ترحيب
بحث هذه المدونة الإلكترونية
سورة الفاتحة
رسائل
جديد الأخبار
coinautoslide
INFO
- 1. *It's always darkest before the dawn
- 2. *Practice makes perfect
- 3. * Don’t count your chickens before they’re hatched
- 4. * You can’t judge a book by it’s cover
الجمعة، 23 فبراير 2024
الخميس، 22 فبراير 2024
مقالي: الاحتفاء بالحب على إيقاع « سمفونية تشايكوفسكي». مقاربة لديوان «عتبة تشايكوفسكي» للشاعرة أمل الأخضر. بجريدة الاتحاد الاشتراكي ليومه الجمعة 23/02/2024
منذ ب
أولا: البعد الدلالي
ثانيا: البعد الشكلي والجمالي
الخاتمة
ويبقى «الحب» هواحتفاء بالحياة، بالذات والآخر… هو من يقودنا نحو الأمل والتفاؤل ويساعدنا على تقبل الذات والآخر والتفاعل معه بإيجابية.. كما يصبح فلسفة ورؤية للحياة ومعادلا رمزيا لرؤية الشاعرة للكون والحياة. وتبقى القصيدة كما قال الشاعر الفرنسي بول فاليري: «هي ذاك التردد الممتد بين الصوت والمعنى».
الكاتب : المصطفى فرحات
نشر بجريدة الاتحاد الاشتراكي بتاريخ 22/02/2024
بتاريخ : 23/02/2024
الثلاثاء، 17 يناير 2023
التجربة السياسية والتجربة الإبداعية عند الشاعر والباحث المصطفى فرحات
الاثنين، 16 يناير 2023
مؤلف جماعي , محمد دخيسي أبو أسامة , المصطفى فرحات , حسن بوتكى , سعيد بنعبد الواحد , رشيد أمديون (Auteur de Goodreads) , عبد الرزاق المصباحي , محمد المهدي السقال... يتضمن هذا الكتاب مقالات أدبية ونقدية لثلة من الكتاب المغاربة، وجاءت مضامينه كالتالي: 1. الذاكرة والمتخيل في السرد القصصي القصير - بقلم: محمد دخيسي أبو أسامة 2. الكتابة الفاضحة أو كتابة العري قراءة في نصوص مليكة مستظرف - بقلم: المصطفى فرحات.
الأربعاء، 16 نوفمبر 2022
بلدتي "ابزو" تسافر من المغرب إلى تونس وتعود مرتدية حلة شعرية مغاربية منسوجة في ديوان "ملحمة الوجود". شكرا للصديقة ليلى. "رحلة مع الغجرية : إضاءة على ديوان ملحمة الوجود للشاعرة المغربية ليلى ناسيمي
"ملحمة وجع الوجود" ديوان جديد للشاعرة ليلى ناسيمي يتضمن سبعة نصوص بنكهة شعرية وجودية في جوهرها، نصوص يتجاور فيها المعرفي والوجداني والثقافي والحضاري والإنساني... تنوع في روافد التجربة الشعرية ووحدة في الرؤيا الشعرية حيث تشكل وتصهر في بوتقتها عالما متكاملا ومتجانسا ومتناغما...
بعد معاشرة طويلة للشعر أثمرت مجاميع شعرية سجلت حضورها
المميز في الساحة الشعرية المغربية والمغاربية والعربية يأتي هذا المنجز الجديد
ليعمق تجربة الشاعرة ويغديها ويمنحها آفاقا لا متناهية للقراءة والمتعة والتأويل،
وكنت من المحظوظين الذين واكبوا هذه التجربة منذ فجرها الأول.
في هذه التجربة الجديدة نسافر مع الشاعرة إلى ما قبل
بداية الزمن عندما كان الكون في حالة فراغ مطبق قبل تشكله وأثناء انبثاقه من العدم
مواكبين صيرورته التاريخية نحو العدم. ونتنقل معها في أمكنة تبدأ من القارة
الإفريقية، مهد الحضارة الانسانية، لنواصل الرحلة مستكشفين الفضاءات التي أسرتها
وألهمتها وغذت خيالها وروحها وجسدها
ومنحتها فرصة تجربة أبعاد لا متناهية من الكينونة.
