ـ 30 ـ
سَأَكْتُبُ فِي دِفْتَرِي هَذَا الْمَسَاءْ
أَنَّ نَبْضِي مُلْتَاعٌ يَتَوَجَّعُ
وَعَيْنِي مِنْ مَاءِ مِلْحِهَا تَكْرَعُ
إِذْ أَكْتُبُ اسْمَكِ: أُمِّي
بِشَوْقِي وَدَمْعِي وَانْكِسَارِي
أُتَوِّجُ الْحَرْفَ بِالْحَرْفِ
أَفْتَحُ، أَشُدُّ وَأُسَكِّنُ
أَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيَّ
بَائِسًا
يَائِسًا
ثُمَّ أَتَخَشَّعُ،
أُبْصِرُ نُورَ مُحَيَّاكِ
مِنْ ثَنَايَا لَحْدِكِ
بَرَّاقًا يُشِعُّ
فَيَتَأَلَّهُ شَجَنِي
فَأَرْكَعُ،
أَضُمُّ الْقَبْرَ لِصَدْرٍي
فَأَخَالُهَ وَاللّيْلُ حَلِيفِي
يَتَصَدَّعُ،
أَبْسُطُ الْكَفَّيْنِ
تَتَراءَى لِيَ الرُّؤَى
فَأَتَوَرَّعُ.
مَنْ ذَا غَيْركِ أمّاهُ
يُلْهِبُ حُلْمِي
يَنْتَشِلُنِي مِنْ تَيْهِي
وَإِنِّي لَأنَا الْمُقِيمُ أُمَّاهُ
فِي هَمِّي،
فَكَيْفَ أُمّاهُ
بَعْدَ كُلِّ هَذَا الرَّحِيلِ
بَعْدَ كُلِّ هَذَا الْمَوْتِ
كُلَّمَا جِئْتُكِ
تَفَجَّرَ مَاءُ حَلٍيبكِ
أَنْهَلُ مِنْ مَنَابِعِهِ
فَأَتَفَتَّحُ..
تُطِلُّ سَنَابِلُ يَدَيْكِ
تَلُفُّ جَسَدِيَ الْفَانِي
فَأَنْشَرِحُ..
لَحْدُكِ أُمَّاهُ بَهَاءٌ وَارِفُ
فِي أَمْدَائِي يَتَمَدَّدُ
وَصَدَى هَامَتُكِ
فِي أَعْمَاقِي يَتَرَدَّدُ
فَضُمّيِنِي أُمِّي
فَأَنَا مَنْ شَاخَ فِي هَوَاكِ،
وَالْجُرْحُ يَنْزِفُ
يُمْعِنُ فِي التَّقَرُّحِ،
جَمْرُعِشْقِكِ أُمَّاهُ
مُسْتَوْطِنٌ دَمِي
أبَدًا لاَ يَبْرَحُ،
وَكُلُّ مَا حَوْلِي
هُوَ مِنْكِ
وَكُلُّ مَا حَوْلِي
هُوَ إِلَيْكِ،
فَحَدِّثِينِي أُمِّي
كَيْفَ أُعَزِّي عَزَائِي
فَنَبْضِي مُلْتَاعٌ يَتَوَجَّعُ
وَعَيْنِي مِنْ مَاءِهَا تَكْرَعُ،
فَلاَ تَدَعِينِي أُمَّاهُ
غَيْبًا
فِي رَعَشَاتِهِ يَتَقَطَّعُ.
سَأَكْتُبُ فِي دِفْتَرِي هَذَا الْمَسَاءْ
أَنَّ نَبْضِي مُلْتَاعٌ يَتَوَجَّعُ
وَعَيْنِي مِنْ مَاءِ مِلْحِهَا تَكْرَعُ
إِذْ أَكْتُبُ اسْمَكِ: أُمِّي
بِشَوْقِي وَدَمْعِي وَانْكِسَارِي
أُتَوِّجُ الْحَرْفَ بِالْحَرْفِ
أَفْتَحُ، أَشُدُّ وَأُسَكِّنُ
أَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيَّ
بَائِسًا
يَائِسًا
ثُمَّ أَتَخَشَّعُ،
أُبْصِرُ نُورَ مُحَيَّاكِ
مِنْ ثَنَايَا لَحْدِكِ
بَرَّاقًا يُشِعُّ
فَيَتَأَلَّهُ شَجَنِي
فَأَرْكَعُ،
أَضُمُّ الْقَبْرَ لِصَدْرٍي
فَأَخَالُهَ وَاللّيْلُ حَلِيفِي
يَتَصَدَّعُ،
أَبْسُطُ الْكَفَّيْنِ
تَتَراءَى لِيَ الرُّؤَى
فَأَتَوَرَّعُ.
مَنْ ذَا غَيْركِ أمّاهُ
يُلْهِبُ حُلْمِي
يَنْتَشِلُنِي مِنْ تَيْهِي
وَإِنِّي لَأنَا الْمُقِيمُ أُمَّاهُ
فِي هَمِّي،
فَكَيْفَ أُمّاهُ
بَعْدَ كُلِّ هَذَا الرَّحِيلِ
بَعْدَ كُلِّ هَذَا الْمَوْتِ
كُلَّمَا جِئْتُكِ
تَفَجَّرَ مَاءُ حَلٍيبكِ
أَنْهَلُ مِنْ مَنَابِعِهِ
فَأَتَفَتَّحُ..
تُطِلُّ سَنَابِلُ يَدَيْكِ
تَلُفُّ جَسَدِيَ الْفَانِي
فَأَنْشَرِحُ..
لَحْدُكِ أُمَّاهُ بَهَاءٌ وَارِفُ
فِي أَمْدَائِي يَتَمَدَّدُ
وَصَدَى هَامَتُكِ
فِي أَعْمَاقِي يَتَرَدَّدُ
فَضُمّيِنِي أُمِّي
فَأَنَا مَنْ شَاخَ فِي هَوَاكِ،
وَالْجُرْحُ يَنْزِفُ
يُمْعِنُ فِي التَّقَرُّحِ،
جَمْرُعِشْقِكِ أُمَّاهُ
مُسْتَوْطِنٌ دَمِي
أبَدًا لاَ يَبْرَحُ،
وَكُلُّ مَا حَوْلِي
هُوَ مِنْكِ
وَكُلُّ مَا حَوْلِي
هُوَ إِلَيْكِ،
فَحَدِّثِينِي أُمِّي
كَيْفَ أُعَزِّي عَزَائِي
فَنَبْضِي مُلْتَاعٌ يَتَوَجَّعُ
وَعَيْنِي مِنْ مَاءِهَا تَكْرَعُ،
فَلاَ تَدَعِينِي أُمَّاهُ
غَيْبًا
فِي رَعَشَاتِهِ يَتَقَطَّعُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.