لصديقي في علاقة المغرب بالجزائر رأي

 العلاقة بين المغرب والجزائر ليست دائما على ما يرام، إنها تتسم بالتوتر والعدوانية منذ أن استقلت الجزائر. من الملاحظين من يرى بان هذا التوتر سببه حرب الرمال، ثم جاءت قضية الصحراء لتصب الخل في الزيت، هذا ما يبدو على السطح، أما العمق فالواقع شيء آخر... ولكن عندما نتأمل في تاريخ المنطقة فالمعطيات التي سنتحدث عنها تدل على أن المغرب يشكل خطرا استراتيجيا ووجوديا على الجزائر وتونس، وجزء من ليبيا، هذا ما يفسر التحالف الثلاثي بين هذه الدول، ربما أعطيت ضمانات لموريتانيا حتى  لا تنظم لهذا الثلاثي. ما الذي يجعل هذه الفرضية تتضمن نصيبا من الصحة؟ لنتابع السردية:

1. لقد كان المغرب يشكل إمبراطورية ممتدة الأطراف، تشمل شمال إفريقيا، ودول جنوب الصحراء، وشمال إسبانيا في زمن الموحدين والمرابطين. وكان للمغاربة صولة وجولة في هذه الأراضي..

2. كانت سنة 1492 انهزام واندحار الإمبراطورية المغربية، فقد تم طردهم من الأندلس، وبدأت عملية الاستيلاء على أراضي الإمبراطورية وتوزيعها وتقسيمها بهدف القضاء على المغرب بصفة نهائيا، بل محوه من التاريخ... لولا صمود أجدادنا لما كنا اليوم نعيش فوق هذه الأرض التي يسعى أعداء الوطن والحاقدون على تخريبه وتدميره...

3. استولت الخلافة العثمانية على ما كان يحمل اسم الإمبراطورية الموحدية، والإمبراطورية المرابطية. واستولى الإسبان والبرتغال على الشواطئ المغربية، ثم جاء مؤتمر الجزيرة الخضراء ليمنح شمال إفريقيا، وهي أراضي مغربية لفرنسا، ثم قضم الشمال المغربي ليصبح جزء من إسبانيا، وقضمت موريتانيا وفصلت عن البلد الأم، ثم قضمت الصحراء ومنحت لإسبانيا لعزل المغرب عن عمقه الإفريقي، فقد حكمت الإمبراطورية المغربية بعض دول جنوب الصحراء. واحتلت فرنسا وسط المغرب لتضمه إلى الجزائر في سياق مشروع ما يسمى ب "الجزائر الأطلسية" فقد كانت فرنسا تخطط للبقاء في الجزائر إلى الأبد... هكذا خططوا لمحو الوطن حتى لا يبق من المغرب شيء يذكر. ولم يأخذوا الجغرافية فحسب، بل بدلوا أسم "السلطان" باسم "الملك". وبدلوا اسم "الإمبراطورية الشريفة" باسم "المملكة الشريفة". حصل هذا بعد الاستقلال سنة 1957.

المغرب اليوم يتعافى، والأعداء يعرفون جيدا أنه سيستعيد  الأراضي التي قضمت منه مستغلين ضعفه ليعود كما في الماضي إمبراطوري مترامية الأطراف... طوبى لنا بوطننا الرائع..