أبو العلاء المعرين هو أحمد بن عبد الله، بن سليمان التنوخي،
ولد مساء يوم الجمعة في خاتمة ربيع الأول سنة 363 هـ (القرن العاشر الميلادي) ومات
سنة 449 هـ يوم الجمعة في مطالع شهر ربيع الأول (القرن الحادي عشر الميلادي) فيكون
قد عمّر ما يناهز السادسة والثمانين من العمر. وهو القائل:
أراني في الثلاثة من سجوني **** فلا تســــأل عن الخبـــر النبيث
بفقدي ناظري ولزوم بيتــــي **** وكون النفس في الجسم الخبيث
كتاب أو رسالة
يقع في ثلاثمائة صفحة من الصفحات المتوسطة الحجم، كتبه في حدود سنة 424 هـ
(القرن الحادي عشر الميلادي) وهو رهن المحبسين، يرد بها على رسالة رجا اسمه أبو
الحسن علي بن منصور القارح الحلبي. في الرسالة يظهر سعة اطلاع المعري بالشعر
والنقد والعروض والتاريخ والجغرافية والأفراد والقرآن والتفسير، والحديث النبوي
ومختلف شؤون اللغة والصرف، كما تتضمن إشارات إلى الأديان والمذاهب وما خفي من حياة
العضماء، فنبش وكشف وصحح وفضح.
المعري يرفض كل شيء إلا العقل، وبالتالي ذلك الشك الذي
نلمسه في سائر فكره .
في رسالة الغفران سخرية واضحة من العقول المرقعة. سخر من
الفرد ومن المجتمع ومن الإنسان، وعرض بالشعراء والنقاد والرواة والفقهاء والمحدثين
والفلاسفة والمتسلطين وأرباب الفرق الجدليين.
الرسالة رائعة في الخيال هي وأختها رسالة الملائكة
وغرابته. وهي من الهمت "الملهاة الإلهية" لدانتي، و"رسالة الزوابع
والتوابع" لابن شهيد. بم غفر لك؟ سؤال أجراها على لسان ابن القارح. والجواب
مزيج من الجد واللهو، لكن القارئ يجد نفسه داخل الجنة والنار، في سياحة لا أروع
منها في ملاعب الأزمنة.
ابزو 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.