موضوعات التجربة الشعرية تخرج عن المألوف والمتداول من
الموضوعات التي خاض فيها معظم الشعراء. هي موضوعات تجيب عن أسئلة وجودية حظيت
باهتمام العلماء، والفلاسفة، والأنبياء، والأدباء، وصناع الأساطير.. ولم تكن
الشاعرة بعيدة عن هؤلاء المنشغلين بإشكالية الوجود المادي للعالم.. ومع أنها لم تُسهم
في الإجابة عن السؤال "كيف وجد العالم، والحياة..؟" إلا أنها قدمت وجهة
نظرها، وتبنت وجهة نظر العلم ولكن بأسلوبها ورؤيتها الشعرية الخاصة. ومن هذه
الموضوعات:
1. الانشغال بمسألة نشوء الكون، والاقتراب بحذر من لحظة
ولادته، وظهور ثم الموجودات التي تحولت بقوة الحياة من ماهيات بلا أبعاد ولا أشكال
ولا ملامح إلى موجودات ملموسة ومرئية.. تقول في قصيدة "الانفجار
العظيم":
ها العناصر تحررت
ها تسبح في اللامتناهي
تتمدد.. تعيد..
البدء على بدء
مدد.. مدد..
ذاك فجر وجودي
وتلك ولادتي بلا جسد. (الديوان. ص 10)
2. في "قصيدة النار" ترصد اللحظة
الحاسمة في تطور الأنسان على كوكب الأرض، وبدء نشوء الحضارة والثقافة داخل الكهوف
عندما تمكن من التحكم في النار واستخدامها لمصلحته، وبالتالي تجاوزه طور البدائية.
تقول:
النار التي
أنضجت الطرائد
النار التي بددت الليل والوحدة
.....
منحتك اللثغة الأولى
اللغة الأولى. (الديوان. ص 11/12)
3. تواصل هذه التجربة الشعرية تعميق وعينا
بوجودنا وبذواتنا ومحيطنا الطبيعي متتبعة مسار تطور الإنسان وارتقاءه في الزمان. تتوقف
عند أقدم محطة تاريخية رصدت وجوده فوق الأرض عندما اكتشف العلماء أقدم هيكل بشري
لطفل إفريقي في منطقة التوركانا". فتصور الشاعرة بعمق إنساني تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة الطفل قبل أن
يفاجئه الموت. تقول:
فمن أين جئت بنا وإلى أين تمضي
يا طفل "التوركانا هل رأيت جدّنا يهش
بعصاه. (الديوان. ص 16)
4. في قصيدة "الخلية" تبدي الشاعرة
دهشتها وإعجابها بهذا العنصر المجهري الذي أبدع الحياة بألوانها وأشكالها و أنماطها
وسلوكها.. ونمت وتطورت إلى أن بلغت أرقى أشكال الحياة: الإنسان، هذا الموجود
المبهر والمبدع. تقول:
خلية مني تحملني إلى جلّ جلي
إلى أصل أصبي. (الديوان. ص 17)
5. الانفجار الأول، انبثاق الحياة، ولكن معها
وجدت الموت التي تهددها في كل لحظة مما يطرح تساؤلات وإشكاليات علمية وفلسفية..
فإذا كان لغز الحياة قد تمت إماطة اللثام على بعض أسراره، فإن لغز الموت يبقى عصيا
عن الفهم، وبالأخص لغز ما بعد الموت. هنا تستعين الشاعرة بكتاب الموتى للراهب
"آني" حارس المعبد بمدينة "طيبة" بمصر الفرعونية. تستعيد صلواته
وأذكاره، وتراتيله التي تدل على طريق النجاة والحياة الأبدية، ولكن عبور المتاهات
والممرات يتطلب الشجاعة والجلد والصدق والطيبة والجود وغيرها من الصفات الحميدة..
تقول:
ستحمل إلى العالم القادم
حرة عقلك
صفاء قلبك
كنه كينونتك
...
