ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم
أنت إنسان حر الإرادة والفكر والفعل؟ إذا أنت غير موجود..

بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

رسائل


،رسائل: الرسالة (12): كنت وستبقين حاضرة في الذاكرة، صورتك لا تبلى، بل تزيدها الأيام غضارة ونضارة، وأنتظر دائما أن ألقاك يوما وأروي عطش الفقدان والحنين... ..

جديد الأخبار

7. قالوا عن الحزن: * "لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي". )غابرييل جارسيا ماركيز) * "الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين". (كيتي جيل) * "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن". (جان فونتين) * "ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين". (كاهيل غبرين) * "الصمت الطويل هو الطريق للحزن... لأنّه صورة للموت". (جان جاك روسو) * "الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن". (ثوماس فولر)
أحدث المواضيع

coinautoslide

Beauty is in the eyes of the beholder

INFO

معلومات
  • 1. *It's always darkest before the dawn
  • 2. *Practice makes perfect
  • 3. * Don’t count your chickens before they’re hatched
  • 4. * You can’t judge a book by it’s cover
  مع العسر ...

السبت، 19 مايو 2018

"صابر" (نص شعري)




ـ 1 ـ

يأتي المساءُ كعادته كلّ مساءْ
خجولا كشِفاه النساءْ
يلفّ بمعطفه البرتقاليّ
خواصِرَ الدّيارْ
فتُخفي وجهها البدويّ
بين التلال..
بين الجبالْ.

ـ 2 ـ

يأتي المساءُ كعادته كلّ مساءْ
وأناسُ بلدتي
يسكنون جلابيب طينيةٍ
يُبدون وجها يلتهبْ
يواسون أملا ينتحبْ
والنغم في حناجرهم
نبْرٌ كئيبْ..
لأبناء بلدتي
وجه عجيبْ
فيه رائحة صبرٍ
رائحة قبرٍ
وطيبْ.

ـ 3 ـ

يأتي المساءُ كعادته كل مساءْ
وأناس بلدتي يسكنون في جلابيب طينيةٍ
بينهم رجل اسمه "صابر"،
رجل صامت
يحمل وجها من ترابٍ
عليه آثار سنابكٍ وغبارْ
يتحسّس الفضاء
كملاح بدون منظارْ
بعينين زجاجيتين
فما يرى غير سراب ليل وغبارْ
يتلمّس الفضاء
بعينين مائيتين
تحولتا إلى بيت للذبابْ..
صبرا صاحبي صبرا،
فللرجاء ذهاب وإيّابْ.

ـ 4 ـ

يأتي المساء كعادته كل مساءْ
وبيننا رجل اسمه "صابرْ"
رجل صامتٌ
جعل من الجدار عرشَا
والحلم مملكة
يحكم فيها كما يشا،
يعُدّ ما تبقى من أشعة المسا
يحلم بفانوس يُشع بالضيا
يحلم بطعام شهي من شِوا
يحلم بقصور من النسا
يحلم.. ويحلم.. ويح..

ـ 5 ـ

الليل ينسلّ من رماد المساءْ
يرتدي لحاف بدوية من الصحراء،
آهٍ.. آهْ.
لَم تبقَ من الجلابيب غير الظلالِ
راح "صابر" يقطع معابر البلدة
كالطيف
كالخيال
تتقاذفه الأبوابُ
تخْفُره الكلابُ
ثمانون عاما
ولا شيء غير السرابْ
ولا شيء غير السرابْ
ولا شيء غير السرابْ..

ـ 6 ـ

في ركن من البيت
تمدّد "صابر"
جسدا محنطا من عصر غابرْ
التصقت دموعه بالسقفِ
الأبواب توصد
الأحزان توقد
الأوهام تولد
لا شيء غير وموجٍ ويَمّ
لا شيء غير ذل وهمٍّ
لا شيء
لاشيء
لا يومَ ولا غذْ
صبرا صاحبي صبرا
فللرجاء ذهابٌ وإيابْ..
يا أنتَ
أنت الذي ذكره.. لا يُرفعْ
أنت الذي بابُه.. لا يقرعْ
أنت الذي صوته .. لا يُسوعْ
لا تركعْ.
لا تركعْ..
لا تركعْ...

ـ 7 ـ

نام الأنام و"صابر" لم ينمْ
يواسي نفسه بحكايات الأولاد
يمني نفسه بشهرزاد
يفتح نوافذ لم تغلق
يشرّع أبوابا لم توصدْ
ويهدهدُ طفلا لم يولدْ.

ـ 8 ـ

جاء المساء ليس كعادته كل مساءْ
وأناس بلدتي
يسكنون جلابيب طينيةٍ
بينهم "صابر"
محمول على الأكتافِ
لا بكاءَ
لا صراخَ
لا نواحْ
غير قطرات غيثٍ
ورياحْ.
........................................................................
هي من قصائد البدايات الأولى في محاولاتي الشعرية. نشرت بجريدة العلم الأربعاء 27 شوال 1418  الموافق 25 يونيو 1998. العدد 17470


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.