-01 -
كيف التعامل مع حاكم سيئ؟
كيف التعامل مع حاكم سيئ؟
أي شخص أو أشخاص من البشر يمكنه التأكد من أن القيود الأخلاقية على السلطة الملكية كانت مفروضة؟ من يستطيع ممارسة السلطة على ملك "سيئ"؟ في بيزنطة يبدو أنه لم تكن هناك مناقشة نظرية لهذه المسألة. وفي العالم الإسلامي كان أي تصرف ظالم من الخليفة أو إخفاقه في مراقبة المعايير المتفق عليها يعرضه للعقاب، مثل العديد من الذنوب، بالموت الفوري. وفي الإسلام المبكر، وفقا لبعض الطوائف اللاحقة، يمكن تنفيذ هذا الحكم من قبل أي مسلم، وكان اثنان من الخلفاء الأربعة الأوائل "الموجهان بشكل قويم" قد اغتيلا. لكن تجربة الاغتيالات وأعمال التمرد والحروب الأهلية أدت إلى مبدأ اللاعنف. وعلى المرء، وفقا لأغلبية السنة والشيعة الاثني عشرية، الاستعداد لتحمل جميع أواع مساوئ الحكم، بشرط محافظة الحاكم على ممارسة الإسلام، أو عدم إبطالها. حتى ابن تيمية، الذي سجن مرات عدة لنحدثه بحرية، دعم المبدأ، المؤيد من المدرسة الحنبلية، بوجوب طاعة السلطات العامة مادامت أوامرها لا تنافي الشريعة. وأعلن الغزالي القرار بشأن ما يجب عمله استنادا إلى تقدير التعقل السياسي: "إن السلطان الشرير والهمجي، مادام مدعوما بالقوة العسكرية، بحيث لا يمكن خلعه إلا بصعوبة فحسب، ويمكن لمحاولة خلعه أن تسبب صراعا مدنيا لا يمكن تحمله،يجب وفقا للضرورة أن يترك في السلطة، ويجب تأدية الطاعة إليه".
كان الجاحظ (توفي عام 868/869 م) بين القليلين جدا ممن ناقشوا أن على المجتمع (الأمة) خلع خليفة ظالم. ويعتمد نوع الإجراء الواجب اتخاذه، ثانية، على الظروف..ورأى الجويني (إمام الحرمين: القرن 11 م) أن الخليفة المهمل جدا، أو الذي لا يكون قادرا على جعل نفسه مطاعا، يجب خلعه، أو يمكن للمرء إعلان خلعه، بوصفه مجنونا. لكن إجراءات خلع خليفة لم تكن محددة أبدا..
لقد أعلن الفقهاء القانونيون المسلمون المواصفات التي تنتزع أهلية شخص ما من الخلافة، ويمكن أن يقدم أساسا لعزله..
وأخيرا، كان كل مسلم ملزما بتولي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". كان هذا يعني أن الأشخاص الدينيين مؤهلون، وفي الحقيقية ملزمون بالتحدث من دون خوف. كان الخلفاء يتعرضون غالبا للانتقاد من القادة الدينيين لإخفاقهم في الدعوة إلى الإسلام أو لتسامحهم مع الهرطقة أو الفلسفة أو المشروبات الكحولية. ومن جديد، لم تكن توجد إجراءات رسمية. كان ثمة فهم واسع الانتشار بأن "لفت الانتباه إلى عيوب الناس الآخرين يسيء إلى التضامن الاجتماعي. وعلى المرء أن يحافظ على المظاهر. وكانت التقية (السكوت عما يفكر المرء فيه حقا) أمرا موصى به.
في العالم الإسلامي ظلت العقوبات ضد الحاكم الظالم شكلية، وعمليا، غير قابلة للتحقيق إلا بالقوة. كان غياب الإجراءات المحددة هذا سمة مميزة للسياسة الإسلامية. وحاليا يقول الأصوليون إن تفاصيل أي دستور يمكن إيجادها حالما يتحرر القلب من الخضوع البشري ويخضع إلى حكم الله وحده. وعندئذ سيكون كل شيء على ما يرام. ويعتقد سيد قطب (1906/1966) "بأنها مسألة عديمة الأهمية...سواء كان للدولة الإسلامية شكل جمهوري أو أي شكل آخر من الحكم".
..........................................................................................
* الغرب والإسلام. عالم المعرفة. نوفبر 2012. ص 146 وما بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.