الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025
الأحد، 2 نوفمبر 2025
السبت، 1 نوفمبر 2025
تمرير مشروع الحكم الذاتي المغربي في مجلس الأمن. المغرب بلد استثنائي: (الحلقة: 07)
لا أحد صوت ضد الحكم الذاتي في صحرائنا المغربية
31/10/2025 لها ما قبلها ولها ما بعدها.
ربما السؤال الذي يطرح هو: كيف حقق المغرب هذا الإنجاز في مجلس الأمن؟ هل حقيقة أن الدبلوماسية المغربية لها من القوة والفعالية والتأثير ما سمح لها بأن تمرر الحكم الذاتي وتنهي نزاعا دام حوالي 50 سنة؟
هذه هي قوة المغرب، ولهذا شكر الملك محمد السادس الرئيس الأمريكي ووصفه بالصديق. لقد استطاع المغرب بفضل حكمته السياسية، وعلاقاته الدولية المتميزة أن يكون إلى جانب الكبار، وأن ينتزع احترام الجميع وينال الثقة والمصداقية التي تفتقدها الجارة الجزائر التي تدل كل المؤشرات أن دول العالم لم تعد ترى فيها غير دويلة آيلة للسقوط لا محالة.
جاء في الخطاب الملكي: "حان الوقت لمغرب موحد" وهذا يعني حان الوقت لاستعادة المغرب لاسمه القديم الذي كان يستعمل قبل الاحتلال الفرنسي وهو "الإمبراطورية المغربية". فرنسا دخلت احتلت الجزائر سنة 1830، وضمت أراضي مغربية واسعة إلى الجزائر، وعليه فالمغرب يطالب بالعودة إلى حدود 1930. وهو حق تاريخي ومشروع... والمغرب ـ أكيد ـ سيستعيد أراضيه...(سنخصص مقالا خاصا عن المغرب والتسميات التي كانت تطلق عليه)
هذه العودة القوية للمغرب، هذا التحول الكبير، هذا النهوض غير المسبوق يزعج أعداء الخارج، وخونة الداخل.. فهذا أحدهم الحاقدين يعتبر الحكم الذاتي بداية لمشكلة سيواجهها المغرب وهي الدخول في كونفدرالية التي إن لم يتم التحكم في آلياتها ستؤدي إلى الانفصال... إنها عبقرية الحاقدين والعملاء...
حبنا لهذا الوطن الرائع لا يعني سكوتنا عن المعاناة التي يعانيها أبناءه الطيبين من قروش المال والإعلام. الأمراض التي يعاني منها المغاربة توجد في كل أنحاء العالم بنسب متفاوتة... ونعرف أنه في الحرب لا توجد أخلاق وإنما هناك نصر أو هزيمة... ولا يهم عدد القتلى ولا عدد المذابح الجماعية... وفي السياسة لا أحد يكذب علينا ويعلمنا أن في السياسة أخلاق... إما أن تنتصر أمام منافسك أو تنهزم... والنصر والهزيمة ترتبطان بحيثيات كثيرة (لنا عودة للموضوع)
من جانبنا نحن نحب اباتنا هذا الوطن ، وسنحميه بكتفحسب.لن ندافع عن أحد لأني مؤمن بأن كل شخص وكل مؤسسة في هذا البلد قادرة على الدفاع عن نفسها.
الجمعة، 31 أكتوبر 2025
يوميات: أوراق مبعثرة من حياة رجل عابر. (الجزء الأول: الحلقة:23)
الدار البيضاء: الاثنين 12/03/1985
عندما دخلت هذه المدينة في بداية السبعينات، قادما إليها من بلدة صغيرة برفقة والدي لم أكن أحمل غير كيس يحوي ثيابا ودفاتر، وأغطية منسوجة يدويا... وها أنا أعود إليها من جديد بعد أربع سنوات من الدراسة الجامعية بمدينة مراكش. أحمل حقيبة شاخت معي، تحوي كتبا، وملابس رافقتني طوال الدراسة الجامعية، والقليل من النقود حصلت عليها بصعوبة بوعد تسديدها فيما بعد. استقر بي المقام في بيت أختي الذي احتضني منذ البداية، انطلقت الدراسة، وانطلقت رحلة العذاب بين المركز والبيت والحافلات...
