ـ 1 ـ
عائدون في غروب الحصادِ
بعد أن أكلتهم الأرْغفة
وشربَهمُ الماءْ.
بقايا وجوهٍ،
وأجساد أحرقها العراء
العيون ذابلة يهاجمها الوسن،
والأنفاس هباءْ
الأسنان هشمها العفن
والأرواح خواءْ.
يركبون ظهورا هزيلة
ويُنصتون لخشخشَة سنابلهم العجفاءْ
فراغ.. في فراغ.. في فراغٍ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
بعد أن أكلتهم الأرْغفة
وشربَهمُ الماءْ.
بقايا وجوهٍ،
وأجساد أحرقها العراء
العيون ذابلة يهاجمها الوسن،
والأنفاس هباءْ
الأسنان هشمها العفن
والأرواح خواءْ.
يركبون ظهورا هزيلة
ويُنصتون لخشخشَة سنابلهم العجفاءْ
فراغ.. في فراغ.. في فراغٍ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
ـ 2 ـ
عائدون وما في الرؤوس
غير سحْبٍ مَوْجِيّةٍ
وكُفوفٍ..
شقّقتهَا الفُؤوس
يلبسون زمنا كُحْليّا
سقط منه الضياء
يُمطِرُ حزنا مُعَتّقا
أطفأ فوانيسَ الكبرياءْ
فراغ.. في فراغ.. في فراغ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
غير سحْبٍ مَوْجِيّةٍ
وكُفوفٍ..
شقّقتهَا الفُؤوس
يلبسون زمنا كُحْليّا
سقط منه الضياء
يُمطِرُ حزنا مُعَتّقا
أطفأ فوانيسَ الكبرياءْ
فراغ.. في فراغ.. في فراغ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
ـ 3 ـ
عائدان في غروب الحَصاد
صدى صوت "بِلال" يفوحُ
من مِزهرِيّة السماء
"الله أكبر.. الله أكبر.. ..
أشهد أن لآ إله إلا اللــــــــ"
يتلاشى الصوتُ
ويَعْلقان فيما يشبه البكاءْ.
سائران.. في مَوكِبٍ
يُثِيرُ نَقْعًا بِلَون الدماء
النّظر مجروحٌ
والأعناق تسَبّحُ في الهواء.
آثار حَوافر الحمارِ
لا تُرى من الهُزالِ
بينهما ما يشبه الجفاءْ،
وأقدام الراكبِ
لا تميزها على النّعالِ
من طول اللقاء.
فراغ.. في فراغ.. في فراغ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
صدى صوت "بِلال" يفوحُ
من مِزهرِيّة السماء
"الله أكبر.. الله أكبر.. ..
أشهد أن لآ إله إلا اللــــــــ"
يتلاشى الصوتُ
ويَعْلقان فيما يشبه البكاءْ.
سائران.. في مَوكِبٍ
يُثِيرُ نَقْعًا بِلَون الدماء
النّظر مجروحٌ
والأعناق تسَبّحُ في الهواء.
آثار حَوافر الحمارِ
لا تُرى من الهُزالِ
بينهما ما يشبه الجفاءْ،
وأقدام الراكبِ
لا تميزها على النّعالِ
من طول اللقاء.
فراغ.. في فراغ.. في فراغ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
ـ 4 ـ
عائدان...عرايا
كلاهما يرتدي الآخر
في متاهة صفراء:
"الحصاد لي
والبذورُ لغيري".
سائران.. إلى ديارْ
يُؤثّثها..
سَغَب وحَصير وغبارْ
ورماد أثَافيَّ هجرتها النار
ومدخنة بلا دخان
وكلب من الجوع سكرانْ
وصغار الأطفال
يأكلون البكاء
ومُفْرَدةٌ من النساء
تَطرُدُ الذباب عن الأشْلاء
زغاريدها سُعال
تُقاوِمُه في إِعْياء
فراغ.. في فراغ.. في فراغ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
القَرْقَرة في الأمْعاء
القِربة جَوفاء.
ما عُادَتْ بدرا
ولا قمرا
ولا وردا
ولا خَيزُرَانا
ولا فيها رائحة الأنبياء.
بلْ عِظَامٌ
وحُطامٌ
وصمودٌ
وظِلالُ للنّسَاءِ،
وخيط واهِن يشدّهُا للبقاءِ
تَغْزِلُه قلوبُ الأبناءِ.
..................................................................
القصيدة منشورة في ديواني: تقاسيم الصرير 1998
كلاهما يرتدي الآخر
في متاهة صفراء:
"الحصاد لي
والبذورُ لغيري".
سائران.. إلى ديارْ
يُؤثّثها..
سَغَب وحَصير وغبارْ
ورماد أثَافيَّ هجرتها النار
ومدخنة بلا دخان
وكلب من الجوع سكرانْ
وصغار الأطفال
يأكلون البكاء
ومُفْرَدةٌ من النساء
تَطرُدُ الذباب عن الأشْلاء
زغاريدها سُعال
تُقاوِمُه في إِعْياء
فراغ.. في فراغ.. في فراغ...
فمن أين يجيء الامتلاءْ.
القَرْقَرة في الأمْعاء
القِربة جَوفاء.
ما عُادَتْ بدرا
ولا قمرا
ولا وردا
ولا خَيزُرَانا
ولا فيها رائحة الأنبياء.
بلْ عِظَامٌ
وحُطامٌ
وصمودٌ
وظِلالُ للنّسَاءِ،
وخيط واهِن يشدّهُا للبقاءِ
تَغْزِلُه قلوبُ الأبناءِ.
..................................................................
القصيدة منشورة في ديواني: تقاسيم الصرير 1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.