ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website خذ وقتك. في القراءة، لا داعي للسرعة المصطفى فرحات يرحب بكم
We Are Still Here Don't Worry be happy

coinautoslide

آخر الأخبار
أحدث المواضيع

وقفات شعرية: الوقفة (02)

وقفات شعرية: الوقفة (02): تصطدم الريحُ بالجسور // الجسور المعلقة في البحر // ترفع الريح جسدها // جسدها العالق بين الأمواج // تحلق عاليا // عاليا تنشدة قصيدة الأبدية // أنشودة الخلود // لحن الوجود. (ف.م)

cnmuSSlid

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

التراث الديني لأمريكا الوسط - 01 –

التراث الديني لأمريكا الوسط


- 01 –

" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".                                                           
     الماهتما غاندي
تقديم:
أمريكا الوسطى تسمية تطلق على المناطق الواقعة بين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وتشمل الطرف الجنوبي من أمريكا الشمالية من أواسط  المكسيك تقريبا إلى الهندوراس جنوبا. ومن المعتقد أن جماعات من القنّاصين الجامعين الذين يجمعون عذائهم من الطبيعة، هاجروا إلى أمريكا قبل 30.000 سنة قبل الميلاد عبر مضيق بيرنغ عندما كان ممرا يربط بين سيبيريا  والألسكا. ثم وصلوا في زحفهم جنوبا إلى حوض المكسيك قبل 20.000 سنة قبل الميلاد.
يقسم العلماء تاريخ أمريكا الوسطى الثقافي إلى ثلاث فترات على الأقل هي:
أولا: فترة التكوين أو ما قبل الفترة الكلاسيكية (نحو 2000 ق.م. ـ 250 م.)
ثانيا: الفترة الكلاسيكية التقليدية (نحو 250-900م.)
ثالثا: فترة ما بعد الكلاسيكية (900-1251م.)
ويتفق معظم العلماء على أن ثقافة أمريكا الوسطى الرفيعة نشأت مستقلة بمعزل عن نمو الثقافات وتطور الحضارات في أجزاء العالم الأخرى.
الأولْمَكْ: آباء حضارة أمريكا الوسطى:
شهدت فترة التكوين في أمريكا الوسطى مولد حضارة متقدمة قامت على تشييد مراكز وأمكنة الطقوس والاحتفالات وظهور كتابات هيروغليفية وصياغة نظم معقدة لحساب الزمن والتأريخ علاوة على شؤون مثيرة أخرى.
يتفق العلماء عموما على أن الأولمك طوروا نظاما مصنفا من الرموز والتعابير الرمزية الدينية، ما يعني أن الأيقونات أو التصاوير التي تمثل آلهة معينة .
وعلى الرغم من وعي العلماء بوجود فن أيقنة عند الأولمك وإدراكهم له، فإن الصور التي تمثلها تلك الأيقنة بحد ذاتها تفتح المجال أمام تفسيرات متضاربة. فالأشكال الطبيعية في تلك الصور قد يوحي بألوهية حلولية دنيوية (موجودة ضمن العالم الطبيعي) وعلوية (فائقة وراء العالم الطبيعي) في آن معا. فمن جهة، السمو العلوي توجيه إلى الحد الذي تتمثل فيه الأشكال الحيوانية المهجنة التي لا وجود لها. ومن الجهة الأخرى فإن الحلول يعبّر عنه من خلال إعادة تركيب الأشكال الطبيعية التي هي الأدوات التي تتجسد وتظهر من خلالها الآلهة.
توتيهواكان :(Teotihuacan) المكان الذي وُلدت فيه الآلهة
في الفترة الكلاسيكية (250 – 900.م)إذ شهدت تلك الفترة نشوء مدن كبيرة ذات هياكل وأنظمة سياسية معقدة، وكثيرا ما ضمّت تلك المدن معابد بنيت على شكل أهرام ضخمة، ومراكز احتفالية كانت تسن فيها الشرائع وتصاغ النصوص الدينية ثم تعلن على الملأ. ومن أشهر المباني في توتيهواكان وتعني المكان الذي تولد فيه الآلهة، كان هرم الشمس وهرم القمر وهرم كويتز الكوتل الأفعى ذات الريش.