الدار البيضاء: السبت 17/03/1985
التقيت الصديقة "ز". كنا على موعد لزيارة المكتبة البلدية.
استعرت كتاب: "دينامية الجماعة" للكاتب "جان ميزونوف" في حين
استعارت كتاب "في معرفة النص" للكاتبة "يمنى العيد". الفضاء
هادئ ومريح، استغرقنا في القراءة، وقلما نتبادل الكلام... غادرنا المكتبة قبل وقت
إغلاقها بنصف ساعة تقريبا، قمنا بجولة في شارع الجيش الملكي، وكانت فرصة لمناقشة
ما قرأناه، والحديث عن بحث تخرجها من الجامعة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
توجهنا إلى ساحة لاكونكورد، ركبنا الحافلة رقم 33 التي ستوصلنا إلى الحي. كنا نمسك
بنفس العريضة الأفقية لنحافظ على توازننا، كانت الحافلة مزدحمة وكنا قريبين من بعضنا البعض،
بقينا صامتين، طيلة الرحلة... عندما لم تبق من نهاية الخط غير محطة واحدة غادرنا
الحافلة، ومشينا أمتارا قليلة، وقبل أن أودعها على مشارف الزقاق الذي تقطن فيه
أسرتها قلت لها:
- "يوم واحد فقط وستتوقف جامعتكم عن العمل، وأستمر في هذه الرحلة
المتعبة والمملة لوحدي."
- " نعم... "
- " أعتذر... كنت قاسيا معك في بعض الأحيان.."
- "أبدا... أعتقد أني أنا من يسيء إليك.."
كانت تتكلم بهدوء وحذر... اقترحت عليها:
- "لماذا لا نلتقي غدا، ونشاهد شريطا سينمائيا
معا...؟
الدار البيضاء: مارس 1995
في مقصف المركز الجهوي الذي أتابع فيه دراستي اقتربت مني
ولم أتردد في عزمها على فنجان قهوة، ولم ترفض. اسمها "ح" في سنتها
الأخيرة من التكوين شعبة الفيزياء. اقترحت عليها أن نقوم بجولة في المدينة
وسألتني: "هل لديك شقة؟". أجبتها: "أنا اسكن مع عائلتي. ربما
سأستأجر شقة في القريب العاجل". تبادلنا بعض الجمل بالأمازيغية، دخل أحد
الأصدقاء إلى المقصف، وكانت فرصة لأتخلص منها. على الأقل في هذه اللحظة.
بلدة الطين: 03/06/1985
فور سماعها بعودتي حضرت الصديقة والجارة "م"
لزيارتي. ولأن باب المنزل مفتوح دائما على عادة منازل القرى، لم تكن في حاجة لتطرق الباب. دخلت وخاطبتني
كالعادة ضاحكة: "أهلا الولي الصالح" ـ تحب أن تناديني بالولي الصالح، لأني لا أحتل غرفة في البيت ولا أسمح لأحد بدخولها، نهضت لاستقبالها بحفاوة. جلستْ على
حافة السرير، نظرت إلي بحزن، وافتر ثغرها عن ابتسامة ماكرة: "لا أستطيع أو
أتخيل العيش بدون وجودك في حياتي. أنا خائفة ومرتبكة، لقد أخبرتني والدتي بأنها
وجدت لي زوجا، وعلي أن أقبل به... هل أقبل أم لك رأي آخر؟"
" – أحبك، ولكن ظروفي لا تسمح لي بالزواج أو
الطلاق..."
