التراث
الديني البوذي
- 03 –
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم
المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا
ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
إنكار
الذات
"الذات" من وجهة نظر البوذية هي مجرد مفهوم (أو فكرة وهمية تنسب)
لمجموعة من الكتل العضوية (الجسدية) والعقلية التي تتغير وما، وليس لها وجود أساسي
أو أزلي. والكتل الخمس أو (سكاندهات) التي تكوّن "الذات" هي مواد عضوية
وحواس جسدية ومفاهيم وتكوينات عقلية ونُتف من الوعي.
وعلى أي حال فإن تعاليم بوذا المعنية بإنكار الذات تتخطى الذات الشخصية أو
(الأنانية). فالعالم، من منظور بوذي، هو أيضا لا ذاتي، بمعنى أنه ليس مستقل لا
متغير، بل هو متغيّر دوما وغير ثابت وغير مادي أو ملموس، مثله مثل "ذات" أي شخص. والواقع أن الجهل بطبيعة الوجود، بما
في ذلك الذات، مصيره "دوكها"، أي المعاناة، طبقا لتعاليم بوذا.
مبدأ الفراغ أو الخلو
غالبا ما يتحدث البوذيون عن مستويين مختلفين للحقيقة، أحد هذين المستويين
للحقيقة تقليدي، وهو موجود بالنسبة لأولئك الذين لم يدركوا الطبيعة الحقيقية لكل
الأشياء. أما المستوى الثاني وهو الحقيقة المطلقة فيخص الحقيقة كما هي فعلا.
يقول بدأ الفراغ في التعاليم البوذية، من وجهة نظر الحقيقة المطلقة بأن
الحقيقة كلها فارغة أو خاوية (سنياتا)، بما في ذلك النيرفانا وتعاليم بوذا.
فالحقيقة طبقا لمبدأ الخواء، ليست مادية، بمعنى أنها لا توجد كشيء منفرد مستقل لا
متغير، وإنما هي خاوية خالية من الأساس ولا تبدو حقيقية إلا نتيجة للجهل
والاستخدام اللغوي الذي يجعلها مادية.
الحقائق النبيلة الأربعة
كانت الحقائق الأربع النبيلة أول ما علم بوذا بعد تنوره وبلوغه الإشراق
الروحين وهي أيضا أهم تعاليمه:
الحقيقة النبيلة الأولى: هي حقيقة العذابات أو الألم. فكل الكائنات،
بالضرورة، تتحمل ألم المعاناة أو التجارب غير المرضية (دوكها)ن ويحدث الألم خلال الولادة
والشيخوخة والمرض والوفاة. وتنشأ المعاناة عندما نرغب في أشياء ولا نقدر على
نوالها، ونعاني أيضا عندما نحصل على الأشياء التي نرغب فيها ونحاول الاحتفاظ بها
أو نمر بتجربتها من جديد.
الحقيقة النبيلة الثانية: تدل هذه الحقيقة على مصدر المعاناة وأصلها، وهي الرغبة
أو (الجشع). وينطوي هذا الجشع أساسا على الالتفات والتحول المادي عن جهل إلى الذات
الأنانية والتعلق بها. ويؤدي الإيمان بالذات الأنانية عموما إلى الطمع في الآخرين
والملذات الحسية والأشياء المادية والشهرة
وما شاكل. وبما أن كل الأشياء زائلة غير دائمة وغير مادية فإن الجشع والطمع بها
يؤدي حتما إلى المعاناة.
الحقيقة النبيلة الثالثة:
هي توقف الألم وزوال المعاناة. والمرء قادر على التخلص من الألم (دوكها)
بإزالة أسبابه، أي التخلص من الجشع والرغبة. و"الرغبة" في هذه الحال هي
الرغبات الأنانية عموما، بما فيها الرغبة في أن لا تكون رغبة أو شهوة.
الحقيقة النبيلة الرابعة:
هي الطريقة المؤدية إلى توقف المعاناة والألم. فإذا كانت الحقائق الثلاث
الأولى قد حددت التشخيص، أي الحالة الشاملة للمعاناة، فالحقيقة الرابعة إذا هي
علاج علة المعاناة، أي الطريقة والممارسة الروحانية التي تؤدي إلى
"نِيرْفَانا".
وللوصول إلى حالة النيرفانا (التحرر من المعاناة) لا بد من سلوك الطريقة
النبيلة الثمانيّة التي تشتمل ثمانية معتقدات أساسية متبادلة العلاقة وهي:
...............................................................................
* تراثنا الروحي.
مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص257-259. (بتصرف) (يتبع)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.