المايا الكلاسيكية
مع أن حضارة المايا كانت قائمة قبل ألفي سنة، فقد بلغت ذروة انتعاشها وإبداعها في الفترة الكلاسيكية نحو (250 ـ 900 م.). من الناحية الجغرافية، انتشرت هذه الحضارة في المنطقة التي تشمل اليوم كلاّ من غواتيمالا وشبه جزيرة يوكاتان (حيث لا يزال المايا الأصليون يعيشون هناك حتى اليوم).
عثر العلماء على مخطوطات أصلية بكتابة المايا الهيروغليفية (تعرف حاليا بمخطوطة دريسدن ومخطوطة مدريد، ومخطوطة باريس ومخطوطة غرولير). ومن بين العناصر التي يحتويها كتاب المجمع (الذي يعتبر أيضا كتاب الخليقة) أسطورة المايا الخاصة بالخلق. وتبدأ قصة الخلق عند المايا، كما في كثير من الديانات الأخرى، بظلام هيولي لا شكل  ولا هيئة له يتألف من بحر وسماء، وتتولى الآلهة عملية الخلق من خلال أفكارها وكلماتها، وقيل إنه كلما خُلقت أشياء انتقلت من عتمة الظل إلى النور. والجدير بالذكر أن خلق الكائنات البشرية ذو أهمية خاصة عند الآلهة.
يُقدّم ذرّ بذور الكون وبزوغ فجره مثالا نموذجيا لكل ما تلى من خلق وابتكار وتغيير. ففي أساطير المايا أن البذور تبذر في الأرض كي تطلع نباتات. والأجرام السماوية تبذر تحت الأرض ليشرق فجرها في ظهورها، والبشر يبذرون في أرحام الأمهات ليطلع فجرهم في الحياة، ويبذر الموتى في العالم السفلي كي يشرقوا ومضات من النور في الظلام (أي النجوم).
الأزتك: مؤسسو تنوكتيتلان
نشأت مدينة تنوكتيتلان في نحو عام 1325 م. ويعرف مؤسسوها الآن بالأزتك، رغم أن تسميتهم الأصح هي المكسيكا. واسم الأزتك مشتق من كلمة "أزتلان" اسم المكان الأصلي الذي جاء منه المكسيكا (معناه "مالك الحزين" أو "البلشون"
بنى ألزتك في تنوكتيتلان مبنى هويتيوكالي أي "بيت الإله الكبير" الذي يعرف بالمعبد الأكبر. ويتألف المعبد الأكبر من هرم مزدوج يمثل مركز الكون. وبني على كل من قمتي الهرم مزار مقدس يمكن الوصول إليهما بدرجين منفصلين بنيا على سفح الهرم. وقد خصص المكان المقدس الشمالي لهويتزيلوبوكتلي (إله الشمس وإله الحرب) وخصص المعبد الجنوبي لتلالوك (إله المطر والخصوبة). وتعتبر الازدواجية التي يجسدها المعبد الأكبر عن الاعتقاد الشائع المتأصل في أمريكا الوسطى بأن الازدواجية، أو الثنوية موجودة في كل شيء.
إن الآلهة كلهم بالنسبة للمعتقد الديني الشعبي هم أبناء أوميتيوتل، غير أن النصوص المكتوبة بلغة الناهواتل (من لغات الأزدك) والمخطوطات القديمة تكشف أيضا عن أن التيتيو (الآلهة) الذين يظهرون في تفكير العلماء خنثويين جزئيا أو كليا أحيانا (لهم أعضاء الذكورة والأنوثة) يعتبرون منصفين كغيرهم من ظهورات الإله الثنوي الأسمى. أليست الحقيقة النهائية هي أمنا وأبانا، التي تهب الحياة في كل مكان وفي كل زمان، وهي في الواقع شكل جميل من أشكال مقاربة السر الغامض ـ ذلك السر الكامن وراء الريح والليل؟
غير أن المأساة التي تدعو للأسف الشديد هي أن الأشكال التي تناول بها الأزتك السر الغامض بما فيها من رمزية كلها تحطمت بوصول الغزاة الإسبان الفاتحين في 8 نوفمبر 1519م.