لن تمر إذا كان قلبك خائفا. (ص 22/23)
6. "نص الختن" نص مفعم بالعاطفة
الجياشة والقوية، والرؤى الثاقبة والإحساس المضاعف بالحياة، وكأن حكاية الختن تسعى
لإعادة حكاية "إزيس" و "إيزوريس". إلهة الخصب والعطاء والحب
في الأساطير الفرعونية..
كلما توغلنا في أحراش وبراري النص نكتشف
المزيد من الأحلام المثيرة للدهشة التي تتجلى في صور لغوية تشع رمزا وإيحاء.
"الختن" رمز للتضحية في زمن الفراعنة، طقس قربان يرأسه "آمون"
كاهن المعبد. تقول:
"هذا افتى قربان لم يمسس بعد نهدا ولم
يقرب سرة. هبينا خصبا ومواسم فرح يأ أم العواصم.." (الديوان. ص 29).
7. مع الغجرية نرحل في جغرافية متعددة
التضاريس.. مع الغجرية نبحث عن الكهوف التي اتخذتها الكتابة مسكنا لنكتشف أسرارها.
نخترق أدغال اللغة، نتوءاتها، ومتاهاتها.. بحثا عن المعنى المنفلت في اللامعنى.
تلقي الشاعرة بشباك الخيال، تخاتل النص، تقنصه في مواقع غير متوقعة.. وتتيح
للمتلقي فرصة الالتقاء بذاته في محطة من محطات القصيدة كما حدث لي شخصيا، فلم
أتوقع أن أجدني في محطة من الديوان حيث بلدتي "ابزو" و "واد العبيد"
يحضران ليدعما بناء القصيدة ومعناها في نفس الآن. في تناص جميل بحضور كناوة،
والجاز وموكادور والغجرية التي لم تتعب في جمع المتفرق... تقول الشاعرة :
مضى حول أو حولان أو ثلاث
مد فارقت الروح الجسد
هماك في وادي العبيد
على مشارف قرية ابزو
الغافية في حضن جبال الأطلس
لم يكن يميز بينه حيا أو ميتا.
....
فإلى متى أظل ازحف ها هنا
أزحف بيم وادي العبيد
وشط موكادور. (الديوان. ص /4136)
وأختم هذه الإضاءة حول تجربة الشاعرة ليلى
ناسيمي بالإشارة، وبعجالة إلى بعض الظاهر الفنية التي ساهمت في البناء الجمالي
للنص، وثراءه الدلالي.
الديوان غني بالقيم الإيقاعية، والصور
الشعرية التي تدل عل خيال خلاق، وقوي، والقدرة الهائلة للنصوص على خلق عنصري
الإثارة والتأثير، وتعميق الشاعرية، وتنوع في ألوان التصوير لبلاغي، وتوظيف مذهل
للرموز والأساطير، وتنويع في الأساليب كالتكرار والأساليب الإنشائية... كما وظفت
أدوات السرد كالحوار والحكي والوصف..
ورغم المثبطات التي من المحتمل أن يتعرض لها
الشاعر وهو يخوض في مواضيع متبنيا منطلقات علمية محضة لينقلها إلى بيئة الشعر المغايرة
فإن الشاعرة تجاوزتها بذكاء ودهاء فني هو نتاج تجربتها الشعرية الطويلة، ونجحت في
تقديم طابق إبداعي لذيذ وشهي تتجاور فيه المتعة والمعرفة.
المصطفى فرحات
15/11/2022
الجمعة، 21 أكتوبر 2022
إضاءة على رواية "ما تبقى من ذاكرة الرماد" للأديبة المغربية فاطمة المعيزي للمصطفى فرحات
"من الرّماد يبعث الفنيق مُعلنا تجدّد الولادة".
الرواية صدرت عن ببلومانيا للنشر والتوزيع بالقاهرة سنة 2022. تتكون من 340 صفحة من الحجم المتوسط.
تطرح الرواية جملة من القضايا ذات طابع اجتماعي وسياسي وثقافي وفلسفي ونفسي واقتصادي.. من منظورات مختلفة دينية وعلمية وأخلاقية..
وسأضيئ في هذه المقاربة للرواية على عنصرين أساسيين وهما: القضايا المهيمنة في الرواية، وأساليب وتقنيات طرحها وتناولها.
