المغرب دولة استثنائية - 1 - اليهود مكون مشروع من مكونات النسيج المغربي (في سياق العلاقة المغربية الإسرائيلية)

نيابة عن صاحبي: "يقول: (إضاءة: أنا رجل حر ومستقل ولا أدافع على أحد، أحاول فقط أن أقدم رؤيتي وأشاركها مع الآخرين... هل هي صائبة و خاطئة هذا أمر آخر.)

أثارت تدوينة صاحبي بالأمس جدلا دفعني لكتابة تدوينة مستقلة بعنوان: "المغرب دولة استثنائية" أوضح فيها بعض ما جاء في مقولة صاحبي التي جاءت مقتضبة وربما غامضة.

لكي نفهم المقولة يجب أن نكون على اطلاع واف بتاريخ المغرب لكي ندرك أن المغرب دولة استثنائية بكل المعايير والمقاييس في العالم... فلقد مر عليها ما مر من الأزمات منذ الأدارسة إلى اليوم وظل المغاربة أوفياء للملكية والمخزن مما سمح للمغرب بتخزين مخزون تاريخي عظيم جعل الدول تحترمه وتعامله معاملة استثنائية...

لقد عرف ملوك المغاربة ما يتمتع به اليهود من فراسة وحسن تدبير في السياسة والمال فقربوهم وجعلوهم مستشارين لهم منذ زمن بعيد، ولا يزال اليهود يحضون باحترام السلطات في المغرب ومن قبل المغاربة أنفسهم إلا من في نفسه مرض. وهناك بعض الاستثناءات التي تعامل فيها السلاطين المغاربة بقسوة مع اليهود لأسباب سياسية واقتصادية كما فعل السلطان مولاي رشيد بابن مشعل اليهودي واستولى على أمواله سنة 1659م لتجهيز جيشه ضد أخية المولى امحمد.

(إضاءة: حكم اليهود المغرب لمدة تقارب 300 سنة زمن البورغواطيين... وبورغواطة إمارة أسسها صالح بن طريف اليهودي ما بين (150- 400هـ/767- 1017م).

فيما يتعلق بموضوع التدوينة، فعندما قال صاحبي بأن إسرائيل وأمريكا تخاف من المغرب فهذا لا يعني أن المغرب يملك من السلاح ما يمكنه من تدمير إسرائيل، هذا تفكير ساذج وعبيط على حد تعبير إخواننا المصريين... المغرب يتمتع بقوة ناعمة واحترام من قبل هاتين القوتين، وأعتقد أن أمريكا من الناحية جيو- سياسية اختارت إسرائيل أن تتسيد على الشرق الأوسط وجزء من آسيا، ولو اخترت دولة لتتسيد إفريقيا فسيكون المغرب، وهذا ما نرى بعض بوادره اليوم...

القوة الناعمة تتمثل في القوة البشرية الفاعلة سياسيا واقتصاديا من اليهود المغاربة الذين يعيشون في إسرائيل وهم يحملون جنسيتهم المغربية المستعدين للدفاع عن المغرب حتى ضد اليمين المتطرف الصهيوني الحاكم... وسمعنا كثيرا من هذا الكلام في وسائل الإعلام.

كما أن اليهود المغاربة حاضرون بقوة في مواقع القرار في الولايات المتحدة، وهم يدافعون عن مصالح بلدهم بشكل دائم ومستمر...

أما فيما يخص بعض السياسيين المغاربة السدج الذين يطلبون الحكام العرب من حماية شعوبهم فالأولى أن يحموا أنفسهم أولا. فإسرائيل قادرة على اغتيالهم دون أن تخشى أي عواقب لأنها تتسيد العالم الآن. قادرة لأنها تعرف قصورهم، وطائراتهم، ويختاتهم.. بما في ذلك أماكن استحمامهم... يكفي أن تنذكر كيف اغتالوا الأمين العام لحزب الله رغم كل الاحتياطات الأمنية، وكيف اغتالوا قادة حماس وهم نائمون يحلمون بتدمير إسرائيل، وكيف أخرجوا صدام حسين من الحفرة، وكيف مثلوا بجثة القذافي في قادوس... وقتلوا معرض سعودي في دولة إخوانية فامتصت الإهانة....

ولو افترضنا جدلا أن إسرائيل قصفت المجتمعين ( ما يسمى نظريا دولا عربية ودولا إسلامية) في دولة قطر فمن المؤكد أن لا أحد يجرؤ من هذه الدول على الرد...

نحن نعيش زمن الهيمنة الأمريكية، والسيادة الإسرائيلية، ولا خوف على المغرب إلا من  السياسيين السذج الذين يعرفون جيدا أن لا وزن لهم على الساحة السياسية العالمية  ولا الوطنية لهذا يحاولون البحث عن النجومية من تدبيج الخطب الطويلة الفارغة والجوفاء.

علينا أن نعيد بناء وعينا بطريقة مختلفة لنفهم إلى أين يذهب العالم الآن... فالأفكار (الإيديولوجيا) في مجال السياسة لم تعد قادرة على إنقاذ الشعوب والأمم وإنما السلطة للأفعال... ومن يملك القوة يملك السيادة.."

في الحلقة القادمة

المغرب دولة استثنائية

- 2 – العلاقة المغربية الأمريكية: قديما وحاضرا... لماذا تحترم أمريكا المغرب؟

للمزيد حول الوجود اليهودي في المغرب يمكن العودة إلى كتابي: اليهود في ابزو: رحلة اللاعودة. الطبعة الأولى والثانية والثالثة...