....................................................................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص 178-196. (بتصرف). (يتبع)...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

في المكتبات: الجزء الأول من كتابي "مقالات ومقاربات في النقد والشعر والسرد.

في المكتبات: الجزء الأول من كتابي "مقالات ومقاربات في النقد والشعر والسرد.
كتاب يتضمن مجموعة من المقالات والدراسات التي لها علاقة بتاريخ الحركة النقدية في المغرب عبر الأزمنة والأمكنة، كما يتضمن مجموعة من الدراسات في مختلف المجالات الإبداعية كالشعر والسرد والنقد، ويتضمن أيضا مقدمات لكتب أصدرها أصدقاء، وشهادات في حقهم بمناسبات مختلفة. ومما جاء في الجزء الأول والثاني من الكتاب: "عندما نرى إلى الكتابات التي تناولت الحركة النقدية بالمغرب سنلاحظ أن أغلب هذه الدراسات ـ على نذرتها ـ لا تكاد تتفق على تصور واحد أو على الأقل متقارب لتطور هذه الحركة في الزمان والمكان، ولكنها تكاد تتفق على أن هذه الحركة النقدية قطعت كل صلة لها بالتراث النقدي العربي والأندلسي ورسمت لها أفقا ومسارا مستقلا وجديدا.. من خلال الاستعراض لأهم مراحل الحركة النقدية بالمغرب اعتمادا على كتابات إدريس الناقوري، الميلودي العثماني، محمد العياشي، محمد بنيس يمن الخروج بمجموعة من الخلاصات: * أغلب هذه الكتابات نظرت إلى الكتابة النقدية التي اشتغلت على الشعر والقصة والرواية وأغفلت جانب المسرح والسينما. * غياب المصطلح المشنرك مما يسمح بالكثير من التأويلات والخلط. * غياب نظرة موحدة في عملية التاريخ وتحديد للمراحل التي مر منها النقد المغربي بدقة مما يؤثر سلبا على تطور الحركة النقدية المغربية. * اتفاق تام على أن النقد المغربي قطع صلته بالنقد العربي القديم. * ربط تطور الحركة النقدية المغربية بشقيقتها بالمشرق. * خلاصة القول إن مجمل الكتابات التي أرخت للحركة النقدية المغربية جاءت متواضعة ومدرسية، وهذا ما يدعوا إلى إعادة النظر في هذه الكتابات والبحث عن أرضية مشتركة صلبة تكون مرجعا للمهتمين بالنقد المغربي....

كتابي: "عادات وتقاليد بلدة ابزو" الرابط: https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D

كتابي: "عادات وتقاليد بلدة ابزو" الرابط: https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D
بحث اجتماعي - أنثروبولوجي: تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها: 1. تهتم بمنطقة لم تلق من العناية ما يكفي للتعريف بها وبما يزخر به تراثها من فنون وآداب وممارسات ثقافية واجتماعية، منظقة تكاد تكون من ضمن أكثر المناطق المنسية والمهمشة من لدن الدارسين والباحثين بالمغرب. 2. استعملت لغة وصقية بسيطة وسلسة استطاعت أن تنفذ إلى دقائق المواضيع وتفاصيلها، واستطاعت أن تجلو القيم والممبزات الخاصة التي يتميز بها مظهر من مظاهر الطقوس التعبدية والعقدية والاحتفالات والمواسم المعروفة لدى أهل المنطقة. 3. حاولت أن تحيط بكل التقاليد والطقوس المعروفة بالمنطقة، ومعالجتها عبر تصنيفها وتحديد جذورها وأفضيتها ووضعيتها الراهنة، وعبر الوقوف عند بعض عناصرها المميزة والخاصة. قسم الباحث كتابه إلى فصلين: الأول: الفضاءات المقدسة والطقوس المرافقة لها. الفصل الثاني: عادات وتقاليد. وقدم للكتاب بمقدمة يعرف فيها بمدينة ابزو ، وذيل البحث بكلاحق تشمل الخرائط والجداول والصور .s coutumes et les traditions de ses habitants.Ce présent ouvrage est une sorte de vpyage dans les lieux de la ville de Bzou; mais aussi dans ses environs. Il décrit le

