قال لي صاحبي: " الدرس المستفاد والمستخلص بعد الكوارث الطبيعية التي تصيب الإنسان في كل زمان ومكان هو أن الحياة هشة وضعيفة وقابلة للانكسار في أية لحظة. ولأنها تعرف نقط ضعفها، فإنها تتحايل وتبدل جهدا لإخفاء هذا الضعف بوسائلها الخاصة كالابتسامة والحب والفرح والاحتفال... وأن الدمار هو الأقوى والأبقى ويستطيع تدمير الحياة ومحوها من على وجه البسيطة وإلى الأبد في هزة واحدة أو في أقل من ثانية...
الدمار لا يحضر فقط في الكوارث الطبيعية، بل يتسلل خلسة إلى أجسادنا، في صورة مرض مزمن فتاك فيدمرها، يتسلل إلى تفكيرنا فنتبنى وندافع عن أفكار مرضية وتخريبية تصيبنا في المقتل قبل أن تنتقل عدواها إلى غيرنا. يتسلل إلى العلاقات الإنسانية الجميلة فيقتلع طيبوبتها وحلاوتها ورونقها وبدلها يزرع في تربتها الكراهية والحقد والبغضاء.
لينتصر الدمار على الحياة ويخربها لا يحتاج لحليف، فهو جاهز لإنجاز المهمة بمفرده وبسرعة، ثم ينسحب ليترك الحياة تنزف بهدوء، تعاني، وتتألم وتصارع من أجل البقاء.
لتنتصر الحياة على الدمار وتعيد بناء نفسها فهي تحتاج إلى أكثر من حليف لتنجز المهمة، حليف مخلص تدفعه نوازعه الإنسانية الرفيعة ليحب، ويساعد، ويتضامن... وبالنتيجة، فالحياة تتعافى وتعيد بناء نفسها، وتضمن بقاءها واستمراها. والله أعلم."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.