" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
تعتبر الأديان، بصفة عامة، أن الحقيقة المطلقة متجسدة في مستويات هرمية تعرف أحيانا بالسلسلة الكبرى للوجود. وقد قدم العالم هيوستن في كتابه Forgotten Truth (الحقيقة المنسية) عرضا شاملا لوجهة النظر هذه تُعرف بالفلسفة الدائمة. يقول سميث إن أديان العالم تضع علما عاما لطبائع الكائنات يتألف من أربعة مستويات هي:
1- الأرضي: (الحقيقة المنظورة، أو المادية التي هي مجال العلم بالاختبار والتجربة).
2- المتوسط: (النطاق بين الوجود المادي واللامادي، وهو مستوى الأرواح والآسورات (كائنات إلهية عند الهنود قديما) واليازاتات (آلهة الزردشت) والملائكة والأبالسة والأحلام).
3- السماوي: (مستوى الآلهة، أو الله، كما يتصوره الأسلوب الإيماني الإيجابي).
4- اللانهائي: (الإله الأكبر، المطلق، الذي لا يتغير، أساس كل الكائنات التي تفوق إدراك البشر).
ويسمو كل مستوى من مراتب الحقيقة فوق ما دونه لكنه يشمل أيضا المستوى الذي تحته، وهكذا فإن اللامتناهي حاضر وموجود في كل مستويات الحقيقة بما في ذلك كل فرد منا وفي داخلنا، وعلاوة على ذلك فإن مستويات الحقيقة تدل أيضا على مراتب المعرفة، أي أن المستويات العليا للوجود توازي المراتب العليا للعلم والمعرفة. وبتعبير أخر، إن وجود الإنسان لا ينظر إليه على أنه مجرد جسد مادي بل هو أيضا عقل ونفس وروح (تدل كل منها على مستوى مختلف من الوعي). ومن هذا المنظور، فالاعتقاد هو أن وعي الفرد وكنهه لا يفنيان بموت الجسد.
المعتقدات الدينية ، على وجه الإجمال، لا تنظر إلى الوجود على أنه بغير معنى وعشوائي، بل تراه شيئا ذا معنى ومغزى وغامض في نهاية المطاف، وتفترض الأديان أن الناس ليسوا مجرد كائنات مجتمعية مادية أو تاريخية، ولكنها كائنات روحية.
..........................................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص/ 29.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.