تعلمنا في المدرسة أن المأساة بدأت مع وعد بلفور وتتواصل إلى وقتنا الراهن... كانت معرفتنا محدودة جدا بما يسمى بالقضية الفلسطينية... ولكن كبرنا وتعلمنا وأدركنا حجم القضية... عايشنا أحداثا تاريخية في سياق الصراع الصهيوني الفلسطيني على الأرض التي يتصرف فيها الصهاينة باعتبارها أرضهم والفلسطينيون محتلين وعليهم إخلائها... لم نتردد فاختارنا جانب العدالة. وستبقى القضية الفلسطينية حاضرة في الوجدان والعقل.
حزين أنا على وائل الجنين الذي قضى في بطن أمه ولم تمنحه القنابل الإسرائيلية فرصة رؤية النور، وتذوق حليب الأم الأبيض النقي، وشم رائحتها الطيبة، والإحساس بشفاهها وهي تقبله على خده الرطب الندي.
حزين على أم وائل التي كانت تترقب حضوره إلى هذه الدنيا لتعطيه اسما وحبا، لكن الجزار حرمها من تذوق طعم الأمومة، فذبح الأم والجنين.
حزين على ريم، الطفل التي تعيش في حاضنة بعدما أخرجوها من جثة والدتها التي ذبحها القصف.
حزين على فدوى، الشابة التي كانت تعيش أوج سعادتها وهي تحتفي بخطوبتها مع عائلتها، لكن القاتل لم يتردد في اغتيال الفرحة ويأتي على الأخضر واليابس في مجزرة رهيبة.
حزين على محمد الطفل الذي صعقته أصوات الطائرات فاحتمى بحضن والده طلبا للأمن والآمان لكن القذيفة حولت البيت إلى ركام والأجساد إلى أشلاء فلم ينج غير معصمه الذي كتب عليه اسمه.
حزين على أبو علي الذي لم يتوقف عن الحديث لابنه المعاصر تحت الركام، ينبش التراب بأظفاره، قبل أن يصمت الطفل علي إلى الأبد.
حزين على من قتلوا غدرا وهم نيام أو في طرق النجاة أو في الملاجئ والمستشفيات والمدارس...
حزين على كل أم فلسطينية لا تملك غير الدموع لتغسل الدماء، والدماء لتعمد بها شهداء فلسطين. والزغاريد التي تشهد على جلد وصبر أما هول المصاب.
لا يوجد مبرر لذبح لشعب أعزل عصي على الهزيمة والانكسار والخضوع رغم الجوع والعطش والحصار والدمار. صامد أما عجرفة القاتل السادي.
لا يوجد مبرر لذبح شعب يطالب بالعدالة والحرية والكرامة. وفي كل محرقة يبعث من رماده كطائر الفينيق.
تبا لكل من تاجر بدم شيوخ ونساء وأطفال غزة.
الخزي والعار لكل من وظف دم شيوخ ونساء وأطفال غزة في اللعبة المقيتة للسياسة.
وحدها القضايا العادلة تنتصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.