ألقت بجسدها بين أحضاني، وسمعت نشيجا، ضممتها إلى صدري،
رفعت رأسي إلى أعلى الغرفة، السقف المنسوج بالقصب والقش أعطى اكثر من إشارة على
اقتراب انهياره.
مدينة زاوية الشيخ: 20/08/1985:
أنا في حاجة لحياة هادئة، أن أراقب شروق الشمس وغيابها
في الأفق البعيد الحابل بالأسرار والمفاجآت... وأنا صغير، كنت أتساءل وأنا أصعد
الجبل المتاخم لمنزلنا في دوار "أيت مولي": "ترى ماذا يخفي ذاك
الخط الممتد على طول الأفق؟"
أريد أن أفكر بهدوء، أن أنسى التي اختطفتني من حضن
الكتابة، وجعلتني أدور حول نفسي في دوامة جوفاء بلا منتهى.
مدينة تادلة: 20/11/1992
ازدان بيتي بطفلي الأول. وسميته محسن. ولد بعد عملية قيصرية
بالمستشفى الإقليمي بمدينة بني ملال. هو يوم لا يشبه بقية الأيام. أكيد سيحدث
تغييرا جوهريا في حياتي. قطيعة بين الماضي والحاضر وتوجه نحو المستقبل.
بلدة الطين: 09/01/2004
يرسم هذا المساء البارد حولي مدارات دافئة... ينتشلني من
صخب الناس، يلفني بعباءته البنفسجية، يحكي لي حكايات الأزمنة التي ولّت، والأزمنة
الآتية، أرهف السمع مثل وليد تهدهده فتاة عذراء، يجهد شفتيه لتمتص حليبا مستحيلا
من نهدها. أتعبه مص الحلمة فأشاح بوجهه.
يرحل بي المساء بعيدا، يسفرني للمدن المنسية والأدغال
المطمورة في الذاكرة. أحفر متوغلا، ربما أجد بقايا آثار نسيتها معاول الهدم.. فجحافل
الزمن مرت من هنا وخلفت رمادها متناثرا على طول المسالك.
ويهمس لي المساء وأنا مستلق تظللني أغصان شجرة اللوز،
وعرش شجيرة زيتون برية، تتمايل الأغصان بفعل هبات نسائم ربيعية، تتراقص، كأنها
تدعوا العابرين إليها، معلنة حضورها الأزلي فوق ربوة تسيطر عليها نبتة الزقوم.
ألج فضاء هذا المساء عندما فتح لي بابه على الأحلام
الجميلة، أدخله بقلب متوهج يفيض ضوء ونورا، أدخله متوشحا فرحي وحزني، أمضي باحثا
عن صبوات العشق المستحيل، لا شيء يوقف شهوتي لمعانقة ما يتكرم به ن صور يعبق سحرا
وبهاء وروعة، صور، تنتشلني من زمن القبح، والزمن الرقيع.
ينحدر المساء ببطء في اتجاه مهاوي الظل. يعُدّ ما تبقى
من أشعةٍ في الأفق، وكأني به يجمعها حطبا ليوقد به نارا تدفئنا عندما تغيب الشمس
في هذا المساء الربيعي، هذا الفضاء الذي لا يحاورك إلا بلغة الطبيعة، لغة البراءة
والجمال.
تحت شجيرة اللوز، وشجيرة الزيتون البري، وروائح الأزهار
العطرة، والنسيم العليل المشبع بالحب والخير والعطاء، أعيد فتح سفر العمري، ما مضى
وما تبقى، ترحل بي الذاكرة إلى أزمنة بعضها أليف، وبعضها غريب... أزمنة يسكنها
العشق والجمال...
في عزلة الصوفي نسيت تخلصت من أشياء الحياة والناس،
الصغيرة والكبيرة. عانقت سحر المساء بقلب مشرق، اعتليت الخيال، عرش مملكتي
المزهرة، الفائضة بالسلم والأمان. تجولت في رحابها السعيدة بعد أن أديت الأمانة
نحوها، فبالعشق استطعت أن أجعلها تنعم
بالحرية، والسعادة والطمأنينة.
