التراث
الديني البوذي
- 04 –
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم
المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا
ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
الطريقة النبيلة الثمانيّة
وللوصول إلى حالة النيرفانا (التحرر من المعاناة) لا بد من سلوك الطريقة
النبيلة الثمانيّة التي تشتمل ثمانية معتقدات أساسية متبادلة العلاقة وهي:
1. الفهم الصحيح. هذا يدل على الحاجة إلى إحراز فهم الحقائق
الكونية الثلاث: بوذا والدهارما (تعاليم بوذا) سانغْها (الطائفة التي تمارس
الديانة البوذية). والحقائق النبيلة الأربع عن طريق التجربة. وهو يعني أيضا أن على
المرء أن يميّز بواطل العالم وأوهامه والتأثير الضار للطمع والرغبات الأنانية.
وعلى الفرد أن ينعم النظر في الواقع بعقلية مشفقة متحررة من التعلق.
2. التفكير الصحيح. هذا يتطلب فهما واضحا للنوايا
الشخصية وإدراك الدوافع الحقيقية لأفكار الشخص ذاته وأفعاله. فالتفكير السليم
يساعد على استبدال الدوافع السلبية بغيرها الخيّرة.
3. الكلام الصحيح. يوصي هذا المعتقد بالحديث المنظم
المنضبط ورفض الباطل والنميمة والكلام التافه والأكاذيب وقسوة الكلام. فالحديث يجب
أن يكون مصدرا للشفقة واللطف لا سببا للمعاناة.
4. الفعل الصحيح. الأفعال شأنها شأن الأقوال يجب أن تكون
نافعة مفيدة ولا تكون مؤذية. فالعمل الصحيح ينطوي على خمسة مبادئ خلقية (للناس
العاديين) سيأتي ذكرها لاحقا.
5. وسائل العيش الصحيحة. تتطلب هذه الوسائل اتّباع سبيل
"أهِيمسا" (عدم العنف) عند اختيار أي مهنة. فمهنة البوذي يجب أن تكون
متفقة تماما مع المثُل البوذية بالنسبة لما يخص النماء الروحي ومعاملة الآخرين.
6. الجهد الصحيح. يستطيع المرء من خلال تعهده أمانيه
وتطلعه إلى ممارسة "دهارما" أن ينمي ميوله باتجاه الأفكار والأقوال
والأفعال الخيّرة بدلا من الحالات العقلية الضارة.
7. الوعي الصحيح. باعتبار الوعي الصحيح ميزة رئيسة من
مميزات الطريقة الثُّمانية، فهو يتطلب تنمية وعي متنبه للحالات الجسدية والعقلية
بما فيها الحواس والمشاعر والأفكار.
8. التركيز الصحيح. تعلّم هذه الخطوة أن المقوّمات
الأساسية للتركيز والتّبصّر تتأتى من خلال الممارسات التأملية. وفي النهاية،
يُبْتَرُ السيف الذي خلقته المعرفة الروحانية من بصيرة التأمّل، والجهل والرغبات
الأنانية من جذورها.
اللأخلاق
تحض التعاليم
البوذية أتباع الدين العاديين على التمسك والالتزام بخمسة مبادئ أو قواعد هي:
* الامتناع عن إيذاء أي كائن كان.
* الامتناع عن أخذ ما لا يعطى.
* الامتناع عن سوء السلوك الجنسي.
* الامتناع عن فاحش الكلام.
* الامتناع عن تناول المسكرات كالمخدرات والمشروبات
الروحية التي تضعف العقل.
هذه القواعد الخمس هي لبّ أساس الحياة البوذية. ويعرف الالتزام بهذه
المبادئ في "سانغْها" (المجتمع الرهباني) بمثابة قطع العهود الخمس (أو
التعهد بالقواعد الخمس).
ممارسة التأمل
تهذيب المزايا والأخلاق (سيلا) وتعهدها بالرعاية هما أساس ممارسة البوذية.
ويعمد البوذيون إلى ممارسو ألتأمل حرصا على زيادة الشفقة والتراحم وتعميق التركيز
والحكمة. وأهم الحالات العقلية التي يصير بلوغها عن طريق التأمل تسمّى
"البراهما ـ فيهارات" (Brahma-Viharas)، الأربع، أو المقامات،
أو المساكن، الأربعة الربانية. الأول هو "ميتا" (Metta)، وهو إيلاء الكائنات
كلها المحبة الشاملة والنية الحسنة. والمقام الثاني هو "كارونا" (Karuna)، الشفقة والرحمة لكل
الكائنات التي تقاسي وتتألم. والثالث هو "موديتا" (Mudita)، أي الفرح المتعاطف أو
مشاركة الآخرين السعادة. والرابع هو "أوبيكها"، (Uppekkha)، أي الحفاظ على
الاتزان والشجاعة رغم تقلبات الحياة. ويسود الاعتقاد عموما بأن المرء الذي يمارس
"ساماتها" سيتمكن من أن ينمي من خلالها قدرات وقوى عقلية فائقة. غير أن
بوذا يحذر من أن هذه القدرات النفسية القوية كثيرا ما تكون ملهيات تصرف الانتباه
عن طريق التنور والإشراق الروحي بدلا من أن تكون أدوات نافعة للتخلص من المعاناة.
......................................................................................................
* تراثنا
الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص260-265.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.