ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم

رسائل


رسائل: "الرسالة (15): يدخل العام الجديد، وننتظر منه الجديد، ننتظر المزيد من الصحة والعافية، ننتظر المزيد من المحبة والمودة، ننتظر توقف الشر عن شره، ويوزع الخير خيره، ننتظر العدل والانصاف والمساواة...

coinautoslide

أحدث المواضيع

الخميس، 19 ديسمبر 2024

تأملات وخواطر عن الكتابة: الجزء الثاني: الكتابة "المدادية" أو "الحبرية" 2. متطلبات الكتابة "المدادية": 2/10. الصحة والنظافة

في زمن "الكتابة السمخية" كانت الأمراض والأوساخ عنوانا المرحلة خصوصا في أوساط الفقراء الذين يجدون صعوبة في اقتناء الألبسة والأحدية.. لذا انتشر القمل والبراغيث والبق لا يكاد منزل يخلو من هذه الحشرات، وكانت وسائل النظافة منعدمة أو تكاد تنعدم..

 

"النظافة من الإيمان" لوحة تذكرنا كل صباح عند دخولنا للقسم، وكل مساء عند خروجنا منه أننا نعيش في بيئة وسخة وعلينا أن ننظق على الدوام أجسادنا وملابسنا ومحيطنا..

تبدا النظافة بغسل اليدين والوجه والرأس والملايس... تقليم الأضافر، تقليص الشعر، والتخلص من سوائل الأنف وتجنب التنخيم والبصق... هي الطقوس التي يجب القيام بها بشكل مستمر وإلا فالعقاب ينتظرنا.

تتجاوز النظافة اللباس والجسم إلى الأدوات المدرسية، تغليف الدفتر والكتاب المدرسي، غسل اللوح، استعمال المنشفة أثناء الكتابة المدادية حتى لا تتلطخ الورقة بالمداد...

من أهم الحضرات التي كانت منتشرة وترعى في ثياب التلميذ وفي رأسه، القمل والصئبان. هذا الكائن الذي ينتقل بسهولة من رأس إلى آخر خصوصا عندما يكون التلاميذ قريبين من بعضهم البعض في الأنشطة الجماعية .. ُعتبر حشرة القمل من الطفيليات التي تعيش على فروة الرأس، وتستطيع البقاء لمدة تصل إلى 35 يومًا..

ولأن المدارس غير مجهزة بالمراحيض فقد كان الأطفال يقضون حاجتهم خلف الأقسام أو في البساتين المجاورة، أو خلف كتبان الأتربة أو الصخور.. هذا بالنسبة للتلاميذ، أما التلميذات فكن يجدن حرجا كبيرا في العثور على مكان آمن لقضاء حاجتهن..

والأمراض الأكثر شيوعا بين أطفال المغرب هي:

- التهاب الأذن: وهي حالة معدية تحدث عادة في فترة الطفولة، وهو مؤلم للغاية لأن السائل الذي يسبب الالتهابات والعدوى يتراكم داخل الأذن.

- نزلات البرد: ويعد الزكام من الأمراض المعدية إلى حد ما، حيث ينتقل عبر العطس أو – السعال.

- التهاب البلعوم: وهو التهاب في الحنجرة بسبب عدوى بأحد أنواع الفيروسات أو البكتيريا - التهاب المعدة والأمعاء: تتمثل أعراضها في الإسهال والقيء وآلام البطن.

- التهاب اللوزتين: تتسبب هذه العدوى في انتفاخ اللوزتين، وحدوث ألم خاصة عند البلع

- التهاب الملتحمة: هذا المرض يصيب العين، وهو من الأمراض المعدية.

- الأمراض الجلدية:  كالقوباء والوحمات الراشحة الشائعة...

- ضعف السمع: انسداد الأذن بالشمع، وارتشاح مائي خلف طبلة الأذن، والتهابات صديدية بالأذن الوسطى، وتيبس عظمة الركاب.

ومن المفيد أن نذكر بكتاب قيم في مجال الصحة ويتعلق المر بتقرير شامل لواقع الصحة في المغرب إبان فترة الحماية الفرنسية أنجزه الكاتب الفرنسي "إميل كيرن" M. Émile Kern بعنوان "رحلة مراقب صحي بالمغرب 1911م". وجاء في الكتاب ـ وهو يتحدث  عن المغاربة ـ : "مئات من الكائنات البشرية تعيش بدون مأوى، تنام على الأرض، تعذّبها كل أنواع الأمراض وتقرضها الحشرات الطفيلية."

والأطفال هم أكثر هذه الكائنات هشاشة وتعرضا للأمراض نتيجة سوء التغذية وغياب النظافة اليومية وجهل الأسرة بوسائل الوقاية، وانعدام الإمكانيات...

وتتفاقم الأمور عندما يكون الأبوين والمجتمع جاهلا بمصادر الأمراض وبوسائل علاجها. ويكون الأطفال هم الضحايا. فالمغاربة يعتقدون بأن للأمراض مصدرا سحريا أو شيطانيا، أو مرتبطة بـ"العين" و"التوكال"…، وللقضاء عليها تتم يتم العلاج ب "الاستطباب بالكتابة"، واستعمال أعضاء الحيوانات والحشرات والطيور في العلاج، و”الاستشفاء بالحامات”، والاستشفاء بزيارة الأضرحة والتبرك بالصالحين والأولياء، و”التداوي بالكي والجراحة والحجامة وغيرها...

ولم يبدأ الطب الحديث في المغرب إلا بعد دخول الاحتلال الفرنسي بعقدين تقريبا، ففي سنة 1929 أدخل لقاح الجدري، وفي سنة 1940 استعمل لقاح  ضد السل والذي يعرف بـ " بي سي جي" وهو ثم إلى لقاح الكزاز والسعال الديكي في 1963...ثم لقاحات أخرى ضد أمراض كانت تودي بحياة الأطفال في سن مبكرة...

وببطء، وشيئا فشيئا، تحسن الوضع الصحي لأطفال المدارس بالمغرب...

يتبع

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.