أولا: باب القضايا
كثيرة هي القضايا التي حظيت باهتمام الكاتبة ووضعتها في خانة الأولويات. واختلف أسلوب طرحه لهذه القضايا بين الحياد أحيانا واتخاذ مواقف صريحة منها مباشرة أو باستعمال لسان شخوصها الذين يحملون ويتحملون هموم الكاتبة ومشاغلها، وهم شخوص ينحدرون من طبقات اجتماعية متفاوتة، ولهم مرجعيات ثقافية مختلفة، وينتمون لأجيال متنوعة. وسأتناول في هذا العنصر من الإضاءة أهم القضايا المطروحة وليس كلها. انتقيت منها:
1. قضايا اجتماعية
تتداخل القضايا الاجتماعية وتتمايز أيضا، وهي من متنوعة وكثيرة مما يصعّب
من الإحاطة بها جميعها، لهذا سنشير لبعضها ونتوقف عند البعض الآخر بقليل من التفصيل
حتى نقرب القارئ من الصورة:
* المخدرات. تعاطي القرقوبي: يقول شعيب مخاطبا والدته في سياق الحدبث عن
صراع الأجيال: "تصوري يا امي شاب يتعاطى القرقوبي كيف تنتظرين من هذا أن يطيع
والدية..." (ص 242)
* الدعارة، بنوعيها الصريحة (ص 59/60) والمقنعة وتتمثل في مراكز التدليك. (ص
92)
* الحمل غير الشرعي: الباتول والعساس الصحراوي (ص 31)
* المثلية الجنسية بين النساء: الطام نزيلة الملجأ في علاقة مع المديرة
وضبتهما تقبلان بعضهما البعض أكثر من مرة. (ص 36)
* الفقيه واغتصابه للحاجة: حملت منه وأنجبت مريم. جاء في الرواية
"النذل يقتنص النساء بطريقته الخاصة، يكتم أنفاسهن بما تيسر من الدعاء
المستجاب." (ص 37). وتعود مريم لتتعرف على والدها الفقيه ةيعترف لها بحبه
لوالدتها (ص 131)
* الخيانة: خيانة نوال لشعيب. (ص 42) تعرض مروة للخيانة من قبل حبيبها. (ص
264/265)
* الزواج بالأجنبيات: شعيب يتزوج من شابة إسبانية من غرناطة اسمها أرسيليا
(ص 256). (ص 99). والحاجة تتعرف على رجل فرنسي اسمه آدم وتتزوجه بعد اعتناقه
الإسلام. (ص 125/126)
* البطالة والتهميش: جاء في الرواية "يعرف أيضا ـ الحاج ـ أن مشكل بطالة الشباب في المغرب على الخصوص قضية مهمة جدا.. " (ص 77)
2. قضايا سياسية
حضرت القضايا السياسية بشكل لافت في الرواية. خصوصا المرتبطة بالشأن المحلي والرأي العام. ومنها:
* الانتخابات والتحيال والتحالفات وشراء الأصوات. (ص 76/77)
* صعوبة إدارة الشأن المحلي واللوبيات: "ليس سهلا أن تدير الشأن
المحلي في غياب فريق يساندك ويشاطرك المبادئ والقناعات نفسها". (ص 123)
* حين ترغب في الاصلاح ستجد أول من تثق فيهم يقفون في وجهك. (ص 124)
* الانتخابات: الباتول تتقدم للانتخابات (ص 190)
* الأحزاب والنقابات: تحضر في ثنايا الرواية أسماء شخصيات وطنية عرفت
بنضالها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية كعبد الرحمان اليوسفي، والمهدي بن بركة
المؤسس الأول للنقابات بالمغرب. (ص 288) كما عرجت الرواية على بعض الأحداث
التاريخية المهمة كانقلاب الصخيرات، وأشارت إلى هيئة الانصاف والمصالحة...
