن ترجع مرجانة بالقطيع
تحلب الضرع
تفرق بين الأم وبين الرضيع
تدخل البيت الفظيع
تحوك البرنس لسيدها
وتنظف الملابس الداخلية لسيدتها
ثم تحتمي بالنافذة
تراقب الطيور المهاجرة العائدة
وتعد أقدام العابرين
مرجانة تنتظر طيفا
أو خيالا يسلم
طيفا يحملها
وتحمله
إلى الفصول الآتية.
ـ 2 ـ
وحين يشرق ليلها
وبعد أن تحوك البرنس لسيدها
وتنظف الملابس الداخلية لسيدتها
ترتدي مرجانة قفطانا ووشاحا
تضع حرقوصا وسواكا
ثم تبصق في كفها
لترطب خصلات شعرها الناشفة
مترنمة أنغاما أمازيغية
وتبحث عن وجهها المكسر في المرآة
مرجانة تزينت لمرجانة.
ـ 3 ـ
العشق يغوص في حنجرة العود والناي
والغناء حشرجة
في حلق مرجانة
مرجانة أقحوانة أقحوانة هذا الوقت
"وّفاتحة النهايات"
ريح لواقح
رحم القبيلة
ولسانها الفصيح
مطر يغسل الوسخ
عن وجه فجرنا القبيح.
مرجانة موقد وشعلة
وذاكرة الأيام المقبلة.
لما أذكر الآن مرجانة
تنمحي التواريخ
وأنسى ما علمنا المشاييخ:
فيا أخت كل الجراح والأفراح
عليني جرعة من صبرك
........
ـ 4 ـ
فيا راكبا هودج الأيام
عرج على ضريح مرجانة
واقرأ لها السلام
كثيرا من السلام
وقل لها:
ما زال عبيرك يملأ القلوب
ويفوح على الربوع
وما زال المركب المتعب
يستطيع العبور
ولا زال في السنبلة
قليل من القش
وكثير من البذور.
...............................................................................................
* جانب من العرض (بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.