عادات وتقاليد أهل ابزو في حلة جديدة

في المكتبات حاليا: كتابي: "تاريخ واد العبيد" : https://librairiealfia.com/index.php?route=product/pr

في المكتبات حاليا: كتابي: "تاريخ واد العبيد" : https://librairiealfia.com/index.php?route=product/pr
الكتاب هو عبارة عن دراسة معمقة ومفصلة لمجال نهر "واد العبيد". والاسم الأصلي لشرف الحساني يكتب عن كتابي: تاريخ واد العبيد" في جريدة: Le360 المصطفى فرحات يرصد في كتابه الجديد تاريخ واد العبيد في إطار الدراسات التاريخية المونوغرافية التي بات يحبل بها المغرب في السنوات القليلة الماضية، أصدر الباحث المصطفى فرحات كتاباً بعنوان « تاريخ واد العبيد » وهو عبارة عن دراسة تاريخية ترمم ذاكرة واد العبيد باعتباره من الوديان الهامة التي لعبت دوراً في تاريخ المنطقة. وبحسب الباحث، فإنّ « وادي العبيد يجري على طول 350 كلم من منبعه الأصلي حتى يلتقي بنهر أم الربيع بزاوية ترمسات قرب أولاد زيدوح واسمه الأصلي هو « أسيف نايت سخمان » نسبة لقبيلة أيت إسخمان بأزيلال والقريبة من منابعه. و« إيسخمان » كلمة أمازيغية يقابلها بالعربية « العبيد » ». وتأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يُسلطّ الضوء على تاريخ وادٍ لعب دوراً طليعياً بالنسبة لسكان المنطقة. سيما وأنّ البحث التاريخي لا يولي اهتماماً كبيراً لهذا النوع من الموضوعات التي تبق ذات قيمة بالنسبة للمؤرّخ، لأنّها تُتيح له إمكانية التعرّف على تحوّلات واد العبيد ومدى تأثيره من ناحية المحاصيل الزراعية ونسبة الماء الموجودة في الواد. وإلى حدّ الآن لا توجد كثيراً مثل هذه المؤلّفات البحثية التي تُعنى بالتاريخ الطبيعي للمغرب وترصد مختلف المراحل التي مرّ منها الواد داخل الفضاء. إنّ الكتابة عن هذه الفضاءات الصامتة والمنسيّة تُساهم بشكل كبير في بناء صورة بانورامية عن تاريخ هذه المنطقة وتساهم بوعي كبير في كتابة تاريخ جهوي يؤثر بطريقة تلقائية في التاريخ الوطني ككلّ.لنهر قبل تعريبه هو "أسيف نايت سخمان" نسبة لقبيلة أيت سخمان التي يمر منها. ويتضم الكتاب مجموعة من الفصول التي تناولت بالدراسة والتحليل المجال في أبعتده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية. قال عنه.

في المكتبات حاليا: كتابي: اليهود في ابزو : https://librairiealfia.com/index.php?route=product/produc