لا متعة تضاهي متعة التخلص من حب التملك واحتفار ما هو
مادي زائل. في الحياة متع مخفية، وحده من يملك رهافة الحس، وبياض القلب يستطيع
حدسها وإدراكها. عندما يتحقق التواصل العميق والصافي بين الذات والكون في بعده غير
المرئي والخفي تأتي الحقيقة مشرقة، محملة بعبق عطر لا شبيه له.
هكذا أدخل عزلتي، هذا المساء الربيعي المفعم
بالخضرة، وألحان الطير، وروائح الأزهار والعشب، تحت ظل شجيرة اللوز، وشجيرة
الزيتون البري، أنصت للبر والبحر، للماء
والصخر... لهمس جزئيات الحياة، وصخب كليات الكون، للظاهر من العالم، وللباطن منه...
بلدة الطين: بدون تاريخ
القصيدة مثل السحابة
أمسك بها سوداء كالمداد
فتخضر في كفي.
يتبع
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025
بلدة الطين ( ابزو) 28/10/2025: والاستجابة لمطالب القبيلة
الخميس، 23 أكتوبر 2025
يوميات: أوراق مبعثرة من حياة رجل عابر. (الجزء الأول: الحلقة:22)
الرباط: 26/05/2000
على مقربة من محطة القطار بالرباط التقيت صدفة الصديق الشاعر والإعلامي العراقي المقيم بالمغرب "ف. عبد المجيد" صدفة. كان في طريقه إلى مقر جريدة الميثاق الوطني التي يعمل فيها محررا للصفحة الثقافية، نحن معا على موعد مع الشاعر "ح. ب" في مقر الجريدة لحضور حفل توقيع ديوانه الأول بنادي الأسرة التابع لمحمد الخامس بالرباط...
مدينة الرباط: 27/05/2000
وجدت الصديق "ف. عبد المجيد" في انتظاري بمقر جريدة الميثاق الوطني، ناولته قصاصة تتضمن خبر تأسيس بيت الشعر بثانوية الوحدة ببلدة الطين لينشر الخبر. وبعدها مباشرة التحقنا بنادي بيت الأسرة التابع لمسرح محمد الخامس... للمشاركة في حفل توقيع ديوان شاعر في بطن الحوت ل "ح. ب". ألقيت مداخلتي حول الديوان تحت عنوان: "الحقول الدلالية والمعجمية في ديوان شاعر في بطن الحوت..."، كما شارك الشاعر "ف. عبد المجيد"، والشاعرة "أ. س" بقراءات شعرية. وتزين الحفل بحضور الشاعرة الرائعة والطيبة "ض. ك"...
( وأنا أعيد قراءة هذه الورقة لنشرها، وقد مر عليها 25 سنة، تذكرت الأخ الأديب "أحمد جواد" الذي كان يدير نادي بيت الأسرة التابع لمسرح محمد الخامس، وهو من نسق اللقاء، وكان في استقبالنا.. تذكرت نهايته المأساوية أمام مقر وزارة الثقافة بالرباط بعد أن أضرم النار في جسده احتجاجا على ما يسميه بالظلم التي تعرض له من قبل المسؤولين. تم الأمر وانتهى صباح يوم 27 مارس 2023. رحمة الله عليه، لم يكن يستحق هذه النهاية...)
مدينة بني ملال (عين أسردون): 04/06/2000
كنت هذا الصباح على موعد مع الطالبة "ص" التي
عبرت عن رغبتها في الاشتغال على تجربتي الشعرية. التقينا بالقرب من الكلية.
