ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم
أنت إنسان حر الإرادة والفكر والفعل؟ إذا أنت غير موجود..

بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

رسائل


،رسائل: الرسالة (13): لا شيء يسعدني أكثر من إقبالك على الحياة بتفاؤل، ولا شيء يحزنني أكثر من إقبالك على الحياة بتشاؤم... ..

جديد الأخبار

7. قالوا عن الحزن: * "لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي". )غابرييل جارسيا ماركيز) * "الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين". (كيتي جيل) * "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن". (جان فونتين) * "ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين". (كاهيل غبرين) * "الصمت الطويل هو الطريق للحزن... لأنّه صورة للموت". (جان جاك روسو) * "الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن". (ثوماس فولر)
أحدث المواضيع

coinautoslide

Everybody dies

INFO

معلومات
  • 1. * أنت أقوى مما تعتقد
  • 2. * إذا لم تستطع شيئا فتجاوزه إلى ...
  • 3. * السماء كئيبة، إذا ابتسم
  • 4. * لا تحزن على ما فاتك
  ركز على ما تفعله...

الجمعة، 20 مايو 2022

مقاربات نقدية: 13. صراع الذات والآخر في ديوان الحربائي لمحمد رحو*.


ديوان الحربائي هو العمل الثالث الذي يصدر للشاعر محمد رحو بعد ديوانيه: نقوش واهية على جدران المصنع 1983. ودخان سنة 2002. ويتضمن ديوان الحربائي عشرين قصيدة عكست في مجملها تجارب الشاعر على امتداد عقدين, وهي تنحو منحيين: موضوعي وتتناول قضايا اجتماعية، سياسية، وإنسانية..وذاتي تعبر عن هموم الذات ومشاغلها. وبالرغم من صعوبة الفصل بين الذاتي والموضوعي إلا أن الشاعر كان أميل إلى التعبير عن الذات، إنه أكثر ارتباطا بهموم وطنه وقضايا مجتمعه. هو بحق صوت الإنسان المغربي بآماله وآلامه، بتطلعاته وإحباطاته، اعتبارا لهذا فإن محمد رحو يستحق أن يصنف ضمن زمرة الشعراء المناضلين، كما نلمس لدا الشاعر سعيه الدؤوب لخلخلة شبكة العلاقات المنسوجة داخل مجتمع متخلف ومهترء، ظالم ومستبد وعنيف، لإعادة خلق علاقات جديدة يبنى فيها مجتمع جديد، مهادن مسالم وعادل.

وتبقى الظاهرة الملفتة للانتباه في ديوان الحربائي هي أن جل نصوصه موجهة إلى مخاطبين سواء أكانوا حقيقيين أو متخيلين، أحياء أو أموات، مشهورين ومغمورين، وكأننا أمام شاعر لا يستطيع أن يكتب خارج دائرة الآخر، إنه صوت للشاعر الجماهيري أو الشاعر الخطيب الذي يضع قدمه اليمنى على الأرض، واليسرى على المنبر، ثم يقول ما يؤمن به بشجاعة وصدق، بانفعال وهدوء، بأمل وإحباط، معريا وكاشفا، منتقدا، مشخصا ومعللا.

إن حضور الآخر في شعر محمد رحو ألقى بظلاله على مضامين النصوص فتلونت بألوانه وأخذت هويتها من هويته وانعكس هذا على رؤية الشاعر، وسأحاول في هذه المقاربة النقدية المتواضعة أن أكشف عن مدى حضور هذا الآخر في قصائد الديوان، وأثره على اختياراته لمضامينها وذلك من خلال رزمة من الثنائيات المتعالقة أحيانا، والمتنافرة أأأأخرى.

الشاعر/الوطن.