في المكتبات حاليا: كتابي: اليهود في ابزو : https://librairiealfia.com/index.php?route=product/produc
جاء في غلاف الكتاب" في سياق البحث عن حل للقضية التي تشعبت واتخذت بعدا سياسيا دوليا وجه اليهود رسالة إلى التجار اليهود في موانئ موجدور ومازاغان والدار البيضاء وإلى حاخامات فاس، والحاخام أفنير من فرنسا، والحاخام رفائيل بن تسور... وهذا مذكور في النداء الثاني لهؤلاء اليهود للسلطان. نقتبس من هذه الرسالة: إذا حدث أي شيء لحكامنا فإن جميع الجيران سوف يضايقوننا نحن، ونسأل أن تنظر إلينا برأفة ونسعى إلى تحقيق العدالة من الله، فمعظم اليهود الذين يعيشون في الجبال مع عائلاتهم يخشون أن يسرقوا، وإن حدث سوء فالمسؤولية على عاتق أولئك الذين شهدوا زورا ضد الوالي..." يتضمن الكتاب مقدمة و5 فصول وخاتمة. الفصل الأول: المقاربة الجغرافية والطبيعية والخلفية التاريخية والاجتماعية والثقافية. الفصل الثاني: الطائفة اليهودية في الأقاليم والقبائل المجاورة لابزو. ويتكون من 4 محاور: المحور الأول: معنى كلمة يهود ويهودية وهجرة اليهود إلى المغرب. المحور الثاني: اليهود في الأقاليم المجاورة لابزو. المحور الثالث: التواجد اليهود في ابزو وأماكن استقرارهم وعوامل الاستقرار. المحور الرابع: جانب من حياة اليهود الدينية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. الفصل الخامس. العلاقة بين اليهود وجيرانهم المسلمين...

كتابي: الجلابة البزيوية: ملكة الزي التقليدي في المغرب ورمز الهوية الوطنية. طبعة 2018

