- 1 –
عن سيرة العشق تحكي شهرزاد
يتدفق يَنبوع القول المعتق
من بُرعم شفاهها.. حبقا.. عبقا
يتدفق قبلات ورديات
مثل زهرة الشفقِ
مثل حبّات العقيقِ
مثل الندى فوق الشقيقْ...
تترقرق كلماتها الفائقة الصمت:
تَبرقُ الصوائت في السّراب
للحركات في الوهج الفياض شهيقْ
النقط تدخل دائرة التكوين
تقوّم المدارات.. تقّسّم الطرقات
تُلاحق قُرص الشمس
فتينَع الصوامت في أعماق المروج.
- 2 –
عن سيرة العشق تحكي شهرزاد
بريق نبْرها وميض فقاعات
تتلقفها السواقي ترنيمة
فتُرتّق الحكاية عروق الشجرِ
تتدلى الظلال.. تسمقُ أغصانا
أسقيها.. تورق.. تزهر المعاني
أتسلقها برموشي
أقطفها بعيوني
يقتاتها قلبي الخافق
وللرموز أسمَع هسيسا
تُلمّع مرآة الغيب السحيقِ
فينتفض الكون من سماد الرحيقِ:
المجرات قناديل الاستعارات
الأقمار موسيقى المجازات
الشموس إشراقات التشابيه
النجوم قيثارة الكنايات
هكذا ينفجر الكون
من قرارة جمرة اللغة
من قَدَح اشتعال المبنى
فتنخرط الأفلاك
في رقصة سَرمدية.
- 3 –
توقف لسان شهرزاد عن التّحليقِ
كان قريبا من نهاية الطريق
تبخرتِ الحكاية بعد جفاف الريق..
اللغة ترتدي لباس الدخان
تتهشم مرآة الحاضر القريب
يترنح الكون.. يختنق
ينزلق في تجاويف غيمة
يغرق في دوامة مقوسة من غبار
تسمع له نشيجا.. شهيقا.. شقشقات
أقدح زِند اللغة
تتمزق.. تتخرق.. تصير رمادا
وأنا وشهرزاد جسدٌ توأمٌ
يُولد من عُري القصيدة.
تمت في أكتوبر 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.