تتأسس علاقة الشاعر بالوطن على ثنائية الاتصال والانفصال، هذا ما يبدو على الأقل في الظاهر، فقد عبر مرارا عن ارتباطه الحميمي وعشقه الصوفي للوطن، وفي نفس الوقت ينسلخ عنه وينعته بأقبح النعوت، ولكن عندما نرى إلى جوهر الأمر أن ما يبدو تعبيرا قاسيا في حق الوطن مصدره حبه له، وتنطبق عليه المقولة الشهيرة:"الشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده." كما ينطبق عليه قول شاعرنا العظيم ابن الرومي

بلادي وإن جارت علي عزيزة   وقومي وإن ظنوا علي كرام

ومحمد رحو حين يخاطب الوطن فإنه ينطلق من الإحساس بالإحباط والخيبة، فهذا الوطن العزيز جدا لا يمنح إلا الوهم والحلم الخادع يشعرك بالاغتراب وفقدان حس الانتماء إليه.

بلادي

يا بلاد ألف كذبة وكذبة

هكذا يبدو الوطن وعدا خائبا، وأملا سرابيا.

                                                   (قصيدة الليل والقوارب، ص: 34)

هناك إذا توتر حقيقي في علاقة الشاعر بوطنه، عندما يتأمل حاضر هذا الوطن، يتأكد لديه استحالة التعاطف والتواصل معه، إنه يرفض صورته الشائهة المزيفة المقززة المتجلية في الشعارات الفارغة والجوفاء والخابية. إنه لا يرغب في أن يكون مواطنا مزيفا ممسوخا، لذا فهو يتطلع إلى الحاضر الآتي الممكن، يترقب انبثاق إشراقة جديدة، فحيث تكون الفاجعة عظيمة يصبح الحلم بديلا. يفتح أبواب القادم والمستقبل ليولد وطن جديد وإنسان جديد.

وطني ليس من يطير بي

في شعار لا يطير

وطني من يصرفني في الفصل الممكن

وطني من يوحدني في الخطو الممكن

وطني من يحرضني على اقتراف النشيد

وطني نشيد ميلادي الأكيد.

                                                  (قصيدة لي الآن أن أختلف: ص 84).

ولا يقف الشاعر صخرة صماء، مشلول الإرادة وهو ينظر إلى الوضع المأساوي الذي يوجد عليه وطنه، ولم يلتزم موقف الحياد السلبي، بل اختار منذ البدء أن يتموقع في دائرة العشق الذي يستمد منه مشروعية الانخراط في معركة التغيير وبالتالي التعبير عن آمال وإحباطات هذا المجتمع والإشادة به أو الإدانة له:

أحب بلادي

يعنيني من تدمنه أسواقها

يعنيني من تسكنه آفاقها

                                (قصيدة دعاء مع التناوب ص 47).

هكذا يجد الشاعر نفسه حائرا، قلقا بين اختيارين: إما أن يكره الوطن رغم أنه مخادع ومنافق وفاجر، وإما أن يعشقه لأنه جميل وفاتن ورائع مما يولد داخل ذات الشاعر انشراحا وتمزقا يزداد اتساعا مع ازدياد قلقه وتوتره، فيصعب عليه بالتالي أن يتخذ موقفا صريحا من هذا الوطن.

وطني أسير وأسير

وطني جميل وفاجر

                        (قصيدة اعترافات ص 113)

الشاعر/البحر

تنبني علاقة الشاعر بالبحر على ثنائية يحكمها التنافر والتباعد من جهة، والانبهار والإعجاب من جهة ثانية، فحين ينظر إليه في حد ذاته يجده كريما معطاء ومتعال، وإذا نظر إليه في علاقته بظاهرة الهجرة السرية يجده خائنان مجرما وقاتلا. لكن تبقى الرؤية المأساوية هي الأكثر حضورا لتدفع بالرؤية الرومانسية الحالمة لتتوارى، وتختفي.فالأمر عظيم، فها هم أبناء الوطن يلقون بأرواحهم في البحر ليس للاستمتاع بحمام بارد ينعش أجسادهم بل لأن البحر بالنسبة لهم أصبح معادلا موضوعيا للخلاص من واقع ظالم ومقرف. إنه آخر محطة لإنسان فقد نفسه وأمسه ويومه وغده..إنه الخلاص الذي يقود إلى حقول من الأحلام الوردية فربما عندما يتم العبور سيستعيد آدميته فيصبح الخوف والضياع والجنون مجرد ذكرى والشاعر إذ يتعاطف مع أبناء وطنه الذين وجدوا في الهروب الإجباري حلا لمعاناتهم يخاطب البحر بقلب منكسر ومشروخ:

أيها البحر

أيها الجليل حجما واسما

أيها الوسيم الكريم الخؤون

هل رأيتهم يمتطون

قوارب وهمهم العظمى

                             (قصيدة الليل والقوارب ص 27/28.)

