ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم
أنت إنسان حر الإرادة والفكر والفعل؟ إذا أنت غير موجود..

بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

رسائل


،رسائل: الرسالة (12): كنت وستبقين حاضرة في الذاكرة، صورتك لا تبلى، بل تزيدها الأيام غضارة ونضارة، وأنتظر دائما أن ألقاك يوما وأروي عطش الفقدان والحنين... ..

جديد الأخبار

7. قالوا عن الحزن: * "لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي". )غابرييل جارسيا ماركيز) * "الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين". (كيتي جيل) * "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن". (جان فونتين) * "ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين". (كاهيل غبرين) * "الصمت الطويل هو الطريق للحزن... لأنّه صورة للموت". (جان جاك روسو) * "الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن". (ثوماس فولر)
أحدث المواضيع

coinautoslide

Beauty is in the eyes of the beholder

INFO

معلومات
  • 1. *It's always darkest before the dawn
  • 2. *Practice makes perfect
  • 3. * Don’t count your chickens before they’re hatched
  • 4. * You can’t judge a book by it’s cover
  مع العسر ...

الأحد، 25 أغسطس 2013

التسامح. المنطق. الإنسانية: مبادئ التنوير*



إذا استطعت أن تتحدث إلى سيد أوروبي من عصر الحصار التركي لفيينا )1689)، فسيكون هناك العديد من الأشياء التي ستفاجئك حوله: الطريقة التي يتكلم بها، الكلمات اللاثينية والفرنسية العديدة التي سيستخدمها، التحولات الملفتة في عباراته، عاداته في الميل إلى الانزلاق لاستخدام الاقتباسات اللاثينية التي لا يمكن للكثيرين فهمها، وانحناءاته المهيبة الوقورة. قد تشكك أنتن على ما أعتقد، أنه أسفل هذه الباروكة الوقورة هناك رجل بشهية كبيرة للطعام الجيد والخمور الفاخرة. ولا بد أنك، مع اعتذاري عن ذكر ذلك، لن تستطيع أن تخطئ ملاحظة أنه أسفل هذا الدانتيل الفاخر، هذا التطريز والحرير، فإن هذا الرجل المتزين، المتعطر، المتبرج يموج برائحة كريهة، حيث إنه ناذرا ما يغتسل.
غير أن شيئا لا يمكن أن يعدك للصدمة التي ستصيبك فور أن تبدأ بسماع آرائه: لابد من ضرب كل الأطفال، الفتياة الصغيرات لا بدّ أن يتزوجن، قدر الفلاح هو أن يكدح وألا يشتكي، لا بد من جلد المتسولين والمتشردين ثم وضعهم في الأصفاد وعرضهم في السوق ليسخر منهم الجميع، يجب إعدام اللصوص وتقطيع القتلة إلى قطع أمام الناس، يجب إحراق الساحرات وغيرهن من المشعوذين الذين يغزون البلد، يجب التضييق على الناس أصحاب العقائد المختلفة، بحيث يعملون كمنبوذين أو يلقى بهم في الأقبية المظلمة، رؤية مُذنّب أخيرا في السماء لابد أنها تعني أحداثا سيئة في المستقبل، من المعقول، كحماية من الوباء القادم، الذي حصد العديد من الضحايا أخيرا في فيينا، أن تلبس شارة يد حمراء، وأخيرا، السيد كذا وكذا، صديق إنجليزي، لديه مشروع قوي وممتاز لبيع الزنوج الأفريقيين في أمريكا كعبيد: يا لها من فكرة رائعة لهذا السيد الوجيه خصوصا أن الهنود الأمريكيين خريجي السجون لا يجيدون الأعمال اليدوية، كما يعلم الجميع.
ستسمع هذه الآراء ليس فقط على لسان رجل فظ أو أخرق، بل كذلك من أكثر الناس ذكاء وتقوى في جميع مناحي الحياة ومن كل الأمم المختلفة. فقط بعد العام 1700 بدأت الظروف تتغير تدريجيا. فتلك المعاناة المريعة واسعة الانتشار التي قاساها الأوروبيون خلال حرب الأديان البائسة جعلت الناس يتساءلون إن كان من الصواب فعلا الحكم على شخص ما طبقا لمعتقده. ألم يكن الأكثر أهمية هو أن تكون إنسانا طيبا صادقا؟ ألم يكن من الأفضل أن يتعايش الناس بفظ النظر عن أي اختلافات في الآراء أو المعتقدات؟ أليس من الأفضل لو أنهم احترموا بعضهم بعضا وتسامحوا مع اقتناعاتهم المختلفة؟ تلك كانت أول وأهم فكرة صرح بها الناس الذين كانوا يتداولون مثل تلك الأفكار: مبدأ التسامح. فقط في الأمور الدينية يمكن لاختلافات الرأي أن تحدث. فليس لإنسان عاقل أن يختصم حول حقيقة أن حاصل جمع اثنين يساوي أربعة. وعليه فإن المنطق، أو التفكير الجمعي السليم، كما يطلقون عليه كذلك، هو ما يمكنه بل ويجب أن يوحد كل البشر. في عالم المنطق، يمكنك أن تستخدم الحجج لتقنع الآخرين بصحة آرائك، ولكن حين يتعلق الأمر بمعتقدات الآخرين، وكونها تخرج عن نطاق البرهان العقلي، فيجب أن يتم التعامل معها باحترام وتسامح.
وحيث أن المنطق معطى للجميع، فإنه يتبع ذلك تساوي جميع البشر في القيمة..وكل إنسان، كمخلوق أنعم الرب عليه بالمنطق، له حقوق لا يمكن أو لا يحق لأحد أن يحرمه إياها: حقه في أن يختار طريقه وأن يختار الكيفية التي يحيا بها، أن يكون حرا في أن يتصرف أو يمتنع عن التصرف طبقا لما يمليه عليه منطقه وضميره. الأطفال كذلك لا يجوز أن يدرسوا بالعصا ولكن بالمنطق، حتى يستطيعوا التوصل إلى فهم الفرق بين الصواب والخطأ. والمجرمون، هم كذلك بشر، هم اخطأوا بلا شك، غير أنه لا يزال بالإمكان مساعدتهم لإصلاح سبل حياتهم. لقد كان مريعا، وفقا لما جادل به هؤلاء، أن يوسم خد إنسان أو جبهته بالحديد الملتهب بسبب خطأ أوحد، وسم يترك أثرا سيحمله هذا الإنسان لبقية حياته حتى ليقول الناس: "هذا الرجل مجرم". لقد كان هناك شيء، أكد هؤلاء كذلك، يحضر على الإنسان أن يهان في العلن، كان ذلك يسمى الكرامة الإنسانية.
كل هذه الأفكار، والتي كانت تناقش منذ 1700 فصاعدا أولا في إنجلترا ولاحقا في فرنسا، أصبحت تسمى التنوير، حيث إن من كانوا يحملونها أرادوا أن يحاربوا ظلام الخرافات بنور المنطق الخاص.
خلال فترة المائتي سنة التي تلت التنوير جرت دراسة وتفسير المزيد من أسرار الطبيعة عن كل ما تم في الألفي سنة الماضية. لكن ما يجب ألا ننساه أبدا هو أهمية التسامح والمنطق والإنسانية في حياتنا، تلك المبادئ الرئيسية الثلاثة في التنوير.
................................................................................
*عالم المعرفة. مايو 2013. العدد 4000. ص 266/267. (بتصرف).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.