الشخصية المستقرة هي شخصية تجري فيها تعديلات وتشكلات لمواجهة
تزايد التوتر..
وأشد الطرق فاعلية لمواجهة تزايد التوتر أو منعه هو باستخدام
عمليات الأنا الثانية ـ (الجهاز التنفيدي للشخصية وهو يتحكم في "الهو" و "الأنا الأعلى")
ـ وهي تتألف من التفكير والاستدلال وحل المشكلة، تفكيرا واستدلالا حلا واقعيا. وفي
وسع الراشد أن يحل معظم المشكلات التي تواجهه بطريقة واقعية ومُرضية لو اكتسب خبرات
وتجارب كافية في حل المشكلات العقلية والمنطقية خلال العشرين سنة الأولى من حياته،
واكتمل له نضج عقلي.
ولكي تعمل العملية الثانية عملا فعالا ، يلزم ضبط شحنات الموضوع
الانفعالية في "الهو"، وشحنات المثل العليا في "الأنا الأعلى"،
وذلك بتكوين شحنات مضادة، وإلا لاتجهت هذه الشحنات الانفعالية نحو تشويه مبدأ الواقع
في "الأنا"، وذلك بخلطه بالتفكير المغرض ةالأخلاقي. زد على ذلك أنه لا بد
من وجود تيار من الطاقة متأهب لخدمة العمليات السيكولوجية من قبيل الإدراك، والذاكرة،
والحُكم، والتمييز، ما دامت العملية الثانية تستخدم هذه الوظائف ايتخداما فياضا.
إن الشخصية المستقرة هي الشخصية التي أقامت من خلال التعلم
والنضج، ميزانا أو توازنا بين الشحنات الانفعالية والشحنات المضادة. وتحدد المؤثرات
التي تقع على الشخصية في نموها هي وظيفة هذا الميزان. فطغيان الموانع والتهديدات والأخطار
والعقوبات وألوان الفشل والاغتصاب والاكراه والوعيد والاحباطات والقصور والإفلاس، تفضي
إلى شد أزر القوى العائقة في الشخصية. بينما غلبة النجاح والاشباع والانتصارات والملائمة
والإنجاز تعين على تكوين الشخصية الانفعالية. إن وجود شحنات مضادة قوية تزيد من مستوى
التوتر في الشخصية ما دامت تمنع الطاقة النفسية من التبدد. ومع ذلك، فبالرغم من وجود
توتر ماحوظ يمكن أن تكون الشخصية غاية في الاستقرار بقدر ما يكون هناك من توازن محفوظ
بين القوى. فبعض الناس الذين تثور أعصابهم فتكاد تتمزق في لحظة، لا يلبثون أن يسترجعوا
ثباتهم ويستعيدوا هدوءهم لأن القوى المضادة قد توازنت.
إن اشخصية المستقرة هي الشخصية التي تجد فيها الطاقة النفسية
طرائق ثابتة ودائمة نوعا ما، للتصريف من أجل إنجاز العمل السيكولوجي. ويحدد طبيعة هذا
العمل معرفة الخصائص البنائية والدينامية ل "الهو" و "الأنا" و
"الأنا الأعلى" بالتفاعل الجاري بينهما، بنمو كل منهما نموا مطردا.
...........................................................................................................
* أصول علم النفس الفرويدي. كلفن هال. ص 136-144 بتصرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.