ويمثل هذه النبرة المثقلة بالكمد والحزن بهذا الإحساس المفعم بالتعاطف والمشاركة الوجدانية مع من قذف بهم اليأس إلى حدود الموت يخاطب الشاعر البحر فيما يشبه المناجاة ويسأله عن مصير أبناء وطنه الذين ساروا في طريق الوهم بعد أن أعياهم الانتظار وترقب الذي يأتي أو لا يأتي.

أيها البحر

يا قاتل الأحبة

يا جسر الخلاص القاتل

فليس وحده الفاعل

                       (قصيدة الليل والقوارب ص 35.)

أجل البحر ليس وحده القاتل لأبناء وطنه، فما هو إلا حلقة صغيرة في سلسلة من حلقات تمتد في الزمان والمكان، وإذ يلتمس الشاعر الأعذار للبحر فلأن هذا الأخير ليس إلا متمما في الماء لعملية قتل بدأ فصولها في البر:

الشاعر/القارئ

تتأسس علاقة الشاعر بالقارئ على التواشج العاطفي الذي ينبني على الحب، وقد أدى الشاعر ثمن هذا الحب، جر عليه حقد المبغضين الحاقدين وجعلوه هدفا لألسنتهم فنعتوه بشتى النعوت بهدف تحقيره والنيل من كبرياءه، فهو الشقي الباحث عن المتاعب، وهو المشاغب لدا حق عليه أن يطارد.. ومع أن الشاعر لا يكشف عن هوية هذا الآخر إلا أننا نستطيع أن نعينه من خلال حديثه عنه، إنه النقيض، من لا يكن للشاعر سوى الحقد والبغضاء، ويسعى ليسكت صوته، وبما أن الشاعر وضع نفسه في خندق واحد مع القارئ فإن هذا الأخر هو عدو للقارئ أيضا. إن محمد رحو يسعى لإيجاد نوع من التحالف مع القارئ ليشكلا معا جبهة للصمود، ما دام هذا الأخير واحد من أبناء الشعب، فإن العدو في حقيقته هو عدو الشعب، ولكن لماذا يحارب الشاعر، لماذا هو كائن غير مرغوب فيه؟ يجيب قائلا:

عزيزي القارئ

لأن شعري جمر في مناخ الآسن يلسع

لأنه سلاحي السري

في ظلمات ألم..يسطع

لأنه يفشي ألوان قوس قزح الخيانة

لأنه جرس الإدانة

في مدن يأكل في أكتافها القهر

وقواميس الرعب

اختطفوه من حضن الحبيبة

قذفوه لطاحون عتيق

واستدعوا الشاعر للتحقيق

                                (قصيدة بيان الحب والرفض ص 10.)

إن محمد رحو يدرك جيدا أن الشعر ليس ترفا فكريا، ولا مظهرا جماليا فحسب، بل إنه مؤمن بأن الشعر قادر على أن يفعل، يؤثر، يغير ويستفز، وأعداء الشعر يدركون خطورته فيقفون منه موقفا عدائيا، يشاكسون، يعتقلون، يحققون، يبحثون عن صكوك الإدانة لإسكات الأصوات الصادقة، ولكن بقدر ما يضغطون فإن الشاعر يتحمل، يرفض، يقاوم ويتحدى.فالشعر هو هويته وإنسانيته:

طلبوا منه أن يدفن القصيدة

حيا في القمامة المعطرة

لكن رأسه حجر

                           (قصيدة بيان الحب والرفض ص12.)

