الديانة
اليانية (أو الجانيّة)
- 01 –
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم
المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا
ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
ليت جدول الصداقة المقدس يتدفق أبدا في قلبي.
ليت العالم ينعم بالرفاه، فتلك أمنيتي التي أهدهدها.
ليت قلبي يغني منتأى التافهين والقساة والمارقين، وتنهمر دموع الإشفاق من
عيني.
ليتني أكون دائما حشيا أنشودة البهجة لمرأى الفاضلين الأتقياء.
يا ليت حياتي تكون قربانا أقدّمه عند أقدامهم.
ليت قلبي ينزف لمراضرا هناك أري الطريق للتائهين على طريق الحياة.
ليتني أتحمل بصبر وأناة إذا لم يصغوا إليّ.
ليت روح الخير تعمر قلوبنا جميعا.
ليتنا نغني جميعا في جوقة واحدة نشيد الوئام وانسجام الإنسانية الأبدي.
صلاة يانية
تقديم
الديانة
اليانية، شأنها شأن الديانة البوذية لا تعترف بسلطة "الفيدات" (النصوص
المقدسة لمدارس المذاهب الهندوسية التقليدية السّت)ن كما يعترف بها الرهبان
البراهمين. وللديانة اليانية (أو الجانية) ارثها الخاص.
وتستمد الديانة الجانية اسمها من أصل سنسكريتي هو "جي ji"، التي تعني
"يفتح" أو "يقهر". واشتقاق كلمة جانيا أو يانيا يعني
"أتباع الفاتحين أو القاهريين". والفاتحون أو القاهرون هم المعلمون الروحانيون
الذين يجلهم اليانيون لأنهم قهروا كل أشكال التعلق الدنيوي وحرروا بذلك أنفسهم من
الوهم والضلال وبلغوا التنور والإشراق الروحي.
يتصور اليانيون عالما فيه ما لا يعد ولا يحصى من الكائنات الحبيسة في دورة
عودة الولادة. وتتوفر للكائنات التي تولد من جديد كبشر فرصة غير مسبوقة للتزود من
تعاليم "التيرثانكارات: (صانعي الجاول) وتعلم كيفية تنمية ضبط النفس وبلوغ
التحرر. ويعتقد اليانيون أن المرحلة الحالية من الحياة شهدت وجود أربعة وعشرين
تيرثانكارا. ويعرف الأخير منهم بأنه "ماهافيرا" (البطل العظيم. ومع أنه
ليس مؤسس الدين الياني،فقد ورث اليانيون حكمة كل التيرثانكارات السابقين من خلال
تعاليمه. ومما يدعو للاهتمام هو أن ماهافيرا وبوذا، ظهرا في شمال الهند وفي الفترة
الزمنية نفسها تقريبا، وقد رفض هذان المعلمان الدينيان مظاهر الديانة البراهمنية
التي سبقت ومهدت للديانة الهندوسية العصرية.
طاف ماهافيرا الهند في السنوات الثلاثين التي تلت وتجول في أرجائها معلما
روحانيا، ومات وله ثلاثة وسبعون عاما اختتمها ببلوغ "موكشا"، التحرر من
دورة الموت والولادة من جديد.
مبادئ الديانة اليانية
المظاهر المتعددة للحقيقة
الحقيقة ذات المظاهر أو الجوانب المتعددة، مبدأ من المبادئ التي تكون عماد
الديانة اليانية. وتسمى هذه الحقيقة "أنكانتافادا" (Anekantavada) لذا لا يمكن وصف كيان
أو كائن وصفا كاملا ما لم ينسب إليه ما يبدو خصائص قصرية مشتركة كليا أو خصائص
متناقضة.ويؤدي مبدأ تعدد المظاهر إلى فكرة الإثبات المؤهل، أو المسلم به. وهناك
سبعة إثباتات مسلم بها يمكن قولها متزامنة في آن معا رغم أنها تبدو متناقضة وهي:
من نواح ما إنه كائن،
من نواح ليس كائنا،
من نواح ما إنه كائن وليس كائنا معا،
من نواح ما إنه لا يوصف،
من نواح ما إنه كائن ولا يوصف،
من نواح ما إنه ليس كائنا ولا يوصف،
من نواح ما إنه كائن وليس كائنا ولا يوصف.
كانت فكرة تعدد الجوانب أحد المبادئ اليانية التي كان لها تأثير كبير خاص
على المهاتما غاند. وكتب غاندي عن الإخفاق في إدراك الحقيقة المتعددة الجوانب
قائلا:"إننا جميعا نفكر بما هو غير قابل للتفكير، ونصف ما لا يوصف، ساعين إلى
معرفة ما لايعرف، ولهذا السبب، يتعثر حديثنا، فهو غير كاف، وحتى متناقض
أحيانا..ولهذا السبب ندعو جميعا بصوت واحد إلها واحدا بأسماء مختلفة.."
..........................................................................................................................
* تراثنا
الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص277-282. (يتبع)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.