المواريث الدينية لليونانيين القدماء ـ - 02 -
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم
المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا
ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس". الماهتما غاندي
عقيدة ديونيسوس
كان ديونيسوس إلها أرضيا من آلهة العالم السفلي، إلها للخمر واللذة والجنون
الماجن والخضرة. وكان له ارتباط وثيق أيضا بالقوة الإنجابية وعضو التناسل الذكري.
وغالبا ما يفرق تماما بين النشاط الهائج الماجن المنسوب لديونيسوس (المبدأ
الديونيسي) وبين النشاط المنظم العقلاني المتزن المنسوب للإله أبولو (المبدأ
الأبولي).وكان أعضاء الطوائف الديونيسية (او الطوائف الباخوسية) يسعون إلى الاتحاد
مع الإله من خلال تجارب النشوة. وكان عبدة ديونيسوس غالبا ما يلجأون لبلوغ نشوة
الهيجان العارمة للاستحواذ الإلهي عليهم إلى تعاطي الخمر واستخدام الموسيقى والرقص
أساليب لبلوغ تلك الحالة. ومن الجماعات التي اشتهرت بعبادة ديونيسوس كانت
"المينادات". والمينادات (واحدتها مينادة) طائفة سرية كلها من النساء.
الحركة الورفية:
يسود الاعتقاد بأن أورفيوس كان من منطقة ثْراس، وعاش فترة سابقة لهوميروس،
وقد جاء في إحدى التراجم أنه كان معلما دينيا ومصلحا متأثرا بعقيدة ديونيسوس، فأسس
نظاما دينيا جديدا عرف فيما بعد بالأورفية. غير أن العلماء والمؤرخين مازالو
مختلفين حول طبيعة الأورفية. وتتحدث الأساطير عن أورفيوس معتبرة أنه كان موسيقيا
ويتمتع بمزايا ربانية. وقد نسب إليه الفضل في تخفيف وحشية الأزمان السابقة بما
فيها عادة أكل لحوم البشر، وذلك بما حض عليه في تعاليمه الزراعية والدينية. وقد
ظهر أورفيوس في كثير من صوره، سواء في الرسوم الفنية أو على الأدوات الخزفية، ومعه
قيثارة أو كصانع معجزات. ويقال إن أورفيوس كان يمتلك القدرة على التنبؤ، وترويض
الحيوانات بواسطة موسيقاه السماوية. ودا ب أتباع أورفيوس على اعتبار التعاليم
المنسوبة إليه وحيا وقبلوها.
الفلسفة
اليونانية واللاهوت:
أكثر ما يميز تركة اليونانيين يكمن في إنجازاتهم الفلسفية، وكانوا العمود
التي قامت عليها الفلسفة التقليدية الأوربية بكاملها. فقد كانت لليونانيين
مقدرة متوثبة على التبصر والتميز فحققوا
إنجازات فائقة في الفلسفة وعلم النفس والعلوم واللاهوت، والكل يشكل منهجا واحدا من
البحث والتقصي عرف باسم فيلوسوفيا. أي محبة الحكمة. ولم يقتصر اهتمام كل الفلاسفة
اليونانان (فيتاغور- سقراط – أفلاطون – أرسطو ...) على مجال معين أو تخصصوا في
ميدان بذاته من ميادين المعرفة، وإنما أوجدوا نظرة شمولية كلية إلى العالم.
فالرياضيات والعلوم كانت بالنسبة للفيثاغوريين والأفلاطونيين، على سبيل المثال،
سبلا مقدسة لبلوغ التّبصّر الإلهي. وعلى الرغم من أن معظم المناحي الفلسفية اليونانية
كانت دقيقة صارمة المنطق والعقلانية فقد انتهت في أوجّها إلى اللاهوت، وحتى إلى
النشوة الوجدية.
العصر الإغريقي اليوناني الهليني:
استطاع الملك فيليب الثاني المقدوني (382-336 ق.م) ان يوحد اليونانيين
والمقدونيين، وعرف باسم اتحاد كورنثيا. ولم تعد المدن اليونانية دولا وكيانات
سياسية مستقلة قائمة بذاتها. وفي سنة 336 ق.م ورث الإسكندر الثالث المقدوني ،
تلميذ أرسطو، عن أبيه جيشا قويا، ومملكة شاسعة. وسرعان ما بدا يشن أكبر حملات
الفتح العسكري فوصل شرق الهند، وأسيا الصغرى، وسوريا ولبنان ومصر وبابل وفارس
وسيطر عليها، وفي مصر أنشأ مدينة الإسكندرية، ولقي تكريما وتوّج فرعونا. وقد
انتشرت الثقافة اليونانية بما فيها اللغة والمعايير التعليمية في الأراضي الشاسعة
التي فتحها.
.................................................................................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص 146-174. (بتصرف).
(يتبع)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.