الشاعر/الناس

تقوم هذه العلاقة على ثنائية الانفصال والتضاد، ذلك أن الشاعر يجد نفسه يقف وحيدا في مواجهة الناس، هو يعرف أنه يسبح ضد التيار، ويعرف أن الآخرين لا يرغبون في الاستماع إليه والإنصات لما يقول، ومع ذلك فهو مصر على استعادة علاقة الدفء بينه وبينهم لأنه لا يستطيع أن يعيش بدونهم..فالشاعر المناضل ليس هو ذلك الشاعر الرومانسي الذي يمكنه الاستغناء على الآخرين، بل هو في حاجة إلى جماهير وإلا فقد مصداقيته، ومن تم يتقدم الشاعر بطلب اعتذار طالبا منهم أن يلتمسوا له الأسباب فيما ذهب إليه، إنه مدرك لصواب اختياراته ومع ذلك يمد لهم اليد:

معذرة أيها الناس

معذرة

إن صرحت حين أطبق الشعراء المرتشون الشفاه

(ربما يترقبون الفرصة لينقضوا بالمراثي)

فأنا ما استطعت؟ غض الطرف سبيلا

حين رأيت الموت في مراكش

لا يرى لصولته العمياء بديلا

                                   (صولة الموت البطيء، ص. 54)

فضل الشاغر ـ إذاـ السير في الطريق الوعر المحفوف بالمهاوي لأنه لا يريد أن يكون شاعرا منافقا، مخادعا، كما يفعل الآخرون، ولكن لماذا حصل هذا التجاوب والجفاء بينه وبين الناس، ولماذا يجهد نفسه في تقديم المبررات والأعذار وهو يدرك أنه على حق. يقول:

معذرة أيها الناس

إني أزعجكم في فصل الاستحمام والأعراس قليلا

وطلبت ما لا يطلبه المستمعون

                                                      (صولة الموت البطيء، ص 53.)

يبدو الجواب واضحا من خلال هذا المقطع، إنه شخص غير مرغوب فيه لأنه مزعج، ومقلق، ومشاغب في وقت يحتاج فيه الناس إلى الاسترخاء والاستمتاع بحماك شمس فصل الصيف المتخم بالأفراح.

الشاعر/أمريكا

يهدي الشاعر قصيدته "هي أمريكا" إلى لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن المخاطب الحقيقي هو أمريكا. وتنبني علاقة الشاعر مع هذا البلد على ثنائية التضاد التي يحكمها الكره والغضب والاحتجاج، لا يتعب الشاعر نفسه كثيرا حين يقدم لنا صورته عن أمريكا، إنها صورة قاتمة، فكل ما يصدر من أفعال وأقوال عن أمريكا يعكس جنونها وحمقها، فهي من يصنع كل أشكال الدمار والخراب، هي وجه الغدر والحقد، لا تتوانى في امتهان الكراهة الإنسانية، هي من يجوع الشعب، ويقتل الأطفال، هي من يشجع ويعشق القتل الصهيوني وتحارب وتكره العشق الفلسطيني للحرية والكرامة:

هي أمريكا بقدر ما تكره الحجر الفلسطيني

تحب المدفع الصهيوني

فاتحا جحيم حقده

على حلم الدرة بالأمان

على الطفلة إيمان

يضبطها ترضع في ثدي القضية

هي أمريكا

مجرد نصب للحرية

عفوا

هي أمريكا

مجرد نصب على الحرية

                                (هي أمريكا، ص 70-71.)

الشاعر/جنين

وبقدر ما يكره أمريكا فهو يتعاطف مع القضية الفلسطينية التي يراها عادلة، ويختزل هذا العشق الفلسطيني في"مرثية جنين" المدينة المناضلة الصامدة والتي سطرت بنضالها أروع الملاحم. إنها تأبى على التدجين، ولم تدع اليأس يتسرب إلى حلمها الأبدي في التحرر والكرامة:

جنين جنين

يا فلذة من كبد الأرض

عن مختبرات التدجين هو ذا رهانكم ربما تيأسين

فترمين السلاح وتستسلمين

بينما أنت تصرين

على الصمود المفتوح

حد توهج الروح

أو الفصل الغجري المبين

                                 (جنين، ص 74.)

