الكائن السمخي هو الشخص الذي علق في الرمال المتحركة للكتابة السّمخية قولا وفعلا، وصعب عليه الفكاك من فخاخها، واستحال عليه إنقاذ نفسه وإنقاذ غيره من فخاخها.
إشكاليات الخلق حيرت الفلاسفة والعلماء ورجال الدين... ولم يجدوا لها جوابا مقنعا.. ولم تشد الثقافة السّمخية عن القاعدة فخاضت بدورها في الموضوع وقدمت تفسيرات وحجج لكي تقنع الناس بوجهة نظرها، وقد ارتأينا أن نصنفها في خانة الكتابة العجائبية نظرا لأسلوبها في تقديم المعلومات التي حصل عليها الكاتب السمخي إما عقلا أو نقلا.. وسنحاول في هذه الورقة ن نسرد جانبا من هذه السرديات:
1. أقحموا الرسول (ص) في الموضوع لكي يموهوا الحقائق، ويثبتوا وجهة نظرهم...ومن هؤلاء الكتاب السّمخيين صاحب القطة أبو هريرة الذي أورد حديثا نبويا يبدوا أنه موضوع لغاية في نفس أبي هريرة. وعندما نتوقف عند عبارة "أمسك بيدي" تزداد شكوكنا في تصديق سرديته في خلق الكون، والتي جاء فيها: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل."
2. بعض الكتاب السمخيين يرفضون رواية الخلق هذه ويقترحون بديلا يرونه أنسب لمذهبهم ورؤيتهم للعالم.: "الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين من دخان، وهو بخار الماء الذي ارتفع حين اضطرب الماء العظيم الذي خلق من ربدة الأرض بالقدرة العظيمة البالغة."
هذا الرأي لم يقنع كاتبا سمخيا
آخر، فخرج للمبارزة ولكن مسلح بطل ما يراه سلاحا رادعا لمنافسيه، وسيجر خلفه حشدا
من الرعاع الذين يقضون سحابة يومهم في تعلم الجهل. وجاء في سردية هذا الكاتب السمخي: "في مسألة الخلق بأن الله كان عرشه على
الماء، ولم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا،
فارتفع فوق الماء، فسما عليه فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها،
فجعل سبع أرضين في
يومين الأحد، والاثنين، وخلق الأرض على حوت وهو النون، والحوت في الماء، والماء على صفات، والصفات
على ظهر ملك،
والملك على صخرة، والصخرة
في الريح، وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء، ولا في الأرض،
فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت. وخلق الله يوم الثلاثاء
الجبال وما فيهن من المنافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر، والماء، والمدائن، والعمران،
والخراب، وفتق السماء، وكانت رتقًا فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة. وإنما
سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض، وأوحى في كل سماء أمرها."
وكأن الخيال شطح بح شطحا، أو كأنه يحلم مستيقظا، أو يكتب
سيناريو لشريط سينمائي من الخيال العلمي كما نعبر اليوم استمر في سرديته:
ثم خلق الله في كل سماء خلقها من الملائكة، والبحار، وجبال البرد، وما لا يعلمه غيره. ثم زين السماء بالكواكب فجعلها زينة، وحفظًا يحفظ من الشياطين، فلما فرغ من خلق ما أحب، استوى على العرش... " صحيح أنه قد لا يقنع الكثيرين، ولكنه يمتع.
كاتب سمخي آخر يحاول
جاهدا أن يجد جوابا لمعضلة الخلق، وحاول أن يجد ما يقنع به بتأويل آيات من القرآن.
جاء في سرديته:
"خلق السماوات والأرض كلها في ستة أيام، وما بينهما أيضًا، فبدأ بخلق الأرض في يومين، ثم استوى إلى السماء، وخلق السماء في يومين، ثم دحا الأرض في أربعة أيام: وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات:30-31]، فالأرض خلقها في يومين، ودحوها في أربعة أيام، دحها بعد الخلق، دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا [النازعات:30-32] فهذه ستة أيام، السماوات والأرض في ستة أيام، أصل السماء في يومين، والأرض في يومين ودحو الأرض في أربعة أيام، ، فالله -جل وعلا- دحاها يعني: أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات:31] فخلقها ودحوها في أربعة أيام والسماء في يومين الجميع ستة أيام؛ ولهذا قال بعدها: فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا نعم، الله أكبر."
5. وهناك بعض المخطوطات الإسلامية التي تقول إن الله خلق السموات والأرض من العدم في ستة أيام، ثم خلق آدم أبا البشر في اليوم السابع ، ثم خلق محمداً صلى الله عليه وسلم بعد عشرة أجيال من ذلك الحين.
هكذا أجاب الكتاب السمخيون
على إشكالية الخلق، واجتهدوا وفق أزمنتهم وأمكنتهم، وثقافتهم ودرجة علمهم وذكائهم،
وإن لم نستفذ فقد نستمتع.
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.