الرأي العام المحلي منشغل هذه الأيام بالكارثة المقبلة التي ستحل ببحيرة "تامدة" إن لم تُتخذ بعض الإجراءات العاجلة والوقائية لإنقاذها..
هذه الوضعية تنبأنا بها منذ زمن طويل عندما لاحظنا تقلص حجم البحيرة ووثقنا ذلك في قصيدة شعرية بعنوان حديث خرافة يا أهل ابزو (2002) المنشورة في ديواننا الأول تقاسيم الصرير الذي نشر سنة 2006 نقتطف منها هذا المقطع:
ما بال نبضي يرشح بالملح
ترى خريفا رمليا
يسرق خضرة العشب
وتهجر الطيور أعشاشها
وتحمل الأشجار جذورها
والحمام فارقه الهديل
والشقراق غير ألوانه
جميعا يرحلون..
غادرت مراقبها الصقور
جف النبع وغار
وكسرت الصبايا الجرار
ويرحلون جميعا..
ها هي ذي "تامدة"
مسبية في دوامة غبار
انطفأت ذبالة القنديل
والدخان احترق
والليل يكشف وجهه
ويلعن صوت شاعر عبرْ
تذوق شداها
واغتسل بنداها
وكان يدري أن الليالي
ستديم على الفجر عماها.
بعيدا عن الشعر، ولتوضيح الصورة للرأي العام المحلي والجهوي والوطني فبحيرة "تامدة" هي الخزان والمصدر الرئيسي المزود للمياه التي تسقي بساتين وجنان البلدة.. وصفها بعض الشعراء بالجنة لدوام خضرتها وتنوع أشجارها المثمرة وغير المثمرة...
تقع البحيرة وسط البلدة، وحملت أسماء كثيرة قبل أن يستقر الأمر على اسمها الحالي "بحيرة تامدة"
ذكرت في كتابات الفرنسيين ومنهم هانري باسيت باسم "تامدا إزكزان" (الكاف معطشة) وترجمت من الأمازيغية إلى العربية باسم "تامدة الخضارية" وتحولت الخاء حاء وسميت "تامدة الحضارية".
تعامل المخيال الشعبي مع هذا المجال بنوع من الاحترام والتقديس، نسجوا حوله حكايات وأساطير، واستطاعت هذه الأساطير أن تحميها من التخريب. ثقافيا كانت حتى وقت قريب تقام فيه طقوس الزواج يقضي فيه عرسان القبائل المجاورة يوما كاملا هو يوم الخميس قبل أن يلتحق بعروسه.. تقصده الفتيات العوانس الباحثات عن الزواج...
إن إنقاذ البحيرة هو إنقاذ للذاكرة....
الحلول:
لا توجد حلول، ولأن من الصعب تغدية البحيرة من مصدر آخر نورد اقتراحين، من وجهة نظرنا إذا طبقا يمكنهما التقليل من الأضرار أو على الأقل تأخير الكارثة وهما:
الأول: تنظيف قاع البحيرة بشكل علمي وبآلات حديثة.
الثاني: تسييج البحيرة ومنع السباحة فيها على الأقل هذه السنة.
وما التوفيق إلا بالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.