في الأساطير السومرية تحضر النعجة كأحد أهم الرموز التي اعتمدها السومريون للدلالة على تشييد الحضارة في بلاد الرافدين إلى جانب الشعير والكتان.
ما وصل من أخبار عن النعجة يجعلنا نقلق ـ إلى حد ما ـ عن وضعها الاعتباري والرمزي، ومع ذلك فقد كرمها القرآن الكريم بذكرها أكثر من مرة فردا وجمعا.
في الثقافة العربية يكنى بالنعجة للمرأة. وعلى هذا فسر بعض المفسرين النعجة في قوله تعالى : "له تسع وتسعين نعجة" فالنعجة يعبر بها ها هنا عن المرأة (الزوجة). أما السبب فيرجعونه إلى أن النعجة أو الشاة يشبهان المرأة في "السكون والمَعْجَزة وضعف الجانب".
فيما يتعلق برؤية الشاة في الحلم فإن الكتب "السّمخية" لها رأي في الموضوع.:
* من رأى نفسه في منامه يشتري نعجة أو شاة فسيحصل على مال وفير، ويدخل منزله خير ومسرات على قدر حجم الشاة.
* ومن رأى نفسه يوثق نعجة في بيته بحبل فإنه يتزوج.
* وإن رأت المرأة المتزوجة نفسها تحمل شاة صغيرة بيم ذراعيها أو في حجرها فهو حمل قريب.
* وأفضل النعاج في المنام النعاج السمينات.
على العموم، نظر الناس إلى النعجة نظرة سلبية، فهي بليدة وغبية لأنها تنسى صغيرها خلال بضعة أيام.
في ثقافتنا المغربية
يحب المسنون أكل لحم النعجة المسنة ويبررون بأن لحمها يحتوي فوائد صحية كثيرة.. ربما يعملون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحية العيد: "لا تذبحوا إلا مسنة.."
إضافة إلى استفادة المغاربة من لحم النعجة فإنهم يستفيدون منها أيضا في صناعة السمخ. تتشابة طريقة استخلاص السمخ من النعجة والكبش مع الاختلاف في نوع الصوف المستعمل وفيما يجوز أو يمنع استعمال السمخ المستخلص.
الموضع الذي يجز منه الصوف الذي يستخلص منه "السّمخ" هو مؤخرة النعجة. ويتم اختيار هذا الموضع لأنه يتجمع فيه ما يسميه الحرفيون ب "الكُعال" أو "لودَح". وكلمة كعال في القواميس العربية لها معاني متعددة منها: "الكعل": ما يتعلق بخصى الكباش. أما "الودح": فهو كل ما يتعلق بأصواف الغنم من البعر والبول. الواحدة ودْحة.
وتتم العملية بخلط الصوف القذر مع روث الشاة الذي يسمى "الكعال".. وتُتّبع نفس المراحل التي رأيناها سابقا في صناعة "السّمخ" من صوف الكبش.
أما فيما يتعلق بالكتابة بهذا "السمخ" فالمسألة أثارت نقاشا وجدالا بين الكتاب السمخيين: فئة أجازت الكتابة به مهما كان نوع أو جنس المكتوب. وفئة ثانية ترى أن لا مانع من الكتابة به ولكن استثنوا القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وهذا النقاش لم يثره "السمخ الكبشي" وترتب على هذا الموقف تجنب بعض الحرفيين استعمال "الكعال" في صناعة "السّمخ". ويترك "السمخ" أربعة أيام قبل استعماله.
وربما يعود هذا الموقف من "سمخ" النعجة إلى النظرة للمرأة عموما. فيوجد تشابه بين لون "السمخ" البنّي ولون دم الحيض الذي يعتبر نجاسة ويجنب تجنبه...
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.