* قضية سبتة ومليلية: في ردها على أسئلة والدها شعيب جاء في كلامها كثير من المعلومات حول مدينتي سبتة
ومليلية منها: ".. المدينتان المحتلتان سبتة ومليلية...إنه أقدم احتلال في
التاريخ يرجع إلى 600 عام.. هي الأرض التي عبر منها يوسف بن تاشفين لنجدة
الأندلس.. (ص 250/251)
* المقاومة: تقول أم شعيب في حوار نع ابنها: "انا ابنة مقاوم، قال للاستعمار الفرنسي ارحل ... مقاوم أخفى ذخيرة المقاومين في أرض بيته غير آبه بحكم الاعدام...(ص 253)
3. قضايا مختلفة: ترتبط بما هو اقتصادي كالاستثمار في البلد. وفكرية/أيديولوجية تتمثل في صراع الأفكار بين الأجيال. والتأكيد على القيم الأصيلة. والتحولات التي عرفها المغرب خصوصا على المستوى الثقافي كتحرر بعض الأسر المغربية من القيود الدينية. وظاهرة هجرة الأدمغة، ونفسية كالغربة وتأثيرات جائحة كورونا ونتائجها الكارثية في الوطن وخارجه وفاة أمي ارقية – والحاج.. (ص 187) (ص 165)....
ثانيا: باب الأسلوب
1. اللغة
رغم هيمنة اللغة الفصحى على الرواية إلا أنها لا تخلو من تعدد الأصوات اللغوية التي تعبر عن تنوع البيئة والثقافة التي تتحرك فيها الشخصيات.
- الحمد لله وأنت؟
- (مزيان) أول طائرة وأكون بينكم. (ص 299)
* خليط بين الفصحى والعامية المصرية: حوار بين مريم وأخيها:
- ظننتك في سابع نومة
- حاولت.. سأنام لاحقا. (ص 287)
* مزيج من الفصحى والعامية: في حوار بين شعيب ووالدته حول وباء كرونا:
- (هي القضية حامضة الوالدة؟) هي مجرد تساؤلات
- لا يجب أن يكون في قلبك ذرة شك
- الشك يؤدي لليقين أحيانا. (ص 233)
* اللغة الفرنسية: كثيرة هي الحوارات التي تمت باللغة الفرنسية على امتداد الرواية.
* حوار مزيج من الفرنسية والعربية الفصحى والعامية المغربية في حوار بين مريم ووالدتها:
- bonjour maman
- c’est ton ferre
- mon cher frère est ce que ça va ?
- الحمد لله وأنت؟
- (مزيان) أول طائرة وأكون بينكم. (ص 299)
* مزيج من العربية الفصحى والعامية المغربية. جاء على لسان لبنى: "يجب أن تصبري، الموت مآلنا جميعا. Je sais que c’est très dur de vivre sans lui, mais la vie continue quand même. (ص 191)
* اللغة الاسبانية: تمتزج اللغة الدارجة المغربية والاسبانية في الحوار مع نذرتها. في حوار بين شعيب وزوجته الاسبانية حول مشروعها الاقتصادي بالمغرب. قالت له وهي تقبض يد أخته..
- أوك حبيبي
- أنا ون حبيبة.. نتَ por hombre
- أوك.. أوك.. نتَ. (ص 99)
إن تنوع الحوار وتداخل اللغات فيه أدى وظائف عدة منها:
أ – إبقاء الساردة على الحياد والاكتفاء بنقل أصوات الشخصيات بموضوعية.
ب – إضفاء الواقعية على الأحداث، فالساردة توهمنا بأن الشخصيات حقيقة وكلامها واقعي، وليست شخصيات متخيلة ولدوا من مخيلة الكاتبة.
2. النصوص الموازية
تحضر النصوص الموازية من القرآن الكريم، والأمثال، والحكمة، والشعر، والزجل بشكل ملفت. وقد تم توظيفها لدواعي كثير:
أ ـ دعم الأفكار أو الأفعال التي تشعل الشخصيات ويعملون على ترويجها أو
التخلص منهاـ أو الدفاع عنها..
ب – إغناء مضمون الرواية وإثراءه إيحائيا وجماليا وفنيا.. فيحضر الزجل مثلا في المقاطع الأكثر عاطفية وشاعرية ومعاناة للألم والحنين كما هو الحال عندما تذكرت الباتول وعد مديرة الملجأ بمساعدتها وإماطة الستار عمن تكون..
