ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم

رسائل


رسائل: "الرسالة (15): يدخل العام الجديد، وننتظر منه الجديد، ننتظر المزيد من الصحة والعافية، ننتظر المزيد من المحبة والمودة، ننتظر توقف الشر عن شره، ويوزع الخير خيره، ننتظر العدل والانصاف والمساواة...

coinautoslide

أحدث المواضيع

السبت، 27 يونيو 2015

استقرار الشخصية


تحدث أضخم تغيرات في الشخصية خلال العقدين الأولين من الحياة. فهذان العقدان هما الفترة التي يتم فيها نضج الشخص، إذ يتعلم التغلب على الاحباطات الخارجية والباطنية وألوان القصور الشخصي ويتكيف بها، ويكتسب عادات ومهارات ومعرفة، ويتجنب الألم ويدفع القلق، ويحصل على الموضوعات التي يهدف إليها، ويضمن الإشباع، ويعوض ما يفقده وما يحرمه وما يسلب منه، كما يحسم الصراعات. وفي نهاية هذه الفترة تحقق الشخصية ـ عادة ـ درجة ما من الاستقرار والتوازن.

وحين نتحدث عن الشخصية المستقرة فلسنا نعني ضمنا أن جميع الناس تنمو شخصياتهم على نفس النمط أو حتى على أنماط متماثلة. فهنالك عدد كبير من الأنواع المختلفة للشخصيات المستقرة. فالتوازن قد يقوم حول ميكانيزم دفاعي خاص مثل الكبت والاسقاط أو تكوين رد الفعل، أو قد يبنى على تقمص قوى خاصة مقلما يحدث حين يشكل شخص نفسه على نمط أحد والديه أو أحد إخوته أو أي بطل آخر يؤثره. وينجم الاستقرار أيضا عن نمو الانتقالات والتساميات والتراضيات المعتادة.

والأنماط والانتقالات والتراضيات المختلفة تبلغ في الواقع عددا لا حصر له كما يتضح ذلك حين تتأمل مبلغ تنوع وجوه النشاط عند الراشد. فثمة آلاف من الطرائق التي تشغل وقت المرء ..وليس ثمة فردان لهما من على الدقة نفس أنماط الاهتمامات والأذواق والتعلقات، ومع ذلك فكل منهما قد وصل إلى طريقة في الحياة تكفل له شيئا من الاستقرار.

كما أننا لا نعني بالشخصية المستقرة ما يطلق عليه الآخرون الشخصية الناضجة أو الصحيحة أو المتكيفة تكيفا طيبا أو المثالية. فكل هذه عبارات قد تصف أنماطا خاصة من الشخصيات المستقرة، ولكن أناسا كثيرين ينَمُّون الاستقرار دون أن يصبحوا ناضجين أو متكيفين. فقد يعتمد استقرارهم على تثبيتات وأعراض عصابية أو تهرُّبات ذُهانِيَة من عالم الواقع. فالمدمن على الخمور قد يكون مستقرا في طرائق، ومع ذلك فيصعب أن نقول إنه مُتَكيّف تكيفا طيبا.

فالشخصية التي يتميز صاحبها بالارتكاز إلى الغير أو بالامساك والتقتير قد تواصل نموها بدرجة عالية من الاطراد، لكنها لا يمكن أن تعتبر شخصية ناضجة. وكثير من الشخصيات المستقرة عَوَّقَ نموها مثل ذلك المراهق الذائم الذي لا ينمو البتة.

ومع أن تعبير "الشخصية المستقرة" قد يتضمن أن الراشد قد استقر به المطاف عند نظام رتيب لحياته، فإنه لا ينبغي أن يحمل هذا التعبير ذلك المعنى إلى القارئ..فالاستقرار لا يعني بالضرورة الافتقار إلى التنوع في حياة الإنسان،

ولا نعني بالشخصية المستقرة شخصية خالية من الاحباطات، وألوان القلق، أو أنواع التوترات الأخرى، فإن الحياة لا تخلو أبدا من التوتر، بل إن الشخصية المستقرة وهي شخصية  تجري فيها تعديلات وتشكلات لمواجهة تزايد التوتر. هذه التعديلات هي موضوع النص القادم......يتبع

...................................................................................................................................................................* أصول علم النفس الفرويدي. كلفن هال. 197. ص137-139 (بتصرف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.