في المغرب تستعمل كلمة اللوحة (مؤنث مجازي) للدلالة على الخشبة المسطحة التي يكتب عليها الطلبة في الكتاتيب القرآنية. أما كلمة اللوح (مذكر مجازي) فيطلق على التابوت، وهو قالب التراب المضغوط الذي يستعمل في بناء الجدران الطينية. واللوح أيضا في المعاجم العربية يعني العطش.
لا يخلو جامع ولا زاوية في بلدان المغرب العربي من لوح مستطيل الشكل، طول قاعدته السفلية أقل من قاعدته العلوية، مصنوع من أنواع كثيرة من الأشجار.
لصناعته يغطس اللوح في حمام ماء بارد بعيدا عن الشمس، لمدة ليلة كاملة من غير أن يتجاوز القدر الكافي لترطيبه، مخافة تلف اللوح وتصدّعه كما تفعل الشمس به، بعدها يؤتى بأحجار الصلصال المبللة ببعض الماء ليطلى بها اللوح شيئا فشيئا، حيث تأخذ عملية "الطلي اليدوية" قدرها من الوقت والجهد الفردي كتقليد ومهارة متوارثة، مما يسمح للصلصال بالتغلغل داخل مسمات ورقة اللوح، لتمتزج ريح الصلصال التراتبية مع عبق العرعار، وحينما ينتهي الطالب من مهمة طلي لوحته، يتركها في مكان لا تلحقها شمس ولا حرّ، كي تأخذ ذرات الصلصال تموضعها الذي يسمح بجريان "قلم الدويات" للكتابة.
يصنع اللوح من شجر العرعار أو الصفصاف الأرز أو البلوط أو الزيتون.. يسطح على شكل مستطيل أو مربع، الحجم يختلف بحسب مستوى الطلاب وأعمارهم.. والبعض يفضل أن يستعمل شجر الزيتون المباركة في صناعة اللوح لرمزيتها.. ورد ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات.
من الناحية التاريخية من الصعب تحديد بداية الكتابة على اللوح.
تسمية قطعة الخشب التي يكتب عليها الطلاب الآيات القرآنية باللوح يحمل دلالات رمزية، كما هو الحال بالنسبة للشجر الذي يصنع منه.
تلين وتصقل وتلمه لتسهل الكتابة عليها.. تغسل مرارا وتكرارا كلما انتهى الطلاب من الحفظ. ويعتقد أن شرب ماء اللوح يزيد من الرزق.
ويحمل الأطفال الألواح طلبا للمطر أثناء صلاة الاستسقاء متضرعين خاشعين ليسقي الله بهيمته وعبادة وينشر رحمته..
فكلمة ألواح ذكرت في القرآن الكريم واكتسبت دلالة قدسية. متمثلا قوله تعالى "وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها، سأريكم دار الفاسقين"
والقصد من ذلك إنما جعل مكانة عظيمة للفعل البشري المتعلق كونا بالوعد الإلهي لهم بحفظه لقوله "في لوح محفوظ".
قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
هناك نوعان من الألواح:
1.
الألواح السمخية: الذي يستعمل في الكتاتيب القرآنية لحفظ
القرآن وتعلم الكتابة السمخية.
2.
اللوح الإلهي المحفوظ: اللوح المحفوظ
هو مصطلح في العقيدة الإسلامية يدل، بشكل عام، على أداة حفظ بها الله مقادير الخلق
قبل أن يخلقهم وهو مستودعٌ لمشيئاته.
3. ألواح موسى وكتب الله لموسى في الألواح التوراة. وفي الحديث: " كانت من سدر الجنة طول اللوح اثنا عشر ذراعا"
إلى جانب دورها العملي في تعلم الخط وحفظ القرآن الكريم، تحضر "اللوحة" في مناسبات كثيرة دينية واجتماعية وثقافية وسياسية... لتؤدي وظيفتها الرمزية.
يتبع
تأملات وخواطر
في الكتابة السمخية
2/5.
أدوات الكتابة السمخية
2/5/3.
"الكرّاك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.