"ص" طالبة جميلة وذكية، ومبدعة. فتحتْ باب السيارة، وألقت بجسدها الرياضي على المقعد. في مقهى "عين أسردون" تحدثنا عن تجربتي الأدبية، والشعر،
والقصة، والفن عموما... أخرجت من حقيبتها قصة وشرعت في قراءتها. أستمتع بصوتها
النقي، والتأمل في وجهها الصبوح والطفولي... لم أتمالك نفسي، فقاطعتها معبرا عن
إعجابي:
ـ "كم هي جميلة ابتساماتك."
أجابت مبتسمة:
- " سأظل أبتسم لك طيلة النهار."
وانخرطنا في ضحكة جنونية... وتابعت القراءة... عند غروب الشمس، كانت تغني لي مقاطع جميلة من أغاني الزمن الجميل لجاك ابريل، ومقاطع شعرية لنزار... كانت اللحظة بداية لتأسيس مشروع ثقافي يتعلق ببحث التخرج...
مدينة أزيلال (شلالات أوزود): 05/06/2000
أجلس على صخرة ناعمة مقابلة ل"شلالات أوزود". القردة تنط بجانبي باحتثا عن الطعام، كنت حذرا حتى لا تسرق لي أوراقي... أستمتع وأنتشي بمشهد طبيعي أعادني إلى أحضان الطبيعة الأم، لأولد منه من جديد طفلا يرضع الذكريات والأشعار... انغمست في الجمال متأملا، أنا هنا لأغسل النفس والروح من الأدران التي علقت بهما من طول الانغماس في علاقات اجتماعية موبوءة وأعيد لهما الصفاء والنقاء والبهاء...
"شلالات أوزود" بأزيلال، ذكرتني ب ّشلالات عين أسردون" ببني ملال التي احتضنتني بالأمس... أن لست وحدي هنا، بل يحضر معي طيف "ص"... تذكرت: "عندما افترقنا، فتحت باب السيارة، لوحت بكفها، ابتسمت ابتسامتها الأخيرة المعطرة بالود، تابعتها من خلال النافذة النصف مفتوحة، ورأيتها تقطع الطريق، محتقبة دفاترها، ومحفظتها السوداء... تمشي بخطى وئيدةقبل أن تختفي في الزقاق الذي يؤدي إلى غرفتها..."
بلدة الطين. الاثنين: 19/07/2000
نسيم الصباح يدعم استيقاظي المتعثر. الساعة تشير إلى الخامسة. أنا في ما يسمى بالمحطة ببلدة الطين أنتظر الحافلة التي ستنقلني إلى مدينة الدار البيضاء... وجد بعض الركاب الذين ينتظرون أيضا. حضرت الحافلة متأخرة عن موعدها المعتاد (الرابعة والنصف صباحا)، ألقيت بجسدي المتعب في المقعد المهترئ، أديت ثمن التذكرة، وما هي إلا لحظات حتى استغرقت في النوم. كان نوما متقطعا.. ولكني لم أغادر الحافلة كعادتي للتدخين أو لتناول كأس شاي عندما تتوقف الحافلة في محطة "البروج".
وصلت الحافلة إلى المدينة، وأفرغت ما في جوفها من المسافرين القادمين من جبال الأطلس المتوسط، سحنهم تعكس قسوة الجغرافية التي تحضنهم. دخلت أول مقهى أصادفها، أنا في حاجة إلى فنجان قهوة وتدخين سيجارة.. بعد أن استيقظت، واستعدت نشاطي وحيويتي، قررت زيارة أختي ب"حي البرنوصي" قبل مواصلة السفر إلى الرباط التي حللت بها على الساعة السادسة مساء. وكان صديقي وزميلي في الثانوية، وشريكي في أعمال مسرحية "ع.ج" في استقبالي. إنه مشغول بإعداد حفل عقيقة ابنه الذي دعا إليه بعض معارفه.
