العصر الروماني
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم
المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا
ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
أسرار ديانة إيزيس
بحلول عام (146) قبل الميلاد كانت اليونان كلها ومقدونيا قد خضعت للسيطرة
الرومانية، وأصبحت الإلهة المصرية في تلك الفترة الإلهة العامة السائدة عند كثير
من اليونان والرومان. ولقيت إيزيس شعبية وانتشارا عند النساء خاصة وامتدت عبادتها
إلى إسبانيا. وعمد أتباع إيزيس إلى ممارسة طقوس دينية مختلفة بما فيها الاحتفالات
الكبرى التي يشارك فيها أتباع الدين بأدوار في مسرحية درامية تمثل قصة أوزيريس
وأحزان إيزيس. وفي القرن الثاني الميلادي وضع الكاتب الروماني لوسيوس أبوليوس
روايته "الحمار الذهبي" (المعروفة أيضا بعنوان التحوّل) كقصة رمزية عن
التحوّل الروحي المتاح لعبدة إيزيس. وفيها يصور الكاتب إيزيس على أنها قطعا
الإلهية الكونية الشاملة. ويكتب على لسانها:
"أنا الطبيعة، الأم الشاملة، سيدة كل العناصر والابنة الأولية
(البدئية) للزمن، وصاحبة السيادة على الأمور الروحية وملكة الموتى وملكة المخلدين
أيضا والتجلي الوحيد لكل الآلهة والإلهات". وبني لإيزيس معبد كبير في روما
خلال حكم الإمبراطور كاليغولا (38-41 م).
أفلوطين والمعتقدات الأفلاطونية المحدثة:
نشأ أفلوطين في مدينة الإسكندرية بمصر ثم انتقل إلى روما فيما بعد وأسس
هناك مدرسة للفلسفة هي مزيج مركب من الفكر الفلسفي اليوناني ومن فكر أفلاطون
وأرسطو والفلاسفة الرواقيين خاصة.وادعى بورفيري، تلميذ أفلوطين، أن "...الله
الذي ليس له شكل ولا هيئة ويفوق حدود العقل وكل ما هو مدرك، ظهر لهذا الرجل
الرباني الملهم (أفلوطين) مرة تلو المرة كلما تعمق بنفسه نحو الإله الأول والسامي
مندفعا بفكر الخاص.....
وصف أفلوطين الله بأنه ""الواحد" المكتفي (مكثف بذاته) أنه "الخيّر" الحقيقي. وتستند نظرية
أفلوطين الماورائية الغيبية إلى ما يوصف بالثالوث الأقنومي (أو طبقات الوجود
الثلاث) حيث يقدم "الواحد" على ما عداه باعتباره الحقيقة المطلقة، ويعرف
بأنه الأقنوم الأول. ومنه ينبعث وينشأ كل
شيء آخر. الأقنوم الثاني هو العقل أو الفكر. والأقنوم الثالث هو الروح والنفس.
ويصف أفلوطين رحلة الروح الإنسانية وارتقائها عبر الأقانيم أو مراتب الحقيقة بأنها
طريق الخلاص – الهروب من الوحيد إلى
المتوحد.
ظهور المسيحية:
اعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين (306-338 م) المسيحية ، وانتهى في زمن
حكمه اضطهاد السلطات الرومانية للمسيحيين. وأصبحت المسيحية في عهد الإمبراطورثيةدوسيوس
(379-395م.) دين الدولة الرسمي. وانطلاقا من عدائها للديانات "الوثنية"
قضت السلطات الرومانية المسيحية تدريجيا على الأديان السرية (في روما ومصر
واليونان) ونشرت المسيحية عن طريق التحول الجبري إليها واعتناقها في المنطقة
كلها..
...................................................................................................................
* تراثنا
الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص 168-171. (بتصرف). (يتبع)...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.