الرباط: 26/05/2000
على مقربة من محطة القطار بالرباط التقيت صدفة الصديق الشاعر والإعلامي العراقي المقيم بالمغرب "ف. عبد المجيد" صدفة. كان في طريقه إلى مقر جريدة الميثاق الوطني التي يعمل فيها محررا للصفحة الثقافية، نحن معا على موعد مع الشاعر "ح. ب" في مقر الجريدة لحضور حفل توقيع ديوانه الأول بنادي الأسرة التابع لمحمد الخامس بالرباط...
مدينة الرباط: 27/05/2000
وجدت الصديق "ف. عبد المجيد" في انتظاري بمقر جريدة الميثاق الوطني، ناولته قصاصة تتضمن خبر تأسيس بيت الشعر بثانوية الوحدة ببلدة الطين لينشر الخبر. وبعدها مباشرة التحقنا بنادي بيت الأسرة التابع لمسرح محمد الخامس... للمشاركة في حفل توقيع ديوان شاعر في بطن الحوت ل "ح. ب". ألقيت مداخلتي حول الديوان تحت عنوان: "الحقول الدلالية والمعجمية في ديوان شاعر في بطن الحوت..."، كما شارك الشاعر "ف. عبد المجيد"، والشاعرة "أ. س" بقراءات شعرية. وتزين الحفل بحضور الشاعرة الرائعة والطيبة "ض. ك"...
( وأنا أعيد قراءة هذه الورقة لنشرها، وقد مر عليها 25 سنة، تذكرت الأخ الأديب "أحمد جواد" الذي كان يدير نادي بيت الأسرة التابع لمسرح محمد الخامس، وهو من نسق اللقاء، وكان في استقبالنا.. تذكرت نهايته المأساوية أمام مقر وزارة الثقافة بالرباط بعد أن أضرم النار في جسده احتجاجا على ما يسميه بالظلم التي تعرض له من قبل المسؤولين. تم الأمر وانتهى صباح يوم 27 مارس 2023. رحمة الله عليه، لم يكن يستحق هذه النهاية...)
مدينة بني ملال (عين أسردون): 04/06/2000
كنت هذا الصباح على موعد مع الطالبة "ص" التي
عبرت عن رغبتها في الاشتغال على تجربتي الشعرية. التقينا بالقرب من الكلية.
"ص" طالبة جميلة وذكية، ومبدعة. فتحتْ باب السيارة، وألقت بجسدها الرياضي على المقعد. في مقهى "عين أسردون" تحدثنا عن تجربتي الأدبية، والشعر،
والقصة، والفن عموما... أخرجت من حقيبتها قصة وشرعت في قراءتها. أستمتع بصوتها
النقي، والتأمل في وجهها الصبوح والطفولي... لم أتمالك نفسي، فقاطعتها معبرا عن
إعجابي:
ـ "كم هي جميلة ابتساماتك."
أجابت مبتسمة:
- " سأظل أبتسم لك طيلة النهار."
وانخرطنا في ضحكة جنونية... وتابعت القراءة... عند غروب الشمس، كانت تغني لي مقاطع جميلة من أغاني الزمن الجميل لجاك ابريل، ومقاطع شعرية لنزار... كانت اللحظة بداية لتأسيس مشروع ثقافي يتعلق ببحث التخرج...
مدينة أزيلال (شلالات أوزود): 05/06/2000
أجلس على صخرة ناعمة مقابلة ل"شلالات أوزود". القردة تنط بجانبي باحتثا عن الطعام، كنت حذرا حتى لا تسرق لي أوراقي... أستمتع وأنتشي بمشهد طبيعي أعادني إلى أحضان الطبيعة الأم، لأولد منه من جديد طفلا يرضع الذكريات والأشعار... انغمست في الجمال متأملا، أنا هنا لأغسل النفس والروح من الأدران التي علقت بهما من طول الانغماس في علاقات اجتماعية موبوءة وأعيد لهما الصفاء والنقاء والبهاء...
"شلالات أوزود" بأزيلال، ذكرتني ب ّشلالات عين أسردون" ببني ملال التي احتضنتني بالأمس... أن لست وحدي هنا، بل يحضر معي طيف "ص"... تذكرت: "عندما افترقنا، فتحت باب السيارة، لوحت بكفها، ابتسمت ابتسامتها الأخيرة المعطرة بالود، تابعتها من خلال النافذة النصف مفتوحة، ورأيتها تقطع الطريق، محتقبة دفاترها، ومحفظتها السوداء... تمشي بخطى وئيدةقبل أن تختفي في الزقاق الذي يؤدي إلى غرفتها..."
بلدة الطين. الاثنين: 19/07/2000
نسيم الصباح يدعم استيقاظي المتعثر. الساعة تشير إلى الخامسة. أنا في ما يسمى بالمحطة ببلدة الطين أنتظر الحافلة التي ستنقلني إلى مدينة الدار البيضاء... وجد بعض الركاب الذين ينتظرون أيضا. حضرت الحافلة متأخرة عن موعدها المعتاد (الرابعة والنصف صباحا)، ألقيت بجسدي المتعب في المقعد المهترئ، أديت ثمن التذكرة، وما هي إلا لحظات حتى استغرقت في النوم. كان نوما متقطعا.. ولكني لم أغادر الحافلة كعادتي للتدخين أو لتناول كأس شاي عندما تتوقف الحافلة في محطة "البروج".
وصلت الحافلة إلى المدينة، وأفرغت ما في جوفها من المسافرين القادمين من جبال الأطلس المتوسط، سحنهم تعكس قسوة الجغرافية التي تحضنهم. دخلت أول مقهى أصادفها، أنا في حاجة إلى فنجان قهوة وتدخين سيجارة.. بعد أن استيقظت، واستعدت نشاطي وحيويتي، قررت زيارة أختي ب"حي البرنوصي" قبل مواصلة السفر إلى الرباط التي حللت بها على الساعة السادسة مساء. وكان صديقي وزميلي في الثانوية، وشريكي في أعمال مسرحية "ع.ج" في استقبالي. إنه مشغول بإعداد حفل عقيقة ابنه الذي دعا إليه بعض معارفه.
مدينة سلا: 20/07/2000
فتحت عيني ورأيت وجها ودودا وجميلا ومألوفا. إنها الشاعرة
"ك.ظ" التي حضرت مبكرا لحضور الحفلة تلبية لدعوتي. تناولنا وجبة الفطور
معا، ثم قصدنا شاطئ سيدي موسى بسلا، جلسنا على الصخور، وقرأت لي بعض أشعارها. كانت عيوننا متجهة نحو البحر المحيط، وقلوبنا تنبض بالشعر... والنتيجة، قصيدة مشتركة نشرت في جريدة "الميثاق الوطتي"... كانت لحظة جميلة استعدنا فيها ذكريات جمعتنا في ملتقيات
شعرية كثيرة، وبمدن متنوعةكالرباك وفاس ومكناس... كم أنت رائعة وطيبة أيتها الشاعرة الودودة...
بلدة الطين: 27/02/1984
وصلت إلى البلدة قادما من مدينة الدار البيضاء لا أحد في المنزل غير والدتي التي عادت بالأمس من مراكش بعد إجراء العملية الجراحية على عينها اليمنى. سأقضي العطلة في البلدة، كان من المنتظر أن أجد صديقتي "ف" في انتظاري، لكن عندما سألت عنها أحد صديقاتها أخبرتني أنها سافرت منذ أسبوع...
يتبع

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.