مدينة سلا: 20/07/2000
فتحت عيني ورأيت وجها ودودا وجميلا ومألوفا. إنها الشاعرة
"ك.ظ" التي حضرت مبكرا لحضور الحفلة تلبية لدعوتي. تناولنا وجبة الفطور
معا، ثم قصدنا شاطئ سيدي موسى بسلا، جلسنا على الصخور، وقرأت لي بعض أشعارها. كانت عيوننا متجهة نحو البحر المحيط، وقلوبنا تنبض بالشعر... والنتيجة، قصيدة مشتركة نشرت في جريدة "الميثاق الوطتي"... كانت لحظة جميلة استعدنا فيها ذكريات جمعتنا في ملتقيات
شعرية كثيرة، وبمدن متنوعةكالرباك وفاس ومكناس... كم أنت رائعة وطيبة أيتها الشاعرة الودودة...
بلدة الطين: 27/02/1984
وصلت إلى البلدة قادما من مدينة الدار البيضاء لا أحد في المنزل غير والدتي التي عادت بالأمس من مراكش بعد إجراء العملية الجراحية على عينها اليمنى. سأقضي العطلة في البلدة، كان من المنتظر أن أجد صديقتي "ف" في انتظاري، لكن عندما سألت عنها أحد صديقاتها أخبرتني أنها سافرت منذ أسبوع...
يتبع
من أقوال صاحبي:
هل سيهزم المغرب إسبانيا والبرتغال في مباريات كأس العالم كما هزم المغاربة "السبنيول" و "البرتقيز" في معركة واد المخازن؟ الله أعلم."
الاثنين، 20 أكتوبر 2025
بين الشيلي وتاكونت وأيت مولي
فوزنا بكأس العالم
للشباب والحمد لله. وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم المغربية، إنجاز
نستخلص منه الدروس والعبر.. وتأكد ما نقوله ونردده بأن المغرب بلد استثنائي بكل ما
تحمله الكلمة من دلالة، وسندافع عنه ضد كل الخونة والأعداء...
ولكن للأسف فرحتي، وفرحة قبيلتي لم تكتمل، ففي
الوقت الذي كان المغاربة يترقبون مباراة التتويج بالكأس، كنا أبناء قبيلة تكونت، رجال
ونساء وأطفال نحتج خوفا على أرواحنا من الخطر الذي يتربص بها.
كان من المنتظر أن
يتم إصلاح الطريق الرابطة بين دوار تكونت ومركز ابزو ولكن ما حصل هو أنه تم إصلاح
جزء، وتخريب جزء آخر كانت الجهة التي تبنت المشروع تعتزم بناؤه، لكن الأشغال
توقفت، وأصبح المرور في هذا المقطع الطرقي خطير جدا... مما يستدعي إغلاق الطريق
نهائيا قبل وقوع الكارثة... وهنا يتساءل أبناء القبيلة عن الجهة التي تتحمل
المسؤولية في حالة وقوع كارثة...
الإصلاحات التي
دامت حوالي سنة أسفرت عن بناء جدارين عجيبين لدعم الطريق، طريقة البناء تعطينا
نظرة مختصرة عن طبيعة العقلية التي تكلفت بالمشروع، والعقلية التي سلمت المشروع
وراقبته حتى وصل إلى هذه الحالة الكارثية.
الصورة ألأولى:
"الإصلاحات" التي أنجزت.
الصورة الثانية:
إزالة الستار الداعم لحفر هوة بعلو 30 مترا تقريبا عن الطريق غير المحمية بحواجز.
السبت، 18 أكتوبر 2025
وقفة احتجاجية تضامنا مع قبيلتي
اتصل بي اليوم: 18/10/2025 أبناء قبيلتي لأنظم إليهم في الوقفة الاحتجاجية التي قمنا بها اليوم بسبب توقف الأشغال التي كان من المنتظر منها أن تصلح الطريق المؤدية إلى دوار تكونت، قلعة ابزو لفك العزلة على الدوار. قبيلتي لا تطلب شيئا مستحيلا رغم حاجياتها الكثير، تطلب فقط إصلاح ما يقارب 100متر من طريق مهترئ أصبح يشكل خطرا على مستعمليه... نتمنى أن يجد صوت القبيلة آذانا صاغية...
