هل حكام المغرب "سلاطين" أم "ملوك؟ السؤال الذي
يبدو لي شخصيا مشروعا، لأن الإجابة عليه
تضعنا في قلب ما أسميه ب "المغرب الاستثنائي"، لأن الإجابة عليه تقربنا
من فهم جدور بعض المشاكل التي يعرفها المغرب نتيجة لتخليه عن العديد من البنيات
الثقافية ذات الطابع الأصيل، وتبنيه لثقافة دخيلة غربية (فرنسية بالخصوص.
الإجابة على السؤال لن تكون مباشرة، بل سترد ضمنيا في سياق الحديث عن الموضوع. وهو موضوع يفرض علينا من الناحية المنهجية التمييز بين مفاهيم المفردات (المصطلحات) المرتبطة بالسيادة ونظام الحكم في الثقافة السياسية عامة. وهي: الملك - الإمبراطور – السلطان – الأمير – الرئيس.
2. الفرق بين هذه الألقاب التي يوصف بها الحاكم
2/1. الملك يحكم مملكة واحدة عادةً، ويرث الحكم ويورثه.
2/2. الإمبراطور يحكم إمبراطورية تضم دولاً وعرقيات متعددة ويتجاوز الملوك في المرتبة.
2/3. السلطان هو حاكم مسلم يمتلك نفوذاً واسعاً، غالباً ما يتمتع بسلطة مطلقة.
2/4. الأمير يحكم مدينة أو ولاية، أو يكون قريباً للملك من سلالة الدم، أو لقب شريف.
2/5. الرئيس ينتخب لفترة يحددها الدستور من قبل الشعب ليمثل الدولة في نظام جمهوري.
3. مفاهيم السلطة والسيادة في المغرب عبر التاريخ
3/2. زمن الموحدين:اشتهر لقب "الخليفة". اختار الموحدون أن يلقبوا أنفسهم بهذا اللقب لأنهم ـ في اعتقادهم ـ أولى بالخلافة الإسلامية، وأكثر مشروعية من خلفاء بني العباس في المشرق العربي. وللتأكيد على إمارة المسلمين صحوا عملة على دنانيرهم تحمل لقب أمير المؤمنين ليؤكدوا استقلاليتهم عن الخلافة الهباسية واستئثارهم بالسلطة السياسية والدينية.
3/4. زمن المرينيين: اشتهر لقب "السلطان" و لقب "الملك". لقب المرينيون أنفسهم بـ "السلاطين أو "الملوك" للدلالة على قوة دولتهم، وهيبتها، وعلى شرعية حكمهم.
3/5. زمن العلويين: اشتهر لقب "السلطان" لقب العلويون أنفسهم بالسلاطين ب "السلاطين" لبناء شرعية سياسية وتاريخية ودينية... يعززها انتماء العلوين إلى بيت النبي محمد، وتحديداً إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب. و استمر هذا الوضع حتى عام 1912. عندما احتل الفرنسيون المغرب وفرضوا حمايتهم.
بدء من عام 1912، أي بداية الحماية الفرنسية على المغرب، حافظ الحطم الاستعماري على هذا اللقب، واعتبرهم سلاطين رمزيين فقط. ج. وعندما استعادت البلاد استقلالها عام 1956، ابقي محمد الخامس يحكم باسم أو لقب السلطان. و بعد ذلك بوقت قصير اتخذ لقب "ملك" بدلًا من "سلطان". الترسيم الرسمي للقب مالك حدث سنة 1957 حيث أطلق الفرنسيون لقب "الملك" على محمد الخامس بدل "السلطان". وظل ملكا إلى وفاته عام 1961. واستمر خلفائه الحسن الثاني ومحمد السادس في حكم المغرب تحت اللقب "ملك".
الفرق بين لقب "السلطان، ولقب "الملك":
يرى البعض أن لقب "الملك"، رغم
حضوره في التراث السياسي المغربي، لا يعبر بشكل حقيقي وعميق على أصالة السلطة في
المغرب. فلقب السلطان تحمل دلالة قوية على المستوى السياسي والعاطفي والديني في
المجتمع الإسلامي باعتبارها تجمع بين السلطتين الدينية والسياسية. كما تصبغ على من
يحمل لقب "السلطان" هالة من الرهبة والهيبة. في حين أن لقب
"ملك" تأتي من حيث الدلالة والوقع أخف من لقب "السلطان"،
وتوحي بأنها سلطة الحاكم سلطة دنيوية فحسب.
1. مرحلة السلطنة: وهي مرحلة انتهت ولم يعد لها نفس الحضور والتأثير في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية... المحاصرة، فهي مرتبطة ببنيات تقليدية عفى عنها الزمن.
2. مرحلة الملكية: التي تؤسس لفترة جديدة في ممارسة السلطة، فلقب "الملك" يرمز للسيادة الوطنية في سياق الحداثة التي تقتضي تجديد في مؤسسات السلطة وتحديثها.
ختاما: ويعتبر العلويون أقدم سلالة عربية تحكم المغرب باعتبارهم ملوكا.
اقتراح: الاستثناء يقتضي العودة لاستعمال لقب "السلطان" بدل لقب "الملك" لتأكيد الأصالة والتميز والخصوصية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.