كتابي: الجلابة البزيوية: ملكة الزي التقليدي في المغرب ورمز الهوية الوطنية. طبعة 2018
تقديم. تعتبر بلدة ابزو من المناطق القليلة في المغرب التي تتمتع بالتنوع الثقافي والاجتماعي، تلاقت وتلاحقت وتقاطعت على جغرافيتها الثقافة الأمازيغية واليهودية والعربية وتعايشت هذه الثقافات عبر الأزمنة، وتفاعلت فيما بينها، بل وانصهرت في بعضها البعض كما هو الشأن بالنسبة للثقافة الأمازيغية العربية الشيء الذي أضفى هذه الثقافة خصوصيتها المحلية المميزة التي تعتبر إضافة نوعية للثقافة الوطنية وإثراء لها. خير مثال نسوقه في هذا الإطار هو الجلابة البزبوية. إذا كانت الجغرافية قد حفظت لهذه البلدة خصوصيتها المحلية، فإنها أيضا كانت ضحية لها، فنظرا لوجودها في الهامش فإنها لم تحض بالاهتمام الذي تستحقه من قبل الباحثين مما ساهم في ضياع وطمس موروثها الثقافي والحضاري. فالمعلومات القليلة التي وصلتنا عنها تشير إلى أنها لعبت أدوارا لا يستهان بها في تاريخ المغرب سياسيا واقتصاديا وعلى الخصوص الجانب الديني إلى درجة سميت معها ببلدة الصلحاء. هذه المعلومات، أو بالأحرى الإشارات المقتضبة عن بلدة ابزو في بعض الكتابات التاريخية والدينية والأدبية جاءت موجزة ومقتضبة ولا تسمح للباحث بتكوين نظرة شاملة حول البلدة، ولا تشبع تطلعاته وفضوله. فهذه التدوينات جاءت في مجملها عبارة عن ارتسامات تعبر عن الإعجاب بجمال طبيعة البلدة وكرم أهلها وبعض النتف عن تاريخها.. هذا البحث الذي أقدمه بين يدي القارئ يأتي استكمالا لمشروع بحثي أخذته على عاتقي يتمحور حول البلدة بهدف التعريف بها وبما تزخر به من مقومات طبيعية وبشرية وثقافية بإمكانها أن ترقى بالبلدة ـ إذا تم توظيفها بشكل ملائم ـ لتستعيد مكانتها الثقافية والحضارية التي حظيت بها في الأزمنة الماضية. وفي هذا الإطار أنجزت دراستين حول البلدة، الأولى بعنوان: "ابزو: محاولة لاستعادة الذاكرة المفتقدة." والثانية بعنوان: "عادات وطقوس أهل ابزو" وارتأيت أن تكون المنهجية التي قاربت بها موضوع الجلابة أو الجلباب البزيوي أن تكون متنوعة حتى تكون المقاربة شبه عامة تصف وتحلل وتفسر وتعلل كل الجوانب المرتبط بالموضوع. فوظفت المنهج التاريخي والاجتماعي والنفسي والسيميوطيقي... هذا التنوع في الأدوات المنهجية ليس اعتباطيا ولا اختياريا، بل أملته طبيعة البحث نفسه نظرا لتشعباته. أما فيما يخص الفرضية التي انطلق منها البحث فمفادها أن الجلابة البزيوية ما كانت لتحظى بالشهرة في الأوساط الاجتماعية باختلاف طبقاتها وانتماءاتها سواء في البلدة أو في عموم المغرب وحتى خارجه، واختيارها لباسا رسميا للمملكة، والرغبة المحمومة لدى العامة والخاصة، الفقراء والأغنياء لامتلاكها لولا تضافر جملة من العوامل البارزة، تاريخية وثقافية وحضارية واجتماعية وبشرية... وعوامل أخرى خفية، نفسية وروحية... وهذا البحث هو محاولة لإبراز دور هذه العوامل في ظهور وارتقاء وانتشار وشهرة هذا المنتج التقليدي الأصيل. أما الهدف الذي يتغياه هذا البحث فيتلخص في هدفين اثنين: الأول: ذاتي يتمثل في كونه استجابة لرغبة قديمة متجددة في إنجاز بحث متكامل حول الجلابة البزيوية، وبالتالي إضافة لبنة في المشروع الثقافي الذي أخذته على عاتقي. الثاني: موضوعي ويتجلى في إلقاء مزيد من الضوء على بلدة ابزو من خلال منتوج طالما اشتهرت به وما يزال يشكل عنوانها البارز في محاولة للكشف عن مصدر شهرتها، وسر تتويجها ملكة على الزي أو اللباس التقليدي المغربي. أما التحديات التي واجها البحث في الموضوع فهي كثيرة، ولكن يمكن إجمالها في عاملين: الأول: غياب المصادر والمراجع والوثائق التي تيسر البحث وتدلل الصعوبات فيما يتعلق بجمع المعلومات المرتبطة بالموضوع. فكل ما حصلنا عليه هي كتابات لا تخرج في مجملها عن إشارات عابرة أو تقارير صحفية للتعرف والإشهار، أو ربورتاجات تلفزيونية وحوارات صحفية وتعليقات آنية جلها يعتمد الوصف والتقرير، ويفتقد العمق في التحليل والضبط في التوثيق. الثاني: يتعلق بالمصطلحات التي وظفتها في هذا البحث والمتعلقة بالمفردات التقنية التي تسمى بها الأدوات المستعملة في إنتاج الجلابة أو مكوناتها، أو العمليات التي ترافق عملية النسج... فالمنطقة التي تنتشر فيها هذه الحرفة يتقاطع فيها العنصر العربي بالأمازيغي، هذا التقاطع نتج عنه ظاهرة التداخل اللغوي. فالنساجة الناطقة باللغة العربية تستعمل مفردات عربية وأمازيغية في نفس الآن، وهو ما يمكن ملاحظته في لغة النساجة الأمازيغية. ولتجاوز هذا الإشكال اخترنا أن نستعمل المصطلحين معا جنبا إلى جنب كلما اقتضت الضرورة ذلك علما أن "العربية في بزو كانت لغة ثانية." العنوان الذي اخترناه للبحث هو: الجلابة البزيوية: ملكة الزي التقليدي بالمغرب ورمز الهوية الوطنية. والبحث يشمل مقدمة وستة فصول الفصل الأول: الإطار العام الفصل الثاني: البعد الحرفي في الجلابة البزيوية ويتضمن: الفصل الثالث: البعد الجمالي والفني في الجلابة البزيوية رابعا: الأبعاد الرمزية في الجلابة البزيوية. الفصل الرابع: الجلابة البزيوية في الثقافة الشعبية والأدب الشعبي الفصل الخامس:البعد الاقتصادي والاجتماعي الفصل السادس: مشكل قطاع النسيج في البلدة وسبل تجاوزها خلاصة تركيبية.

google-maps-