هادو غير دَمعاتْ
سقاو الجَّافر ف الخاطرْ
راراتْ بهم شِ وْقات. (ص 28)
* الشعر العربي: تتضمن الرواية إضافة إلى الزجل الشعر الفصيح في مقاطع عدة من الرواية ومنذ البداية كما في قول الكاتبة:
أنا متعبة
وشهقة الروح
تراود جسدي
متعة الصمت
غبار تتلاشى دهشته. (ص 7)
ولعب الشعر دورا هاما في الارتقاء بجمالية اللغة، وتكسير رتابة السرد، وإغناء التخييل.
* الشعر الفرنسي المغنى: مروة تستمتع بأغنيتها المفضلة التي تقول:
Ca va et toi
Un petit peu lassé, le sourire
est glassé
Souvent je mens
…….. (p 335)
* التاريخ: في بعض محطات الرواية يحضر التاريخ كموكن أساسي في بناء الحدث أو تفسيره، ومن خلاله تمرر الكاتبة رسائل كثيرة ترتبط بالذاكرة والهوية والانتماء.. ومن الأحداث الحاضرة في الرواية:
أ – جانب من تاريخ المسلمين في الأندلس وبالضبط في غرناطة موطن زوجة شعيب الإسبانية. في هذا المقطع تعرف بالمدينة ودولة غرناطة وعلاقتها بالدولة الموحدية، وعرفت بمعالمها الحضارية ورموزها الثقافية.. (من ص 99 إلى ص 102).
2. تحضر أيضا ظاهرة التناص في الرواية فتقتبس الكاتبة من:
تحضر النصوص الموازية من القرآن الكريم، والأمثال، والحكمة، والشعر، والزجل بشكل ملفت. وقد تم توظيفها لدواعي كثير:
أ ـ دعم الأفكار
أو الأفعال التي تشعل الشخصيات ويعملون على ترويجها أو التخلص منهاـ أو الدفاع
عنها..
ب – إغناء مضمون الرواية وإثراءه إيحائيا وجماليا وفنيا..
الزجل: فيحضر الزجل مثلا في المقاطع الأكثر عاطفية وشاعرية ومعاناة للألم والحنين كما هو الحال عندما تذكرت الباتول وعد مديرة الملجأ بمساعدتها وإماطة الستار عمن تكون:
أ ـ القرآن الكريم: في سياق رفض الكاتبة للمعاملة السيئة التي تتعرض أخت شعيب من طرف زوجها مما يخالف ما جاء به القرآن الكريم الذي جاء فيه: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).(ص 158)
ب ـ الأمثال: العامية "الخوف رجلة" (ص 237) "دار لبنات خاوية أولدي" (ص 240)
ج – الشعر: يحضر في سياق حوار ساخن بين مريم ووالدتها وهي تدافع على الأخلاق باعتبارها الوسيلة التي من شأنها أن تنقد البشرية من الدمار. تستحضر قول أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ثالثا: على سبيل الختام
تبقى رواية "ما تبقى من ذاكرة الرماد" إضافة نوعية إلى السرديات المغربية والعربية حيث نجحت الكاتبة في ربط أحداث وشخوص وأزمنة الرواية بواقعها المحلي وذاكرتها التاريخية مع ربط أجزاء منها بالواقع الراهن، والانفتاح على العالم الخارجي الشرقي (تركيا) والغربي (فرنسا – إسبانيا). كما نجحت في تمرير رسائلها لمن يهمه الأمر بأسلوب واضح وشفاف أحيانا، وأخرى مشفر ومرموز مستعينة بأجناس أدبية متنوعة كالمثل والشعر والزجل..
وكانت الكاتبة شجاعة في طرح قضايا تصنف عادة ضمن الطابوهات أو المحرمات
التي تتجنب الثقافة التقليدية الخوض فيها كالدين والسياسة والجنس، بحيادية ووعي
وذكاء.. متفادية اتخاذ مواقف مسبقة تاركة للمتلقي حرية اختيار الجهة أو الموقف
الذي يرتضيه.
أتمنى بهذه الإضاءة أن أفتح شهية القراء للرواية واكتشاف عوالم فاطمة
المعيزي بأنفسهم.
20/10/2022