الشاعر/السيدة

تنبني العلاقة الشاعر مع السيدة التي لم يحدد لنا هويتها على التواصل والبوح، وإذ يخاطبها فإننا نلمس في خطابه حبا متميزا وخاصا وإلا لما باح لها بكل ما يعتمل في دواخله من مشاعر وأحاسيس، وصرح لها بأحلامه وآلامه، وباح لها بأسراره، والسيدة التي يخاطبها الشاعر تبدو في حالة سكون وجمود، فهي لا تنفعل، ولا تتفاعل مع ما يصدر عنه من أقوال، إنها صامتة وخرساء، متلفعة بهدوئها الأزلي، ولكن لماذا يبوح لها الشاعر؟

في البدء يعترف لها بحبه القوي لبلده، هذا الحب يتكرر في صيغة تركيبية ودلالية ثابت: "أحب بلادي". وهذا الحب سيدفع بالشاعر إلى اتخاذ مواقف صريحة مما يجري على أرض بلده، فهو أي الشاعرـ جندي ومحارب مجهول، سيقاتل حتى تعم العدالة ربوعه، ومتعاطف مع الكادحين الحالمين بمستقبل جميل أخضر، وإذ يصرح لها بأن أمور السياسة الجديدة المتمثلة في حكومة التناوب لا تهمه كثيرا، فإنه بالمقابل مهتم بمعاناة العمال والفلاحين الذي يحمل همهم الأبدي.

سيدتي

أحب بلادي

أنا جنديها المجهول المحارب

من أجل حل اللغز/المعادلة

أحب بلادي

وأحلم بجسد الأمنيات

أنا لا يعنيني التناوب

يكون منبرا للخطب الصواخب

يصير معبرا لأرقى المناصب

عفوا سيدتي

أنا معني بالأمر الواقع.

                           (دعاء مع التناوب، ص 97/98/99.

خلاصة:

لقد تعددت في ديوان الحربائي لمحمد رحو صورة الآخر/المخاطب، وتمظهرت في أشكال متنوعة (إنساني، طبيعي، مكاني..) وتعددت معه رؤى الشاعر، وحضور الآخر في جل نصوص الديوان (الناس، القارئ، البحر، سيدة، تروتسكي، أمريكا، جنين، سناء مبروك، الشيخ إمام..)يعكس بصورة عامة توجه الشاعر إنه مرتبط بالواقع الموضوعي كفضاء للصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية باعتباره منبعا لا ينضب يمد الشاعر بمادة إبداعية متنوعة المضامين، وهو إذ ينفتح على العالم الخارجي بكل تعقيدات وتناقضاته فإنه يقدم لنا نفسه شاعرا موضوعيا مرتبطا بقضايا وطنية وقومية وإنسانية. لقد أشعرنا محمد رحو أننا أمام شاعر له رؤية عميقة بالأمور سواء تعلق الأمر بأسلوب تعامله مع الواقع، أو فهمه لوظيفة القول الشعري كأداة للإدانة والفضح والبوح والكشف عن المحضور والمنظور بيننا، وعن الحاضر والغائب فينا:

أنا المغني

قدري أن أغني

من أجل صبح وطني الرائع

من أجل ثمار الفعل المضارع

من أجل عرس الحقول المصانع

أنا المغني

بكل جراح الأرض   معني

بمحض حبي وفني

                          (قدر أن أغني، ص 87.)

إن رسالة الشاعر واضحة، وعليه أن يحملها ويتحملها بحب وصدق وإخلاص، وشاعرنا ليس معنيا فقط بهمومه الذاتية والشخصية، ولكنه "بكل جراح الأرض معني". 

 أكتوبر 2005

المصطفى فرحات 

***********************************************************************************************  

 * طنجة الأدبية، العدد 14 نونبر ـ دجنبر 2005

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.