الجمعة، 17 أكتوبر 2025
الجزء الثاني: كيف واجه المخزن أعداءه؟ المغرب بلد استثنائي الحلقة: 06.(الجزء الثاني)
يتبع بالحلقة الثالثة
الخميس، 16 أكتوبر 2025
يوميات: أوراق مبعثرة من حياة رجل عابر. (الجزء الأول: الحلقة:21)
مدينة خنيفرة: 07/01/2000
قررت هذا الصباح أن أزور معرض الكتاب الجهوي الذي نظمته جمعية محلية. قمت بجولة طفيفة بين الأروقة. وأنا أتصفح المجلات والكتب... صادفت كتابا صغير الحجم لصحفي فرنسي عاش في المدينة لفترة محدودة إبان مرحلة الاحتلال الفرنسي. يتحدث الكتيّب عن مقاومة محا أوحموا الزياني للفرنسيين في المنطقة، انغمست فورا في قراءة الفصل الأول الذي خصصه الكاتب للحديث عن المدينة. يقول مفسرا اسم المدينة وقدم تفسيرين:
1. التفسير الأول: "خنيفرة" مشتقة من "خنفر"، وتعني السطو والإغارة. فقد كانت المدينة في بداية نشأتها تتعرض لإغارة اللصوص وقطاع الطرق الذين ينهبون ويهربون إلى أزغار (الأراضي المنبسطة). ومع مرور الوقت، تحولت هذه اللفظة إلى خنيفرة.
2. التفسير الثاني: اسم المدينة مشتق من اسم امرأة تسمى "اخنيفرة" كانت تسكن بجوار القنطرة التي بناها المولى إسماعيل على نهر أم الربيع."
أعدت الكتاب إلى مكانه على الرف، وتابعت الجولة. واقتنيت كتاب "الشعر والشعراء لابن قتيبة في جزئيين"، وغادرت المعرض. زرت القنطرة القديمة، ثم دخلت المسجد القديم الذي بني في عهد السلطان المولى إسماعيل...
بلدة الطين: (محطة واد العبيد). 29/06/1999
وأنا أسوق سيارتي في طريق العودة من مدينة أفورار، بعد
حضوري لمتابعة تدارب مسرحية "سيزيف بين الحاضرة والريف"، وهي من تأليفي
وإخراج صديقي الأستاذ "ج" وتفضلت جمعية الانطلاقة بتبنيها. أوقفتني شابة
في العشرينات... قبل أن أتوقف فكرت: "ماذا لو كانت جزء من عصابةن أنت تكون
طعم مثلا؟". ومع ذلك قررت التوقف. فتحت الباب... بعد حوار قصير، صعدت إلى السيارة...
لقد اتخذت قرار إيصالها إلى دوار يوجد على مسافة عشرين دقيقة.
ترتدي جلبابا بنفسجيا، وتنتعل حداء عاليا، شعر مكشوف
مسترسل يميل إلى الحمرة، وجه مستدير يميل
للسمرة، عينان سوداوان، حاجبان دقيقان، أصابع دقيق... سألتها عن اسم الدوار الذي
تقصده. أجابت: "دوار السمش". خيم صمت ثقيل بيننا، ثم استرسلنا في الحديث،
والحديث ذو شجون. وعندما أخبرتها أني قادم من مدينة أفورار، سردت لي قصتها التي
ألخصها كالتالي: قضت يومها في المدينة
لترفع دعوى ضد أخيها الذي استولى على منزل العائلة بعد وفاة والدهم، وشردهم...
فيما يخص مهنتها فهي تكسب قوت يومها في المتجارة بالبضائع المهربة، تشتريها من
مدينة الناضور وتعيد بيعها في مدينة بني ملال، وتادلة وأزيلال وغيرها من المدن...
