1. الجنس في الخيال العربي قبل الإسلام: يعتبر الجنس ظاهرة اجتماعية لها علاقة بتطور المجتمع. ومن أهدافه تحقيق المتعة والسعادة. وحضر الجنس في المخيال العربي بأشكال وصور متنوعة. وليحقق الجنس وظيفته فقد وضعوا له شروطا، ومحددات. وفي هذه الجولة التي خصصناها للجنس في زمن الثقافة السّمخية سنقرب القارئ من هذه الظاهرة في كثير من جوانبها:
2. المرأة والمتعة: ليست كل امرأة قادرة على إمتاع الرجل، فتحقيق المتعة يستلزم صنفا خاصا من النساء فاضت قصائد الشعراء قبل الإسلام بأوصافها، فشبهوها بالغزال، والضباء، وصفوا مشيتها، شعرها، جسدها... وأبلغ ما كتب عن وصف المرأة المثالية نجده في كتاب "الروض العطر، في نزهة الخاطر" للشيخ أبي محمد عبد الله محمد النفزاوي. يقول: "أن تكون كاملة القد، عريضة، خصيبة، كحيلة الشعر، واسعة الجبين، زَجة الحواجب، واسعة العينين في كحولة حالكة وبياض ناصع، مفخمة الوجه، أسيلة ظريفة الأنف، ضيقة الفم، محمرة الشفائف واللسان، طيبة رائحة الفم والأنف، طويلة الرقبة، غليظة العنق، عريضة الصدر، واقفة النهود ممتلئ صدرها، معقدة البطن وسرتها واسعة، عريضة العانة، ممتلئة لحماً من العانة إلى الأليتين، ضيقة الفرج، ليس فيه ندوة، رطب سخون تكاد النار تخرج منه، غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال، وأعكان وخصر جيد، ظريفة اليدين والرجلين، عريضة الزندين، بعيدة المنكبين، عريضة الأكتاف، واسعة المخرم، كبيرة الردف".
2. معيار الجمال في الثقافة السمخية: أما طبيب العرب ابن الحارث فقال: "أحسن النساء، مديدة القامة عظيمة الهامة واسعة الجبين ثابتة العينين بيضاء صافية الخد مثبوتة القد مليحة النحر طيبة المبسم عظيمة الأرداف واسعة الأكتاف صغيرة الفم والقدمين ذات انعطاف ولين كأنها من الحور العين".
3. أنواع النساء ومميزاتهن: وحاول كاتب سمخي أن يقدم خريطة طريق للنساء القادرات على تحريك مشاعر الرجل، وإثارة شبقيته فقال: "الروميات أظهر ارحاماً والأندلسيات أطيب ريحاً والزنجيات والحبشيات أطيب نكهة والبغداديات أجلب شهوة للرجال والشاميات اودّ للرجال والفارسيات والعربيات أحسن عشرة والنوبيات اسخن والمغربيات أشد محبة والحلبيات أصلب ارحاماً والمصريات أرق طبعاً. وثمة ميزات بحسب الأجناس ترتبط مباشرة بالفعل الجنسي، فهناك إطناب للغنجة اليمانية والشهقة الحبشية والسخونة السودانية ولعنق الشركسية والحذاقة المصرية وشخير الصعيدية."
4. أوقات الجماع: وكان لدى العرب قبل الإسلام خيال جنسي خاص بالأيام والشهور، وكانوا يستحبون المجامعة يوم الجمعة، ويكرهون الجماع في شهر شوال.
5. أنواع الجماع الشاذ
5/1. اللواط: الشذوذ الجنسي معروف عند
الجاهليين، وهو ذهاب الرجل مع الرجل ومزاولته عمل الجنس معه، أو اتصال المرأة بالمرأة
اتصالًا جنسيًّا، أوإتيان الرجل المرأة من دبر.
ومن أشهر المتهمين باللواطة في العصر الجاهلي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء في بعض الكتب السمخية: "أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري وهوذة بن خليفة قالوا أخبرنا بن عون عن محمد بن سيرين قال :" قَالَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَا بَقِيَ مِنْ أَخْلَاقِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ إلَّا إنِّي لَسْت أُبَالِي أَيَّ الْمُسْلِمِينَ نَكَحْت وَأَيَّهُمْ أَنْكَحْت.".
5/2. السحاق: السحاقية والسَحّاقة
هي المرأة التي تمارسة الجنس مع امرأة أخر. ويحكى أن هند بنت النعمان الثالث ملك الحيرة
(580 – 602 م) أحبت بعد مقتل زوجها امرأة اسمها زرقاء اليمامة، وساحقتها، فكانت أول
امرأة هويت امرأة في العرب، ثم انتشر السحاق بين النساء في ما بعد.
وكان أسلوبهن في الممارسة أن تكون العاشقة أعلى والمعشوقة أسفل، إلا إن كانت العاشقة نحيفة الجسم والمعشوقة بدينة، فإنها حينئذ تجعل النحيفة سفلى والبدينة عليا، ليكون ثقل جنبها أشفى في الحك. السحاقيات العربيات تفنن وأبدعن في ابتكار تشكيلات متنوعة للسحاق وضعن لها أسامي كثيرة منها الضفدعي والشراعي والمخالف والمؤالف والاستكلاب.
5/3.
إتيان الحيوان: فقد ذكر أن "بني كليب" كانوا يرمون بإتيان الضأن،
وكذلك بنو الأعرج وسُلَيم وأشجع تُرمى بإتيان المعز. ورميت "بنو دارم" بإتيان
الأتن . وتعرض "الجاحظ" لهذا الموضوع فقال: ونحن نجد الأعرابي والشاب الشبق،
ينيكان الناقة والبقرة والعنز والنعجة، ورميت "بنو فزارة" بإتيان الإبل.
رماها بذلك "بنو هلال بن عامر .
يتبع
الجزءالثاني: أنواع النكاح عند العرب
[1] . في اليتامى : يتامى النساء. قال الزمخشري
: ويقال للإناث اليتامى كما يقال للذكور، وهو جمع يتيمة على القلب، كما قيل: أيامى
والأصل أيائم ويتائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.