وأخبرتني أيضا أن زاوية سيدي علي بن إبراهيم القريبة من مدينة أفورار وبلدة الطين،
ستقيم موسمها السنوي يوم، وهي مستعدة لاستضافتي...
كان السفر معها مريحا، والحديث معها ممتعا حقا. وصلنا
إلى "دوار الشمس". توقفت، فتحت لها الباب... افترقنا على أمل أن نلتقي
يوما ما... نزلت بهدوء، تابعتها وهي تقطع الطريق المعبد وتمشي في الطريق
الترابي...
بلدة الطين: 19/06/1999:
مساء صيفي جميل، أتجول رفقة عزلتي. أصداء موال أمازيغي يكسر الهدوء والصمت، موال أشعلني حنينا، وذكريات أزمنة بعيدة، كما أحبت في أعماقي شعورا طالما تجاهلته، إنه الإحساس بالهوية وبالانتماء الأمازيغي، الإحساس والشعور الذي عبرت عنه مسرحيتي الجديدة التي أشرفت على النهاية "تاخزانت" (الخيمة) والتي من المنتظر أن تتبناها جمعية آفاق ببلدة الطين.
بلدة الطين: 04/07/1999
ثلاثة أحداث عشتها هذا اليوم:
* زفاف ابنة صديق
* ولادة بنت لصديق
* وفاة مفاجئ لجاري.
بلدة الطين: 02/05/2000
زيارة الروائي المغربي محمد برادة لثانوية الوحدة في إطار لقاء تواصلي مع تلاميذ السنة الثانية آداب عصرية، وحضر برفقته الكاتب المغربي إدموند عمران المليح، وأدباء آخرين، وساهمت في هذا اللقاء بمداخلة تحت عنوان: "أيهما العبد؟ أيهما السيد؟ صراع الراوي والناقد في رواية لعبة النسيان."،
كان اللقاء متميزا.. فقد أتاح للتلاميذ فرصة الالتقاء مباشرة مع مؤلف رواية مقررة في المنهاج الدراسي ويحاوروه، ويكتشفوا الجانب الخفي من العملية الإبداعية عموما، وفي لعبة النسيان خصوصا... وفي حوار هامشي مع إدموند عمران المليح أخبرني أنه زار بادة الطين مرتين بمناسبة الموسم السنوي الذي يقام بضريح سيدي مول البرج، أو سيد المخفي...
مدينة الدار البيضاء: 25/05/2000
في طريقي إلى مدينة الرباط، للمشاركة في حفل توقيع ديوان "شاعر في بطم الحون" للشاعر "عبد السلام. ح." اغتنمت الفرصة لأزور أختي بحي البرنوصي الذي قضيته فيه طفولتي ومراهقتي وجزء غير يسير من شبابي..
غادرت قرية الطين بعد حصولي على الشهادة الابتدائية في بداية السبعينات، ولم أغادر الحي إلا في الثمانينات بعد حصولي على شهادة الباكالوريا لأتابع دراستي بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش.
وأنا أمر بجوار ثانوية المختار السوسي، وأنا أعبر الشارع الرئيسي، وأنا أتأمل العمارة 43. التي كان لنا بها مسكنا وأصدقاء... تلوح لي أطياف وجوه كنت ألتقيها كل يوم، كنا نتقاسم كل شيء ونتساركها: الملابس، الجائر، السندويتشات... أذكر المصطفيان وكنت ثالثهم، حسن، إبراهيم... كنا نعشق فتاة واحدة... لقد تغير المكان، ومر الزمان، وغمرني شوق وحنين وحزن الافتقاد...
تجولت في الحي،
لقد تغيرت معالمه كثيرا، ولكن أحاسيسي اتجاهه لم يتغير... توازي في حجمها شعوري نحو بلدة الطين...
يتبع








.jpg)

